باراك: إسرائيل شنت خلال سنتين 12 هجوماً على شحنات أسلحة لـ«حزب الله» داخل سوريا

باراك: إسرائيل شنت خلال سنتين 12 هجوماً على شحنات أسلحة لـ«حزب الله» داخل سوريا
TT

باراك: إسرائيل شنت خلال سنتين 12 هجوماً على شحنات أسلحة لـ«حزب الله» داخل سوريا

باراك: إسرائيل شنت خلال سنتين 12 هجوماً على شحنات أسلحة لـ«حزب الله» داخل سوريا

قال رئيس وزراء ووزير الجيش الإسرائيلي السابق إيهود باراك، إن إسرائيل شنت 12 هجوما على شحنات تابعة لتنظيم «حزب الله» في سوريا خلال العامين الماضيين. وأضاف خلال ندوة سياسية عقدت بمدينة بئر السبع، في النقب، أمس: «لا توجد أي وسيلة أخرى لضمان الحفاظ على أمن إسرائيل».
في المقابل، رأى باراك أنه لم يكن هناك أي داع لاستخدام إسرائيل منظومة الاعتراض المتطورة «حيتس» فجر الجمعة لاعتراض صاروخ سوري مضاد. ووصف باراك، الذي شغل منصب رئيس الوزراء في إسرائيل ما بين عامي 1999 و2001، نجاح «حيتس» باعتراض صاروخ سوري كان يلاحق طائرات إسرائيلية، بأنه «إنجاز نوعي» يضع إسرائيل في مقدمة الدول الدفاعية، قبل أن يستدرك «على الرغم من ذلك، وبعد تفكير عميق أقول إنه كان من الأفضل عدم استخدام حيتس لاعتراض الصاروخ السوري». وتابع أن هذا الأمر هو الذي اضطر إسرائيل في نهاية الأمر للاعتراف بشن الهجوم، موضحاً أن «سقوط الحطام في الأراضي الأردنية اضطرنا للاعتراف لأول مرة بشن هجوم على سوريا». من جهة أخرى، استغرب باراك استدعاء روسيا للسفير الإسرائيلي على خلفية الهجوم، لأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «الصديق الأقرب لإسرائيل من بين كل الذين وصلوا إلى الكرملين». وأردف أن روسيا «هي الآن صاحبة البيت السوري وبسببها بقي الأسد». ومن ثم، طالب بمواصلة تحالف إسرائيل مع روسيا لكون الأخيرة «عامل استقرار مهما في المنطقة»، حسب تعبيره.
باراك كان في الندوة يعقب على اعتراف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشن غارة على سوريا لمنع نقل أسلحة وصفها بأنها مخلة بالتوازن إلى «حزب الله» اللبناني، مضيفا: «إنه عندما يتم رصد محاولات لنقل أسلحة متقدمة إلى حزب الله تعمل إسرائيل على منع ذلك.. هذا ما فعلته فجر الجمعة وستواصل عمله مستقبلا».
وكانت طائرات إسرائيلية، قصفت عدة أهداف في سوريا فجر الجمعة ثم دوّت صفارات إنذار الرمز الأحمر في إسرائيل قبل أن يسمع دوي انفجار ضخم في الأردن وإسرائيل. وقال الجيش الإسرائيلي إن صفارات الإنذار بدأت عملها بعد مهاجمة طائرات سلاح الجو لبعض الأهداف في سوريا. وبعد ساعات من الارتباك وبث الإشاعات، اتضح أنه أثناء الهجوم أطلقت منظومة الدفاع الجوي التابعة لنظام الأسد صواريخ باتجاه الطائرات الإسرائيلية، وردت إسرائيل بإطلاق صواريخ اعتراضية نجحت في التصدي للسورية، فسقطت أجزاء من الصواريخ السورية في مناطق أردنية.



الحوثيون يكثّفون حملة الاعتقالات في معقلهم الرئيسي

جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
TT

الحوثيون يكثّفون حملة الاعتقالات في معقلهم الرئيسي

جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)

أطلقت الجماعة الحوثية سراح خمسة من قيادات جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في مناطق سيطرتها، بضمانة عدم المشاركة في أي نشاط احتجاجي أو الاحتفال بالمناسبات الوطنية، وفي المقابل كثّفت في معقلها الرئيسي، حيث محافظة صعدة، حملة الاعتقالات التي تنفّذها منذ انهيار النظام السوري؛ إذ تخشى تكرار هذه التجربة في مناطق سيطرتها.

وذكرت مصادر في جناح حزب «المؤتمر الشعبي» لـ«الشرق الأوسط»، أن الوساطة التي قادها عضو مجلس حكم الانقلاب الحوثي سلطان السامعي، ومحافظ محافظة إب عبد الواحد صلاح، أفضت، وبعد أربعة أشهر من الاعتقال، إلى إطلاق سراح خمسة من أعضاء اللجنة المركزية للحزب، بضمانة من الرجلين بعدم ممارستهم أي نشاط معارض لحكم الجماعة.

وعلى الرغم من الشراكة الصورية بين جناح حزب «المؤتمر» والجماعة الحوثية، أكدت المصادر أن كل المساعي التي بذلها زعيم الجناح صادق أبو راس، وهو عضو أيضاً في مجلس حكم الجماعة، فشلت في تأمين إطلاق سراح القادة الخمسة وغيرهم من الأعضاء؛ لأن قرار الاعتقال والإفراج مرتبط بمكتب عبد الملك الحوثي الذي يشرف بشكل مباشر على تلك الحملة التي طالت المئات من قيادات الحزب وكوادره بتهمة الدعوة إلى الاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بأسلاف الحوثيين في شمال اليمن عام 1962.

