توقعات باستقرار القطاع العقاري في البحرين لعام 2017

عوامل تؤثر على حركة السوق منها مرونة ميزانية الإيجارات

يتوقع أن يسجل القطاع العقاري في البحرين استقراراً من المنتظر أن يستمر خلال عام 2017
يتوقع أن يسجل القطاع العقاري في البحرين استقراراً من المنتظر أن يستمر خلال عام 2017
TT

توقعات باستقرار القطاع العقاري في البحرين لعام 2017

يتوقع أن يسجل القطاع العقاري في البحرين استقراراً من المنتظر أن يستمر خلال عام 2017
يتوقع أن يسجل القطاع العقاري في البحرين استقراراً من المنتظر أن يستمر خلال عام 2017

توقعت تقارير اقتصادية أن يشهد القطاع العقاري في البحرين استقراراً على مدار عام 2017، وذلك عطفاً على عدد من العوامل المؤثرة في القطاع بشكل مباشر، منها المرونة في ميزانية الإيجارات، التي أسهمت بشكل كبير خلال الفترة الماضية على حركة السوق، وخاصة لمحدودية الأراضي في البلاد، مما يساعد بشكل كبير لدخول وحدات سكنية للإيجارات.
وبحسب تقرير لشركة «كلاتونز» المتخصصة في مجال الاستشارات العقارية، الذي أشار إلى أن القطاع العقاري في البحرين قد شهد طفرة كبيرة في العامين 2014 و2015، ولكن في الآونة الأخيرة وبسبب التباطؤ الاقتصادي وهبوط أسعار النفط في الأسواق، سجل القطاع العقاري استقراراً، والذي من يتوقع أن يستمر خلال عام 2017.
وفي المقابل، أوضحت شركة «مزايا القابضة» أن الاستقرار الذي تشهده السوق العقارية البحرينية بسبب اختلاف المشهد قليلاً عن الأسواق المجاورة لصغر حجم الأراضي المتوافرة والكثافة السكانية المرتفعة وقوانين الاستثمار المتطورة التي تنتهجها البحرين، سواء كانت على علاقة بمشاريع التملك الحر أو قوانين تشجيع الاستثمار الداعمة والمحفزة للأسواق العقارية.
وبحسب مجلس التنمية الاقتصادية لا يزال القطاع العقاري يمتاز بالقدرة على تحقيق عوائد مجزية للمستثمرين بتنفيذ المزيد من مشاريع التطوير وتنويع استخدامات الأراضي، مع نمو في عدد الصفقات العقارية، وارتفاع ثقة المطورين العقاريين نتيجة الإنفاق الحكومي على البنية التحتية وإقامة مشاريع المجمعات العقارية.

* مشاريع كثيرة وناجحة

* مرت البحرين بالكثير من التجارب الناجحة على صعيد التملك الحر، لما تملكه من رؤية واضحة وخطط طموحة ترتكز على عدد من القطاعات الاقتصادية وفي مقدمتها القطاع المصرفي والعقاري وقطاع الطاقة، فمشاريع التملك الحر لدى البحرين تتسم بالتنوع، بما فيها المشاريع السكنية الراقية والفلل الفاخرة إلى جانب الإسكان المتوسط، وتأتي مشاريع التملك الحر ضمن مشاريع التطوير التنموية الشاملة في البلاد، والتي تعتبر من أفضل فرص الاستثمار على الإطلاق داخل البحرين.
وجاءت البحرين في المرتبة الخامسة على مؤشر مدن المستقبل الذي يأخذ في الاعتبار الإمكانات الاقتصادية والملائمة للبيئة الاستثمارية لقطاع الأعمال وكفاءة الموارد البشرية ونمط الحياة، بالإضافة إلى استراتيجيات الاستثمار الأجنبي المباشرة المطبقة، وهذا يعني تمتع المملكة بمقومات استقطاب الاستثمارات الخارجية، والتي تتناسب مع أنشطة توسيع الاستثمار العقاري، من خلال التملك الحر من جهة، ومع الاقتصاديات التي تنتهج أنماطا اقتصادية مبتكرة ومنفتحة ونشطة على كل القطاعات من جهة أخرى.

