حذاء سحري يغير وجه سباقات الماراثون

تطور تكنولوجيا الحياكة وصنع الحشية ثلاثية الأبعاد زادا خفته

حذاء سحري يغير وجه سباقات الماراثون
TT

حذاء سحري يغير وجه سباقات الماراثون

حذاء سحري يغير وجه سباقات الماراثون

يقف الرقم القياسي العالمي لسباقات الماراثون عند ساعتين ودقيقتين و57 ثانية. واليوم ترغب شركة «نايك» للمعدات الرياضية في تقليص هذا الوقت لأقل من ساعتين، وبالفعل فقد صممت حذاءً لتحقيق هذه المهمة.
* حذاء سحري
وكشفت الشركة عن حذاء زوم فابرفلاي إليت Zoom Vaporfly Elite الذي من المقرر أن يرتديه ثلاثة عدائين عالميين هذا الربيع أثناء مشاركتهم في مبادرة «بريكينغ2» Breaking2 initiative للجري خلال سباق يقل قليلاً عن ساعتين.
وبمتابعة الأداء البشري في سباقات الماراثون، نجد أنه عام 1906، أنهى أفضل عدائي الماراثون السباق في أقل من ثلاث ساعات بقليل. وعليه، فإن الجري لفترة تقل قليلاً على الساعتين يبدو هدفاً يمكن تحقيقه. إلا أن علماء ورياضيين ومصممين يتفقون على أن هذا هدف من الصعب للغاية الوصول إليه.
في هذا الصدد، قال توني بيغنل، مسؤول الشركة المعني بشؤون ابتكار الأحذية: «إنه واحد من الحواجز الكبرى أمام الإمكانات البشرية. وهنا، يأتي (زوم فابرفلاي إليت) بمثابة الأداة العملاقة التي ستعين الإنسان على تجاوز هذا الحاجز، بل وربما اجتذاب الأنظار بعيداً عن أديداس أدزيرو سب 2 Adidas Adizero Sub2 - منافسه الرئيسي».
كانت «نايك» قد بدأت محاولاتها على هذا الصعيد عام 2014، لكن المصممين العاملين لديها يقولون إن حلم إنتاج مثل هذا الحذاء داعب خيالهم منذ ما يزيد على عقد مضى. وثمة مجموعة متنوعة من العوامل الآن تضافرت لتجعل هذا الحلم ممكناً، منها التطورات التي أشار إليها بيغنل في تكنولوجيا الحياكة وصنع الحشية ثلاثية الأبعاد، في الوقت الذي اقترب فيه الرياضيون بالفعل من كسر حاجز الساعتين. وعن ذلك، قال ماثيو نيرس، مسؤول بمختبرات أبحاث «نايك سبورتس»»، «إننا بلغنا مرحلة الآن نشعر عندها أننا نملك المعرفة اللازمة لتحقيق هذا الهدف».
من ناحية أخرى، فإنه إذا كنت ثمة رغبة حقيقية لدى «نايك» في تحطيم حاجز الساعتين، فإنه يتعين عليها تحسين مستوى الطاقة القصوى للعدائين بنسبة تتراوح بين 3 في المائة و5 في المائة. ونقل موقع «وايرد. كوم» عن بيغنل أن هناك ثلاثة عناصر متغيرة مرتبطة بالحذاء تؤثر على هذا الأمر: الوزن والذي بإمكانه تقليص الطاقة اللازمة لرفع القدم من على الأرض، والحشية التي تدعم العظام والعضلات، والدفع الذي يسهم في دفع العداء نحو الأمام.
* تطوير مبتكر
جدير بالذكر أن زنة «زوم فابرفلاي إليت» تبلغ قرابة 7 أونصات (198.4 غرام)، أي أقل بمقدار 2 أونصة (56.7 غرام) تقريباً عن أحدث الأحذية التي أطلقتها «نايك» للركض في الأوليمبياد، رغم مظهره الذي يوحي بأن كعبه مرتفع. ويعود ذلك إلى باطن الحذاء المصنوع من الإسفنج بسمك بوصة (2.5 سم) والذي يؤكد بيغنل أنه مميز عن أي منتج آخر قدمته الشركة على امتداد تاريخها.
وداخل باطن الحذاء، يوجد «المحرك»: لوحة خفيفة الوزن مصنوعة من ألياف الكربون والتي تساعد على دفع العداء. جدير بالذكر أن مثل هذه النوعية من الألواح ساعدت العدائين منذ أمد بعيد على الانطلاق في الخطوة الأخيرة للسباق واجتياز خط النهاية في زمن قياسي. إلا أن هذه الانطلاقة الخاطفة تستلزم أدوات مساعدة تختلف عن تلك المرتبطة بمسافة الـ26 ميلاً (42 كلم تقريبا) المرتبطة بالماراثون.
وعن هذا، أوضح بينو نيغ، خبير الميكانيكا الحيوية بجامعة كالغاري في كندا، أن «القوة لا تظل ثابتة على امتداد الماراثون». يذكر أن من بين الأبحاث التي شارك بها نيغ من قبل استخدام اللوائح في تقليص وقت الركض بنسبة 2 في المائة.
وجدير بالذكر أن «نايك» حرصت على تصميم كل من اللوائح في الأحذية الثلاثة المخصصة للعدائين الثلاثة على نحو مميز يتلاءم مع كل واحد منهم في محاولة لكسر حاجز الساعتين، وهم زيرسيني تيدسي، الذي يحمل رقماً قياسيا عالمياً بسباقات الماراثون، وليليزا ديسيسا، الفائز مرتين في ماراثون بوسطن، وإليود كيبوشغ، الحاصل على ميدالية ذهبية في دورة الألعاب الأوليمبية في ريو دي جانيرو. وجرى تصميم كل زوج من الأحذية على نحو خاص ليتواءم مع قدمي الرياضي الذي سيرتديه من حيث الأبعاد ونقاط القوة. وعن ذلك، اعترف نيغ بأنه: «هذا أمر صعب. وإذا تمكنوا من التغلب على هذه النقطة، فقد حققوا إنجازاً كبيراً حقاً». يذكر أن نيغ لا معرفة له بمبادرة «بريكينغ 2» التي أطلقتها «نايك».
من جانبهم، سيسعى العداؤون الثلاثة إلى تحطيم حاجز الساعتين في ماراثون خاص يعقد هذا الربيع. وبجانب تعديل زوايا ألواح الحذاء والزبد الذي لم يسبق استخدامه قط في بطن الحذاء، فإنه يتعين على «نايك» إثبات أنها قادرة على الإجابة عن هذا التساؤل المهم: «هل في حدود الفسيولوجيا البشرية حقاً تحقيق هذا الهدف؟» عن هذا، أجاب نيرس: «نعتقد أن الإجابة نعم». وعندما تطلق «نايك» في الأسواق النسخ المخصصة للعملاء من «زوم فابرفلاي إليت» في يونيو (حزيران)، فإن كلا من «زوم فابرفلاي 4 في المائة» (250 دولاراً) والنسخة الأخرى الأثقل زنة بقليل «زوم فلاي» (150 دولاراً)، اللذين سيتميزان بألواح وتصميم مشابه لباطن الحذاء من النسخة «إليت»، سيصبح في مقدور العدائين بكل مكان الإجابة بأنفسهم.



