الرئيس السيسي يعفو عن 203 شبان محكومين في قضايا تظاهر

الرئيس السيسي يعفو عن 203 شبان محكومين في قضايا تظاهر
TT

الرئيس السيسي يعفو عن 203 شبان محكومين في قضايا تظاهر

الرئيس السيسي يعفو عن 203 شبان محكومين في قضايا تظاهر

أصدر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس، عفوا رئاسيا عن 203 من الشباب المحكومين في قضايا تتعلق بالتظاهر دون إخطار وقضايا أخرى تتعلق بالتعبير عن رأي. وقال عضوان في لجنة التي شكلها السيسي، لبحث حالات شباب محكومين في قضايا ذات طبيعة سياسية تمهيدا للعفو عنهم، إن معظم الحاصلين على عفو رئاسي من الطلاب، لافتين إلى أن اجتماعات اللجنة لبحث قائمة ثالثة بدأت بالفعل.
وكان الرئيس المصري قد شكل لجنة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، لبحث حالات شباب أدينوا في قضايا تتعلق بخرق قانون التظاهر الذي قضت المحكمة الدستورية عليا في البلاد بعدم دستورية مادة به تلزم المتظاهرين بالحصول على إذن مسبق من السلطة التنفيذية. وجاء تشكيل اللجنة ضمن مقررات مؤتمر وطني للشباب شهد مطالبات ببحث حالات الشباب المحكومين في قضايا تعبير عن الرأي. وقال البرلماني الشاب طارق الخولي، عضو اللجنة لـ«الشرق الأوسط» إن «القائمة تضم 203 من المدانين بأحكام نهائية وباتة في قضايا تتعلق بالنشر أو التعبير عن الرأي والتظاهر من دون إخطار، أو أصحاب الحالات الصحية الحرجة»، لافتا إلى أن معظم من شملهم العفو الرئاسي في القائمة الثانية من الطلاب. وأصدر السيسي في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي قائمة أولى شملت 82 شابا من بينهم أيضا الباحث في العلوم الإسلامية إسلام بحيري المحبوس لمدة عام بتهمة «ازدراء الأديان».
وأثيرت انتقادات حول طريقة عمل اللجنة بعد أن أظهرت القائمة الأولى صدور عفو عن مدانين أطلق سراحهم قبل ساعات من صدور العفو لانقضاء مدة عقوبتهم، الأمر الذي علق عليه الخولي قائلا «إن هذه الانتقادات مردود عليها لأنها تخص حالة أو اثنتين، لكن كان الأولى الحديث عن حالات أخرى كانت عقوبتها تصل لنحو 15 عاما».
من جانبه، قال محمد عبد العزيز، عضو لجنة العفو الرئاسي، لـ«الشرق الأوسط» إن القائمة الثانية شملت شبابا أدينوا بالسجن لمدد متفاوتة، بعضهم حصل على أحكام في حدود عام إلى ثلاثة، لكن آخرين شملتهم القائمة كانت مدد سجنهم تتراوح بين 10 سنوات و15 سنة. وأضاف عبد العزيز، وهو عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان (شبه الحكومي)، أن «اللجنة تعمل وفق معايير واضحة يتم على ضوئها بحث الحالات والشكاوى التي تصلها، ولا يعني عدم شمول القائمة أسماء بعض المدانين أن المعايير لا تنطبق عليهم.. لا أبدا، لكن الأسماء التي شملها العفو هي حالات تم بالفعل الانتهاء من مراجعة ملفاتها ورأينا أنه من الأفضل عدم الانتظار لبحث كل الحالات الأخرى».
وأشار عبد العزيز إلى أن اللجنة تواصل عملها لبحث الحالات الأخرى التي لم تشملها القائمة الثانية، مؤكدا أن الطبيعة الغالبة على القائمة الثانية تتعلق بقضايا سجن في قضايا التظاهر لشباب من المهتمين بالعمل العام.



حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
TT

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)

فرضت الجماعة الحوثية خلال الأيام الماضية إتاوات جديدة على مُلاك مناجم الحجارة وسائقي ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة في العاصمة المختطفة صنعاء ومدن أخرى؛ ما تَسَبَّبَ أخيراً في ارتفاع أسعارها، وإلحاق أضرار في قطاع البناء والتشييد، وزيادة الأعباء على السكان.

وذكرت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن قيادات حوثية تُدير شؤون هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لسيطرة الجماعة، فرضت زيادة سعرية مفاجئة على ناقلات الحصى تتراوح ما بين 300 و330 دولاراً (ما بين 160 ألفاً و175 ألف ريال) لكل ناقلة.

