الخارجية الأميركية تستقبل وفود 68 دولة لتنسيق الجهود ضد «داعش»

الخارجية الأميركية تستقبل وفود 68 دولة لتنسيق الجهود ضد «داعش»
TT

الخارجية الأميركية تستقبل وفود 68 دولة لتنسيق الجهود ضد «داعش»

الخارجية الأميركية تستقبل وفود 68 دولة لتنسيق الجهود ضد «داعش»

يشارك وزير الخارجية السعودي عادل الجبير اليوم (الأربعاء) في فاعليات المؤتمر الوزاري لمكافحة «داعش»، والذي تشارك فيه وفود من 68 دولة من دول التحالف الدولي وتستضيفه وزارة الخارجية الأميركية.
ويعتبر هذا الاجتماع الأول من نوعه الذي يضم جميع الدول منذ ديسمبر (كانون الأول) من عام 2014، وأول تجمع لدول التحالف في عهد إدارة الرئيس دونالد ترمب. وتسعى واشنطن من خلال هذا الاجتماع الوزاري إلى تسريع الجهود الدولية لهزيمة «داعش»، خصوصا في ظل استمرار محاصرة التنظيم فيما تبقى له من مناطق في العراق وسوريا، كما تسعى واشنطن لتحقيق أقصى ضغط على فروع «داعش» والشركات التابعة لشبكاته. ويطرح وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر رؤية الإدارة الأميركية واستراتيجيتها لإلحاق الهزيمة بالتنظيم الإرهاب، وتنفيذ وعود الرئيس ترمب باقتلاع التنظيم من وجه الأرض. ويشهد المؤتمر عدة جلسات وزارية ومجموعات عمل مغلقة.
وأشارت وزارة الخارجية الأميركية في بيان أمس، إلى أن الاجتماعات الوزارية ستناقش على مدى اليوم وغدا، التفاصيل المتعلقة بالعمليات العسكرية والمقاتلين الأجانب وتحقيق الاستقرار في المناطق المحررة، بالإضافة إلى مكافحة تمويل الإرهاب لزيادة زخم حملة التحالف ضد «داعش»، كما سيناقش الوزراء الأزمات الإنسانية المستمرة في العراق وسوريا التي تؤثر على المنطقة.
ويأتي اجتماع دول التحالف الدولي بعد الخطة الجديدة التي أكد عليها الرئيس الأميركي دونالد ترمب والمتزامنة مع زيادة عدد القوات الأميركية في سوريا وتسريع عملية القضاء على «داعش»، وكان وزير الخارجية الأميركي تيلرسون قد أكد في وقت سابق على أن هزيمة «داعش» تعد المهمة الأولى لبلاده في سياستها المتعلقة بمنطقة الشرق الأوسط.
من جهته، أكد المتحدث الرسمي باسم الخارجية الأميركية ناثان تك لـ«الشرق الأوسط» على أن الدول المشاركة تجاوبت مع دعوة تيلرسون وقال: «سيعقد الاجتماع يوم الأربعاء الموافق 22 مارس ولم يرد أي اعتذار عن المشاركة من قبل الدول التي وجهت لها الدعوة».
يذكر أن 14 دولة عربية ستشارك في الاجتماع الدولي هي السعودية والإمارات والبحرين وقطر وعمان والكويت والعراق ولبنان والأردن ومصر وتونس والمغرب والصومال وليبيا».
وقال الباحث السياسي تشارلز ليستر الزميل بمعهد الشرق الأوسط بواشنطن، إن المؤتمر الوزاري سيركز بشكل أساسي على العمليات الجارية، في كل من العراق وسوريا بعد أن تم استعادة من يقرب من 75 في المائة من الأراضي، الذي سيطر عليها التنظيم في الموصل، وسيكون السؤال الأساسي التي يلوح في الأفق هو ملامح خطط الاستقرار ومعالجة المعاناة الإنسانية.
وأضاف ليستر أن الوضع في سوريا يستدعي كثيرا من الاهتمام، بعد أن أصبحت الأوضاع في شمال سوريا معقدة بشكل مكثف في وقت تقوم القوات المحلية بالاستعداد لشن هجوم على الرقة، وتعمل القوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة في صراع مباشر ضد «داعش» وسيؤدي الانتصار ضد «داعش» في الرقة، إلى اتفاق لتقاسم السلطة مع نظام الأسد المدعوم من روسيا مما سيوفر نقطة خروج آمن للقوات الأميركية وسيكون بمثابة انتصار تكتيكي وهزيمة استراتيجية.
وفي سياق متصل، أوضحت وزيرة الخارجية الأميركي السابقة مادلين أولبرايت وستيفن هادلي مستشار الأمن القومي الأسبق في شهادتهما أمام لجنة الخدمات المسلحة، بمجلس النواب الأميركي ضرورة وضع استراتيجية للقيادة الأميركية في القرن الحادي والعشرين والإصرار على الجهود الأميركية لهزيمة «داعش» و«القاعدة» كجزء لا يتجرأ من استراتيجية أكبر لجعل الشرق الأوسط أكثر استقرار.
وأوصت أولبرايت الإدارة الأميركية بتقديم تأكيدات للأصدقاء والحلفاء في منطقة الشرق الأوسط بشأن التزام أميركا المستمر بالدفاع عنهم.
وقالت أولبرايت لأعضاء اللجنة في شهادتها صباح أمس إن الصراعات في الشرق الأوسط في سوريا والعراق وليبيا واليمن لها عواقب مزعزعة للاستقرار في المنطقة وخارجها، بما سمح للجماعات الإرهابية مثل «داعش» بالظهور وخلقت أكبر أزمة للاجئين منذ الحرب العالمية الثانية واقترنت تكلفتها البشرية بآثار عميقة على سياسة أميركا الداخلية وعلى سياسات أوروبا.



