{حماس} خططت لتفكيك مدرسة تحمل اسم عرفات في غزة

{فتح} تتهم الحركة بمحاولة شطب اسم الرئيس الراحل في خطوة «ضد الهوية الوطنية»

{حماس} خططت لتفكيك مدرسة تحمل اسم عرفات في غزة
TT

{حماس} خططت لتفكيك مدرسة تحمل اسم عرفات في غزة

{حماس} خططت لتفكيك مدرسة تحمل اسم عرفات في غزة

أثارت خطط جاهزة لتفكيك مدرسة ياسر عرفات للموهوبين في قطاع غزة، جدلا فلسطينيا واسعا واتهامات لحركة حماس بمحاولة التخلص من اسم الزعيم الفلسطيني الراحل، واستبداله باسم أحد قادة الحركة الذين اغتالتهم إسرائيل، قبل أن تقول وزارة التربية الخاضعة لسيطرة الحركة في قطاع غزة إنها تدرس الأمر، ثم تنفيه، ثم تبقيه ممكنا من دون تغيير اسم عرفات.
وبعد يومين من احتجاجات نظمها طلاب المدرسة التي تهتم بالمتفوقين، وامتناعهم عن الدراسة، وإطلاقهم «هاشتاغات» على «تويتر» ضد إغلاق المدرسة، هاجمت حركة فتح، بشكل رسمي حركة حماس واتهمتها بمحاولة شطب اسم ياسر عرفات واصفة الأمر بأنه «موقف مضاد للهوية الوطنية».
وقالت الحركة «إن فتح تعتبر توجهات حماس لإلغاء مدرسة ياسر عرفات للموهوبين في مدينة غزة، تحت مبررات وحجج واهية، محاولة أخرى لشطب أسماء خالدة ساهمت ببلورة الهوية الوطنية للشعب الفلسطيني خلال العقود الماضية، فهي بعد رفع اسم الأديب الشهيد غسان كنفاني عن مدرسة للبنين في مدينة رفح جنوب القطاع، نراها اليوم – في محاولة عبثية – تسعى لشطب اسم الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات عن مدرسة الموهوبين في منطقة الشيخ رضوان بمدينة غزة وتفكيك المدرسة التي كان لمعلميها دور كبير في تخريج نخب علمية ومعرفية للمجتمع».
وأكدت «فتح» عدم استغرابها «من توجهات حماس الساعية الآن إلى فصل قطاع غزة عن الوطن تحت مسمى لجنة إدارة قطاع غزة»، وعدت الحركة شطب اسم ياسر عرفات وتفكيك مدرسة الموهوبين برهانا عمليا على موقف حماس المضاد للوطنية ومقوماتها ورموزها.
وأضافت فتح: «اسم ياسر عرفات باق في الذاكرة الفردية والجمعية للفلسطينيين، رغم محاولات حماس التنكر للهوية الوطنية وشطب أسماء رموز وطنية وثقافية ساهمت بتقديم الوجه الحضاري والتحرري للشعب الفلسطيني».
وأعلنت الحركة مساندتها لأولياء أمور الطلبة الذين أعربوا عن غضبهم من خطوة «حماس»، وأكدت على ضرورة احتشاد القوى الوطنية في جبهة واحدة لمواجهة مخططات «حماس» وتوجهاتها المخالفة للقيم الوطنية.
وكانت وزارة التربية والتعليم في غزة التي تسيطر عليها حماس قررت، بحسب مصادر قريبة، تغيير اسم مدرسة «ياسر عرفات» للموهوبين واستبداله باسم إبراهيم المقادمة، وهو أحد قادة حماس الذين اغتالتهم إسرائيل، وذلك بعد تحويل المدرسة من ثانوية إلى ابتدائية.
