اعترف مسؤول عسكري أميركي رفيع المستوى بوجود قوات أميركية خاصة في ليبيا، هدفها جمع المعلومات والعمل مع حكومة فائز السراج في العاصمة طرابلس، وتزامن هذا التصريح مع توجيه سلطات تونس دعوة رسمية إلى المشير خليفة حفتر القائد العام للجيش الوطني الليبي لزيارتها.
وأوضح الجنرال توماس وولدهاوزر، قائد القوات الأميركية في أفريقيا، أول من أمس في تصريحات للصحافيين، أن الولايات المتحدة «ستبقي على قوة» في ليبيا من أجل جمع المعلومات والعمل مع الحكومة المدعومة من الأمم المتحدة في طرابلس، إذا اقتضت الحاجة مزيدا من التحرك لاستهداف «داعش» المتشدد. وهذه هي المرة الأولى التي يقر فيها الجنرال توماس بوجود قوات أميركية خاصة على الأراضي الليبية، لكن من المعروف أن عناصر من القوات الأميركية الخاصة تواجدت في مدينة سرت الساحلية لدعم القوات الموالية لحكومة السراج المدعومة من بعثة الأمم المتحدة بهدف قتال تنظيم داعش وإنهاء سيطرته على المدينة.
وكانت تقارير صحافية أميركية قد تحدثت عن وجود قوات خاصة أميركية وبريطانية في مركز عمليات مشترك في أطراف سرت، على بعد 450 كيلومترا شرق العاصمة الليبية، كما شوهد جنود أميركيون وبريطانيون وهم يرتدون الزي العسكري وسترات واقية من الرصاص مرات عديدة هناك. وعلاوة على ذلك أقرت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) العام الماضي بأن فرقا أميركية صغيرة قدمت المساعدة في إطار العمليات الاستخباراتية في ليبيا، بينما قال البيت الأبيض إن المساعدة المقدمة إلى ليبيا ستقتصر على الضربات الجوية وتبادل المعلومات.
وقالت هنريتا ليفين، المتحدثة باسم البنتاغون، في السابق إن «عدداً محدداً من القوات الأميركية ذهب إلى ليبيا أو خرج منها في إطار تبادل المعلومات مع القوات المحلية».
وحسب مراقبين للوضع الميداني في ليبيا، وجدت فرق صغيرة من القوات الخاصة الغربية في شرق ليبيا وغربها منذ أشهر، حيث أرسلت بعض الدول الغربية، ومن بينها الولايات المتحدة، قوات خاصة ومستشارين عسكريين إلى ليبيا خلال العامين المنصرمين، كما نفذ الجيش الأميركي أيضا ضربات جوية دعما لحملة ليبية ناجحة العام الماضي، بهدف طرد «داعش» من معقله في مدينة سرت.
وشنت الولايات المتحدة نحو 500 غارة جوية ضد أهداف لتنظيم «داعش» في سرت بين أغسطس (آب) وديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي، علما بأنها شنت في السابق عدة هجمات متفرقة ضد أهداف لمتشددين في أماكن أخرى في ليبيا. لكن هذا التدخل الأميركي جاء بطلب من حكومة فائز السراج للمساعدة في طرد المتشددين من معقلهم السابق في مدينة سرت.
من جهة أخرى، أعرب المسؤول العسكري الأميركي عن قلق بلاده من الصلة التي «لا يمكن إنكارها» بين حفتر وروسيا، وقال إنه «يوجد روس على الأرض في المنطقة»، معتبرا أن «المحاولات الروسية للتأثير في ليبيا مثيرة للقلق... إنهم على الأرض ويحاولون التأثير على العمل، ونحن نراقب ما يفعلونه بقلق بالغ، وفضلا عن الجانب العسكري فقد شاهدنا بعض الأنشطة في الآونة الأخيرة في مشاريع تجارية».
