معارك ريف الرقة تشتد و«داعش» يعزز الجبهات بـ900 مقاتل

«داعش» يعزز الجبهات بـ900 مقاتل (أ.ب)
«داعش» يعزز الجبهات بـ900 مقاتل (أ.ب)
TT

معارك ريف الرقة تشتد و«داعش» يعزز الجبهات بـ900 مقاتل

«داعش» يعزز الجبهات بـ900 مقاتل (أ.ب)
«داعش» يعزز الجبهات بـ900 مقاتل (أ.ب)

تدور معارك بالقرب من مدينة الطبقة ومطارها العسكري في ريف الرقة الغربي في شمال سوريا منذ أمس الثلاثاء إثر هجمات مضادة لتنظيم داعش على مواقع تقدم قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة، والتي تستعد لمهاجمة مدينة الرقة التي تعتبر المعقل الرئيسي لـ«التنظيم»، الذي سحب نحو 900 مقاتل منها ليعزز بهم جبهات ريف المدينة.
وتندرج السيطرة على مدينة الطبقة وسد الفرات المحاذي لها في إطار حملة «غضب الفرات» التي بدأتها قوات سوريا الديمقراطية (تحالف فصائل عربية وكردية) في نوفمبر (تشرين الثاني) لطرد تنظيم داعش من مدينة الرقة.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لوكالة «الصحافة الفرنسية» إن «داعش» شن هجمات مضادة ضد قوات سوريا الديمقراطية لاستنزافها في محيط مطار الطبقة العسكري، ومدينة الطبقة المجاورة التي لا تزال تحت سيطرة التنظيم، فيما تسعى قوات سوريا الديمقراطية إلى «تثبيت نقاط وجودها حول المطار العسكري لتحصينه» بعد يومين على طرد التنظيم منه.
وبدأ «داعش» هجومه بإرسال سيارة مفخخة مستهدفة قوات سوريا الديمقراطية المتمركزة بالقرب من المطار، بحسب ما أفاد الذراع الإعلامي للتحالف. واندلعت اشتباكات عنيفة، إلا أن قوات سوريا الديمقراطية صدت الهجوم وتمكنت من مصادرة ذخيرة ومستودعات صواريخ تابعة لتنظيم داعش، بحسب صور نشرتها تلك القوات.
وتعد مدينة الطبقة على الضفاف الجنوبية لنهر الفرات أحد معاقل التنظيم ومقراً لأبرز قادته، وهي تبعد نحو 50 كيلومتراً غرب مدينة الرقة. وبالإضافة إلى مدينة الطبقة، تسعى قوات سوريا الديمقراطية حالياً إلى طرد «التنظيم» من سد الفرات، أكبر سد في سوريا ويعرف أيضاً بـ«سد الطبقة».
ودارت خلال الأيام الماضية اشتباكات عند المدخل الشمالي لسد الفرات تمكنت قوات سوريا الديمقراطية إثرها من دخول مجمع السد من مدخله الشمالي، وهو مجمع مترامي الأطراف، من دون أن تتقدم أكثر. ولا يزال جسم السد بحد ذاته والجزء الأكبر من المجمع تحت سيطرة «داعش».
ومنذ بدء عملية الرقة، تمكنت قوات سوريا الديمقراطية من إحراز تقدم نحو المدينة وقطعت طرق الإمداد الرئيسية لـلمتطرفين كافة من الجهات الشمالية والغربية والشرقية. وتوجد قوات سوريا الديمقراطية على بعد 26 كيلومتراً شمال الرقة و18 كيلومتراً شرقها و29 كيلومتراً غربها، أما أقرب نقطة لها منه فتقع على بعد ثمانية كيلومترات شمال شرقي المدينة.
ولم يبق أمام «داعش» سوى ريف المحافظة الجنوبي وغالبيته منطقة صحراوية. كما لا يمكنهم الفرار جنوباً إلا عبر قطع نهر الفرات بالزوارق من مدينة الرقة التي تقع على ضفته الشمالية.
وأفاد المرصد عن إرسال التنظيم تعزيزات عبارة عن «نحو 900 مقاتل» من مدينة الرقة إلى جبهات القتال حولها.
وبحسب عبد الرحمن، تدور حالياً معارك على كل الجبهات المحيطة بالمدينة غالبيتها نتيجة هجمات مضادة للتنظيم. وتترافق المعارك مع غارات «لا تتوقف» للتحالف الدولي.



ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
TT

ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)

تبنّت الجماعة الحوثية إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من اعترافها بتلقي ثلاث غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

وفي حين أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض الصاروخ الحوثي، يُعد الهجوم هو الثاني في السنة الجديدة، حيث تُواصل الجماعة، المدعومة من إيران، عملياتها التصعيدية منذ نحو 14 شهراً تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

وادعى يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، في بيان مُتَلفز، أن جماعته استهدفت بصاروخ فرط صوتي من نوع «فلسطين 2» محطة كهرباء «أوروت رابين» جنوب تل أبيب، مع زعمه أن العملية حققت هدفها.

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان، أنه «بعد انطلاق صفارات الإنذار في تلمي اليعازر، جرى اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن قبل عبوره إلى المناطق الإسرائيلية».

ويوم الجمعة الماضي، كان الجيش الإسرائيلي قد أفاد، في بيان، بأنه اعترض صاروخاً حوثياً وطائرة مُسيّرة أطلقتها الجماعة دون تسجيل أي أضرار، باستثناء ما أعلنت خدمة الإسعاف الإسرائيلية من تقديم المساعدة لبعض الأشخاص الذين أصيبوا بشكل طفيف خلال هروعهم نحو الملاجئ المحصَّنة.

وجاءت عملية تبنِّي إطلاق الصاروخ وإعلان اعتراضه، عقب اعتراف الجماعة الحوثية باستقبال ثلاث غارات وصفتها بـ«الأميركية البريطانية»، قالت إنها استهدفت موقعاً شرق مدينة صعدة، دون إيراد أي تفاصيل بخصوص نوعية المكان المستهدَف أو الأضرار الناجمة عن الضربات.

مقاتلة أميركية على متن حاملة طائرات في البحر الأحمر (أ.ب)

وإذ لم يُعلق الجيش الأميركي على الفور، بخصوص هذه الضربات، التي تُعد الأولى في السنة الجديدة، كان قد ختتم السنة المنصرمة في 31 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، باستهداف منشآت عسكرية خاضعة للحوثيين في صنعاء بـ12 ضربة.

وذكرت وسائل الإعلام الحوثية حينها أن الضربات استهدفت «مجمع العرضي»؛ حيث مباني وزارة الدفاع اليمنية الخاضعة للجماعة في صنعاء، و«مجمع 22 مايو» العسكري؛ والمعروف شعبياً بـ«معسكر الصيانة».

106 قتلى

مع ادعاء الجماعة الحوثية أنها تشن هجماتها ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، في سياق مناصرتها للفلسطينيين في غزة، كان زعيمها عبد الملك الحوثي قد اعترف، في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وأن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

وكانت الولايات المتحدة قد أنشأت، في ديسمبر 2023، تحالفاً سمّته «حارس الازدهار»؛ ردّاً على هجمات الحوثيين ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها الجوية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، بمشاركة بريطانيا في بعض المرات؛ أملاً في إضعاف قدرات الجماعة الهجومية.

دخان يتصاعد من موقع عسكري في صنعاء خاضع للحوثيين على أثر ضربة أميركية (أ.ف.ب)

واستهدفت الضربات مواقع في صنعاء وصعدة وإب وتعز وذمار، في حين استأثرت الحديدة الساحلية بأغلبية الضربات، كما لجأت واشنطن إلى استخدام القاذفات الشبحية، لأول مرة، لاستهداف المواقع الحوثية المحصَّنة، غير أن كل ذلك لم يمنع تصاعد عمليات الجماعة التي تبنّت مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ نوفمبر 2023.

وأدّت هجمات الحوثيين إلى إصابة عشرات السفن بأضرار، وغرق سفينتين، وقرصنة ثالثة، ومقتل 3 بحارة، فضلاً عن تقديرات بتراجع مرور السفن التجارية عبر باب المندب، بنسبة أعلى من 50 في المائة.

4 ضربات إسرائيلية

رداً على تصعيد الحوثيين، الذين شنوا مئات الهجمات بالصواريخ والطائرات المُسيرة باتجاه إسرائيل، ردّت الأخيرة بأربع موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة الحوثية بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

كذلك تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ، في 19 ديسمبر الماضي، وإصابة نحو 23 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في 21 من الشهر نفسه.

زجاج متناثر في مطار صنعاء الدولي بعد الغارات الجوية الإسرائيلية (أ.ب)

واستدعت هذه الهجمات الحوثية من إسرائيل الرد، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتيْ توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء؛ ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر الماضي، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.