خبراء يبحثون في تونس بدائل لقرض صندوق النقد الدولي

في ضوء عدم الإفراج عن الشريحة الثانية

خبراء يبحثون في تونس بدائل لقرض صندوق النقد الدولي
TT

خبراء يبحثون في تونس بدائل لقرض صندوق النقد الدولي

خبراء يبحثون في تونس بدائل لقرض صندوق النقد الدولي

بحث عدد من الخبراء التونسيين في الاقتصاد الكلي والمالية العامة، عن خيارات بديلة لقروض صندوق النقد الدولي الموجهة لتمويل الاقتصاد التونسي، وأقروا في ختام حلقة نقاش، عقدت يوم الأحد الماضي في العاصمة التونسية تحت شعار «أي بدائل اقتصادية أمام الشروط الإلزامية لصندوق النقد الدولي»، بأن لجوء السلطات التونسية إلى الصندوق للحصول على تمويل «ليس قدرا محتوما» وأن تونس بإمكانها البحث عن بدائل بعد رفض صندوق النقد الدولي الإفراج عن القسطين الأخيرين من القرض المالي المتفق عليه بين الطرفين.
وانتقد حكيم بن حمودة، وزير الاقتصاد والمالية التونسي السابق، الدور الذي يقوم به صندوق النقد الدولي من خلال تمويله الاقتصاد التونسي على المدى القصير والبحث عن إعادة التوازن إلى ميزانية الدولة من خلال مزيد من الاقتراض، مؤكدًا أن الصندوق «مؤسسة مالية قد ضلت طريقها».
وأشار بن حمودة إلى بروز هياكل اقتصادية جديدة على غرار البنك الأفريقي للتنمية والبنك الإسلامي للتنمية، على أنقاض هياكل التمويل التقليدية المرتبطة بنتائج الحرب العالمية الثانية، وقال: «بإمكان هذه القوى تعويض جزء كبير من تدخلات تلك الهياكل الدولية».
ودعا السلطات التونسية إلى عدم الاعتماد على مصدر تمويل وحيد وعدم ربط مصير الاقتصاد التونسي بالحصول على تمويلات من المصدر نفسه؛ «بل على الحكومة أن تضع نصب عينيها عدة مشاريع تمويل وبدائل للحصول على ما يكفي حاجتها من الموارد المالية الضرورية».
وفي السياق ذاته، قال عز الدين سعيدان الخبير المالي التونسي، إن البحث عن بدائل لقروض صندوق النقد الدولي مسألة غاية من الصعوبة بالنظر إلى ارتفاع نسب المخاطر في السوق التونسية، مؤكدًا أن عددا كبيرا من مؤسسات التمويل الدولية قد لا تبدي «الشجاعة الكافية لتمويل الاقتصاد التونسي الذي يمر بفترة حرجة».
وتوقع أن يوافق الصندوق على قسطي القرض الممنوح لتونس في القريب العاجل حتى تتمكن من مواصلة برنامج الإصلاح الهيكلي الذي شرعت فيه قبل فترة.
وأجل صندوق النقد الدولي قسطين من القرض المتفق بشأنه مع السلطات التونسية والمقدر بنحو 700 مليون دولار أميركي، وذلك بعد توجيه انتقادات متعلقة ببطء الإصلاحات الاقتصادية الهيكلية التي نفذتها تونس.
وصادق الصندوق في شهر مايو (أيار) من السنة الماضية على منح الاقتصاد التونسي قرضا بقيمة 2.9 مليار دولار، وحصلت تونس على القسط الأول المقدر بنحو 320 مليون دولار، وكان من المفترض أن تحصل على القسط الثاني خلال شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، إلا أن الوفد الذي زار تونس أرجأ البت في هذا القسط والقسط الذي يليه حتى التزام السلطات التونسية بمجموعة من التعهدات على مستوى التقليص في كتلة الأجور الموجهة إلى القطاع العام، والضغط على الانتدابات الحكومية وإصلاح أنظمة الضمان الاجتماعي والجهازين البنكي والمالي.
وعلى المستوى المحلي، يتوقع أن يبلغ العجز في ميزانية الدولة لسنة 2017 قرابة 8 مليارات دينار تونسي (نحو 3.2 مليار دولار)، إلا أنه من المنتظر أن يحقق مستوى أكبر ليصل إلى حدود 10 مليارات دينار تونسي، في حال استمرار ارتفاع أسعار النفط، وأسعار صرف العملات الأجنبية مقابل الدينار التونسي، وهي الأسعار التي اعتمدتها وزارة المالية التونسية في إعداد ميزانية السنة الحالية.



