4 كتل برلمانية كردستانية تقاطع اجتماعاً دعا إليه العبادي

رأت أن على رئيس الوزراء الحضور إلى البرلمان وليس العكس

4 كتل برلمانية كردستانية تقاطع اجتماعاً دعا إليه العبادي
TT

4 كتل برلمانية كردستانية تقاطع اجتماعاً دعا إليه العبادي

4 كتل برلمانية كردستانية تقاطع اجتماعاً دعا إليه العبادي

أعلنت 4 كتل كردستانية في البرلمان العراقي، هي: «الاتحاد الوطني الكردستاني، والتغيير، والجماعة الإسلامية، والاتحاد الإسلامي الكردستاني»، مقاطعة الاجتماع الذي دعا إليه رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، مع رؤساء الكتل البرلمانية.
وقال عضو البرلمان العراقي عن «الجماعة الإسلامية»، زانا روستايي، لشبكة «رووداو» الإعلامية، إن «الكتل الكردستانية الأربع قررت مقاطعة الجلسة مع العبادي؛ وذلك لأنه «كانت لرئيس مجلس الوزراء خلال الأسبوعين الماضيين مواقف غير لائقة بحق مجلس النواب، وحاول التشهير به، وكذلك الطعون التي قدمها على قانون الموازنة خاصة فيما يمس حقوق إقليم كردستان». وأضاف أن «مجلس النواب دعا رئيس مجلس الوزراء للحضور إلى جلسة علنية ولكنه لم يحضر، وأعتقد أنه الأولى بالعبادي أن يحضر إلى مجلس النواب ويبين لأعضاء البرلمان وممثلي الشعب العراقي أسباب هذه الإجراءات والاتهامات، أما أن يذهب رؤساء الكتل وممثلو الشعب العراقي إلى السيد رئيس مجلس الوزراء فهذا غير ملائم مع النظام البرلماني».
وتابع روستايي: «يجب أن يفهم رئيس الوزراء أنه أخذ الثقة من هذا البرلمان وأنه مسؤول أمامه، وأنا أدعو من هذا المنبر رؤساء الكتل البرلمانية إلى ألا يحضروا هذا الاجتماع، وأن يطالبوا العبادي بالحضور إلى مجلس النواب، وهناك يبين ما يريد أن يقوله حول زيارته الأخيرة إلى واشنطن، وتبرير الإجراءات التي اتخذها بشأن قانون الموازنة وغيرها من حقوق شعب كردستان وبقية المكونات».
وأوضح: «لدينا تنسيق مع الأطراف غير الكردية، لكن حسب علمي إلى هذه اللحظة ليس هناك موقف معين من قبل الكتل الأخرى، ولكننا ندعوها إلى عدم المشاركة في الاجتماع». وتابع: «وجهنا أسئلة شفوية للسيد رئيس الوزراء، وطالبناه بأن يحضر إلى مجلس النواب للإجابة على هذه لأسئلة لكنه لم يحضر، وجمعنا توقيعات خلال الجلسة الماضية لاستجواب رئيس مجلس الوزراء وما يقوم به من تصرفات، وخاصة ما حدث هذا الأسبوع باعتباره القائد العام للقوات المسلحة والخسائر الكبيرة التي حصلت في الموصل، وهو ما يستدعي أيضاً أن يحضر إلى البرلمان ويجيب على هذه الأسئلة، وأن نمارس كل أنواع الضغوط على العبادي لكي يطبق القوانين ويحترم هذه المؤسسة التي تمثل الشعب العراقي، وأن يكون منسجماً مع مجلس النواب. والنظام البرلماني يدعوه إلى أن يكون هناك تفاهم وانسجام مع مجلس النواب، لا أن يكون هنالك صراع».
وأضاف قائلاً: «نسأل العبادي لماذا يخاطب البرلمان من خلال المؤتمرات الصحافية، وعندما يدعوه البرلمان لحضور جلسة علنية يكاشف فيها الشعب العراقي لماذا لا يحضر؟! النظام البرلماني يعطي هيبة لمجلس النواب، ويجب ألا يسقط أمام الحكومة التي هي من تأخذ الثقة من البرلمان وليس العكس، فالمفترض أن يأتي العبادي إلى البرلمان لا أن يذهب البرلمان إليه».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.