«مهرجان بيروت للرقص المعاصر» يعود مكرماً عبد الحليم كركلا

«ثقل الإسفنج» العرض الآتي من جنيف، هو الذي يفتتح هذه السنة «مهرجان بيروت للرقص المعاصر» (بايبود)، الموعد السنوي الشائق المنتظر من عشاق التجارب الفنية في لبنان. ويوم 13 من المقبل يبدأ المهرجان مع هذا العرض الذي يدعو إلى التمعّن في حياتنا اليومية عن بعد، وهو يجعلنا نتأرجح بين لعبتي الزمان والمكان. رقص اختباري مفاهيمي من أداء فرقة «إلياس» السويسرية التي أسسها غيليرم بوتيلو، وتغوص في وجهات نظر غير اعتيادية وغامضة، لتُظهر بواسطتها بديلا للواقع المريح والميكانيكي لرؤانا اليومية.
العرض الثاني يقام يوم 16 من الشهر تحت عنوان «قصة رقص» وهو للوتز فوستر، صاحب التاريخ الطويل في عالم الرقص المعاصر في ألمانيا. أما العرض الثالث يوم 17 فهو بعنوان «اسمع وشاهد» السويسري. وهو رحلة حركية مع راقص الباليه نغينسكاي. ويعيد ابتكار ذاته مرارا وتكرارا من خلال مواجهات فنيّة مع موسيقيين منذ تقديمه للمرة الأولى على أنغام موسيقى ريتشارد بيشوب، هذا بالإضافة إلى عازف الغيتار الموزمبيقي نلتون ميراندا، والموسيقي الإيطالي جاك مانتيكا، وعازف العود المصري الشهير سام شلبي. في «مهرجان بيروت للرقص المعاصر 2017»، يترافق نيكولا كانتيون مع الموسيقي المصري موريس لوقا، أحد أبرز الفنّانين على ساحة الموسيقى البديلة في العالم العربي اليوم.
يتضمن البرنامج هذه السنة، إضافة إلى العروض الراقصة العالمية، محاضرات وحلقات عمل ومعارض وموسيقى، وحلقات دراسية. وقد أعلن عن برنامج الدورة الثالثة عشرة للمهرجان، يوم أمس خلال مؤتمر صحافي في متحف «سرسق» الأنيق، عقدته الجهة المنظمة، (أي «مقامات للرقص المعاصر»)، حضره سفير سويسرا فرنسوا براس، والمستشار الأول في السفارة الإسبانية ريكاردو سانتوس، ومنظما ومديرا المهرجان عمر راجح وميا حبيس، ومدير معهد «غوته» ماني بورناغي، والمسؤولة عن الشؤون الإنسانية والدبلوماسية العامة في السفارة الهولندية إلما مييبوم، وإيفا ماريا غنام ممثلة مديرة المجلس الثقافي البريطاني في لبنان، ودونا ماك غوين، وممثلون عن الشركاء والجهات الراعية والإعلام.
كما أن المهرجان ستجري عروضه في مكان جديد عوضا عن المسارح التي كان يلجأ إليها، وأهمها «سيتيرن بيروت» (آخر شارع أرمينيا، النهر، مار ميخايل)، وهو عبارة عن مساحة إبداعية جديدة للفنون الأدائية في بيروت تتألف من تركيبة متنقلة من الفولاذ تمتد على ألف متر مربع، وتتضمن منصة للعروض وقاعة ومكاتب ومساحة للفنانين، بالإضافة إلى «سيتيرن بيروت»، ستكون نشاطات في كل من «متحف سرسق» و«غاليري تانيت». وتستمر نشاطات البرنامج لغاية السبت 29 أبريل (نيسان).
ووصف عمر راجح، مؤسس مهرجان الرقص، أن «سيتيرن بيروت»، هو «خزان حياتنا في هذه المدينة، بجمالها ومرارتها، بلطفها وقسوتها، بحنانها وانكساراتها التي لا تنتهي»، وقال: «هو فضاء للإبداع والفن والتجريب، فضاء حي، يعيش ويتنفس، يبادر وينتج ويعمل ويتحرك».
أما ميا حبيس، مديرة المهرجان، فقالت: «ليكون (سيتيرن بيروت) فضاءنا وعالمنا وبيتنا، ليعكس أفكار هذه المدينة وناسها، ليصرخ أحلامهم وتطلعاتهم. ليكن مكانا للبحث والفن، والعمل، ولتكريس منطق متجدد ومتجذر، ليس في العصبيات والقوقعة والقوميات بل بالانفتاح والتلاقي والتواصل والابتكار».
يضم برنامج «بايبود» لهذه السنة فرق رقص ذات شهرة عالمية تأتي من سويسرا، وإسبانيا، وهولندا، وبريطانيا، وألمانيا، والسويد. واثنين وعشرين عرضا راقصا وأكثر من مائة فنان يقاربون الحلم والتغيير والمسؤولية من وجهات نظر مختلفة.
ويتم العمل هذه السنة بالشراكة مع «Relais Culture Europe»، ويستضيف المهرجان مشروع «ميم»، المدعوم من «الثقافة للجميع» ومبني على الشراكة ما بين ست مؤسسات وفرق رقص من العالم العربي.
وبفضل التعاون مع «المنصة الألمانية»، ومعهد غوته الألماني والشبكة الوطنية لفنون العرض (NPN)، وغاليري تانيت، سنرى أسماء لها وقع كبير في المشهد العالمي للرقص والمسرح المعاصر مثل بينا باوش وويليام فورسايت، وماثيو فاريغون وهيلينا فالدمان ويان مارتنز وربيع مروة. هذا بالإضافة إلى المدير الفني السابق لمسرح «ووبرتال تانزثياتر - فرقة بينا باوش»، الراقص والكوريغراف لوتز فورستر.
كما يتضمن المهرجان معرضين، وهما معرض لبينا باوش في «غاليري تانيت»، ومعرض لجيلبير حاج في «سيتيرن بيروت».
أما ملتقى «ليمون» في دورته السادسة، الذي ينظم بالتوازي مع «بايبود» من 21 حتى 23 أبريل، فيقدم أبرز الفنانين الشباب ويستقبل أكثر من 40 مدير مهرجان ومبرمجا ومنتجا عالميا.
وسيتم تكريم عبد الحليم كركلا ضمن حفل سيقام في متحف سرسق برعاية رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري. «كون كركلا أدخل الرقص إلى عالمنا العربي، ورسخه، وطوره، وأسس لحالة فنية ثقافية لم نشهد مثيلا لها».