السعودية تنفذ أكبر عملية تعويض في سوق الأسهم المحلية

أودعت 280 مليون دولار في حسابات شركة للاتصالات

السعودية تنفذ أكبر عملية تعويض  في سوق الأسهم المحلية
TT

السعودية تنفذ أكبر عملية تعويض في سوق الأسهم المحلية

السعودية تنفذ أكبر عملية تعويض  في سوق الأسهم المحلية

بدأت السعودية أمس تنفيذ أول وأكبر عملية تعويض حكومي في سوق الأسهم السعودية، بعد أن شرعت وزارة المالية السعودية أمس في صرف التعويضات النقدية التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين، لجميع المساهمين من غير المؤسسين في الشركة السعودية للاتصالات المتكاملة بواقع 30 ريالا عن كل سهم. وتزيد قيمة التعويض بـ5.70 ريال عن آخر إغلاق للسهم (24.30 ريال) قبل إيقاف التداول عليه في السوق المالية السعودية.
وقدر متخصصون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» حجم التعويضات التي ستصرف على المساهمين من غير المؤسسين بنحو مليار وخمسين مليون ريال سعودي (280 مليون دولار)، مشيرين إلى أن الأمر الملكي القاضي بتعويض المساهمين من غير المؤسسين في الشركة، وإحلال وزارة المالية محل المساهمين (من غير المؤسسين) في نصيبهم من التصفية بعد التعويض، عزز الثقة في السوق السعودية لدى المستثمر المحلي والأجنبي على حد سواء، حيث إن عملية الاكتتاب وتداول أسهم الشركة شابها أخطاء حكومية ومن المؤسسين.
وهنا أوضح خالد المقيرن رئيس لجنة الأوراق المالية في الغرفة التجارية الصناعية في الرياض أن القرار الملكي الذي قضى بتعويض المساهمين من غير المؤسسين في «المتكاملة»، بمعدل 30 ريالا للسهم، وضع حدا لمشكلة المساهمين في الشركة السعودية للاتصالات المتكاملة، التي يعتقد أنها معضلة مزمنة كانت في حاجة ماسة إلى الحل العاجل، نسبة إلى تشابكها.
وقال: «أهم ما في هذا الأمر ألا تتكرر هذه المشكلة مرة أخرى، بغض النظر عن السيناريو الذي اكتنفها، غير أن أهمية العدالة في السلوك والشفافية مهم جدا لاستقرار السوق وزرع الثقة فيه لدى أي مستثمر وطني أو أجنبي».
ويعتقد المقيرن أن إطالة أمد هذه المشكلة كان سيعود بالوقوع في مزيد من الأخطاء وبالتالي إحجام المستثمرين عن السوق، ما قد يسبب انهيار الثقة، مشيرا إلى أن وزارة التجارة وهيئة سوق المال والدولة فطنت إلى ذلك، حيث نجحت في إعادة الاستقرار والثقة، وهي برأيه مرحلة لا بد من تجاوزها نحو الأفضل.
من ناحيته أكد الخبير المالي الدكتور الصادق إدريس - يعمل بأحد المصارف السعودية - أن إصدار خادم الحرمين الشريفين أمراً بتعويض المساهمين غير المؤسسين في «الاتصالات المتكاملة» وبمبلغ 30 ريالا للسهم، وهو أعلى من سعر الإغلاق بأكثر من خمسة ريالات، هو خطوة ذكية ورائعة لإعادة الثقة إلى السوق المحلية بصورة كاملة.
وقدّر إدريس قيمة التعويضات المستحقة لدى المساهمين، بنحو مليار و50 مليون ريال (280 مليون دولار)، حيث بلغ عدد الأسهم المصدرة للشركة وفق هيئة سوق المال السعودية «تداول» 100 مليون سهم، في حين كانت النسبة المطروحة للاكتتاب العام 35 مليون سهم، بقيمة 350 مليون ريال. (93.3 مليون دولار).
ولفت إلى أنه جاء تقدير التعويضات بضرب إجمالي عدد الأسهم الحرة البالغ عددها 35 مليون سهم بقيمة 30 ريالا، وهو التعويض المعلن لكل سهم بناء على الأمر الملكي، حيث يبلغ المساهمون غير المؤسسين نحو 35 في المائة من إجمالي رأسمال الشركة البالغ مليار ريال، مشيرا إلى أن السهم أغلق عند سعر 24.3 ريال قبل الإيقاف.
وكانت هيئة السوق المالية السعودية «تداول» أوقفت تداول أسهم «المتكاملة» في سوق الأسهم في فبراير (شباط) 2013، بعد صدور أمر سامٍ موجّه إلى هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات باتخاذ الإجراءات النظامية لإلغاء الموافقة على الترخيص في حال عدم تنفيذها للمتطلبات، التي تمثلت حينئذ في تسديد مبلغ قدره 1.009 مليار ريال (280 مليون دولار).