* ثاني أكبر قطاع غير نفطي

يعتبر القطاع العقاري في البحرين ثاني أكبر قطاع غير نفطي في المملكة بعد القطاع المصرفي، لذا القوانين التي تحكم القطاع العقاري تمنح المستثمر الخليجي والأجنبي الثقة والمصداقية في استثماراته العقارية، وتحفظ حقوقه كافة. كما يعدّ من أهم القطاعات المساهمة في الناتج المحلي الإجمالي تحت بند القطاعات غير النفطية، وهو يمثل 4.07 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، وقد أسهم بأكثر من 450 مليون دينار بحريني من الناتج المحلي الإجمالي بالأسعار الجارية في عام 2015، وهو ما يقدر بـ1.19 مليار دولار.
وقد بين جهاز المساحة والتسجيل العقاري أن حجم التداول العقاري خلال العام المنصرم بلغ 2.8 مليار دولار، كما بلغ حجم التداول العقاري للربع الرابع والأخير من العام المنصرم 660 مليون دولار، وتجدر الإشارة إلى أنه للعام الثالث على التوالي يتجاوز حجم التداول العقاري في البحرين معدل الملياري دولار.

* إجراءات لحماية حقوق المستثمرين

لحفظ الحقوق ورعاية مصالح المستثمرين في القطاع، طالبت جمعية التطوير العقارية عبر تقارير صحافية محلية بتأسيس محكمة عقارية، لإضافة طابع التخصص في هذه القضايا وسرعة البت فيها، وبينت أيضاً أهمية عدم إعادة تصنيف المناطق بصورة مستمرة ومفاجئة لتجنب إرباك عمل المستثمرين، وضرورة الانتهاء من عملية تصنيف مناطق البحرين حسب المخطط الاستراتيجي للبلاد.
وتتميز المشروعات العقارية في البحرين بكونها مدروسة جيداً، وقائمة على تلبية الحاجة، سواء أكانت حاجة إسكانية أو تجارية أو خدمية، ورغم تراجع أسعار النفط، فروح التفاؤل لا تزال موجودة في القطاع العقاري؛ كون العقار يشكل حاجة أساسية، بالإضافة إلى أنه وسيلة للادخار أفضل من الودائع المصرفية التي تدر فائدة أقل.
* 80 % من المستثمرين سعوديون

وذكر تقرير اقتصادي صدر مؤخراً أن قيمة الاستثمارات السعودية في القطاع العقاري في البحرين بلغت 320 مليون دولار، وهو ما يشكل نسبة 80 في المائة من مجموع الاستثمارات الأجنبية في قطاع العقارات في البحرين، وبحسب الجمعية هناك مستثمرون من 26 جنسية، الكثير من هذه الجنسيات ومنها الأوروبية فضلوا العيش في البحرين بعد تقاعدهم نتيجة عوامل عدة.
وبحسب تقرير حديث صادر من شركة «ويتاس» العقارية، أوضح أن مشتريات مواطني البحرين في المناطق المغلقة، أي التي لا يسمح بها للأجانب بالتملك، ظلت متماسكة إلى حد بعيد، ووصف مشتريات البحرينيين بأنها المحرك الأساسي للسوق العقارية البحرينية الآن خصوصا في قطاعي الشقق السكنية، مما دفع الكثير من شركات الاستثمار العقاري للتوجه إلى إطلاق مشاريع عقارية جديدة في المناطق المحلية مثل الرفاع، مدينة عيسى، وغيرهما.
وأشار التقرير إلى تراجع حجم مشتريات مواطني دول مجلس التعاون الخليجي والمستثمرين الأجانب في مناطق التملك الحر بالمملكة خلال العامين الماضيين بنسبة كبيرة، في الوقت الذي نوه التقرير، إلى انخفاض وتيرة نمو الأسعار خصوصا في مناطق التملك الحر، إلا أن الأسعار لم تتراجع نظراً للظروف الخاصة التي تتمتع بها سوق البحرين مثل محدودية الأرض وقوة الطلب.

