زعيم الأغلبية في الجزائر يناشد بوتفليقة الاستمرار في الرئاسة

قال زعيم حزب الأغلبية في الجزائر إنه «يتمنى» لو أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة يعلن عن تمديد حكمه بحلول 2019، أي موعد انتخابات الرئاسة، موضحاً أنه يريد «أن يبقى الرئيس في الحكم مدى الحياة»، في وقت يطرح فيه بحدة موضوع «مدى قدرة الرئيس على الاستمرار في الحكم».
وصرح جمال ولد عباس، أمين عام «جبهة التحرير الوطني»، في تجمع لمناضلي حزبه بعين تيموشنت (400 كلم غرب العاصمة)، أن بوتفليقة «وهب حياته وصحته لهذا البلد، فليطل الله عمره». وقام ولد عباس من كرسيه ليصفق على كلامه، كما صفق مئات المناضلين على هذا الموقف، في إشارة إلى موافقتهم على استمرار بوتفليقة في الحكم مدى الحياة.
وأشاد ولد عباس مطولاً بـ«إنجازات فخامة الرئيس خلال ولاياته الأربع»، حتى يدعم «أمنيته»، مشيراً إلى أن «16 مليون مواطن حصلوا على مساكن خلال الفترة الممتدة ما بين 1999 - 2016»، وأضاف موضحاً: «ما لدينا إلا بركة برنامج الرئيس من أجل هذا البلد»، كما تناول في حديثه انتخابات البرلمان التي ستجري في 4 مايو (أيار) المقبل، وقال بهذا الخصوص: «إن هذه الانتخابات ستسمح لجبهة التحرير بالمضي في هدوء نحو انتخابات الرئاسة 2019»، في إشارة إلى أن «الجبهة» التي يرأسها بوتفليقة ستكون حزب الرئيس الذي سيفوز بالانتخابات من جديد، كما كان الحال في استحقاقات 1999 و2004 و2009 و2014، والتي حقق فيها بوتفليقة فوزاً ساحقاً على خصومه بفضل عدة عوامل، منها دعم الجيش، وهو ما سمح له بالاستمرار كل هذه المدة في الحكم.
غير أن ذلك لا يحجب التأييد الشعبي الذي يحظى به، كونه يرمز إلى «العهد الذهبي للجزائر» يوم كانت عضواً فاعلاً في «حركة عدم الانحياز»، وكان بوتفليقة في تلك الفترة وزيراً للخارجية.
واتهم ولد عباس أشخاصاً، لم يذكرهم بالاسم، بـ«محاولة التسلل إلى المجلس الشعبي الوطني (الغرفة البرلمانية الأولى) بغرض التشويش على الآلة»، في إشارة إلى ضغط اشتكى منه، في وقت سابق، من أطراف حاولت أن تفرض عليه أشخاصاً بلوائح الترشيح، حسب رأيه.
ويرى ولد عباس أن من يمارس عليه هذه الضغوط «يسعى إلى منع الرئيس من الاستمرار في الحكم»، وقال في هذا الصدد: «لقد أغلقت الباب أمام الانتهازيين الذين يريدون الوصول إلى البرلمان، الذي له أهمية استثنائية وتاريخية هذه المرة لأنه مرتبط بانتخابات 2014». ولم يوضح ولد عباس، وهو وزير الصحة سابقاً، العلاقة بين البرلمان الجديد المرتقب وموعد انتخابات الرئاسة.
وقد سبق وزير النقل سابقاً عمار تو، وهو قيادي في الحزب نفسه، ولد عباس في مناشدة بوتفليقة الترشح لولاية خامسة، علماً بأنه فاز في انتخابات 2014 من دون أن يظهر في حملة الانتخابات التي خاضها بدلاً عنه رئيس الوزراء عبد المالك سلال، وكثير من الوزراء وقادة أحزاب. وقال قبل الترشح إن الجزائريين «يعلمون أنني مريض، ولكنهم أصروا على أن أمدد حكمي».
وأعلنت الرئاسة، في 20 من الشهر الماضي، عن إلغاء زيارة كانت ستقود المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى الجزائر في اليوم التالي، بسبب طارئ صحي تعرض له الرئيس الذي يعاني منذ 2013 من تبعات الإصابة بجلطة دماغية. وراجت وقتها إشاعات بأنه توفي بسبب اختفائه عن المشهد لمدة تفوق 50 يوماً، لكنه عاد الأسبوع الماضي إلى الظهور، عندما استقبل وزيره للشؤون الأفريقية، لكن من دون أن يسمع له صوت.
وصرح عبد الرزاق مقري، رئيس الحزب الإسلامي المعارض «حركة مجتمع السلم»، بأن المسؤولين في البلاد «يصرون على القول إن حالة الرئيس الصحية عادية، وإن سفرياته إلى فرنسا للعلاج هي من أجل فحوصات عادية... وإذا كان الأمر كذلك، فهذا إعلان مدوٍ لفشل المنظومة الصحية الجزائرية التي كانت تحت مسؤولية الرئيس لمدة 15 سنة. فالجزائر، حسب هذا الوصف، لا يوجد فيها طبيب يستطيع أن يقوم بفحوص عادية لوضعية صحية عادية! أما آن لهذه المهزلة أن تتوقف، وألا يضيعوا مزيداً من الوقت لهذا الوطن؟».