هل يشغل الشرع مقعد سوريا في الجامعة العربية؟

مقرّ جامعة الدول العربية في القاهرة (الشرق الأوسط)
مقرّ جامعة الدول العربية في القاهرة (الشرق الأوسط)
TT

هل يشغل الشرع مقعد سوريا في الجامعة العربية؟

مقرّ جامعة الدول العربية في القاهرة (الشرق الأوسط)
مقرّ جامعة الدول العربية في القاهرة (الشرق الأوسط)

تزامناً مع الاستعداد لزيارة وفد من جامعة الدول العربية إلى دمشق خلال أيام، أثيرت تساؤلات بشأن ما إذا كان قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع سيشغل مقعد بلاده في اجتماعات الجامعة المقبلة.

وأعلن الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، السفير حسام زكي، في تصريحات متلفزة مساء الأحد، أنه «سيزور العاصمة السورية دمشق خلال أيام على رأس وفد من الأمانة العامة للجامعة لعقد لقاءات من الإدارة السورية الجديدة وأطراف أخرى؛ بهدف إعداد تقرير يقدم للأمين العام، أحمد أبو الغيط، وللدول الأعضاء بشأن طبيعة التغيرات في سوريا».

وكانت «الشرق الأوسط» كشفت قبل أيام عن عزم وفد من الجامعة على زيارة دمشق بهدف «فتح قناة اتصال مع السلطات الجديدة، والاستماع لرؤيتها»، وفقاً لما صرح به مصدر دبلوماسي عربي مطلع آنذاك.

وخلال تصريحاته، عبر شاشة «القاهرة والناس»، أوضح زكي أنه «قبل نحو ثلاثة أيام تواصلت الجامعة العربية مع الإدارة السورية الجديدة لترتيب الزيارة المرتقبة».

وبينما أشار زكي إلى أن البعض قد يرى أن الجامعة العربية تأخرت في التواصل مع الإدارة السورية الجديدة، أكد أن «الجامعة ليست غائبة عن دمشق، وإنما تتخذ مواقفها بناءً على قياس مواقف جميع الدول الأعضاء»، لافتاً إلى أنه «منذ سقوط نظام بشار الأسد لم يحدث سوى اجتماع واحد للجنة الاتصال العربية المعنية بسوريا منتصف الشهر الماضي».

وأوضح الأمين العام المساعد أن «الجامعة العربية طلبت بعد ذلك بأسبوع اجتماعاً مع الإدارة السورية الجديدة»، وقال: «نقدّر الضغط الكبير على الإدارة الجديدة، وربما عدم وجود خبرات أو أفكار كافية لملاحقة مثل هذه الطلبات».

وعقدت لجنة الاتصال الوزارية العربية المعنية بسوريا اجتماعاً بمدينة العقبة الأردنية، في 14 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أكدت خلاله الوقوف إلى جانب الشعب السوري في هذه المرحلة الانتقالية.

وحول الهدف من الزيارة، قال زكي: «هناك دول عربية تواصلت مع الإدارة الجديدة، لكن باقي أعضاء الجامعة الـ22 من حقهم معرفة وفهم ما يحدث، لا سيما أنه ليس لدى الجميع القدرة أو الرغبة في التواصل». وأضاف أن «الزيارة أيضاً ستتيح الفرصة للجانب السوري لطرح رؤيته للوضع الحالي والمستقبل».

ولن تقتصر زيارة وفد الجامعة إلى سوريا على لقاء الإدارة الجديدة، بل ستمتد لأطراف أخرى فصَّلها زكي بقوله: «سنلتقي أي أطراف من المجتمع المدني والقيادات الدينية والسياسية». لكنه في الوقت نفسه نفى إمكانية لقاء «قسد»، وقال «(قسد) وضعها مختلف، كما أنها بعيدة عن العاصمة، حيث ستقتصر الزيارة على دمشق».

ومنذ إطاحة نظام بشار الأسد، في الثامن من ديسمبر (كانون الأول) الماضي، تسعى الإدارة السورية الجديدة إلى طمأنة الدول العربية والمجتمع الدولي. وفي هذا السياق، تواصلت دول عربية عدة مع الإدارة الجديدة، سواء عبر زيارات رسمية أو وفود برلمانية واستخباراتية أو اتصالات هاتفية.

