إسرائيل ترحب بمصادقة «الشيوخ» على تعيين مؤيد للاستيطان سفيراً لديها

منظمة يهودية أميركية تنتقد اختيار شخص «غير كفء وغير ملائم» للمنصب

فريدمان خلال جلسة استماعفي مجلس الشيوخ الشهر الماضي (رويترز)
فريدمان خلال جلسة استماعفي مجلس الشيوخ الشهر الماضي (رويترز)
TT

إسرائيل ترحب بمصادقة «الشيوخ» على تعيين مؤيد للاستيطان سفيراً لديها

فريدمان خلال جلسة استماعفي مجلس الشيوخ الشهر الماضي (رويترز)
فريدمان خلال جلسة استماعفي مجلس الشيوخ الشهر الماضي (رويترز)

رحب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بمصادقة مجلس الشيوخ الأميركي على تعيين ديفيد فريدمان سفيراً للولايات المتحدة في تل أبيب، ووعد بأن يلقى فريدمان «استقبالاً حاراً، باعتباره ممثلاً للرئيس (الأميركي دونالد) ترمب، وصديقاً مقرباً لإسرائيل».
كان مجلس الشيوخ الأميركي قد صادق، أول من أمس، على تعيين فريدمان، بغالبية 52 صوتاً مقابل رفض 46. وكان المحامي اليهودي فريدمان مستشاراً لترمب خلال حملته الانتخابية الرئاسية، وقد اتخذ موقفاً متشدداً إزاء الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، مهاجماً الجماعات اليهودية الأميركية التي تؤيد حل الدولتين، كما أنه لا يعتبر النشاط الاستيطاني الإسرائيلي غير قانوني.
وانتقد 5 سفراء سابقين للولايات المتحدة في إسرائيل ترشيح فريدمان، قائلين إن «مواقفه المتطرفة الراديكالية تجعله غير لائق لهذا المنصب»، بحسب وكالة الأنباء الألمانية. وأشاروا إلى أنه وصف الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما بأنه معادٍ للسامية.
وأثار فريدمان الجدل بعد ترشيحه للمنصب العام الماضي، عندما قال إنه قد يخالف السابقة القائمة منذ فترة طويلة، وينقل السفارة إلى القدس من تل أبيب.
واعتبرت عضو مجلس الشيوخ عن الحزب الديمقراطي ديان فينشتاين، التي عارضت تعيين فريدمان، أنه «شخص محل خلاف كبير جداً» لا يسمح بتوليه أحد المناصب الدبلوماسية «الشديدة الحساسية». وأضافت، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية، أن «آراءه الخطيرة، وخطابه المليء بالكراهية، سيتسببان بزيادة عدم الاستقرار في هذه المنطقة المضطربة أساساً».
وشدد زميلها الديمقراطي بريان سكاتز، خلال التصويت، على أن «سفيرنا يجب ألا يكون من ذلك النوع من الأشخاص الذين يستخدمون لغة تذكي العنف والكراهية وعدم الاستقرار»، بحسب وكالة «رويترز».
ورحبت منظمة «جي ستريت» اليهودية اليسارية الأميركية بـ«تصويت نصف مجلس الشيوخ ضد مرشح غير كفؤ وغير ملائم» للمنصب، فيما رحبت جمعية «ائتلاف اليهود الجمهوريين» بتثبيته كرجل «ثقة» للرئيس الذي بفضله «ستتعزز العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل».



الحوثيون ينقلون أسلحة إلى صعدة لتحصينها من الاستهداف الأميركي

طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
TT

الحوثيون ينقلون أسلحة إلى صعدة لتحصينها من الاستهداف الأميركي

طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)

كثفت الولايات المتحدة ضرباتها الجوية في الأسابيع الأخيرة على مواقع الجماعة الحوثية بمحافظة عمران، لا سيما مديرية حرف سفيان، في مسعى لتدمير أسلحة الجماعة المخزنة في مواقع محصنة تحت الأرض، ما جعل الجماعة تنقل كميات منها إلى معقلها الرئيسي في صعدة (شمال).

وكشفت مصادر يمنية مطلعة أن الجماعة الحوثية نقلت خلال الأيام الأخيرة مركز الصواريخ والطائرات المسيرة من مناطق عدة بمحافظة عمران إلى محافظة صعدة، وذلك تخوفاً من استهداف ما تبقى منها، خصوصاً بعد تعرض عدد من المستودعات للتدمير نتيجة الضربات الغربية في الأسابيع الماضية.

وكانت المقاتلات الأميركية شنت في الآونة الأخيرة، غارات مُكثفة على مواقع عسكرية تابعة للحوثيين، كان آخرها، الجمعة، حيث تركزت أغلب الضربات على مديرية «حرف سفيان» الواقعة شمال محافظة عمران على حدود صعدة.