* مرونة في التوظيف

ولدعم القطاعات غير النفطية وعلى رأسها القطاع العقاري الذي يتطلب أعداداً كبيرة من العمالة الأجنبية، أطلقت هيئة تنظيم سوق العمل العام الماضي نظام «موازي البحرنة» الذي يهدف إلى دعم مستويات التوطين في البحرين وزيادتها من خلال تقليص الفجوة بين كلفة العامل البحريني والأجنبي، في الوقت الذي لا يشكل قيداً كبيراً على احتياجات المؤسسات للعمالة الأجنبية، ولا سيما في القطاعات التي لا تشهد إقبالاً ورغبة للعمل فيها من قبل المواطنين.
وبحسب النظام سيتم السماح للراغبين من أصحاب العمل بزيادة العمالة الأجنبية مقابل رسوم أعلى على العمالة الإضافية فقط، وفق ضوابط محددة، ومنها اعتبار «البحرنة» شرطاً للاحتفاظ بتصاريح العمل وتجديدها، ومراعاة أن يتم تثبيت أعداد البحرينيين العاملين في المؤسسة أو المنشأة في بداية التطبيق.
ويوجد النظام الجديد حلاً لمن يفقد مستويات التوطين المطلوبة، ولديهم حاجة كبرى لأيدٍ عمالة أجنبية لإنجاز المشاريع التي يتم تنفيذها، ففي السابق كانت الكثير من الشركات ولا سيما العاملة في قطاع المقاولات تعاني بدرجة كبيرة؛ نتيجة لعدم رغبة البحرينيين في العمل في هذا القطاع لما يتطلب من جهد كبير والتزام. ومن المتوقع أن يستمر القطاع العقاري بالنمو بسبب نجاح سياسية الجذب للاستثمار، حيث حصل بنك إسكان على موافقة مصرف البحرين المركزي لطرح أول عهدة استثمار عقاري في البحرين، بحد أدنى منخفض لمبلغ الاشتراك الذي يبلغ نحو 1325 دولارا، بهدف تشجيع مشاركة القطاع الخاص، وتحسين السيولة في السوق العقارية. ويمكن للمستثمرين الأفراد والمؤسسات في البحرين ودول مجلس التعاون الخليجي الأخرى تحقيق دخل جارٍ من إيجارات أصول العهدة المتنوعة، ما يساعد على تحسين القدرة على إبرام الصفقات الاستثمارية، وزيادة سيولة الأصول، وتنويع خيارات التخارج المتاحة للمستثمرين.

