حقائب يد تدخل المزادات وتزيد قيمتها مع الزمن

متى تتحول الموضة إلى استثمار؟

حقيبة «بانثير دو كارتييه» من الجلد الطبيعي وتزينها سلسلة من الذهب الأصفر  ورأس نمر مرصع بالماس والزمرد يمكن أن يتحول إلى بروش   -  حقيبة كلاسيكية من جلد الأليغايتور باللون الليلكي من «ديلفو» وهي من الحقائب التي تورثها البلجيكيات لبناتهن  -  تعرف «كارتييه» عمومًا بمجوهراتها وساعاتها الفاخرة لكنها تطرح أيضًا حقائب تصب فيها كثيرًا من خبرتها في مجال المجوهرات تتجلى في عدة تفاصيل منها. هذه الحقيبة مثلاً يتوسطها تمساح من الذهب مرصع بالماس والزمرد يمكن استعماله منفردًا كبروش بينما يمكن استعمال السلسلة الذهبية كقلادة.  -  حقيبتا «كيلي» من «هيرميس» بلونين نادرين فضي وبرونزي طرحا في مزاد «كريستيز» بباريس في عام 2014 وحققا مبيعات تتعدى الـ20 ألف يورو
حقيبة «بانثير دو كارتييه» من الجلد الطبيعي وتزينها سلسلة من الذهب الأصفر ورأس نمر مرصع بالماس والزمرد يمكن أن يتحول إلى بروش - حقيبة كلاسيكية من جلد الأليغايتور باللون الليلكي من «ديلفو» وهي من الحقائب التي تورثها البلجيكيات لبناتهن - تعرف «كارتييه» عمومًا بمجوهراتها وساعاتها الفاخرة لكنها تطرح أيضًا حقائب تصب فيها كثيرًا من خبرتها في مجال المجوهرات تتجلى في عدة تفاصيل منها. هذه الحقيبة مثلاً يتوسطها تمساح من الذهب مرصع بالماس والزمرد يمكن استعماله منفردًا كبروش بينما يمكن استعمال السلسلة الذهبية كقلادة. - حقيبتا «كيلي» من «هيرميس» بلونين نادرين فضي وبرونزي طرحا في مزاد «كريستيز» بباريس في عام 2014 وحققا مبيعات تتعدى الـ20 ألف يورو
TT

حقائب يد تدخل المزادات وتزيد قيمتها مع الزمن

حقيبة «بانثير دو كارتييه» من الجلد الطبيعي وتزينها سلسلة من الذهب الأصفر  ورأس نمر مرصع بالماس والزمرد يمكن أن يتحول إلى بروش   -  حقيبة كلاسيكية من جلد الأليغايتور باللون الليلكي من «ديلفو» وهي من الحقائب التي تورثها البلجيكيات لبناتهن  -  تعرف «كارتييه» عمومًا بمجوهراتها وساعاتها الفاخرة لكنها تطرح أيضًا حقائب تصب فيها كثيرًا من خبرتها في مجال المجوهرات تتجلى في عدة تفاصيل منها. هذه الحقيبة مثلاً يتوسطها تمساح من الذهب مرصع بالماس والزمرد يمكن استعماله منفردًا كبروش بينما يمكن استعمال السلسلة الذهبية كقلادة.  -  حقيبتا «كيلي» من «هيرميس» بلونين نادرين فضي وبرونزي طرحا في مزاد «كريستيز» بباريس في عام 2014 وحققا مبيعات تتعدى الـ20 ألف يورو
حقيبة «بانثير دو كارتييه» من الجلد الطبيعي وتزينها سلسلة من الذهب الأصفر ورأس نمر مرصع بالماس والزمرد يمكن أن يتحول إلى بروش - حقيبة كلاسيكية من جلد الأليغايتور باللون الليلكي من «ديلفو» وهي من الحقائب التي تورثها البلجيكيات لبناتهن - تعرف «كارتييه» عمومًا بمجوهراتها وساعاتها الفاخرة لكنها تطرح أيضًا حقائب تصب فيها كثيرًا من خبرتها في مجال المجوهرات تتجلى في عدة تفاصيل منها. هذه الحقيبة مثلاً يتوسطها تمساح من الذهب مرصع بالماس والزمرد يمكن استعماله منفردًا كبروش بينما يمكن استعمال السلسلة الذهبية كقلادة. - حقيبتا «كيلي» من «هيرميس» بلونين نادرين فضي وبرونزي طرحا في مزاد «كريستيز» بباريس في عام 2014 وحققا مبيعات تتعدى الـ20 ألف يورو

