الأمم المتحدة قلقة لسقوط ضحايا مدنيين بعملية استعادة الموصل

روسيا والصين تسعيان لتوسيع عمل لجنة التحقيق باستخدام أسلحة كيماوية تشمل العراق

عربة طفل تركها عراقي نازح في غرب الموصل حيث تقاتل القوات العراقية عناصر «داعش» (رويترز)
عربة طفل تركها عراقي نازح في غرب الموصل حيث تقاتل القوات العراقية عناصر «داعش» (رويترز)
TT

الأمم المتحدة قلقة لسقوط ضحايا مدنيين بعملية استعادة الموصل

عربة طفل تركها عراقي نازح في غرب الموصل حيث تقاتل القوات العراقية عناصر «داعش» (رويترز)
عربة طفل تركها عراقي نازح في غرب الموصل حيث تقاتل القوات العراقية عناصر «داعش» (رويترز)

عبرت الأمم المتحدة عن قلقها البالغ اليوم (السبت)، بسبب تقارير عن سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى المدنيين في واقعة خلال معركة استعادة السيطرة على مدينة الموصل العراقية.
وفي ذلك، قالت ليز غراند، منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في العراق في بيان: «صدمنا لهذه الخسارة الفادحة في الأرواح». وكان مسؤولون محليون وسكان قد أفادوا يوم الخميس، بأنّ عشرات الأشخاص دفنوا تحت أنقاض مبنى بعد أن تسببت غارة جوية ضد متطرفي «داعش» في حي الأغوات الجديد في انفجار ضخم الأسبوع الماضي.
على صعيد آخر، اقترحت روسيا والصين أمس، في الأمم المتحدة، توسيع عمل لجنة التحقيق الدولية بشأن استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا لتشمل العراق، وهي فكرة ووجهت برفض فوري من بريطانيا.
وقد قُدم اقتراح تمديد عمل اللجنة، المعروفة باسم آلية التحقيق المشتركة، خلال مناقشة مغلقة في مجلس الأمن تمحورت حول معركة الموصل، حيث تحاول القوات العراقية منذ أسابيع طرد المتطرفين، حسب ما قال السفير البريطاني لدى الأمم المتحدة ماثيو رايكروفت الذي ترأس المناقشة.
وخلال المناقشة، عبّر مجلس الأمن «بالإجماع عن قلقه» للتقارير الأخيرة بشأن استخدام تنظيم «داعش» السلاح الكيماوي، وأشار إلى أنّه ينتظر بفارغ الصبر «نتائج التحقيق العراقي» في هذا الملف، استنادًا إلى ما قاله رايكروفت.
ومن ثمّ تقدّمت روسيا والصين بمشروع قرار «يسعى إلى توسيع آلية التحقيق الدولي لتشمل العراق»، حسب ما أوضح رايكروفت الذي أكد أنّ بريطانيا أبدت موقفا «معارضاً» حيال ذلك.
وقد أشارت بريطانيا إلى أن «هناك اختلافات عدة بين الوضعين في كل من سوريا والعراق»، حسب رايكروفت.
وتحدث السفير البريطاني خصوصًا عن أنه خلافاً للنظام السوري فإنّ الحكومة العراقية «تتعاون بالكامل مع منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، وليس هناك أي شكوى» عن استخدام الحكومة العراقية لأسلحة كيماوية.
ولم يُتّخذ أي قرار أمس، بشأن مشروع القرار هذا، ولم يوضح رايكروفت ما إذا كانت الصين وروسيا ستحيلان المشروع على التصويت قريباً.
لكنّ ما حصل يظهر خلافاً جوهرياً بين الغربيين وروسيا إزاء الوضع بسوريا، وفيما يتعلق بإمكان فرض عقوبات ضد مسؤولين سوريين.
ففي العام الفائت، خلُصت لجنة التحقيق الدولية إلى أن النظام السوري حليف موسكو استخدم غاز الكلور في منطقتين سوريتين على الأقل. وفي 28 فبراير (شباط)، استخدمت روسيا والصين حقيهما في النقض (الفيتو) ضد مشروع قانون كان يشمل فرض عقوبات على النظام السوري لاستخدامه أسلحة كيماوية.



مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

جدد بناء «كشك نور» بالطوب الأحمر، في مكان بارز بمنطقة الجمالية الأثرية في مصر، مطالب خبراء أثريين بتشديد الرقابة على المناطق الأثرية وحمايتها من الاعتداء بالاستناد إلى قانون حماية الآثار.