* دور فعال لمجلس التنمية الاقتصادية

ويدرك مجلس التنمية الاقتصادية البحريني مدى أهمية تهيئة فرص النمو في القطاع العقاري، من خلال المبادرات المختلفة التي يعمل على تنفيذها، ويسعى المجلس إلى تحسين التعاون بين جميع الأطراف الأساسيين المعنيين بالقطاع العقاري، من خلال إقامة سلسلة من الطاولات المستديرة لتحفيز الحوار بين المطورين العقاريين، يشارك فيها ممثلون عن مؤسسات القطاعين العام والخاص، بهدف تحقيق مزيد من التكامل بين القطاعين العقاري والسياحي لتوفير فرص التنمية المستدامة، مما يعتبر امتداداً لمبادرة عقد اجتماعات الطاولات المستديرة.
كما يعمل المجلس على إنشاء نظام وطني على شبكة الإنترنت لعرض الأصول والمشاريع السياحية من شأنه مساعدة المستثمرين والمطورين العقاريين في بحثهم عن فرص الاستثمار العقاري المجزية في البحرين. أما على صعيد إيجاد المناخ القانوني المشجع للاستثمار، يشارك مجلس التنمية الاقتصادية أيضاً مع هيئة التشريع والإفتاء القانوني في البحرين في العمل على تحسين القوانين وتدعيم الرقابة والإشراف على القطاع العقاري بهدف تسريع التنمية في هذا القطاع، وقد استحدثت مؤخراً حسابات ودائع ضمان السداد لتعزيز حماية المستهلكين وزيادة السيولة.
وإلى جانب ذلك، يدعم المجلس إقامة الكثير من الفعاليات المهمة في مملكة البحرين، ومنها معرض سيتي سكايب العالمي، وهو أكبر وأهم فعاليات الاستثمار والتطوير العقاري للأسواق الناشئة، ومعرض بيبكس البحرين الذي يقام سنوياً في البلاد ويشارك فيه المستثمرون وشركات البناء والمشترون، ومن المعارض السنوية المهمة معرض عقار الخليج للعقار الذي سيقام هذا العام في الفترة ما بين 26 - 28 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، ويعتبر حدثاً مهماً لاستعراض منتجات وخدمات القطاع العقاري، وأحد أهم وأسرع الفعاليات نمواً لاستعراض أحدث التطورات والمشاريع العقارية الإقليمية والدولية، حيث يسعى المعرض ليكون بوابة واسعة للمتخصصين والسماسرة والمؤسسات المالية لعرض مجموعة متنوعة من المنتجات والخدمات العقارية، بما في ذلك العقارات في البحرين، والفرص الاستثمارية المتوفرة في دول الخليج والأسواق الدولية في القطاعين التجاري والسكني.



هل تعزز زيادة الإيجار من مستقبل جزيرة كوني في نيويورك؟

أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل
أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل
TT

هل تعزز زيادة الإيجار من مستقبل جزيرة كوني في نيويورك؟

أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل
أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل

