إسرائيل تعتقل يهودياًَ لإطلاقه تهديدات معادية للسامية في الولايات المتحدة

الفتى اليهودي الذي اعتقلته الشرطة الإسرائيلية (يمين) لوقوفه وراء اطلاق تهديدات ضد مؤسسات يهودية في الولايات المتحدة لدى مغادرته المحكمة الاسرائيلية أمس (أ. ف. ب)
الفتى اليهودي الذي اعتقلته الشرطة الإسرائيلية (يمين) لوقوفه وراء اطلاق تهديدات ضد مؤسسات يهودية في الولايات المتحدة لدى مغادرته المحكمة الاسرائيلية أمس (أ. ف. ب)
TT

إسرائيل تعتقل يهودياًَ لإطلاقه تهديدات معادية للسامية في الولايات المتحدة

الفتى اليهودي الذي اعتقلته الشرطة الإسرائيلية (يمين) لوقوفه وراء اطلاق تهديدات ضد مؤسسات يهودية في الولايات المتحدة لدى مغادرته المحكمة الاسرائيلية أمس (أ. ف. ب)
الفتى اليهودي الذي اعتقلته الشرطة الإسرائيلية (يمين) لوقوفه وراء اطلاق تهديدات ضد مؤسسات يهودية في الولايات المتحدة لدى مغادرته المحكمة الاسرائيلية أمس (أ. ف. ب)

أعلنت الشرطة الإسرائيلية، أمس، اعتقال فتى يهودي يشتبه بأنه يقف وراء إطلاق عشرات التهديدات ضد مؤسسات يهودية في الولايات المتحدة ودول أخرى، بالإضافة إلى تهديدات ضد شركة طيران كبرى بعد تحقيق بالتعاون مع مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي (إف بي آي).
ويأتي اعتقال الفتى بعد سلسلة من التهديدات التي استهدفت مؤسسات أميركية - يهودية منذ بداية العام منذ تولي الجمهوري دونالد ترمب الرئاسة في 20 يناير (كانون الثاني). وقالت المتحدثة باسم الشرطة لوبا السمري في بيان إن المشتبه به «من سكان جنوب إسرائيل من الوسط اليهودي».
ومددت محكمة في ريشون لتزيون، قرب تل أبيب أمس، اعتقال الفتى حتى 30 مارس (آذار). وفرض حظر نشر على تفاصيل متعلقة بهوية المشتبه به، إلا أن الشرطة قالت إنه يبلغ من العمر 19 عاما. وأكدت الشرطة في وقت لاحق أن الفتى يحمل الجنسيتين الأميركية والإسرائيلية. وأورد بيان الشرطة أن «التحقيق بدأ في دول عدة تزامنا مع تلقي عشرات المكالمات الهاتفية التهديدية في الأماكن العامة والفعاليات والمعابد اليهودية، والتي سببت الذعر وعطلت فعاليات وأنشطة في الكثير من المنظمات».
وبحسب الشرطة، فإن التحقيق جرى بالتعاون مع مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي (إف بي آي) بالإضافة إلى جهات أمنية في دول أخرى. من جهته، أكد المتحدث باسم الشرطة ميكي روزنفيلد، أنه يشتبه بأن الفتى يقف خلف سلسلة تهديدات استهدفت مراكز للجالية اليهودية ومباني أخرى مرتبطة باليهود في الولايات المتحدة في الأشهر الأخيرة. ولم يتضح حتى الآن عدد التهديدات التي أطلقها.
بالإضافة إلى ذلك، يشتبه بأن الشاب يقف خلف تهديدات مماثلة في كل من أستراليا ونيوزيلندا. كما قال روزنفيلد إن الشرطة تشتبه بوقوفه وراء تهديد بالقنبلة على متن طائرة تابعة لشركة «دلتا» الأميركية في فبراير (شباط) 2015، الأمر الذي أدى إلى هبوط الطائرة بشكل اضطراري.
وأكد وزير العدل الأميركي جيف سيشنز في بيان أمس أن «الاعتقال اليوم (أمس) في إسرائيل هو نتيجة لتحقيق واسع النطاق شمل قارات عدة حول جرائم كراهية ضد المجتمعات اليهودية في بلادنا». وبحسب سيشنز، فإن «وزارة العدل ملتزمة بحماية الحقوق المدنية لجميع الأميركيين، ولن نتسامح إزاء استهداف أي مجتمع في هذه البلاد على أساس معتقداتهم الدينية».
وأحصت «رابطة مكافحة التشهير»، الجمعية الأميركية التي تعنى بمكافحة معاداة السامية، 121 تهديدا الأسبوع الفائت ضد مؤسسات يهودية في 36 ولاية أميركية ومقاطعتين كنديتين منذ الأول من يناير، واعتبرت هذه الموجة «وبائية».



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».