أبو الغيط يلتقي العاهل الأردني اليوم لبحث الترتيبات النهائية للقمة العربية

رفع تقريره للرئيس الموريتاني استعداداً للقمة المقبلة في الأردن

أبو الغيط يلتقي العاهل الأردني اليوم  لبحث الترتيبات النهائية للقمة العربية
TT

أبو الغيط يلتقي العاهل الأردني اليوم لبحث الترتيبات النهائية للقمة العربية

أبو الغيط يلتقي العاهل الأردني اليوم  لبحث الترتيبات النهائية للقمة العربية

أعلن الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط أنه سوف يزور الأردن، اليوم (الأحد)، للقاء العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، للترتيب لانعقاد القمة العربية المقبلة نهاية مارس (آذار) بالبحر الميت. وقال إنه سيعرض على ملك الأردن، آخر الاستعدادات والتحضيرات للقمة، والمواضيع المدرجة على جدول أعمال القمة، فضلاً عن بحث عدد من القضايا الهامة بالمنطقة. وعلى صعيد آخر، قال السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس من المقرر أن يصل إلى القاهرة اليوم (الأحد)، وذلك تلبية لدعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وتأتي هذه التحركات العربية قبل انعقاد القمة وزيارات إلى عواصم صنع القرار والإسهام في تصحيح مسار عملية السلام المتوقفة منذ سنوات. وأضاف المتحدث الرسمي أن زيارة الرئيس الفلسطيني لمصر تأتي في إطار التشاور والتنسيق المستمر بين الجانبين حول مختلف القضايا العربية والدولية ذات الاهتمام المشترك، لا سيما قبيل انعقاد القمة العربية المقبلة في الأردن يوم 29 مارس الحالي. من جانبه، قال السفير الفلسطيني في القاهرة جمال الشوبكي، إنه سيتم خلال اللقاء بحث تطورات القضية الفلسطينية بجميع جوانبها، مضيفاً أن الرئيس عباس حريص كل الحرص على إجراء مشاورات مع أخيه الرئيس السيسي فيما يخص الوضع الفلسطيني، خصوصاً الجهود التي تقوم بها القيادة الفلسطينية لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، والمخاطر التي تواجه القضية الفلسطينية، وسبل دعمها قبيل انعقاد القمة العربية في الأردن أواخر الشهر الحالي، والاستعدادات لنجاحها لتوحيد الصف العربي. إلى ذلك، رفع أبو الغيط، الأمين العام للجامعة، تقريراً عن نشاطاته ونشاطات الأمانة العامة للجامعة إلى الرئيس محمد ولد عبد العزيز، رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية، ورئيس الدورة السابعة والعشرين لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة.
وقال الوزير المفوض محمود عفيفي، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية، إن التقرير يغطي مختلف نشاطات الأمين العام على جميع مسارات العمل العربي خلال الفترة التي أعقبت انعقاد القمة الأخيرة في نواكشوط في يوليو (تموز) من العام الماضي، وذلك توطئة لانعقاد القمة العربية المرتقبة الثامنة والعشرين في الأردن في 29 مارس الحالي. وأوضح عفيفي أن أبو الغيط سلم التقرير إلى المندوب الدائم لموريتانيا لدى جامعة الدول العربية وسفيرها في القاهرة، لكي يتم رفعه إلى الرئيس الموريتاني، وأن التقرير تضمن كذلك خلاصة مجمل مسارات العمل العربي خلال الفترة المشار إليها، وخصوصاً نشاط الأمانة العامة لجامعة الدول العربية على الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».