يتعين على ديانا كارلين الانتهاء من تأليف الكتاب الذي تعمل عليه بشأن متعة امتلاك بوتيك لولا ستار، ذلك المتجر الصغير والساحر للغاية في ممشى كوني آيلاند، على مدى السنوات الـ19 الماضية. لكن بدلا من ذلك، انتابت السيدة كارلين حالة من الخوف والتوتر منذ أن عرض عليها مالك المتجر الذي تعمل فيه عقدا جديدا للإيجار منذ عدة أسابيع - تزيد فيه القيمة الإيجارية بنسبة 400 في المائة دفعة واحدة. وقالت: «إنني أتساءل إن كان ينبغي علي أن أطلب لافتات (التوقف عن العمل!)».
وفي الصيف الماضي، كانت كوني آيلاند في حي بروكلين بمدينة نيويورك تزدحم بالباحثين عن الاستمتاع على الشواطئ ومختلف أشكال الترفيه الأخرى، ولكنها تميل لأن تكون أكثر هدوءا في فصل الشتاء. وقبل أكثر من عشر سنوات مضت، تعهدت مدينة نيويورك بإنشاء وجهة سياحية ذات حديقة مائية، وساحة كبيرة، وحلبة للتزلج على الجليد، تعمل على مدار السنة، مع ملايين الدولارات من الاستثمارات السكنية والتجارية.
وفي الأثناء ذاتها، قال مايكل بلومبيرغ - عمدة مدينة نيويورك آنذاك، إنه سوف تتم حماية مطاعم الأكل والمتاجر الرخيصة في المنطقة. وكان مارتي ماركويتز رئيس مقاطعة بروكلين قد أعلن في عام 2005 أن الخطة المزمعة سوف تحافظ على الروعة التي تنفرد بها كوني آيلاند مع روح المحبة والمرح المعهودة. ولكن على غرار الكثير من الخطط الكبرى في مدينة نيويورك، لم تتحقق الرؤية الكاملة للمشروع بعد. فلقد بدت كوني آيلاند خالية بصورة رسمية بعد ظهيرة يوم من أيام يناير (كانون الثاني) الماضي، وصارت بعيدة كل البعد عما تعهدت به إدارة المدينة عن الجاذبية والنشاط على مدار العام كما قالت. إذ تهب الرياح الصاخبة على منشآت مدن الملاهي الشهيرة مثل لونا بارك وستيبلشيز بارك، ولكن لا وجود لحلبة التزلج أو الحديقة المائة، حيث لم يتم إنشاء هذه المنشآت قط.
والآن، وفي مواجهة آلة التحسين التي تتحرك بوتيرة بطيئة للغاية، أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند مجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل. تقول السيدة كارلين: «إنهم يحاولون الآن تحويل ساحة اللعب المخصصة لعوام الناس إلى ملعب خاص بالأثرياء فقط».
وكانت السيدة كارلين، رفقة 5 آخرين من أصحاب الشركات الصغيرة في كوني آيلاند - وهم: ناثان فاموس، وروبي بار آند جريل، وبولز دوتر، ومطعم توم، وبيتش شوب - يتفاوضون على عقود جديدة للإيجار تمتد لمدة 10 سنوات مع شركة «زامبيرلا»، وهي الشركة المالكة للمتنزه الإيطالي التي تعاقدت معها مدينة نيويورك قبل عشر سنوات لبناء وإدارة منطقة لونا بارك الترفيهية في كوني آيلاند، والتي تعد الشركات الصغيرة المذكورة جزءا لا يتجزأ منها.
وجاءت شركة «زامبيرلا» بشروط جديدة: زيادة القيمة الإيجارية من 50 إلى 400 في المائة لكل شركة من الشركات المذكورة. وتقول السيدة كارلين عن ذلك: «إنني أعشق كوني آيلاند، والحصول على هذا المتجر على الممشى السياحي كان من أحب أحلام حياتي. ولكن ليست هناك من طريقة أتمكن بها من تحمل الشروط الجديدة».
وفي رسالة وصلت إلى صحيفة «نيويورك تايمز» من أليساندرو زامبيرلا رئيس الشركة المذكورة، جاء فيها: «نحن نهتم بشؤون كوني آيلاند ومستقبلها، ونحن ملتزمون بتحويلها إلى أقوى مجتمع يمكن بناؤه. وذلك هو السبب في تواصلنا مع المستأجرين لضمان نجاح أعمالهم ضمن المحافظة على شخصية كوني آيلاند المميزة».
