قضماني: المعارضة نفد صبرها من الإرهابيين... ونطلب المساعدة ضد الأسد

بسمة قضماني (رويترز)
بسمة قضماني (رويترز)
TT

قضماني: المعارضة نفد صبرها من الإرهابيين... ونطلب المساعدة ضد الأسد

بسمة قضماني (رويترز)
بسمة قضماني (رويترز)

قالت بسمة قضماني، عضو وفد المعارضة السورية إلى مباحثات جنيف، إن المعارضة ترفض الإرهاب و«نفد صبرها» من جماعات المتشددين المحظورة، لكنها لا يمكنها منع هذه الجماعات إذا واصل النظام طرد السكان من المناطق المحاصرة.
ويستند النظام السوري دوما إلى الحرب على الإرهاب لتبرير دوره في الحرب المستمرة منذ 6 أعوام التي أودت بحياة مئات الآلاف، ويصف جميع معارضيه ومؤيديه بأنهم إرهابيون ورعاة للإرهاب.
واستهل كبير مفاوضي المعارضة نصر الحريري، الذي يحاول التفاوض لإنهاء حكم نظام بشار الأسد، هذا الشهر بالقول إن موقف المعارضة ضد الإرهاب ثابت على أرض المعركة وليس مجرد كلمات.
لكن بعد ذلك، شنت جماعات المعارضة المسلحة هجوما كان في مقدمته مفجرون انتحاريون من «هيئة تحرير الشام» المتشددة. وتضم «هيئة تحرير الشام» مقاتلين ينتمون إلى «جبهة النصرة» التي كانت في السابق تابعة لتنظيم القاعدة والتي تعد إحدى جماعتين صنفتهما الأمم المتحدة ضمن «جماعات إرهابية» إلى جانب تنظيم داعش.
وقالت قضماني الموجودة في جنيف للمشاركة في محادثات سلام تقودها الأمم المتحدة، إن موقف المعارضة هو «الإدانة الواضحة... والرغبة في قتال الجماعات الإرهابية» التي ينطبق عليها توصيف الأمم المتحدة.
وأبلغت قضماني «رويترز»: «حقيقة أن (جبهة) النصرة أو (تحرير الشام) شاركتا في تلك المعارك لا تعني بأي شكل من الأشكال أن هذا تحالف جديد أو إحياء لتحالف».
وأضافت أن المتشددين ينزعون إلى القيام بأدوار بارزة، لكنهم لم يقودوا قط هجوما خاصا بهم أو يحافظوا على خط لوقف إطلاق النار. ومضت تقول: «لقد نفد صبرنا تجاه (النصرة). إنها أكبر خطر داخل المناطق الموجودة بها المعارضة. لكن إذا تعرضت للقصف من أعلى (بالطائرات) فإنك تضطر إلى إرجاء المعركة ضد المتطرفين حتى على الرغم من أنهم يمثلون خطرا مميتا عليك... اليوم الذي يعطينا فيه المجتمع الدولي أي شيء نعمل به، صدقني، سوف تتحول المعارضة فورا ضد جميع المتطرفين وتطردهم من المناطق» الخاضعة لسيطرتها.
وقالت قضماني إن الهجوم الأخير شنته جماعات مسلحة محلية لوقف الترحيل القسري. واستخدمت القوات السورية أسلوب الترحيل القسري مرارا في السنة الأخيرة، لا سيما في حلب، من خلال تجويع وقصف المناطق المحاصرة إلى أن يوافق المقاتلون المحليون على الرحيل فيما يعد استسلاما بشكل فعلي.
وقالت لجنة الأمم المتحدة للتحقيق بشأن سوريا إن عمليات الترحيل تلك جرائم حرب. ولفتت قضماني إلى أن المجتمع الدولي لم يحرك ساكنا لوقفها. وأضافت: «ما الخيارات التي يقدمها المجتمع الدولي للشعب لوجه الله؟ ما الذي يمكننا أن نقوله للناس على الأرض؟ لا تستخدموا القوة؟ ليس لديهم سوى القوة. هذا لا يتعلق بالإرهاب والعمل مع الإرهابيين. إنه يتعلق بمن يحمي المدنيين». ويأمل كل من الأسد والمعارضة بأن يعتبره الرئيس الأميركي دونالد ترمب شريكه المثالي ضد الإرهاب.
وأشارت قضماني إلى وجود تفاهم متزايد في الإدارة الأميركية بخصوص أن العمل مع الأسد يعني العمل مع الفصائل التي تقودها إيران. وقالت: «أتمنى أن تكون لدينا خلال الشهرين أو الثلاثة أشهر المقبلة، قبل الصيف، سياسة أميركية واضحة ترى الشيء الواضح، وهو أن هذا البلد لا يمكن توحيده مرة أخرى إذا بقيت الفصائل التي تقودها إيران. لا يمكن إخراج المتشددين ولا يمكن أن نجعل المعتدلين يحاربون المتطرفين إذا لم يكن لدينا وقف لإطلاق النار وأن تشمل الدعوة إلى انسحاب كل المقاتلين الأجانب، الفصائل التي تقودها إيران».



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».