وبحسب المصادر التي تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، نقلت الجماعة الحوثية، تحت إشراف عناصر من «سلاح المهندسين والصيانة العسكرية»، مجموعة صواريخ متنوعة ومسيّرات ومنصات إطلاق متحركة وأسلحة أخرى متنوعة إلى مخازن محصنة في مناطق متفرقة من صعدة.

دخان يتصاعد في صنعاء عقب ضربات أميركية استهدفت موقعاً حوثياً (رويترز)

وتمت عملية نقل الأسلحة - وفق المصادر - بطريقة سرية ومموهة وعلى دفعات، كما استقدمت الجماعة الحوثية شاحنات نقل مختلفة من صنعاء بغية إتمام العملية.

وتزامن نقل الأسلحة مع حملات اختطاف واسعة نفذتها جماعة الحوثيين في أوساط السكان، وتركزت في الأيام الأخيرة بمدينة عمران عاصمة مركز المحافظة، ومديرية حرف سفيان التابعة لها بذريعة «التخابر لصالح دول غربية».

واختطف الانقلابيون خلال الأيام الأخيرة، نحو 42 شخصاً من أهالي قرية «الهجر» في حرف سفيان؛ بعضهم من المشرفين والمقاتلين الموالين لهم، بعد اتهامهم بالتخابر مع أميركا وإسرائيل، وفقاً للمصادر.

وجاءت حملة الاختطافات الحوثية عقب تنفيذ الجيش الأميركي في الأسبوعين الماضيين، عشرات الغارات التي استهدفت منشآت عسكرية وأماكن تجمعات للجماعة في حرف سفيان، أسفر عنها تدمير منشآت استُخدمت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية أميركية بجنوب البحر الأحمر وخليج عدن.

أهمية استراتيجية

نظراً للأهمية الاستراتيجية لمنطقة «حرف سفيان» في عمران، فقد تركزت الغارات على استهداف منشآت ومواقع متفرقة في المديرية ذاتها.

وتُعدّ مديرية «حرف سفيان» كبرى مديريات محافظة عمران من أهم معاقل الجماعة الحوثية بعد محافظة صعدة، وذلك نظراً لمساحتها الكبيرة البالغة نحو 2700 كيلومتر مربع، مضافاً إلى ذلك حدودها المتصلة بـ4 محافظات؛ هي حجة، والجوف، وصعدة، وصنعاء.

أنصار الحوثيين يحملون صاروخاً وهمياً ويهتفون بشعارات خلال مظاهرة مناهضة لإسرائيل (أ.ب)

وكان قد سبق لجماعة الحوثيين تخزين كميات كبيرة من الأسلحة المنهوبة من مستودعات الجيش اليمني في مقرات عسكرية بمحافظة عمران؛ منها معسكر «اللواء التاسع» بضواحي مدينة عمران، و«لواء العمالقة» في منطقة الجبل الأسود بمديرية حرف سفيان، وموقع «الزعلاء» العسكري الاستراتيجي الذي يشرف على الطريق العام الرابط بين صنعاء وصعدة، إضافة إلى مقار ومواقع عسكرية أخرى.

وإلى جانب ما تُشكله هذه المديرية من خط إمداد رئيسي للانقلابيين الحوثيين بالمقاتلين من مختلف الأعمار، أكدت المصادر في عمران لـ«الشرق الاوسط»، أن المديرية لا تزال تُعدّ مركزاً مهماً للتعبئة والتجنيد القسري لليمنيين من خارج المحافظة، لكونها تحتوي على العشرات من معسكرات التدريب التي أسستها الجماعة في أوقات سابقة، وترسل إليها المجندين تباعاً من مناطق عدة لإخضاعهم للتعبئة الفكرية وتلقي تدريبات قتالية.

صورة عامة لحاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» (رويترز)

وتقول المصادر إن الضربات الأميركية الأخيرة على محافظة عمران كانت أكثر إيلاماً للحوثيين من غيرها، كونها استهدفت مباشرةً مواقع عسكرية للجماعة؛ منها معمل للطيران المسير، وكهوف تحوي مخازن أسلحة وأماكن خاصة بالتجمعات، بعكس الغارات الإسرائيلية التي تركزت على استهداف البنى التحتية المدنية، خصوصاً في صنعاء والحديدة.

وترجح المصادر أن الأميركيين كثفوا ضرباتهم في مديرية حرف سفيان بعد أن تلقوا معلومات استخبارية حول قيام الحوثيين بحفر ملاجئ وأنفاق ومقرات سرية لهم تحت الأرض، حيث يستخدمونها لعقد الاجتماعات وإقامة بعض الدورات التعبوية، كما أنها تحميهم من التعرض لأي استهداف مباشر.