وبعد سلسلة احتجاجات واعتصامات طلابية داخل المدرسة، أقر رشيد جحجوح مدير عام التخطيط في وزارة التربية والتعليم في غزة، وجود توجه لدى وزارته لتحويل المدرسة إلى ابتدائية.
وتضم المدرسة نحو 600 طالب من المتفوقين.
وتشير تصريحات مسؤولين في تربية غزة، إلى احتجاج على تجميع معظم الموهوبين في مدرسة «عرفات».
وتساءل فتحي رضوان مدير تربية غرب غزة: «لماذا يتم تجميع الطلبة الموهوبين في هذه المدرسة دون غيرها».
وقرر الطلاب الاحتجاج بأنفسهم على خطط إلغاء المدرسة، ونظموا، خلال اليومين الماضيين، اعتصاما ضد قرار وزارة التربية والتعليم في غزة تحويل المدرسة إلى أساسية.
وتجمع الطلاب في ساحة المدرسة ورفعوا شعارات ضد إغلاق مدرستهم، وتزامن ذلك مع إطلاق النشطاء على «فيسبوك» هاشتاغا بعنوان #لا_لإلغاء_مدرسة_الموهوبين.
ومع تحول موضوع المدرسة إلى قضية رأي عام، انشغل الفلسطينيون على مواقع التواصل الاجتماعي في نقاش المسألة التي تحولت إلى سياسية بحتة.
وهاجم أنصار حركة فتح ومحبو عرفات قرار تربية حماس، ودافع أنصار حماس عن القرار وشكك آخرون بجديته.
واضطرت وزارة التربية والتعليم العالي في قطاع غزة، لإصدار بيان قالت فيه «إن قرار تحويل مدرسة عرفات الثانوية للموهوبين في مدينة غزة، إلى مدرسة عرفات الأساسية النموذجية لا يزال في طور الدراسة، وسيكون هناك لقاءات تشاورية مع أولياء الأمور في هذا الشأن».
وقالت الوزارة: «إنه في ضوء الإعداد للعام الدراسي المقبل وتوزيع التشكيلات المدرسية، لوحظ أن منطقة حي الشيخ رضوان التي بها مدرسة الموهوبين الثانوية، هي منطقة مكتظة بالسكان وفيها زيادة بأعداد الطلاب الصغار الذين يقطعون مسافات كبيرة للوصول إلى مدارسهم، الأمر الذي دفع الوزارة لوضع تصور لتحويل المدرسة من ثانوية إلى أساسية مع بقائها نموذجية».
وتابعت: «عندما يكون هناك تغيير جوهري في أي مدرسة يتم الاجتماع مع أولياء الأمور وشرائح المجتمع ويتم وضعهم في صورة الوضع لأخذ رأيهم وتبادل الأفكار وصولاً للتوافق مع الحرص الشديد على مصلحة الطلبة».
وهذه ليست أول مرة تحاول فيها الوزارة الخاضعة لحماس تغيير اسم مدارس تحمل أسماء رموز فلسطينية.
وعام 2015 أثير جدل شبيه بعد قرار بتغيير اسم مدرسة تحمل «غسان كنفاني» إلى مدرسة «مرمرة» (سفينة التضامن التركية)، وهو ما أثار حالة غضب قالت معها التربية في غزة إنها لم تقم بالأمر، وردت الجبهة الشعبية، مؤكدة أنه أمام حالة الاستنكار الواسعة أقدمت حماس على تقسيم المدرسة إلى نصفين، نصف بقي يحمل اسم غسان والنصف الثاني سمي بمرمرة.
ونشر ناشطون، آنذاك، قرارا مكتوبا لوزارة التربية، ونفته الوزارة أيضا.



