السلطة الفلسطينية: تقرير «إسكوا» يجب أن يقود إلى صحوة في إسرائيل

قالت إن الدعوات لسحبه {فرضها نظام فصل عنصري}

السلطة الفلسطينية: تقرير «إسكوا» يجب أن يقود إلى صحوة في إسرائيل
TT

السلطة الفلسطينية: تقرير «إسكوا» يجب أن يقود إلى صحوة في إسرائيل

السلطة الفلسطينية: تقرير «إسكوا» يجب أن يقود إلى صحوة في إسرائيل

قالت السلطة الفلسطينية أمس إن تقرير لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (إسكوا) الذي يتهم إسرائيل بفرض نظام فصل عنصري (أبارتهايد) على الفلسطينيين يدق ناقوس خطر حقيقي ويجب أن يقود إلى صحوة داخل إسرائيل نفسها.
ونشرت إسكوا تقريرا يوم الأربعاء يتهم إسرائيل بفرض «نظام أبارتهايد» على الشعب الفلسطيني وهو مصطلح يستخدم للمرة الأولى ضد إسرائيل من هيئة تابعة للأمم المتحدة. وخلص التقرير إلى أن «إسرائيل أسست نظام أبارتهايد يهيمن على الشعب الفلسطيني بأكمله». وقالت ريما خلف وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة والسكرتير التنفيذي لإسكوا إن التقرير هو «الأول من نوعه الذي يصدر عن إحدى هيئات الأمم المتحدة ويخلص بوضوح وصراحة إلى أن إسرائيل دولة عنصرية أنشأت نظام أبارتهايد يضطهد الشعب الفلسطيني». وكانت خلف تتحدث أثناء فعالية لتدشين التقرير في مقر اللجنة في بيروت. ووفقا لموقع اللجنة على الإنترنت فإنها تضم 18 دولة عربية في غرب آسيا وتهدف إلى دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الدول الأعضاء. وقالت خلف إن التقرير جرى إعداده بطلب من دول أعضاء.
وهاجمت الخارجية الفلسطينية أطراف لم تسمها دعت إلى سحب التقرير في إشارة إلى الولايات المتحدة التي قالت إنها غاضبة منه، وإسرائيل التي وصفته على لسان متحدث باسم الخارجية بأنه منشور دعائي نازي. وقالت الخارجية الفلسطينية «إن اتخاذ بعض الأطراف لمواقف سلبية من التقرير، ونعته بصفات كثيرة والتهديد بسحبه أو إخفائه ومهاجمته، لن يخفي حقيقة ما جاء فيه، وحقيقة ما تقوم به إسرائيل ضد شعبنا من جرائم ترتقي لمستوى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية». وكانت الولايات المتحدة طالبت الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس بسحب التقرير على الرغم من أنه تبرأ منه.
وكان غوتيريس نأى بنفسه عن التقرير قائلا إنه صدر من دون استشارته ولا يعكس وجهة نظره، إلا أن السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة نيكي هايلي قالت إنه يجب إلغاء التقرير برمته. وقالت هايلي إن «الولايات المتحدة غاضبة من التقرير». وأضافت: «سكرتارية الأمم المتحدة كانت محقة في النأي بنفسها عن هذا التقرير، ولكن يجب أن تخطو خطوة أخرى وتسحب التقرير بأكمله».
وجاء الهجوم الأميركي لاحقا لهجوم إسرائيلي أعنف، إذ وصف السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة داني دانون التقرير بأنه «حقير وعبارة عن كذب وقح». وأضاف: «من غير المفاجئ أن منظمة يترأسها شخص نادى لمقاطعة إسرائيل، وشبه بين ديمقراطيتنا وأفظع الأنظمة في القرن العشرين، تقوم بنشر تقرير كهذا. نحن ننادي الأمين العام لإبعاد الأمم المتحدة عن هذا التقرير المنحاز والكاذب». وقال التقرير إن «استراتيجية تفتيت الشعب الفلسطيني هي الأسلوب الرئيسي الذي تفرض به إسرائيل الأبارتهايد» بتقسيم الفلسطينيين إلى أربع مجموعات تتعرض للقمع من خلال «قوانين وسياسات وممارسات تتسم بالتمييز».
وحدد التقرير المجموعات الأربع بأنها: الفلسطينيون الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية والفلسطينيون في القدس الشرقية والفلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة والفلسطينيون الذين يعيشون في الخارج إما كلاجئين أو منفيين. وورد في التقرير أن «الأدلة المتوفرة تثبت من دون شك أن إسرائيل مذنبة بسياسات وممارسات تشكل جريمة الأبارتهايد بحسب تعريفها القانوني في القانون الدولي».
وانتقد التقرير قانون العودة الإسرائيلي، الذي «يمنح اليهود في أنحاء العالم حق دخول إسرائيل والحصول على الجنسية الإسرائيلية بغض النظر عن دولهم الأصلية، بينما يمنع أي حقوق مماثلة عن الفلسطينيين، ومن ضمنهم هؤلاء الذين لديهم منازل موروثة مسجلة في البلاد»، ووصفته بسياسة «هندسة ديموغرافية» تهدف للحفاظ على مكانة إسرائيل كدولة يهودية.
ووضع التقرير ريتشارد فولك، وهو محقق سابق للأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية، وفرجينيا تيلي، وهي أستاذة في العلوم السياسية بجامعة ساذرن إيلينوي. وقبل أن يغادر منصبه مقررا خاصا للأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية في 2014 قال فولك إن السياسات الإسرائيلية تنطوي على سمات غير مقبولة من الاستعمار والفصل العنصري والتطهير العرقي.
وقالت وزارة الخارجية الفلسطينية «يجب أن يقود هذا التقرير إلى صحوة في المجتمع الإسرائيلي للضغط على حكومته لوقف احتلالها واستيطانها وممارساتها العنصرية قبل أن يغرق المجتمع الإسرائيلي نفسه في نظام الفصل العنصري «الأبرتهايد».
كما رحبت حركة حماس بشدة بالتقرير. ووصف الناطق باسم حركة حماس، فوزي برهوم، التقرير بأنه «انتصار للحق الفلسطيني وانكشاف واضح لحقيقة الكيان الصهيوني ومشروعه الخطير في المنطقة».
وقال برهوم «إن التقرير هو دليل تأكيد على إرهاب الكيان الصهيوني وعنفه وبشاعة جرائمه بحق شعبنا، مما يستدعي تبنياً رسمياً للتقرير من قبل المجتمع الدولي والعمل على عزل هذا الكيان العنصري ومحاكمته على جرائمه، والعمل على إنصاف شعبنا ودعم عدالة قضيته».



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.