ورفض السيد زامبيرلا، الذي كان في رحلة سفر إلى إيطاليا، الإجابة عن أسئلة محددة طرحتها عليه صحيفة «نيويورك تايمز»، غير أنه أضاف يقول إن ثلاثة من أصل ست شركات قد وافقت بالفعل على عقود الإيجار الجديدة ووقعت عليها، وإن الشركات الأخرى تحقق تقدما ملموسا على هذا المسار.
أثارت الزيادات المقترحة في القيمة الإيجارية على الشركات الست الصغيرة حالة من الشد والجذب الشديدة المستمرة منذ سنوات داخل كوني آيلاند.
ففي عام 2009، وبعد مواجهة استغرقت 4 سنوات كاملة حول أفضل خطط إحياء وتجديد المنطقة، ابتاعت المدينة تحت رئاسة مايكل بلومبيرغ 7 أفدنة في منطقة الترفيه المضطربة من المطور العقاري جوزيف سيت مقابل 95.6 مليون دولار.
وأراد مايكل بلومبيرغ استعادة المنطقة إلى سابق عهدها، والتي بدأت تواجه الانخفاض منذ ستينات القرن الماضي، من خلال تعزيز تطوير المتاجر والشقق على طول طريق سيرف في المنطقة. وكانت الشركات التي افتتحت في فصل الصيف تنتقل إلى جدول زمني للعمل على مدار العام، مما يساعد على تعزيز رؤية مايكل بلومبيرغ باعتبار كوني آيلاند أكبر مدينة للملاهي الترفيهية والحضرية في البلاد.
ثم استأجرت شركة «زامبيرلا» الأرض من المدينة، مما أتاح لها افتتاح مدينة لونا بارك الترفيهية في عام 2010، مع إملاء عقود الإيجار الخاصة بالشركة مع أصحاب الشركات الصغيرة، ومطالبة هذه الشركات بتسليم جانب من الأرباح المحققة إلى المدينة.
وتعرضت الشركات العاملة على الممشى السياحي في المنطقة للإغلاق، حيث عجزت عن الاتساق مع الرؤية الجديدة للشركة الإيطالية. وكانت شركات صغيرة أخرى، مثل متجر السيدة كارلين، قد عاد للعمل بعد قرار الإخلاء الذي تعرضت له في عهد المطور العقاري جوزيف سيت.
وبحلول عام 2012، كانت جهود الانتعاش جارية على قدم وساق، وشهدت المنطقة نموا في الجماهير والإيرادات. وقالت السيدة كارلين إنها حققت أرباحا بنسبة 50 في المائة تقريبا بعد تولي شركة «زامبيرلا» مقاليد الأمور.
وقال سيث بينسكي، الرئيس الأسبق لمؤسسة التنمية الاقتصادية، حول المنطقة: «يعتقد أغلب الناس أنه قد جرى تطوير المنطقة لتتوافق مع التاريخ المعروف عن كوني آيلاند». ومع ذلك، فإن منطقة الملاهي لا تعمل على مدار السنة. وقال مارك تريغر، عضو مجلس المدينة الممثل لقطاع بروكلين الذي يضم كوني آيلاند، إنه يعتقد أن الوضع الراهن نابع من ندرة الاستثمارات من قبل مجلس المدينة وعمدة نيويورك بيل دي بلاسيو ضمن أهداف المدينة لعام 2009. وقال السيد تريغر: «لا تعرف الشركات إلى أين تذهب كوني آيلاند في ظل إدارة دي بلاسيو للمدينة. فهناك قصور واضح في الرؤية ولا وجود للخطط الشاملة بشأن تحسين المنطقة». وأضاف أن الوعود غير المتحققة منحت شركة «زامبيرلا» قدرا من النفوذ لإضافة المزيد من الأعباء على المستأجرين للمساعدة في استرداد الأرباح المهدرة. وقال إن هؤلاء المستأجرين قد استثمروا أموالهم هناك تحت فكرة تحول هذه المنطقة إلى وجهة سياحية تعمل طوال العام، مع حركة السير على الممشى طيلة السنة، على العكس من 3 إلى 4 أشهر من العمل فقط في العام بأكمله. ولا يمكن لأحد السماح بتحويل الأراضي العامة إلى سلاح باسم الجشع لإلحاق الأضرار بالشركات الصغيرة.
ولقد أعربت السيدة كارلين رفقة العشرات من العمال الآخرين في كوني آيلاند عن اعتراضهم على زيادة القيمة الإيجارية وذلك بالوقوف على درجات سلم مجلس المدينة في أوائل شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