«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
TT

«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)

ما زال حزب «الجبهة الوطنية» المصري الجديد يثير انتقادات وتساؤلات بشأن برنامجه وأهدافه وطبيعة دوره السياسي في المرحلة المقبلة، خاصة مع تأكيد مؤسسيه أنهم «لن يكونوا في معسكر الموالاة أو في جانب المعارضة».

وكان حزب «الجبهة الوطنية» مثار جدل وتساؤلات في مصر، منذ الكشف عن اجتماعات تحضيرية بشأنه منتصف الشهر الماضي، انتهت بإعلان تدشينه في 30 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وتمحورت التساؤلات حول أسباب ظهوره في هذه المرحلة، وهل سيكون بديلاً لحزب الأغلبية في البرلمان المصري (مستقبل وطن)، لا سيما أن مصر مقبلة على انتخابات برلمانية نهاية العام الجاري.

هذه التساؤلات حاول اثنان من مؤسسي الحزب الإجابة عنها في أول ظهور إعلامي مساء السبت، ضمن برنامج «الحكاية» المذاع على قناة «إم بي سي»، وقال وكيل مؤسسي حزب «الجبهة الوطنية» ووزير الإسكان المصري السابق عاصم الجزار، إن «الحزب هو بيت خبرة هدفه إثراء الفكر وإعادة بناء الوعي المصري المعاصر»، مؤكداً أن الحزب «لا يسعى للأغلبية أو المغالبة، بل يستهدف التأثير النوعي وليس الكمي».

وأضاف: «هدفنا تشكيل تحالف من الأحزاب الوطنية القائمة، إذ لن نعمل وحدنا»، معلناً استعداد الحزب الجديد، الذي لا يزال يستكمل إجراءات تأسيسه رسمياً، للتحالف مع «أحزاب الأغلبية مستقبل وطن وحماة وطن والمعارضة والمستقلين أيضاً بهدف خدمة المصلحة الوطنية»، مستطرداً: «لن نكون أداة لتمرير قرارات، بل أداة للإقناع بها».

وشدد الجزار على أن «الحزب لا ينتمي لمعسكر الموالاة أو للمعارضة»، وإنما «نعمل لمصلحة الوطن».

وهو ما أكده رئيس «الهيئة العامة للاستعلامات» بمصر وعضو الهيئة التأسيسية لحزب «الجبهة الوطنية»، ضياء رشوان، الذي قال: «سنشكر الحكومة عندما تصيب ونعارضها عندما تخطئ»، مشيراً إلى أن «مصر ليس لها حزب حاكم حتى يكون هناك حديث عن موالاة ومعارضة».

الانتقادات الموجهة للحزب ارتبطت بتساؤلات حول دوره في ظل وجود نحو 87 حزباً سياسياً، وفق «الهيئة العامة للاستعلامات»، منها 14 حزباً ممثلاً في البرلمان الحالي، يتصدرها حزب «مستقبل وطن» بأغلبية 320 مقعداً، يليه حزب «الشعب الجمهور» بـ50 مقعداً، ثم حزب «الوفد» بـ39 مقعداً، وحزب «حماة الوطن» بـ27 مقعداً، وحزب «النور» الإسلامي بـ11 مقعداً، وحزب «المؤتمر» بـ8 مقاعد.

ورداً على سؤال للإعلامي عمرو أديب، خلال برنامج «الحكاية»، بشأن ما إذا كان الحزب «طامحاً للحكم ويأتي بوصفه بديلاً لحزب الأغلبية»، قال رشوان: «أي حزب سياسي يسعى للحكم، لكن من السذاجة أن نقول إن حزباً يعمل على إجراءات تأسيسه اليوم سيحصد الأغلبية بعد 8 أو 10 أشهر»، مشيراً إلى أن «الحزب لن يعيد تجارب (الهابطين من السماء)». واستطرد: «لن نسعى للأغلبية غداً، لكن قد يكون بعد غد».

وأضاف رشوان أن «الحزب يستهدف في الأساس إعادة بناء الحياة السياسية في مصر بعد فشل تجربة نظام الحزب الواحد في مصر منذ عام 1952»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إحياء تحالف 30 يونيو (حزيران)»، لافتاً إلى أن «التفكير فيه هو ثمرة للحوار الوطني الذي أثار زخماً سياسياً».