وهو ما وصفه رئيس وحدة الدراسات العربية والإقليمية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور محمد عز العرب، بـ«الانفتاح العربي». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «اختيار وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني للسعودية أولى محطاته الخارجية يعدّ تأكيداً على رغبة دمشق في تعميق علاقتها العربية، لا سيما مع حاجتها إلى دعمها من أجل رفع العقوبات عن البلاد وإعادة إعمارها».

وأكد عز العرب أن «زيارة وفد الجامعة العربية المرتقبة إلى دمشق ستعمّق العلاقات العربية - السورية، في سياق انفتاح متبادل بين الجانبين».

واتفق معه أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الدكتور أحمد يوسف أحمد، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «الجامعة العربية تتحرك بما يتلاءم مع توجهات أعضائها أو على الأقل الدول الوازنة فيها».

هذا الانفتاح العربي يأتي إيماناً بأن «سوريا دولة كبيرة ومهمة»، بحسب الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، الذي قال: «سوريا تحتاج إلى كل الدعم العربي السياسي والمادي»، مضيفاً: «قد يكون الوضع غير مرضٍ للبعض، ويمكن تفهم هذا، لكن الشأن السوري أمر مرتبط بالسوريين أنفسهم إلى أن يبدأ في التأثير على دول قريبة».

وأضاف: «سوريا تمر بمرحلة جديدة، لكتابة التاريخ بأيدي مواطنيها، وعلى الدول العربية مدّ يد العون لها».

وبشأن شغل الشرع مقعد سوريا في الجامعة، قال زكي إن «القرار بيد الدول العربية وليس الأمانة العامة»، موضحاً أنه «لو كانت سوريا غير ممثلة ومقعدها شاغر كان من الممكن بحث عودتها الآن وربما وضع بعض المطالب لتحقيق ذلك».

وأضاف: «الواقع يقول إن سوريا موجودة في الجامعة وتشغل مقعدها، أما من يمثلها في هذا المقعد فهو أمر سوري في الأساس. عند تغيير الحكم في أي دولة يمثل الحكم الجديد بلده في المنظمة». لكن زكي أشار في الوقت نفسه إلى أن «هناك أموراً تتعلق بتمثيل شخص معين للدولة، وهنا قد يكون الأمر مرتبطاً بمجلس الأمن، حيث إن هناك قرارات تخصّ التنظيم الذي يرأسه الشرع لا بد من التعامل معها بشكل سريع وسلس».

وقال: «سوريا دولة كبيرة وما يحدث لها يعني العرب، ونظام الحكم الحالي غير النمطي قد لا يسهل الانفتاح عليه، لكن في النهاية دولة بهذه التركيبة لا يمكن أن تترك من جانب العرب».

وأقرّ مجلس وزراء الخارجية العرب في اجتماع طارئ عقد في القاهرة في 7 مايو (أيار) 2023 عودة سوريا لمقعدها بالجامعة، منهياً قراراً سابقاً بتعليق عضويتها صدر في نوفمبر (تشرين الثاني) 2011، بعد 8 أشهر من اندلاع الاحتجاجات في سوريا.

بدوره، قال الكاتب والباحث السياسي السوري، غسان يوسف، لـ«الشرق الأوسط» إن «الإدارة الحالية هي التي تقود العملية السياسية في سوريا، وهي سلطة الأمر الواقع، وأي اجتماع في الجامعة العربية سيحضره من يمثل هذه الإدارة لأنه ليس هناك بديل آخر الآن».

بينما أكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة إن «شغل الشرع لمقعد بلاده يتطلب اعترافاً من الجامعة العربية بالإدارة الجديدة، فالتواصل الذي حدث حتى الآن لا يعني بالضرورة اعترافاً به». وأشار إلى أن «الأمر قد يرتبط أيضاً بقرارات مجلس الأمن بهذا الشأن وما إذا كان سيسقط تكييف (الإرهاب) عن (هيئة تحرير الشام)».

لكن أحمد أشار إلى أن «الانفتاح العربي الحالي قد يحل المسألة، لا سيما مع وجود سوابق تاريخيّة اعترفت فيها الجامعة بحكم انتقالي كما حدث في العراق عام 2003».

وفي سبتمبر (أيلول) عام 2003 أعلنت الجامعة العربية، عقب اجتماع على مستوى وزراء الخارجية، الموافقة على شغل مجلس الحكم الانتقالي العراقي مقعد بلاده في الجامعة بصورة مؤقتة إلى حين قيام حكومة شرعية في بغداد.

وأعرب عز العرب عن اعتقاده أن «الفترة المقبلة ستشهد رفعاً للعقوبات الدولية عن سوريا، وتعزيزاً لشرعية الإدارة الجديدة».

وبينما أكد غسان يوسف أن «العقوبات لم ترفع عن سوريا حتى الآن»، أبدى تفاؤلاً بـ«إمكانية تغير الوضع مع عقد مؤتمر الحوار الوطني في سوريا الذي سيعطي مشروعية للحكومة».

وكانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف سابقاً باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت علاقتها به عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما أن قائدها أحمد الشرع، وكان وقتها يكنى «أبو محمد الجولاني» مدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.