قيادات جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في صنعاء يتعرّضون لقمع حوثي رغم شراكتهم الصورية مع الجماعة (إكس)

في غضون ذلك، ذكرت وسائل إعلام محلية أن الجماعة الحوثية واصلت حملة الاعتقالات الواسعة التي تنفّذها منذ أسبوعين في محافظة صعدة، المعقل الرئيسي لها (شمال)، وأكدت أنها طالت المئات من المدنيين؛ حيث داهمت عناصر ما يُسمّى «جهاز الأمن والمخابرات»، الذين يقودهم عبد الرب جرفان منازلهم وأماكن عملهم، واقتادتهم إلى معتقلات سرية ومنعتهم من التواصل مع أسرهم أو محامين.

300 معتقل

مع حالة الاستنفار التي أعلنها الحوثيون وسط مخاوف من استهداف قادتهم من قبل إسرائيل، قدّرت المصادر عدد المعتقلين في الحملة الأخيرة بمحافظة صعدة بنحو 300 شخص، من بينهم 50 امرأة.

وذكرت المصادر أن المعتقلين يواجهون تهمة التجسس لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل ودول أخرى؛ حيث تخشى الجماعة من تحديد مواقع زعيمها وقادة الجناح العسكري، على غرار ما حصل مع «حزب الله» اللبناني، الذي أشرف على تشكيل جماعة الحوثي وقاد جناحيها العسكري والمخابراتي.

عناصر من الحوثيين خلال حشد للجماعة في صنعاء (إ.ب.أ)

ونفت المصادر صحة التهم الموجهة إلى المعتقلين المدنيين، وقالت إن الجماعة تسعى لبث حالة من الرعب وسط السكان، خصوصاً في محافظة صعدة، التي تستخدم بصفتها مقراً أساسياً لاختباء زعيم الجماعة وقادة الجناح العسكري والأمني.

وحسب المصادر، تتزايد مخاوف قادة الجماعة من قيام تل أبيب بجمع معلومات عن أماكن اختبائهم في المرتفعات الجبلية بالمحافظة التي شهدت ولادة هذه الجماعة وانطلاق حركة التمرد ضد السلطة المركزية منذ منتصف عام 2004، والتي تحولت إلى مركز لتخزين الصواريخ والطائرات المسيّرة ومقر لقيادة العمليات والتدريب وتخزين الأموال.

ومنذ سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد وانهيار المحور الإيراني، استنفرت الجماعة الحوثية أمنياً وعسكرياً بشكل غير مسبوق، خشية تكرار التجربة السورية في المناطق التي تسيطر عليها؛ حيث نفّذت حملة تجنيد شاملة وألزمت الموظفين العموميين بحمل السلاح، ودفعت بتعزيزات كبيرة إلى مناطق التماس مع القوات الحكومية خشية هجوم مباغت.

خلق حالة رعب

بالتزامن مع ذلك، شنّ الحوثيون حملة اعتقالات شملت كل من يُشتبه بمعارضته لسلطتهم، وبررت منذ أيام تلك الحملة بالقبض على ثلاثة أفراد قالت إنهم كانوا يعملون لصالح المخابرات البريطانية، وإن مهمتهم كانت مراقبة أماكن وجود قادتها ومواقع تخزين الأسلحة في صنعاء.

وشككت مصادر سياسية وحقوقية في صحة الرواية الحوثية، وقالت إنه ومن خلال تجربة عشرة أعوام تبيّن أن الحوثيين يعلنون مثل هذه العمليات فقط لخلق حالة من الرعب بين السكان، ومنع أي محاولة لرصد تحركات قادتهم أو مواقع تخزين الصواريخ والمسيرات.

انقلاب الحوثيين وحربهم على اليمنيين تسببا في معاناة ملايين السكان (أ.ف.ب)

ووفق هذه المصادر، فإن قادة الحوثيين اعتادوا توجيه مثل هذه التهم إلى أشخاص يعارضون سلطتهم وممارساتهم، أو أشخاص لديهم ممتلكات يسعى قادة الجماعة للاستيلاء عليها، ولهذا يعمدون إلى ترويج مثل هذه التهم التي تصل عقوبتها إلى الإعدام لمساومة هؤلاء على السكوت والتنازل عن ممتلكاتهم مقابل إسقاط تلك التهم.

وبيّنت المصادر أن المئات من المعارضين أو الناشطين قد وُجهت إليهم مثل هذه التهم منذ بداية الحرب التي أشعلتها الجماعة الحوثية بانقلابها على السلطة الشرعية في 21 سبتمبر (أيلول) عام 2014، وهي تهم ثبت زيفها، ولم تتمكن مخابرات الجماعة من تقديم أدلة تؤيد تلك الاتهامات.

وكان آخرهم المعتقلون على ذمة الاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم أسلافهم في شمال اليمن، وكذلك مالك شركة «برودجي» التي كانت تعمل لصالح الأمم المتحدة، للتأكد من هوية المستفيدين من المساعدات الإغاثية ومتابعة تسلمهم تلك المساعدات؛ حيث حُكم على مدير الشركة بالإعدام بتهمة التخابر؛ لأنه استخدم نظام تحديد المواقع في عملية المسح، التي تمت بموافقة سلطة الحوثيين أنفسهم