ووصل إجمالي السعر الذي يُضطر مُلاك مناجم الحجارة وسائقو الناقلات إلى دفعه للجماعة إلى نحو 700 دولار (375 ألف ريال)، بعد أن كان يقدر سعرها سابقاً بنحو 375 دولاراً (200 ألف ريال)، حيث تفرض الجماعة سعراً ثابتاً للدولار بـ 530 ريالاً.

مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

وتذهب الزيادة المفروضة، وفقاً للمصادر، لمصلحة أحد المشرفين الحوثيين، الذي يُكنى بـ«الجمل»، ويواصل منذ أيام شن مزيد من الحملات التعسفية ضد مُلاك كسارات وسائقي ناقلات بصنعاء وضواحيها، لإرغامهم تحت الضغط والترهيب على الالتزام بتعليمات الجماعة، وتسديد ما تقره عليهم من إتاوات.

واشتكى مُلاك كسارات وسائقو ناقلات في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من حملات الابتزاز الحوثي لفرض الزيادة المفاجئة في أسعار بيع ونقل الخرسانة المستخدمة في البناء والتشييد، ما يزيد من أعبائهم ومعاناتهم.

وقال بعضهم إن الجماعة لم تكتفِ بذلك، لكنها فرضت إتاوات أخرى عليهم تحت أسماء متعددة منها تمويل تنظيم الفعاليات بما تسمى ذكرى قتلاها في الحرب، ورسوم نظافة وتنمية مجتمعية وأجور مشرفين في الجماعة بذريعة تنفيذ الرقابة والمتابعة والإشراف على السلامة البيئية.

وتحدث مالك كسارة، اشترط إخفاء اسمه، عن لجوئه وآخرين يعملون في ذلك القطاع، لتقديم عدة شكاوى لسلطة الانقلاب للمطالبة بوقف الإجراءات التعسفية المفروضة عليهم، لكن دون جدوى، وعدّ ذلك الاستهداف لهم ضمن مخطط حوثي تم الإعداد له مسبقاً.

الإتاوات الجديدة على الكسارة وناقلات الحصى تهدد بإلحاق أضرار جديدة بقطاع البناء (فيسبوك)

ويتهم مالك الكسارة، المشرف الحوثي (الجمل) بمواصلة ابتزازهم وتهديدهم بالتعسف والإغلاق، عبر إرسال عناصره برفقة سيارات محملة بالمسلحين لإجبارهم بالقوة على القبول بالتسعيرة الجديدة، كاشفاً عن تعرُّض عدد من سائقي الناقلات خلال الأيام الماضية للاختطاف، وإغلاق نحو 6 كسارات لإنتاج الحصى في صنعاء وضواحيها.

ويطالب مُلاك الكسارات الجهات الحقوقية المحلية والدولية بالتدخل لوقف التعسف الحوثي المفروض على العاملين بذلك القطاع الحيوي والذي يهدد بالقضاء على ما تبقى من قطاع البناء والتشييد الذي يحتضن عشرات الآلاف من العمال اليمنيين.

وسبق للجماعة الحوثية، أواخر العام قبل الفائت، فتح مكاتب جديدة تتبع هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لها، في أغلبية مناطق سيطرتها بغية التضييق على مُلاك الكسارات وسائقي ناقلات الحصى، ونهب أموالهم.

وأغلقت الجماعة الحوثية عبر حملة استهداف سابقة نحو 40 كسارة في محافظات صنعاء وعمران وحجة وإب والحديدة وذمار، بحجة مخالفة قانون المناجم، رغم أنها كانت تعمل منذ عقود وفق القوانين واللوائح المنظِّمة لهذا القطاع.

إتاوات جديدة فرضتها الجماعة الحوثية على ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة (فيسبوك)

وسبق أن فرضت الجماعة في ديسمبر (كانون الأول) من العام قبل الماضي، على مُلاك المناجم في صنعاء وبقية المناطق رسوماً تقدر بـ 17 دولاراً (8900 ريال) على المتر الواحد المستخرج من الحصى، والذي كان يباع سابقاً بـ5 دولارات ونصف الدولار (2900 ريال) فقط.

وتفيد المعلومات بإقدامها، أخيراً، على مضاعفة الرسوم المفروضة على سائقي ناقلات الحصى، إذ ارتفعت قيمة الرسوم على الناقلة بحجم 16 متراً، من 181 دولاراً (64 ألف ريال)، إلى 240 دولاراً (128 ألف ريال)، في حين ارتفع سعر الحمولة ليصل إلى 750 دولاراً، (400 ألف ريال).