ويرى الخبير الأثري الدكتور محمد حمزة أن واقعة بناء كشك كهرباء داخل «حرم موقع أثري»، صورة من أوجه مختلفة للاعتداء على الآثار في مصر، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، ويضيف: «يمثل هذا الكشك مثالاً لحالات البناء العشوائي التي لا تراعي خصوصية المناطق الأثرية، وتشويهاً معمارياً مثل الذي شهدته بنفسي أخيراً ببناء عمارة سكنية في مواجهة جامع «الحاكِم» الأثري في نهاية شارع المعز التاريخي، بما لا يتلاءم مع طراز المنطقة، وأخيراً أيضاً فوجئنا بقرار بناء مسرح في حرم منطقة سور مجرى العيون الأثرية، وهناك العديد من الأمثلة الأخيرة الخاصة بهدم آثار كالتعدي على قبة الشيخ عبد الله بمنطقة عرب اليسار أسفل قلعة صلاح الدين الأيوبي، وتلك جميعها صور من الاعتداء التي تتجاهل تماماً قوانين حماية الآثار».

كشك كهرباء باب النصر (حساب د. محمد حمزة على فيسبوك)

وحسب الدكتور محمد عبد المقصود، الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للآثار، فإن بناء هذا الكشك «هو حالة متكررة لمخالفة قانون حماية الآثار بشكل واضح»، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، مضيفاً: «يجب أن تتم إزالته، فهو يؤثر بشكل واضح على بانوراما المكان الأثري، علاوة على أنه كيان قبيح ولا يليق أن يتم وضعه في موقع أثري، ويتسبب هذا الكشك في قطع خطوط الرؤية في تلك المنطقة الأثرية المهمة».

ويضيف عبد المقصود: «المؤسف أن وزارة السياحة والآثار لم تعلق على هذا الأمر بعد، مثلما لم تعلق على العديد من وقائع الاعتداء على مواقع أثرية سواء بالبناء العشوائي أو الهدم قبل ذلك، رغم أن الأمر يقع في نطاق مسؤوليتهم».

قانون الآثار المصري يمنع بناء مبان أعلى من المنشآت الأثرية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وأثار تشويه بعض نقوش مقبرة مريروكا الأثرية في منطقة سقارة بالجيزة (غرب القاهرة) ضجة واسعة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وسط دعوات بضرورة تطبيق قانون حماية الآثار الذي تنص المادة 45 منه رقم 117 لسنة 1983 وتعديلاته، على أنه «يعاقَب كل من وضع إعلانات أو لوحات للدعاية أو كتب أو نقش أو وضع دهانات على الأثر أو شوّه أو أتلف بطريق الخطأ أثراً عقارياً أو منقولاً أو فصل جزءاً منه بالحبس مدة لا تقل عن سنة وغرامة لا تقل عن 10 آلاف جنية ولا تزيد على 500 ألف جنيه أو إحدى هاتين العقوبتين».

الآثار الإسلامية تتوسط غابة من الكتل الخرسانية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وترى الدكتورة سهير حواس، أستاذة العمارة والتصميم العمراني بقسم الهندسة المعمارية بجامعة القاهرة، أن منطقة القاهرة التاريخية مسجلة وفقاً لقانون 119 لسنة 2008، باعتبارها منطقة أثرية لها اشتراطات حماية خاصة، وتقول في حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «تشمل تلك الحماية القيام بعمل ارتفاعات أو تغيير أشكال الواجهات، وأي تفاصيل خاصة باستغلال الفراغ العام، التي يجب أن تخضع للجهاز القومي للتنظيم الحضاري ووزارة الثقافة».

شكاوى من تشويه صور الآثار الإسلامية بالقاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وحسب القانون يجب أن يتم أخذ الموافقة على وضع أي كيان مادي في هذا الفراغ بما فيها شكل أحواض الزرع والدكك، وأعمدة الإضاءة والأكشاك، سواء لأغراض تجميلية أو وظيفية؛ لذلك فمن غير المفهوم كيف تم بناء هذا الكشك بهذه الصورة في منطقة لها حماية خاصة وفقاً للقانون.

ويرى الخبير الأثري الدكتور حسين عبد البصير أنه «لا بد من مراعاة طبيعة البيئة الأثرية، خاصة أن هناك العديد من الطرق التي يمكن بها تطويع مثل تلك الضرورات كتوسيع الطرق أو البنية التحتية أو إدخال تطويرات كهربائية بطريقة جمالية تلائم النسيج الجمالي والبصري للأماكن الأثرية».