لا يختلف اثنان على أن تداعيات الأزمة الاقتصادية على الموضة كانت كثيرة، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر تراجع المبيعات التي أدت بدورها إلى استقالة أو إقالة كثير من المصممين والرؤساء التنفيذيين وما شابه من أمور هزت عالم الموضة. في المقابل، كان هناك جانب إيجابي للأزمة تمثل في خلق الموضة استراتيجيات تصب في صالح الزبون. فمفهوم الترف الراقي الذي تُسوقه لنا بيوت أزياء مثل «هيرميس» و«شانيل» و«لويس فويتون» و«ديور» وغيرهم ممن يتسابقون لطرح حقائب يد فريدة من نوعها تحت شعار الحرفية و«صنع باليد» تغير بشكل واضح. فزبون الترف الحقيقي، كما يسميه البعض، لا يؤمن بالديمقراطية التي تروج لها بعض الأوساط منذ سنوات، بل يريد أن ينأى بنفسه عنها وكل ما هو دارج فيها، مفضلاً أزياء وإكسسوارات غير مستهلكة بغض النظر عن الثمن.
وهذا تحديدًا ما تُؤكده لائحة الانتظار التي تطول إلى أكثر من ستة أشهر للحصول على حقيبة «بيركن» من هيرميس. تؤكده أيضًا شعبية حقيبة شانيل 2.55 التي ارتفع سعرها بنسبة 230 في المائة خلال 12 عامًا الأخيرة، فيما تشير نتائج المزادات العالمية بدورها إلى أن حقائب اليد أصبحت تنافس الساعات والجواهر قيمة، حيث بيعت في شهر يونيو (حزيران) الماضي حقيبة «بيركن» مصنوعة من جلد تمساح هيمالاوي في مزاد هونغ كونغ بـ300 ألف دولار.
وجاء أن كريستيز تبيع ما بين 10 إلى 20 حقيبة سنويًا وتحقق نتائج مهمة قد تصل إلى 100 ألف دولار للحقيبة الواحدة. بحسب ماثيو روبنجير، رئيس قسم الحقائب في كريستيز فإن أكثر الأسماء التي تحافظ على قيمتها إلى جانب «هيرميس» و«شانيل» حقائب «فينتاج» بتصاميم معينة من «غوتشي» و«كريستيان ديور»، فيما تحظى حقائب تصدر بأعداد محدودة وتكون ثمرة تعاون مع فنانين باهتمام وإقبال أيضًا.
ويضيف أن أهم العناصر التي يبحث عنها هواة الاقتناء هي اسم الماركة، وندرة الحقيبة وجلدها إضافة إلى الدقة التي صنعت منها المسكات والمشابك وما شابهها من تفاصيل.
ويوضح ماثيو روبنجير لـ«الشرق الأوسط» أن انتعاش حقائب اليد يتزامن مع الأزمة الاقتصادية. هذه الأزمة حسب رأيه «غيرت النظرة إلى الموضة عمومًا وطريقة التعامل معها خصوصًا. ففي بداية الألفية نذكر انتشار ظاهرة الحقيبة «النجمة» التي كانت تتسابق عليها المرأة. مع الوقت بدأت تلاحظ أنها تفقد وهجها بعد موسم واحد أو اثنين على الأكثر، أي مع ظهور تصميم جديد. هذا التغيير الموسمي كان يؤثر على قيمة الحقيبة كما على الميزانية، ثم حصلت الأزمة الاقتصادية ونتج عنها انتعاش الحقيبة التي لا تتأثر بالزمن، بل العكس يمكن أن تزيد قيمتها كلما زادت قدمًا».
كان طبيعيًا أن تتسبب هذه الظاهرة في تراجع أهمية الحقيبة الموسمية لحساب حقيبة لا تؤثر عليها المواسم ويمكن للمرأة أن تورثها لبناتها. ولم لا وهي بتصميم فريد من نوعه وخامات نادرة ودرجات ألوان لم يعد بالإمكان التوصل إليها بسهولة في الوقت الحالي رغم كل التطورات التي تشهدها صناعة الموضة؟. فما يذكرنا به الخبير روبنجير أن معظم الحقائب التي تباع في المزادات تأتي بدرجات ألوان غير تقليدية، مثل حقيبة من «هيرميس» باللون الأزرق السفيري لا تشبه أي من الحقائب التي تطرحها الدار حاليًا في لونها، وحقيبة «بركين» بلون الفوشيا لم تُكرره الدار لحد الآن.
ورغم أن البعض لا يزال يشكك في قيمة الحقائب كاستثمار بعيد المدى مقارنة بالأحجار الكريمة والذهب، فإن دراسات حديثة تشير إلى أنها يمكن أن تنافس الذهب فعلاً. فهناك دراسة قامت بها «باغهانتر»، وهي مؤسسة إلكترونية متخصصة في حقائب اليد، تُفيد بأن قيمة بعض حقائب اليد أكبر وأقوى من قيمة الذهب، مستشهدة بحقيبة الـ«بيركين» من «هيرميس» التي لم تنخفض قيمتها أبدًا رغم تغير الأحوال الاقتصادية، بل ظلت صامدة في أسواق الأسهم والبورصة.
وتضيف الدراسة أن قيمة هذه الحقيبة شهدت ارتفاعًا بنسبة 500 في المائة على مدى 35 عامًا مقارنة باستثمارات في مجالات أخرى من شأنها أن تتعرض لتذبذبات الأسواق.
* لا ينصح الخبراء بشراء حقيبة جلدية ومن ماركة عالمية بنية الاستثمار فيها مستقبلاً، فالأولوية يجب أن تكون لحقيبة تُدخل السعادة على النفس في الوقت الحاضر وتناسب الذوق الشخصي أولاً، فهذه هي وظيفتها أساسًا لتأتي في المرتبة الثانية فكرة توريثها في المستقبل. فعملية الاستثمار ليست مضمونة 100 في المائة دائمًا حتى إذا كانت الحقيبة من جلد نادر ومرصعة بالمعادن والتفاصيل المبتكرة وربما الأحجار الكريمة. فدخول المزادات له عدة شروط نذكر منها:
- أن يكون كل ما فيها مميز عما هو مطروح في الأسواق من حيث التصميم والخامات.
- أن تكون معتقة، بمعنى ألا يقل عمرها عن 20 عامًا.
- ألا تكون قد طُرحت في الأسواق بأعداد كبيرة تجعلها مستهلكة.
- أن تكون مصنوعة من قطعة جلدية واحدة لا تحتاج إلى حياكتها بقطعة أخرى. فهذا ما يميز حقائب «هيرميس» ويبرر سعر حقيبتها «بيركين» التي يصل حجمها لـ40 سنتمتر من جلد التمساح. فهي من الحقائب النادرة للغاية.
* المتابع لأحول الموضة يُلاحظ أن صناعة الحقائب أصبحت تجارة مُربحة منذ أواخر السبعينات وبداية الثمانينات، لكنها لم تصل إلى مستوى الاستثمار إلا في العقد الأخير تقريبًا حسب مؤشر الأسهم الذي يشير إلى أنها ارتفعت بنسبة 8 في المائة ما بين عامي 2004 و2016. خلال هذه السنوات، بزغ نجم حقيبة «شانيل» الأيقونية 2.55 التي يمكن الحصول عليها من أي مزاد علني حاليا بسعر يقدر بـ5 آلاف دولار مقارنة بعام 2004 حين كان سعرها 1500 دولار فقط. فبينما تستمد حقيبة «بيركن» قوتها وقيمتها من عددها المحدود، فإن حقيبة «شانيل» ورغم أنها شائعة ومتوفرة حافظت على سحرها بفضل تصميمها والقصص التي تنسجها الدار حولها بشكل دائم. فصورتها لم تتأثر حتى بعد أن تم تقليدها واستنساخها على مستوى العالم، وحتى بعد أن مرت عدة عقود على ولادتها، حيث صممت أول مرة في عام 1955.
هذه الجاذبية التي لا تعترف بزمن هي التي يُعول عليها صناع الإكسسوارات، وعلى رأسهم دار «هيرميس» التي لا تزال حقائبها على رأس القائمة في المزادات. فقد نجحت الدار الفرنسية أن تخلق استراتيجية تعتمد على طرح عدد جد محدود تبرره بأن التوافق بقطعة جلد نادرة لا تشوبها شائبة يحتاج إلى وقت، كذلك صنعها وتنفيذها الذي يتم باليد ويمكن أن يستغرق أسابيع عدة، فيما يراه البعض استراتيجية ذكية لإشعال الرغبة فيها أكثر.
فحقيبة الـ«بيركن» العادية مثلا تباع بنحو 6 آلاف جنيه إسترليني، ومع ذلك فإن لائحة الانتظار عليها تصل إلى سنوات أحيانًا، بينما يكون الحصول عليها في المزادات بمثابة الفوز بصيد ثمين حسب الخبراء.



