النرويجيون يحصون النعم في «أسعد دولة بالعالم»

نظام الرعاية الاجتماعية السخي هو السبب

النرويجيون يحصون النعم في «أسعد دولة بالعالم»
TT

النرويجيون يحصون النعم في «أسعد دولة بالعالم»

النرويجيون يحصون النعم في «أسعد دولة بالعالم»

بعد أن حصل بلدها على لقب «أسعد دولة في العالم»، لخصت طالبة الحقوق النرويجية كارين نربو مشاعر كثيرين. وقالت نربو (22 عاما) أثناء سيرها بشارع التسوق الرئيسي في أوسلو: «لدينا كثير مما يبعث على السعادة، فمجتمعنا منفتح جدا، ولدينا كل ما نحتاج إليه».
وانتزعت النرويج اللقب من الدنمارك الفائزة به في العام الماضي، بعد أن تقدمت عليها بفارق بسيط في «تقرير السعادة العالمي» لعام 2017 الذي تعده الأمم المتحدة. وأشادت إليزابيث إينس، مدرسة البيانو، بنظام الرعاية الاجتماعية السخي في النرويج بوصفه سببا للسعادة. وقالت إينس (32 عاما): «لا نقلق من شيء؛ إذا حدث مكروه، فإننا نشعر بالأمان وأنه سيرعانا أحد». ونجت الدولة التي يقطنها نحو 5.2 مليون نسمة من الأزمة المالية العالمية عام 2008 بفضل أسعار النفط المرتفعة التي دعمت قطاع الإنتاج الرئيسي في البلاد.
ورغم انخفاض أسعار النفط إلى النصف منذ منتصف عام 2014، فإن أوسلو أدارت بحرص ثروتها النفطية وجمعت إيراداتها في صندوق سيادي للثروة هو الأكبر على مستوى العالم.
وتحصل الحكومة على نسبة صغيرة من قيمة الصندوق لميزانيتها كل عام، مما ساعد في حمايتها من تخفيضات حادة في الموازنة اضطرت إليها دول أخرى.
وبالطبع ليس الجميع سعداء؛ فقد نظمت مظاهرة للدفاع عن حقوق العمال أمس الاثنين. وكما قال رودي ستانفورد سميث (37 عاما)، وهو مهندس ميكانيكي من جنوب أفريقيا، فإن النرويج مكان ليس من السهل الانتقال إليه. وقال: «قد تكون صعبة كذلك عليّ بصفتي أجنبيا، مهاجرا، لكن فور أن تحصل على وظيفة وتدخل في النظام، أعتقد أنها تصبح مكانا لطيفا». وأضاف ستانفورد سميث؛ الأب لطفلين: «لدي أطفال، وهي مكان جميل للأطفال... الرواتب جيدة أياً كان عملك». وفي الدنمارك، التي تراجعت للمركز الثاني على «مقياس السعادة»، بدا الناس متفائلين، فقالت الإذاعة الحكومية الدنماركية: «(النرويج) تجاوزت الدنمارك: النفط يدفع النرويج إلى قمة (تصنيف السعادة)».
وقالت ماريا مادسن باسك، وهي طالبة دنماركية: «أعتقد أن النرويجيين أكثر سعادة لأن لديهم أموالاً أكثر... لا يحزنني ذلك، لأننا جميعا نعلم قدر سعادتنا».



خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
TT

خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)

يُحذر العلماء من أن تغير المناخ يمكن أن يقلل بشكل كبير من الحياة في أعمق أجزاء محيطاتنا التي تصل إليها أشعة الشمس، حسب (بي بي سي).
ووفقا لبحث جديد نُشر في مجلة «نيتشر كوميونيكشنز». فإن الاحترار العالمي يمكن أن يحد من الحياة فيما يسمى بمنطقة الشفق بنسبة تصل إلى 40 في المائة بنهاية القرن.
وتقع منطقة الشفق بين 200 متر (656 قدماً) و1000 متر (3281 قدماً) تحت سطح الماء.
وجد الباحثون أن «منطقة الشفق» تندمج مع الحياة، ولكنها كانت موطناً لعدد أقل من الكائنات الحية خلال فترات أكثر دفئاً من تاريخ الأرض.
وفي بحث قادته جامعة إكستر، نظر العلماء في فترتين دافئتين في ماضي الأرض، قبل نحو 50 و15 مليون سنة مضت، وفحصوا السجلات من الأصداف المجهرية المحفوظة.
ووجدوا عدداً أقل بكثير من الكائنات الحية التي عاشت في هذه المناطق خلال هذه الفترات، لأن البكتيريا حللت الطعام بسرعة أكبر، مما يعني أن أقل من ذلك وصل إلى منطقة الشفق من على السطح.
وتقول الدكتورة كاثرين كريشتون من جامعة إكستر، التي كانت مؤلفة رئيسية للدراسة: «التنوع الثري لحياة منطقة الشفق قد تطور في السنوات القليلة الماضية، عندما كانت مياه المحيط قد بردت بما يكفي لتعمل مثل الثلاجة، والحفاظ على الغذاء لفترة أطول، وتحسين الظروف التي تسمح للحياة بالازدهار».
وتعد منطقة الشفق، المعروفة أيضاً باسم المنطقة الجائرة، موطناً حيوياً للحياة البحرية. ويعد التخليق الضوئي أكثر خفوتاً من أن يحدث إلا أنه موطن لعدد من الأسماك أكبر من بقية المحيط مجتمعة، فضلاً عن مجموعة واسعة من الحياة بما في ذلك الميكروبات، والعوالق، والهلام، حسب مؤسسة «وودز هول أوشيانوغرافيك».
وهي تخدم أيضاً وظيفة بيئية رئيسية مثل بالوعة الكربون، أي سحب غازات تسخين الكواكب من غلافنا الجوي.
ويحاكي العلماء ما يمكن أن يحدث في منطقة الشفق الآن، وما يمكن أن يحدث في المستقبل بسبب الاحتباس الحراري. وقالوا إن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن تغيرات معتبرة قد تكون جارية بالفعل.
وتقول الدكتورة كريشتون: «تعدُّ دراستنا خطوة أولى لاكتشاف مدى تأثر هذا الموطن المحيطي بالاحترار المناخي». وتضيف: «ما لم نقلل بسرعة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، قد يؤدي ذلك إلى اختفاء أو انقراض الكثير من صور الحياة في منطقة الشفق في غضون 150 عاماً، مع آثار تمتد لآلاف السنين بعد ذلك».