طوال ما يزيد على ساعة ونصف الساعة حاول الجزار ورشوان الإجابة عن التساؤلات المختلفة التي أثارها إعلان تدشين الحزب، والتأكيد على أنه «ليس سُلمة للوصول إلى البرلمان أو الوزارة»، وليس «بوابة للصعود»، كما شددا على أن «حزب الجبهة يضم أطيافاً متعددة وليس مقصوراً على لون سياسي واحد، وأنه يضم بين جنباته المعارضة».

وعقد حزب «الجبهة الوطنية» نحو 8 اجتماعات تحضيرية على مدار الأسابيع الماضي، وتعمل هيئته التأسيسية، التي تضم وزراء ونواباً ومسؤولين سابقين، حالياً على جمع التوكيلات الشعبية اللازمة لإطلاقه رسمياً.

ويستهدف الحزب، بحسب إفادة رسمية «تدشين أكبر تحالف سياسي لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، عبر صياغة تفاهمات سياسية واسعة مع الأحزاب الموجودة»، إضافة إلى «لمّ الشمل السياسي في فترة لا تحتمل التشتت».

ومنذ إطلاق الحزب تم ربطه بـ«اتحاد القبائل والعائلات المصرية» ورئيسه رجل الأعمال إبراهيم العرجاني، حتى إن البعض قال إن «الحزب هو الأداة السياسية لاتحاد القبائل». وعزز هذه الأحاديث إعلان الهيئة التأسيسية التي ضمت رجل الأعمال عصام إبراهيم العرجاني.

وأرجع الجزار الربط بين الحزب والعرجاني إلى أن «الاجتماعات التحضيرية الأولى للحزب كانت تجري في مكتبه بمقر اتحاد القبائل؛ كونه أميناً عاماً للاتحاد»، مؤكداً أن «الحزب لا علاقة له باتحاد القبائل». وقال: «العرجاني واحد من عشرة رجال أعمال ساهموا في تمويل اللقاءات التحضيرية للحزب». وأضاف: «الحزب لا ينتمي لشخص أو لجهة بل لفكرة».

وحول انضمام عصام العرجاني للهيئة التأسيسية، قال رشوان إنه «موجود بصفته ممثلاً لسيناء، ووجوده جاء بترشيح من أهل سيناء أنفسهم».

وأكد رشوان أن «البعض قد يرى في الحزب اختراعاً لكتالوج جديد في الحياة السياسية، وهو كذلك»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إعادة بناء الحياة السياسية في مصر التي يقول الجميع إنها ليست على المستوى المأمول».

بينما قال الجزار: «نحن بيت خبرة يسعى لتقديم أفكار وحلول وكوادر للدولة، ونحتاج لكل من لديه القدرة على طرح حلول ولو جزئية لمشاكل المجتمع».

وأثارت تصريحات الجزار ورشوان ردود فعل متباينة، وسط تساؤلات مستمرة عن رؤية الحزب السياسية، التي أشار البعض إلى أنها «غير واضحة»، وهي تساؤلات يرى مراقبون أن حسمها مرتبط بالانتخابات البرلمانية المقبلة.

كما رأى آخرون أن الحزب لم يكن مستعداً بعد للظهور الإعلامي.

بينما أشار البعض إلى أن «الحزب ولد بمشاكل تتعلق بشعبية داعميه»، وأنه «لم يفلح في إقناع الناس بأنه ليس حزب موالاة».

وقال مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور عمرو الشوبكي لـ«الشرق الأوسط» إن «الحزب قدم حتى الآن كلاماً عاماً دون تصور أو رؤية واضحة للإصلاح التدريجي»، موضحاً أنه «من حيث المبدأ من حق أي جماعة تأسيس حزب جديد».

وبينما أكد الشوبكي أن ما عرضه المسؤولون عن الحزب الجديد بشأن «عدم طموحه للحكم لا يختلف عن واقع الحياة السياسية في مصر الذي يترك للدولة تشكيل الحكومة»، مطالباً «بتفعيل دور الأحزاب في الحياة السياسية»، فالمشكلة على حد تعبيره «ليست في إنشاء حزب جديد، بل في المساحة المتاحة للأحزاب».