بكين تتهم أوروبا بفرض «حواجز تجارية غير عادلة»

سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)
سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)
TT

بكين تتهم أوروبا بفرض «حواجز تجارية غير عادلة»

سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)
سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)

قالت الصين الخميس إن تحقيقاتها في ممارسات الاتحاد الأوروبي وجدت أن بروكسل فرضت «حواجز تجارية واستثمارية» غير عادلة على بكين، مما أضاف إلى التوترات التجارية طويلة الأمد.

وأعلنت بكين عن التحقيق في يوليو (تموز)، بعدما أطلق الاتحاد تحقيقات حول ما إذا كانت إعانات الحكومة الصينية تقوض المنافسة الأوروبية. ونفت بكين باستمرار أن تكون سياساتها الصناعية غير عادلة، وهددت باتخاذ إجراءات ضد الاتحاد الأوروبي لحماية الحقوق والمصالح القانونية للشركات الصينية.

وقالت وزارة التجارة، الخميس، إن تنفيذ الاتحاد الأوروبي للوائح الدعم الأجنبي (FSR) كان تمييزاً ضد الشركات الصينية، و«يشكل حواجز تجارية واستثمارية». ووفق الوزارة، فإن «التطبيق الانتقائي» للتدابير أدى إلى «معاملة المنتجات الصينية بشكل غير موات أثناء عملية التصدير إلى الاتحاد الأوروبي مقارنة بالمنتجات من دول أخرى».

وأضافت بكين أن النظام لديه معايير «غامضة» للتحقيق في الإعانات الأجنبية، ويفرض «عبئاً ثقيلاً» على الشركات المستهدفة، ولديه إجراءات غامضة أنشأت «حالة من عدم اليقين هائلة». ورأت أن تدابير التكتل، مثل عمليات التفتيش المفاجئة «تجاوزت بوضوح الحدود الضرورية»، في حين كان المحققون «غير موضوعيين وتعسفيين» في قضايا، مثل خلل الأسواق.

وأوضحت وزارة التجارة الصينية أن الشركات التي عدّت أنها لم تمتثل للتحقيقات واجهت أيضاً «عقوبات شديدة»، الأمر الذي فرض «ضغوطاً هائلة» على الشركات الصينية. وأكدت أن تحقيقات نظام الخدمة المالية أجبرت الشركات الصينية على التخلي عن مشاريع أو تقليصها، ما تسبب في خسائر تجاوزت 15 مليار يوان (2,05 مليار دولار).

وفي سياق منفصل، تباطأ التضخم في أسعار المستهلكين في الصين خلال شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، فيما واصلت أسعار المنتجين الانكماش وسط ضعف الطلب الاقتصادي.

وألقت عوامل، تتضمن غياب الأمن الوظيفي، وأزمة قطاع العقارات المستمرة منذ فترة طويلة، وارتفاع الديون، وتهديدات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب فيما يتعلق بالرسوم الجمركية، بظلالها على الطلب رغم جهود بكين المكثفة لتحفيز القطاع الاستهلاكي.

وأظهرت بيانات من المكتب الوطني للإحصاء، الخميس، أن مؤشر أسعار المستهلكين ارتفع 0.1 في المائة الشهر الماضي على أساس سنوي، بعد صعوده 0.2 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني) السابق عليه، مسجلاً أضعف وتيرة منذ أبريل (نيسان) الماضي. وجاءت البيانات متسقة مع توقعات الخبراء في استطلاع أجرته «رويترز».

وظل مؤشر أسعار المستهلكين ثابتاً على أساس شهري، مقابل انخفاض بواقع 0.6 في المائة في نوفمبر، وهو ما يتوافق أيضاً مع التوقعات. وارتفع التضخم الأساسي، الذي يستثني أسعار المواد الغذائية والوقود المتقلبة، 0.4 في المائة الشهر الماضي، مقارنة مع 0.3 في المائة في نوفمبر، وهو أعلى مستوى في خمسة أشهر.

وبالنسبة للعام ككل، ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين 0.2 في المائة بما يتماشى مع وتيرة العام السابق، لكنه أقل من المستوى الذي تستهدفه السلطات عند نحو ثلاثة في المائة للعام الماضي، مما يعني أن التضخم أخفق في تحقيق الهدف السنوي للعام الثالث عشر على التوالي.

وانخفض مؤشر أسعار المنتجين 2.3 في المائة على أساس سنوي في ديسمبر، مقابل هبوط بواقع 2.5 في المائة في نوفمبر، فيما كانت التوقعات تشير إلى انخفاض بنسبة 2.4 في المائة. وبذلك انخفضت الأسعار عند بوابات المصانع للشهر السابع والعشرين على التوالي.

ورفع البنك الدولي في أواخر ديسمبر الماضي توقعاته للنمو الاقتصادي في الصين في عامي 2024 و2025، لكنه حذر من أن أموراً تتضمن ضعف ثقة الأسر والشركات، إلى جانب الرياح المعاكسة في قطاع العقارات، ستظل تشكل عائقاً.