بورصة لندن تواجه أزمة تنافسية مع أكبر موجة هجرة منذ الأزمة المالية

رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)
رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)
TT

بورصة لندن تواجه أزمة تنافسية مع أكبر موجة هجرة منذ الأزمة المالية

رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)
رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)

حذَّر الرئيس السابق لمجموعة بورصة لندن، من أنَّ بورصة لندن الرئيسية أصبحت «غير تنافسية للغاية»، وسط أكبر هجرة شهدتها منذ الأزمة المالية.

وقال كزافييه روليه، الذي ترأس مجموعة بورصة لندن بين عامَي 2009 و2017، إن التداول الضعيف في لندن يمثل «تهديداً حقيقياً» يدفع عدداً من الشركات البريطانية إلى التخلي عن إدراجها في العاصمة؛ بحثاً عن عوائد أفضل في أسواق أخرى.

وجاءت تعليقاته بعد أن أعلنت شركة تأجير المعدات «أشتيد» المدرجة في مؤشر «فوتسي 100» خططها لنقل إدراجها الرئيسي إلى الولايات المتحدة، استمراراً لاتجاه مماثل اتبعته مجموعة من الشركات الكبرى في السنوات الأخيرة.

ووفقاً لبيانات بورصة لندن، فقد ألغت أو نقلت 88 شركة إدراجها بعيداً عن السوق الرئيسية في لندن هذا العام، بينما انضمت 18 شركة فقط. وتشير هذه الأرقام، التي نشرتها صحيفة «فاينانشيال تايمز»، إلى أكبر تدفق صافي من الشركات خارج السوق منذ الأزمة المالية في 2009.

كما أن عدد الإدراجات الجديدة في لندن يتجه لأن يكون الأدنى في 15 عاماً، حيث تتجنب الشركات التي تفكر في الطرح العام الأولي (IPO) التقييمات المنخفضة نسبياً مقارنة بالأسواق المالية الأخرى.

وقد تجاوزت قيمة الشركات المدرجة التي تستعد لمغادرة سوق الأسهم في لندن هذا العام، 100 مليار جنيه إسترليني (126.24 مليار دولار) سواء من خلال صفقات استحواذ غالباً ما تتضمن علاوات مرتفعة، أو من خلال شطب إدراجها.

وأضاف روليه أن انخفاض أحجام التداول في لندن في السنوات الأخيرة، مقارنة مع الارتفاع الحاد في الولايات المتحدة، دفع الشركات إلى تسعير أسهمها بأسعار أقل في المملكة المتحدة لجذب المستثمرين.

وقال في تصريح لصحيفة «التليغراف»: «الحسابات البسيطة تشير إلى أن السوق ذات السيولة المنخفضة ستتطلب خصماً كبيراً في سعر الإصدار حتى بالنسبة للطروحات العامة الأولية العادية. كما أن السيولة المنخفضة نفسها ستؤثر في تقييم الأسهم بعد الاكتتاب. بمعنى آخر، فإن تكلفة رأس المال السهمي تجعل هذه السوق غير تنافسية بشكل كامل».

ووفقاً لتقديرات «غولدمان ساكس»، يتم تداول الأسهم في لندن الآن بخصم متوسط يبلغ 52 في المائة مقارنة بنظيراتها في الولايات المتحدة.

وتستمر معاناة سوق العاصمة البريطانية في توجيه ضربة لحكومة المملكة المتحدة، التي تسعى جاهدة لتبسيط القوانين التنظيمية، وإصلاح نظام المعاشات المحلي لتشجيع مزيد من الاستثمارات.

وأشار روليه إلى أن المملكة المتحدة بحاجة إلى التخلص من الإجراءات البيروقراطية المرتبطة بالاتحاد الأوروبي التي تمنع صناديق التقاعد من امتلاك الأسهم، بالإضافة إلى ضرورة خفض الضرائب على تداول الأسهم وتوزيعات الأرباح.

وأضاف: «قلقي اليوم لا يتعلق كثيراً بالطروحات العامة لشركات التكنولوجيا، فقد فات الأوان على ذلك. التهديد الحقيقي في رأيي انتقل إلى مكان آخر. إذا استمعنا بعناية لتصريحات كبار المديرين التنفيذيين في الشركات الأوروبية الكبرى، فسنجد أنهم أثاروا احتمال الانتقال إلى الولايات المتحدة للاستفادة من انخفاض تكلفة رأس المال والطاقة، والعوائد المرتفعة، والتعريفات التفضيلية».