الأقمشة تبرز لاعباً أساسياً في أزياء المساء والسهرة هذا الموسم

الممثلة الأميركية أوبري بلازا في جاكيت توكسيدو وقبعة من المخمل تتدلى منها ستارة من التول (دولتشي أند غابانا)
الممثلة الأميركية أوبري بلازا في جاكيت توكسيدو وقبعة من المخمل تتدلى منها ستارة من التول (دولتشي أند غابانا)
TT

الأقمشة تبرز لاعباً أساسياً في أزياء المساء والسهرة هذا الموسم

الممثلة الأميركية أوبري بلازا في جاكيت توكسيدو وقبعة من المخمل تتدلى منها ستارة من التول (دولتشي أند غابانا)
الممثلة الأميركية أوبري بلازا في جاكيت توكسيدو وقبعة من المخمل تتدلى منها ستارة من التول (دولتشي أند غابانا)

في عالم الموضة هناك حقائق ثابتة، واحدة منها أن حلول عام جديد يتطلب أزياء تعكس الأمنيات والآمال وتحتضن الجديد، وهذا يعني التخلص من أي شيء قديم لم يعد له مكان في حياتك أو في خزانتك، واستبدال كل ما يعكس الرغبة في التغيير به، وترقب ما هو آتٍ بإيجابية وتفاؤل.

جولة سريعة في أسواق الموضة والمحال الكبيرة تؤكد أن المسألة ليست تجارية فحسب. هي أيضاً متنفس لامرأة تأمل أن تطوي صفحة عام لم يكن على هواها.

اقترح المصمم رامي علي لربيع وصيف 2025 قطعاً متنوعة كان فيها التول أساسياً (رامي علي)

بالنسبة للبعض الآخر، فإن هذه المناسبة فرصتهن للتخفف من بعض القيود وتبني أسلوب مختلف عما تعودن عليه. المتحفظة التي تخاف من لفت الانتباه –مثلاً- يمكن أن تُدخِل بعض الترتر وأحجار الكريستال أو الألوان المتوهجة على أزيائها أو إكسسواراتها، بينما تستكشف الجريئة جانبها الهادئ، حتى تخلق توازناً يشمل مظهرها الخارجي وحياتها في الوقت ذاته.

كل شيء جائز ومقبول. المهم بالنسبة لخبراء الموضة أن تختار قطعاً تتعدى المناسبة نفسها. ففي وقت يعاني فيه كثير من الناس من وطأة الغلاء المعيشي، فإن الأزياء التي تميل إلى الجرأة والحداثة اللافتة لا تدوم لأكثر من موسم. إن لم تُصب بالملل، يصعب تكرارها إلا إذا كانت صاحبتها تتقن فنون التنسيق. من هذا المنظور، يُفضَّل الاستثمار في تصاميم عصرية من دون مبالغات، حتى يبقى ثمنها فيها.

