نافذة على مؤسسة تعليمية: جامعة شيفيلد... علاقة وطيدة مع شركات الطيران والتسلح

مبنى اتحاد الطلبة في الجامعة
مبنى اتحاد الطلبة في الجامعة
TT

نافذة على مؤسسة تعليمية: جامعة شيفيلد... علاقة وطيدة مع شركات الطيران والتسلح

مبنى اتحاد الطلبة في الجامعة
مبنى اتحاد الطلبة في الجامعة

جامعة شيفيلد، واحدة من الجامعات المعروفة بجامعات «الطوب الأحمر» الست في بريطانيا، والتي تأسست في المدن الصناعية الكبرى في إنجلترا. وجميع هذه الجامعات أعضاء في مجموعة «راسل» لجامعات النخبة، التي تتلقى ثلثي منح تمويل البحوث في المملكة المتحدة. كما أن لهذه الجامعة العريقة، وبشكل خاص مركزها للأبحاث الصناعية المتطورة، علاقات متينة مع شركة بوينغ للطيران، وشركة BAE Systems لأنظمة التسلح.
والجامعة التي تحمل اسم مدينتها الشمالية في مقاطعة يوركشير المعروفة، بدأت كمجموعة من ثلاث كليات: كلية شيفيلد للطب، التي تأسست عام 1828، وكلية شيفيلد للعلوم والفنون، وكلية شيفيلد للتقنيات، التي تأسست عام 1884. وتم توحيد هذه الكليات عام 1897، وبعدها تم إعلانها جامعة واحدة مستقلة عام 1905. وتتوزع مباني الجامعة في شتى أنحاء المدينة، كما هو مع كثير من الجامعات القديمة.
يصل عدد طلاب جامعة شيفيلد إلى 28 ألف طالب تقريبا، أكثر من 8 آلاف منهم في الدراسات العليا، وتصل إيراداتها إلى نحو مليار دولار سنويا، وعلى هذا الأساس تكون في لائحة أكثر 10 جامعات بريطانية من ناحية الإيرادات.
تعتبر الجامعة واحدة من أفضل مائة جامعة في العالم، وواحدة من أهم الجمعيات البريطانية في مجال التعليم العالي. وحسب مصادر الترتيب، تراوح الجامعة عادة بين الترتيب الـ80 والـ100 عالميا، بينما حصلت على المرتبة الـ13 محليا، لعامي 2016 و2017.
في شيفيلد خمس كليات رئيسية: كلية الفنون والإنسانيات (تضم الموسيقى والفلسفة واللغات)، وكلية الهندسة (الهندسة الفضائية والهندسة الكيميائية والبيولوجية، والهندسة المدنية والإلكترونية والميكانيكية، وغيرها)، وكلية الطب وطب الأسنان والصحة (طب القلب، ومدرسة طب الأسنان، والتمريض، والعدوى، والحصانة، والأعصاب وغيرها)، وكلية العلوم (وتضم الكيمياء، والحيوان، والرياضيات، والإحصاءات، وعلم النفس، والفلك، وغيرها)، وكلية العلوم الاجتماعية (الهندسة المعمارية، والاقتصاد، والتعليم، والصحافة، والقانون، وغيرها)، بالإضافة إلى الكلية الدولية في مدينة سالونيكي اليونانية (علم الكومبيوتر، وإدارة الأعمال، وغيرهما).
وخرجت كثيراً من الشخصيات المهمة، وستة من الفائزين بجائزة نوبل عن الطب والكيمياء، اثنان في قسم البيولوجيا الجزئية، وواحد في التكنولوجيا الحيوية. ومن الشخصيات السياسية وزير الداخلية البريطاني السابق ديفيد بلانكيت.



