الجدعان: ضريبة بعض شركات النفط يأتي في سياق «التعديل والخفض»

وزير المالية السعودي قال لـ «الشرق الأوسط» إنه لا خطط حالية لضرائب دخل على الأفراد أو شركات المواطنين

الوزير محمد الجدعان
الوزير محمد الجدعان
TT

الجدعان: ضريبة بعض شركات النفط يأتي في سياق «التعديل والخفض»

الوزير محمد الجدعان
الوزير محمد الجدعان

جدد وزير المالية السعودي محمد الجدعان، التأكيد على عدم وجود أي خطط حالية لفرض ضرائب دخل على الأفراد أو الشركات المملوكة بالكامل للمواطنين، موضحاً أن الأمر الملكي الذي صدر حول ضريبة بعض شركات النفط والمواد الهيدروكربونية، يأتي ضمن سياق «التعديل والخفض».
وقال الجدعان، في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»، إن الأمر الملكي الذي صدر يشمل تعديل وخفض الضريبة على بعض شركات النفط والمواد الهيدروكربونية العاملة في السعودية، والتي يبلغ حجم استثماراتها حدا معينا، كما ورد في الأمر الملكي.
وأضاف أن «الأمر الملكي لم يفرض ضريبة جديدة ولم يزدها؛ بل خفض نسبة الضريبة من 85 في المائة إلى 50 في المائة‏، والحكومة ملتزمة بما أعلنته سابقا في هذا الخصوص، وكما سبق القول، لا توجد خطط حالية لفرض ضرائب الدخل على الأفراد أو الشركات المملوكة بالكامل للمواطنين».
وكان وزير المالية السعودي قد نفى في وقت سابق وجود أي خطط لفرض ضرائب على دخل المواطن أو الفرد المقيم أو أرباح الشركات السعودية، وذلك خلال مؤتمر خاص بالإعلان عن تفاصيل ميزانية المملكة لعام 2017، والذي عقد في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
وأصدر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، أول من أمس، أمراً ملكياً يقضي بتخفيض ضرائب الدخل المفروضة على بعض شركات النفط والمواد الهيدروكربونية في البلاد، حيث قال وزير المالية السعودي في تعليق له، إن «الأمر الملكي يحمل في أبعاده الاستراتيجية مصلحة المملكة ورفاهية أبنائها، والمحافظة على المكتسبات الوطنية للأجيال القادمة».
وأوضح وزير المالية في تصريحات حول الأمر الملكي، أنه لن يشكل أي تأثير سلبي على قدرة البلاد في تقديم خدماتها العامة للمواطنين. وأشار إلى أن «أي انخفاض في إيرادات الضرائب المفروضة على الشركات المنتجة للنفط والمواد الهيدروكربونية العاملة في المملكة، سيتم تعويضه بتوزيع أرباح مستقرة من قبل تلك الشركات التي تملكها الدولة، وتدفقات مالية أخرى تُدفع للحكومة؛ بما في ذلك التدفقات الناتجة عن أرباح الاستثمارات».
وأكد الجدعان أن الأمر الملكي يدعم مكانة المملكة بوصفها وجهة استثمارية رائدة على مستوى العالم، خاصة أنه يأتي منسجماً مع «الرؤية الطموحة للمملكة 2030».
وبحسب المعلومات الصادرة أول من أمس، فإن الأمر الملكي الخاص بالضرائب على شركات إنتاج النفط والمواد الهيدروكربونية العاملة في المملكة، يضع السعودية في مرتبة متوافقة مع المعدلات الدولية في هذا الخصوص، في الوقت الذي يتوقع أن ينعكس الأمر الملكي بإلإيجاب على الاقتصاد السعودي، والإسهام في دعم تحقيق متطلبات «رؤية 2030»، والتي تستهدف تنويع الاقتصاد الوطني.



الأمم المتحدة تتوقع نمواً اقتصادياً عالمياً ضعيفاً في 2025

جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)
جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)
TT

الأمم المتحدة تتوقع نمواً اقتصادياً عالمياً ضعيفاً في 2025

جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)
جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)

قالت الأمم المتحدة، في وقت متأخر، يوم الخميس، إن الاقتصاد العالمي قاوم الضربات التي تعرَّض لها بسبب الصراعات والتضخم، العام الماضي، وإنه من المتوقع أن ينمو بنسبة ضعيفة تبلغ 2.8 في المائة في 2025.

