دبلوماسي بريطاني: اجتماع لندن بحث تفاصيل عملية السلام في اليمن

أكد أن المحادثات الرباعية كانت على مستوى السفراء بحضور ولد الشيخ

دبلوماسي بريطاني: اجتماع لندن بحث تفاصيل عملية السلام في اليمن
TT

دبلوماسي بريطاني: اجتماع لندن بحث تفاصيل عملية السلام في اليمن

دبلوماسي بريطاني: اجتماع لندن بحث تفاصيل عملية السلام في اليمن

كشف دبلوماسي بريطاني أن اجتماع الرباعية بالإضافة إلى سلطنة عمان الذي عقد في العاصمة البريطانية لندن يوم أمس بحضور المبعوث الأممي لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد ناقش جهود الأمم المتحدة وعملية السلام في اليمن، إلى جانب دعم المبعوث الأممي نفسه، وبحث الوضع الإنساني وإيقاف الحرب.
وأوضح الدبلوماسي البريطاني - الذي فضل عدم ذكر اسمه - أن الاجتماع كان على مستوى سفراء كل من (الولايات المتحدة، بريطانيا، السعودية، الإمارات، سلطنة عمان) في اليمن، مبيناً أن النقاش كان في أمور تفصيلية تمهيداً لعرضها على الوزراء في اجتماع قادم.
وأضاف: «من أبرز المواضيع التي نوقشت في الاجتماع جهود الأمم المتحدة وعملية السلام، ودعم المبعوث الأممي وهذا موضوع هام جداً، كذلك بحث السفراء الوضع الإنساني في اليمن، وكيف يمكن المساعدة في تحسن الأمور».
وتأسست اللجنة الرباعية في مايو (أيار) العام الماضي، وعقدت أول اجتماعاتها في لندن، ومنذ ديسمبر (كانون الأول) الماضي، انضمت سلطنة عُمان لاجتماعات الرباعية لتصبح لجنة خماسية، تشارك فيها مسقط، التي تتمتع بعلاقات جيدة مع جماعة أنصار الله (الحوثيين) وحلفائها في حزب المؤتمر الشعبي الذي يترأسه الرئيس السابق علي عبد الله صالح.
وفي سؤال عما إذا كان هنالك تحضيرات لهدنة جديدة ووقف للقتال خلال الأيام القادمة، أفاد المسؤول البريطاني بأن جهود الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار مستمرة ولن تتوقف، وهي تناقش في جميع الاجتماعات، لافتاً إلى أن السفراء بلا شك سيتطرقون لهذا الموضوع خلال اجتماعهم.
وكان الناطق باسم المبعوث الأممي لليمن قال إن الاجتماع سيبحث تسوية الأزمة وفق ما توصل إليه ولد الشيخ من خلال لقاءاته الأخيرة مع مسؤولين يمنيين وخليجيين. وزار ولد الشيخ في جولته الأخيرة الكويت والرياض ومسقط وبحث مع كل الأطراف سبل تحريك عملية السلام في اليمن.
وكان عبد العزيز المفلحي مستشار الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أكد أن العمليات القتالية لن تتوقف ضد الانقلابيين حتى يرضخوا للسلام ويلتزموا بالمرجعيات والقرارات الدولية وعلى رأسها قرار مجلس الأمن 2116.
وأوضح في حديث لـ«الشرق الأوسط» أول من أمس أن طلباً بوقف القتال طرح لكنه غير مقبول في ظل تعنت الانقلابيين ورفضهم كل الحلول السلمي، وقال: «لقد توصلنا لعدة اتفاقات معهم وانقلبوا عليها».
وجدد المفلحي رؤية الحكومة الشرعية برئاسة الرئيس عبد ربه منصور هادي نحو السلام الذي يلتزم بالمرجعيات، وأضاف: «حريصون على أن تتوقف هذه الحرب القذرة وسفك الدماء التي فرضت علينا من الانقلابيين، ونحترم جهود المجتمع الدولي واللجنة الرباعية، ممثلة في الولايات المتحدة، بريطانيا، السعودية، والإمارات، ولهذه الدول تأثير دولي وإقليمي».
ولفت مستشار هادي إلى أن المبعوث الأممي لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد طرح أفكاراً، جزء منها بالفعل يتعاطى مع المرجعيات الثلاث، فيما الجزء الآخر قابل للنقاش ولم يصل لمرحلة المبادرة.
وأردف: «لكنها أفكار يمكن أن تقود إلى العملية التفاوضية وربما كان هناك طلب لإيقاف القتال وهذا غير مقبول في ظل تعنت الانقلابيين ورفضهم كل الحلول السلمية، وقد توصلنا لعدة اتفاقات معهم وانقلبوا عليها».
وأشار المفلحي إلى أن الحكومة الشرعية تتعاطى إيجابياً مع كل ما يطرح من مبادرات وجهود لتحقيق السلام، مطالباً في الوقت نفسه جميع الأطراف وعلى رأسها الانقلابيون بالواقعية إذا ما كانوا يمتلكون أدنى حس وطني وحرص على عدم إراقة دماء اليمنيين. وتابع: «يجب العمل على أساس المبادئ والثوابت والمرجعيات والالتزام بالقرارات الدولية ويتطلب من الجانبين التنازل من أجل مصلحة شعبنا، ومصلحة السلام في المنطقة والجزيرة العربية تحديداً».



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.