«جيميناي 2.0»... «غوغل» بدأت إتاحة نموذجها الأحدث للذكاء الاصطناعي التوليدي

شعار «جيميناي» يظهر على شاشة هاتف جوال (رويترز)
شعار «جيميناي» يظهر على شاشة هاتف جوال (رويترز)
TT

«جيميناي 2.0»... «غوغل» بدأت إتاحة نموذجها الأحدث للذكاء الاصطناعي التوليدي

شعار «جيميناي» يظهر على شاشة هاتف جوال (رويترز)
شعار «جيميناي» يظهر على شاشة هاتف جوال (رويترز)

أعلنت شركة «غوغل» اليوم (الأربعاء) بدء العمل بنموذجها الأكثر تطوراً إلى اليوم في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي «جيميناي 2.0» Gemini 2.0 الذي تسعى من خلاله إلى منافسة شركات التكنولوجيا العملاقة الأخرى في قطاع يشهد نمواً سريعاً، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وتوقّع رئيس مجموعة «ألفابت» التي تضم «غوغل» سوندار بيشاي أن تفتح هذه النسخة الحديثة من البرنامج «عصراً جديداً» في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي القادر على أن يسهّل مباشرة الحياة اليومية للمستخدمين.

وأوضحت «غوغل» أن الصيغة الجديدة من «جيميناي» غير متاحة راهناً إلا لقلّة، أبرزهم المطوّرون، على أن تُوفَّر على نطاق أوسع في مطلع سنة 2025. وتعتزم الشركة دمج الأداة بعد ذلك في مختلف منتجاتها، وفي مقدّمها محركها الشهير للبحث، وبأكثر من لغة.

وشرح سوندار بيشاي ضمن مقال مدَوَّنة أعلن فيه عن «جيميناي 2.0» أن هذه الأداة توفّر «القدرة على جعل المعلومات أكثر فائدة، مشيراً إلى أن في وِسعها فهم سياق ما وتوقّع ما سيلي استباقياً واتخاذ القرارات المناسبة للمستخدم».

وتتنافس «غوغل» و«أوبن إيه آي» (التي ابتكرت تشات جي بي تي) و«ميتا» و«أمازون» على التوصل بسرعة فائقة إلى نماذج جديدة للذكاء الاصطناعي التوليدي، رغم ضخامة ما تتطلبه من أكلاف، والتساؤلات في شأن منفعتها الفعلية للمجتمع في الوقت الراهن.

وبات ما تسعى إليه «غوغل» التوجه الجديد السائد في سيليكون فالي، ويتمثل في جعل برنامج الذكاء الاصطناعي بمثابة «خادم رقمي» للمستخدم وسكرتير مطّلع على كل ما يعنيه، ويمكن استخدامه في أي وقت، ويستطيع تنفيذ مهام عدة نيابة عن المستخدم.

ويؤكد المروجون لهذه الأدوات أن استخدامها يشكّل مرحلة كبرى جديدة في إتاحة الذكاء الاصطناعي للعامّة، بعدما حقق «تشات جي بي تي» تحوّلاً جذرياً في هذا المجال عام 2022.

وأشارت «غوغل» إلى أن ملايين المطوّرين يستخدمون أصلاً النسخ السابقة من «جيميناي».

وتُستخدَم في تدريب نموذج «جيميناي 2.0» وتشغيله شريحة تنتجها «غوغل» داخلياً، سُمّيت بـ«تريليوم». وتقوم نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي بشكل أساسي على معدات تصنعها شركة «نفيديا» الأميركية العملاقة المتخصصة في رقائق وحدات معالجة الرسومات (GPUs).