وفي مقابلة أجريت مع صحيفة «نيويورك تايمز»، وصف نورمان سيغيل محامي الحقوق المدنية قرار شركة «زامبيرلا» بأنه غير مقبول تماما، وأضاف أنه ينبغي على عمدة نيويورك بيل دي بلاسيو التدخل في الأمر. وأضاف المحامي سيغيل أن إدارة مجلس المدينة يجب أن تطالب الشركة الإيطالية طرح شروط إيجارية معقولة، وإذا لم يحدث ذلك، فينبغي على المدينة التفكير جديا في سحب عقد الإيجار من شركة «زامبيرلا»، التي أفادت في محاولة لتحسين النوايا بأنها سوف تمدد الموعد النهائي للسيدة كارلين لتوقيع عقد الإيجار الخاص بها حتى يوم الأربعاء المقبل.
وقالت السيدة كارلين عن ذلك: «يقضي صاحب الشركة عطلته في إيطاليا في حين أنني أبذل قصارى جهدي لمجرد إنقاذ متجري الصغير ومصدر معيشتي الوحيد». ورفض السيد زامبيرلا وأصحاب الشركات الخمس الأخرى التعليق على عقود الإيجار الخاصة بهم، برغم أن الكثير من الشخصيات المطلعة على الأمر أكدوا أن الزيادة تتراوح بين 50 في المائة للمتاجر الكبيرة و400 في المائة لمتجر السيدة كارلين الصغير، والتي قالت إنها تعتقد أن الشركات الأخرى لم تتحدث عن المشكلة علنا خشية الانتقام من الشركة الإيطالية ومخافة قرارات الطرد.
وأضافت السيدة كارلين تقول: للتعامل مع الزيادات المطلوبة في الإيجار قرر أصحاب المتاجر رفع الأسعار، وإن أحد المطاعم أجرى تغييرات للانتقال من مطعم للجلوس وتناول الطعام إلى مطعم للوجبات السريعة للحد من التكاليف.
واستطردت السيدة كارلين تقول: «حاولت تقديم الالتماس إلى مجلس المدينة مرارا وتكرارا من خلال المكالمات الهاتفية ورسائل البريد الإلكتروني والاحتجاجات خلال الشهر الماضي - ولكن لم يتغير شيء حتى الآن. وقال لها مجلس المدينة إنه غير قادر على المساعدة وليس هناك الكثير مما يمكن القيام به، ولكنني لا أوافق على ذلك، فهم أصحاب الأرض التي يستأجرها منهم زامبيرلا».
وقال المحامي سيغيل إن الزيادات باهظة للغاية لدرجة أنها قد تكون سببا وجيها للتقاضي، وأضاف: «هناك عدد من السوابق القضائية في ذلك إذا قررت المحكمة أن ما تقوم به الشركة غير معقول، ويمكن أن يكون ذلك من المطالب القانونية المعتبرة في حد ذاتها».
وليست هناك مؤشرات عامة في مجلس المدينة بشأن خطط سحب عقد الإيجار من زامبيرلا، أو التدخل، إذ إن زيادة القيمة الإيجارية لا تنتهك الاتفاقية المبرمة بين مجلس المدينة وبين شركة زامبيرلا. ونفت السيدة جين ماير، الناطقة الرسمية باسم عمدة نيويورك، الادعاءات القائلة بأن إدارة المدينة تفتقد للرؤية الواضحة أو الخطة الشاملة حيال كوني آيلاند. وقالت إن المدينة أنفقت 180 مليون دولار على تطوير البنية التحتية في كوني آيلاند خلال السنوات العشر الماضية، مع التخطيط لتوسيع نظام النقل بالعبّارات في نيويورك إلى كوني آيلاند بحلول عام 2021.
وأضافت السيدة ماير تقول: «تلتزم إدارة المدينة بالمحافظة على شخصية كوني آيلاند مع ضمان الإنصاف والمساواة والاستعداد للمستقبل». في حين تساءل المحامي سيغيل: لمن يُخصص هذا المستقبل؟ وهو من مواطني المدينة ونشأ في حي بروكلين، واعتاد قضاء فترات من الصيف على الممشى السياحي هناك، ويتذكر إنفاق دولار واحد لدخول مدينة الملاهي ثم العودة لتناول وجبة العشاء الشهية لدى مطعم ناثان فاموس المعروف، وقال: «علينا مواصلة الكفاح لإنقاذ كوني آيلاند التي نحبها».
- خدمة «نيويورك تايمز»