مستشار هادي: الخيار العسكري مستمر حتى تحقيق السلام

قال إن الانقلابيين رفضوا كل الحلول

مستشار هادي: الخيار العسكري مستمر حتى تحقيق السلام
TT

مستشار هادي: الخيار العسكري مستمر حتى تحقيق السلام

مستشار هادي: الخيار العسكري مستمر حتى تحقيق السلام

قال مسؤول يمني رفيع إن العمليات القتالية لن تتوقف ضد الانقلابيين حتى يرضخوا للسلام ويلتزموا بالمرجعيات والقرارات الدولية وعلى رأسها قرار مجلس الأمن 2116.
وأوضح عبد العزيز المفلحي مستشار الرئيس عبد ربه منصور هادي لـ«الشرق الأوسط» أن طلباً بوقف القتال طرح لكنه غير مقبول في ظل تعنت الانقلابيين ورفضهم كل الحلول السلمية، وقال: «لقد توصلنا لعدة اتفاقات معهم وانقلبوا عليها».
وجدد المفلحي رؤية الحكومة الشرعية برئاسة الرئيس عبد ربه منصور هادي نحو السلام الذي يلتزم بالمرجعيات، وأضاف: «حريصون على أن تتوقف هذه الحرب القذرة وسفك الدماء التي فرضت علينا من الانقلابيين، ونحترم جهود المجتمع الدولي واللجنة الرباعية، ممثلة في الولايات المتحدة، بريطانيا، السعودية، والإمارات، ولهذه الدول تأثير دولي وإقليمي».
ولفت مستشار هادي إلى أن المبعوث الأممي لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد طرح أفكاراً جزء منها بالفعل يتعاطى مع المرجعيات الثلاث، فيما الجزء الآخر قابل للنقاش ولم يصل لمرحلة المبادرة. وأردف «لكنها أفكار يمكن أن تقود إلى العملية التفاوضية وربما كان هناك طلب لإيقاف القتال وهذا غير مقبول في ظل تعنت الانقلابيين ورفضهم كل الحلول السلمية، وقد توصلنا لعدة اتفاقات معهم وانقلبوا عليها».
وعبر مستشار الرئاسة اليمنية عن أمله في أن يخرج اجتماع الرباعية إلى جانب سلطنة عمان الذي ينتظر أن يعقد اليوم بما يلبي طموحات الشعب اليمني ويجلب السلام المنشود. لكنه استطرد بقوله «الخيار العسكري سوف يستمر حتى يلتزم الانقلابيون بالقرارات والمرجعيات وعلى رأسها 2216».
وأشار المفلحي أن الحكومة الشرعية تتعاطى إيجابياً مع كل ما يطرح من مبادرات وجهود لتحقيق السلام، مطالباً في الوقت نفسه جميع الأطراف وعلى رأسها الانقلابيون بالواقعية إذا ما كانوا يمتلكون أدنى حس وطني وحرص على عدم إراقة دماء اليمنيين. وتابع: «يجب العمل على أساس المبادئ والثوابت والمرجعيات والالتزام بالقرارات الدولية ويتطلب من الجانبين التنازل من أجل مصلحة شعبنا، ومصلحة السلام في المنطقة والجزيرة العربية تحديداً».
فيما أكد المفلحي عدم طرح موضوع تعيين نائب جديد للرئيس هادي أثناء النقاشات التي دارت خلال الأيام القليلة الفائتة، وقال: «لم يتم التطرق لذلك إطلاقاً».
وفي رده على سؤال حول الضغوط الدولية التي تمارس على التحالف والحكومة الشرعية لفتح مطار صنعاء الخاضع لسيطرة الانقلابيين، قال عبد العزيز المفلحي «الضغوط يجب أن توجه للانقلابيين على اعتبار أنهم هم من خرقوا النظام والدستور في اليمن، وتحدوا الإرادة الإقليمية والدولية، وأوشك أن يكون عملهم مثل أي منظمة إرهابية تهدد الأمن والسلام العالمي، وعليه يجب توجيه الضغوط على هذه الفئة الباغية».



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.