مع أن المخمل لا يحتاج إلى إضافات فإن إيلي صعب تفنن في تطريزه لخريف وشتاء 2024 (إيلي صعب)

المصممون وبيوت الأزياء يبدأون بمغازلتها بكل البهارات المغرية، منذ بداية شهر أكتوبر (تشرين الأول) تقريباً، تمهيداً لشهري نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول). فهم يعرفون أن قابليتها للتسوق تزيد في هذا التوقيت. ما يشفع لهم في سخائهم المبالغ فيه أحياناً، من ناحية الإغراق في كل ما يبرُق، أن اقتراحاتهم متنوعة وكثيرة، تتباين بين الفساتين المنسدلة أو الهندسية وبين القطع المنفصلة التي يمكن تنسيقها حسب الذوق الخاص، بما فيها التايورات المفصلة بسترات مستوحاة من التوكسيدو أو كنزات صوفية مطرزة.

بالنسبة للألوان، فإن الأسود يبقى سيد الألوان مهما تغيرت المواسم والفصول، يليه الأحمر العنابي، أحد أهم الألوان هذا الموسم، إضافة إلى ألوان المعادن، مثل الذهبي أو الفضي.

المخمل كان قوياً في عرض إيلي صعب لخريف وشتاء 2024... قدمه في فساتين وكابات للرجل والمرأة (إيلي صعب)

ضمن هذه الخلطة المثيرة من الألوان والتصاميم، تبرز الأقمشة عنصراً أساسياً. فكما الفصول والمناسبات تتغير، كذلك الأقمشة التي تتباين بين الصوف والجلد اللذين دخلا مناسبات السهرة والمساء، بعد أن خضعا لتقنيات متطورة جعلتهما بملمس الحرير وخفته، وبين أقمشة أخرى أكثر التصاقاً بالأفراح والاحتفالات المسائية تاريخياً، مثل التول والموسلين والحرير والمخمل والبروكار. التول والمخمل تحديداً يُسجِّلان في المواسم الأخيرة حضوراً لافتاً، سواء استُعمل كل واحد منهما وحده، أو مُزجا بعضهما ببعض. الفكرة هنا هي اللعب على السميك والشفاف، وإن أتقن المصممون فنون التمويه على شفافية التول، باستعماله في كشاكش كثيرة، أو كأرضية يطرزون عليها وروداً وفراشات.

التول:

التول كما ظهر في تشكيلة المصمم رامي علي لربيع وصيف 2025 (رامي علي)

لا يختلف اثنان على أنه من الأقمشة التي تصرخ بالأنوثة، والأكثر ارتباطاً بالأفراح والليالي الملاح. ظل طويلاً لصيقاً بفساتين الزفاف والطرحات وبأزياء راقصات الباليه، إلا أنه الآن يرتبط بكل ما هو رومانسي وأثيري.

شهد هذا القماش قوته في عروض الأزياء في عام 2018، على يد مصممين من أمثال: إيلي صعب، وجيامباتيستا فالي، وسيمون روشا، وهلم جرا، من أسماء بيوت الأزياء الكبيرة. لكن قبل هذا التاريخ، اكتسب التول شعبية لا يستهان بها في القرنين التاسع عشر والعشرين، لعدد من الأسباب مهَّدت اختراقه عالم الموضة المعاصرة، على رأسها ظهور النجمة الراحلة غرايس كيلي بفستان بتنورة مستديرة من التول، في فيلم «النافذة الخلفية» الصادر في عام 1954، شد الانتباه ونال الإعجاب. طبقاته المتعددة موَّهت على شفافيته وأخفت الكثير، وفي الوقت ذاته سلَّطت الضوء على نعومته وأنوثته.

التول حاضر دائماً في تشكيلات المصمم إيلي صعب خصوصاً في خط الـ«هوت كوتور» (إيلي صعب)

منذ ذلك الحين تفتحت عيون صناع الموضة عليه أكثر، لتزيد بعد صدور السلسلة التلفزيونية الناجحة «سيكس أند ذي سيتي» بعد ظهور «كاري برادشو»، الشخصية التي أدتها الممثلة سارة جيسيكا باركر، بتنورة بكشاكش وهي تتجول بها في شوارع نيويورك في عز النهار. كان هذا هو أول خروج مهم لها من المناسبات المسائية المهمة. كانت إطلالة مثيرة وأيقونية شجعت المصممين على إدخاله في تصاميمهم بجرأة أكبر. حتى المصمم جيامباتيستا فالي الذي يمكن وصفه بملك التول، أدخله في أزياء النهار في تشكيلته من خط الـ«هوت كوتور» لعام 2015.