جامعة ياغيلونيا البولونية... احتلها النازيون فأسست مؤسسة تعليمية سرية مناهضة

جامعة ياغيلونيا البولونية... احتلها النازيون فأسست مؤسسة تعليمية سرية مناهضة
TT

جامعة ياغيلونيا البولونية... احتلها النازيون فأسست مؤسسة تعليمية سرية مناهضة

جامعة ياغيلونيا البولونية... احتلها النازيون فأسست مؤسسة تعليمية سرية مناهضة

تم تصنيف جامعة ياغيلونيا في مدينة كراكوف البولندية كأفضل مؤسسة تعليمية جامعية في البلاد، إلى جانب كونها واحدة من أعرق الجامعات في العالم. بدأت قصتها عام 1364 عندما نجح الملك كازيمير الأعظم بعد سنوات طويلة في إقناع البابا أوربان الخامس بمنح تصريح لإنشاء مؤسسة للتعليم الجامعي في مدينة كراكوف، قام الملك بتمويلها بعائدات مناجم فياليتشكا الملحية القريبة.
بعد ثلاث سنوات كان الجرس يدق في أرجاء المؤسسة معلناً عن بدء الدروس والتي كانت في الفلسفة والقانون والطب. وبدأت الجامعة، التي كان أول اسم يطلق عليها هو أكاديمية كراكوف، في الازدهار والنجاح خلال القرن التالي عندما بدأت في تدريس الرياضيات واللاهوت والفلك، حيث جذبت تلك المواد الباحثين والدارسين البارزين من مختلف أنحاء أوروبا. وتطلب توسعها بخطى سريعة إنشاء حرم جامعي أكبر. وقد التحق نيكولاس كوبرنيكوس، الذي أحدث بعد ذلك ثورة في فهم الكون، بالجامعة منذ عام 1491 حتى 1495.
مع ذلك، لم يستمر ما حققته الجامعة من نجاح وازدهار لمدة طويلة كما يحدث طوال تاريخ بولندا؛ ففي عام 1939 احتل النازيون مدينة كراكوف وألقوا القبض على الأساتذة بالجامعة وقاموا بنقلهم إلى معسكري التعذيب زاكزينهاوسين، وداخاو؛ ولم يعد الكثيرون، لكن من فعلوا ساعدوا في تأسيس جامعة مناهضة سرية ظلت تعمل حتى نهاية الحرب. كذلك اضطلعت جامعة ياغيلونيا بدور في الاحتجاجات المناهضة للنظام الشمولي في الستينات والثمانينات، واستعادت حالياً مكانتها المرموقة كمؤسسة لتدريب وتعليم النخبة المتعلمة المثقفة في بولندا.
ساعد انضمام بولندا إلى الاتحاد الأوروبي عام 2004 في زيادة موارد الجامعة، وفتح أقسام جديدة، وإنشاء مرافق أفضل منها ما يسمى بـ«الحرم الجامعي الثالث» أو «الحرم الجامعي للذكرى الـ600» في منطقة بيخوفيسه. وبلغ عدد الملتحقين بالجامعة في 87 برنامجا دراسيا خلال العام الدراسي 2015-2016 47.494 طالباً.
وطوال قرون التحق خلالها عدد كبير من الطلبة بالجامعة، كان التحاق أول طالبة بالجامعة يمثل حدثاً بارزاً، حيث قامت فتاة تدعى نوفويكا، بالتسجيل في الجامعة قبل السماح للفتيات بالالتحاق بالجامعة بنحو 500 عام، وكان ذلك عام 1897، وتمكنت من فعل ذلك بالتنكر في زي شاب، وكانت الفترة التي قضتها في الدراسة بالجامعة تسبق الفترة التي قضاها زميل آخر لحق بها بعد نحو قرن، وكان من أشهر خريجي الجامعة، وهو نيكولاس كوبرنيكوس، الذي انضم إلى مجموعة عام 1492، وربما يشتهر كوبرنيكوس، الذي يعد مؤسس علم الفلك الحديث، بكونه أول من يؤكد أن الأرض تدور حول الشمس، وهو استنتاج توصل إليه أثناء دراسته في الجامعة، ولم ينشره إلا قبل وفاته ببضعة أشهر خوفاً من الإعدام حرقاً على العمود. من الطلبة الآخرين المميزين كارول فويتيالا، والذي يعرف باسم البابا يوحنا بولس الثاني، الذي درس في قسم فقه اللغة التاريخي والمقارن بالجامعة.