وفي تقرير «الوضع الاقتصادي العالمي وآفاقه (2025)»، كتب خبراء اقتصاد الأمم المتحدة أن توقعاتهم الإيجابية كانت مدفوعة بتوقعات النمو القوية، وإن كانت بطيئة للصين والولايات المتحدة، والأداء القوي المتوقع للهند وإندونيسيا. ومن المتوقَّع أن يشهد الاتحاد الأوروبي واليابان والمملكة المتحدة انتعاشاً متواضعاً، كما يقول التقرير.

وقال شانتانو موخيرجي، رئيس فرع مراقبة الاقتصاد العالمي في قسم التحليل الاقتصادي والسياسات في إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية بالأمم المتحدة: «نحن في فترة من النمو المستقر والضعيف. قد يبدو هذا أشبه بما كنا نقوله، العام الماضي، ولكن إذا دققنا النظر في الأمور، فستجد أن الأمور تسير على ما يرام».

ويقول التقرير إن الاقتصاد الأميركي تفوق على التوقعات، العام الماضي، بفضل إنفاق المستهلكين والقطاع العام، لكن من المتوقَّع أن يتباطأ النمو من 2.8 في المائة إلى 1.9 في المائة هذا العام.

ويشير التقرير إلى أن الصين تتوقع تباطؤ نموها القوي قليلاً من 4.9 في المائة في عام 2024 إلى 4.8 في المائة في عام 2025، وذلك بسبب انخفاض الاستهلاك وضعف قطاع العقارات الذي فشل في تعويض الاستثمار العام وقوة الصادرات. وهذا يجبر الحكومة على سن سياسات لدعم أسواق العقارات ومكافحة ديون الحكومات المحلية وتعزيز الطلب. ويشير التقرير إلى أن «تقلص عدد سكان الصين وارتفاع التوترات التجارية والتكنولوجية، إذا لم تتم معالجته، قد يقوض آفاق النمو في الأمد المتوسط».

وتوقعت الأمم المتحدة، في يناير (كانون الثاني) الماضي، أن يبلغ النمو الاقتصادي العالمي 2.4 في المائة في عام 2024. وقالت، يوم الخميس، إن المعدل كان من المقدَّر أن يصبح أعلى، عند 2.8 في المائة، ويظل كلا الرقمين أقل من معدل 3 في المائة الذي شهده العالم قبل بدء جائحة «كوفيد - 19»، في عام 2020.

ومن المرتقب أن ينتعش النمو الأوروبي هذا العام تدريجياً، بعد أداء أضعف من المتوقع في عام 2024. ومن المتوقَّع أن تنتعش اليابان من فترات الركود والركود شبه الكامل. ومن المتوقَّع أن تقود الهند توقعات قوية لجنوب آسيا، مع توقع نمو إقليمي بنسبة 5.7 في المائة في عام 2025، و6 في المائة في عام 2026. ويشير التقرير إلى أن توقعات النمو في الهند بنسبة 6.6 في المائة لعام 2025، مدعومة بنمو قوي في الاستهلاك الخاص والاستثمار.

ويقول التقرير: «كان الحدّ من الفقر العالمي على مدى السنوات الثلاثين الماضية مدفوعاً بالأداء الاقتصادي القوي. وكان هذا صحيحاً بشكل خاص في آسيا؛ حيث سمح النمو الاقتصادي السريع والتحول الهيكلي لدول، مثل الصين والهند وإندونيسيا، بتحقيق تخفيف للفقر غير مسبوق من حيث الحجم والنطاق».

وقال لي جون هوا، مدير قسم التحليل الاقتصادي والسياسات في إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية: «لقد تجنَّب الاقتصاد العالمي إلى حد كبير الانكماش واسع النطاق، على الرغم من الصدمات غير المسبوقة في السنوات القليلة الماضية، وأطول فترة من التشديد النقدي في التاريخ». ومع ذلك، حذر من أن «التعافي لا يزال مدفوعاً في المقام الأول بعدد قليل من الاقتصادات الكبيرة».