إطلالة من خط الـ«كروز» لدار «ديور» استعملت فيها ماريا غراتزيا تشيوري التول كأرضية طرزتها بالورود (ديور)

ما حققه من نجاح جعل بقية المصممين يحذون حذوه، بمن فيهم ماريا غراتزيا تشيوري، مصممة دار «ديور» التي ما إن دخلت الدار بوصفها أول مصممة من الجنس اللطيف في عام 2016، حتى بدأت تنثره يميناً وشمالاً. تارة في فساتين طويلة، وتارة في تنورات شفافة. استعملته بسخاء وهي ترفع شعار النسوية وليس الأنوثة. كان هدفها استقطاب جيل الشابات. منحتهن اقتراحات مبتكرة عن كيفية تنسيقه مع قطع «سبور» ونجحت فعلاً في استقطابهن.

المخمل

إطلالة من خط الـ«كروز» لدار «ديور» اجتمع فيها المخمل والتول معاً (ديور)

كما خرج التول من عباءة الأعراس والمناسبات الكبيرة، كذلك المخمل خرج عن طوع الطبقات المخملية إلى شوارع الموضة وزبائن من كل الفئات.

منذ فترة وهو يغازل الموضة العصرية. في العام الماضي، اقترحه كثير من المصممين في قطع خطفت الأضواء من أقمشة أخرى. بملمسه الناعم وانسداله وألوانه الغنية، أصبح خير رفيق للمرأة في الأوقات التي تحتاج فيها إلى الدفء والأناقة. فهو حتى الآن أفضل ما يناسب الأمسيات الشتوية في أوروبا وأميركا، وحالياً يناسب حتى منطقة الشرق الأوسط، لما اكتسبه من مرونة وخفة. أما من الناحية الجمالية، فهو يخلق تماوجاً وانعكاسات ضوئية رائعة مع كل حركة أو خطوة.

تشرح الدكتورة كيمبرلي كريسمان كامبل، وهي مؤرخة موضة، أنه «كان واحداً من أغلى الأنسجة تاريخياً، إلى حد أن قوانين صارمة نُصَّت لمنع الطبقات الوسطى والمتدنية من استعماله في القرون الوسطى». ظل لقرون حكراً على الطبقات المخملية والأثرياء، ولم يُتخفف من هذه القوانين إلا بعد الثورة الصناعية. ورغم ذلك بقي محافظاً على إيحاءاته النخبوية حتى السبعينات من القرن الماضي. كانت هذه هي الحقبة التي شهدت انتشاره بين الهيبيز والمغنين، ومنهم تسلل إلى ثقافة الشارع.

يأتي المخمل بألوان غنية تعكس الضوء وهذه واحدة من ميزاته الكثيرة (إيلي صعب)

أما نهضته الذهبية الأخيرة فيعيدها الخبراء إلى جائحة «كورونا»، وما ولَّدته من رغبة في كل ما يمنح الراحة. في عام 2020 تفوَّق بمرونته وما يمنحه من إحساس بالفخامة والأناقة على بقية الأنسجة، وكان الأكثر استعمالاً في الأزياء المنزلية التي يمكن استعمالها أيضاً في المشاوير العادية. الآن هو بخفة الريش، وأكثر نعومة وانسدالاً بفضل التقنيات الحديثة، وهو ما جعل كثيراً من المصممين يسهبون فيه في تشكيلاتهم لخريف وشتاء 2024، مثل إيلي صعب الذي طوعه في فساتين و«كابات» فخمة طرَّز بعضها لمزيد من الفخامة.

من اقتراحات «سكاباريللي» (سكاباريللي)

أما «بالمان» وبرابال غورانغ و«موغلر» و«سكاباريللي» وغيرهم كُثر، فبرهنوا على أن تنسيق جاكيت من المخمل مع بنطلون جينز وقميص من الحرير، يضخه بحداثة وديناميكية لا مثيل لها، وبان جاكيت، أو سترة مستوحاة من التوكسيدو، مع بنطلون كلاسيكي بسيط، يمكن أن ترتقي بالإطلالة تماماً وتنقلها إلى أي مناسبة مهمة. الشرط الوحيد أن يكون بنوعية جيدة حتى لا يسقط في خانة الابتذال.