وأضاف وولدهاوزر في المؤتمر الصحافي «أعتقد أنه أمر معروف للجميع، فالروس يرغبون في التأثير على الأنشطة داخل ليبيا، وأعتقد أن الصلة بين الروس وحفتر لا يمكن إنكارها في هذه المرحلة». وتتزامن التساؤلات بشأن دور روسيا في ليبيا مع مخاوف في واشنطن من نوايا موسكو في الدولة الغنية بالنفط، والتي تحولت إلى مناطق متناحرة في أعقاب انتفاضة 2011 المدعومة من حلف شمال الأطلنطي (الناتو) على نظام العقيد الراحل معمر القذافي، الذي كانت تربطه علاقات بالاتحاد السوفياتي السابق. وزعمت تقارير صحافية أن الولايات المتحدة لاحظت مؤخرا وجود قوات خاصة روسية فيما يبدو، وطائرات من دون طيار في سيدي براني بمصر، الواقعة على بعد نحو 100 كيلومتر من الحدود مع ليبيا، لكن مصر وروسيا نفتا هذه المعلومات.
إلى ذلك، أعلن وزير الشؤون الخارجية التونسي خميس الجهيناوي أنه تم توجيه دعوة رسمية إلى قائد الجيش الليبي المشير حفتر لزيارة تونس، وذلك للمشاركة في الاجتماعات التي ترعاها بمشاركة دول الجوار والأطراف الليبية، بهدف الخروج بحل توافقي لإنهاء الأزمة السياسية في البلاد، من دون أن يحدد موعد الزيارة.
وأشار في تصريحات لوكالة «تونس أفريقيا للأنباء» (وات) إلى أن بلاده تقف على نفس المسافة من كل الأطراف، مع تواصلها مع كل مكونات المشهد السياسي الليبي على اختلاف توجهاتها في طرابلس وطبرق ومجلس القبائل، موضحا أن اندلاع العنف في العاصمة طرابلس حال دون تمكن وفد قررت تونس إيفاده مؤخرا لجلب عدد من الأطفال التونسيين المتواجدين بالسجون الليبية بعد التأكد من هوياتهم، وقال إن الوفد سيسافر قريبا إلى ليبيا حال تحسنت الأوضاع الأمنية هناك.
وبعدما أكد أهمية وجود كل من الجزائر ومصر في إعلان تونس الوزاري، الذي صدر الشهر الماضي للتسوية السياسية الشاملة في ليبيا، أوضح أن هذه الدول الثلاث أصبحت تتكلم لغة واحدة وصوتا واحدا يشدد على الحل السلمي للأزمة الليبية، ونبذ الحل العسكري.
عسكريا، شنت أمس مقاتلات تابعة للجيش الوطني الليبي غارات جوية ضد مواقع للمتطرفين في منطقة الصابري بمدينة بنغازي في شرق البلاد، إذ قالت رئاسة أركان القوات الجوية في بيان لها إن الغارات أدت إلى مصرع أحد قيادات الجماعات الإرهابية المتحصنة في المنطقة، مشيرة أيضا إلى ما وصفته بقصف مدفعي عنيف استهدف موقعا لهذه الجماعات في ضواحي مدينة درنة.
في غضون ذلك، قال مسؤول في ميناء السدر النفطي إن أول ناقلة رست في الميناء منذ أن فقدت قوات الجيش الوطني السيطرة عليه وعلى ميناء مجاور ثم استعادتهما.
وأضاف، وفقا لوكالة رويترز للأنباء، أن الناقلة ديميتريوس التي ترفع علم اليونان ستقوم بتحميل 630 ألف برميل من النفط على الأقل لتصديرها إلى الصين، وأن سعة الناقلة تبلغ مليون برميل. لكن لم يتضح إن كانت ستحمل كل سعتها.
وقالت المؤسسة الوطنية للنفط الأسبوع الماضي إن إنتاج النفط في ليبيا العضو في أوبك ارتفع إلى 700 ألف برميل يوميا مع استئناف العمليات في السدر وميناء رأس لانوف القريب بعد الاشتباكات التي دارت هذا الشهر.
أميركا تعترف بوجود قوات خاصة في ليبيا
واشنطن تبدي قلقها من التقارب الروسي مع حفتر
أميركا تعترف بوجود قوات خاصة في ليبيا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة