أعظم مباريات العودة التاريخية في كرة القدم

بدءاً من مباراة إنجلترا أمام اسكوتلندا في القرن التاسع عشر حتى هدف تشارلتون المذهل في مرمى هيدرسفيلد

لقطة من مباراة يوردينغين ودينامو دريسدن الشهيرة في كأس الكؤوس الأوروبية عام 1986
لقطة من مباراة يوردينغين ودينامو دريسدن الشهيرة في كأس الكؤوس الأوروبية عام 1986
TT

أعظم مباريات العودة التاريخية في كرة القدم

لقطة من مباراة يوردينغين ودينامو دريسدن الشهيرة في كأس الكؤوس الأوروبية عام 1986
لقطة من مباراة يوردينغين ودينامو دريسدن الشهيرة في كأس الكؤوس الأوروبية عام 1986

تصدر انتصار برشلونة الإسباني على باريس سان جيرمان الفرنسي (6 / 1) العناوين، على اعتبار انه أفضل إنجاز لمباراة عودة في دوري أبطال أوروبا، خصوصاً في ظل خسارة الفريق الكتالوني 4 / صفر ذهاباً. لكن وفقاً للأرقام، هناك مباريات أخرى شهدت عودة أكثر إثارة... وبدءاً من مباراة إنجلترا أمام اسكوتلندا في القرن التاسع عشر حتى هدف تشارلتون أثلتيك المذهل في مرمى هيدرسفيلد، نرصد هنا أعظم 6 مباريات عودة تاريخية في كرة القدم.
1- إنجلترا واسكوتلندا 5 - 4 (مباراة ودية دولية، عام 1879)
لم يكن أي منتخب في العالم قد نجح من قبل في الفوز بمباراة بعد تأخره فيها بـ3 أهداف، ولم يتوقع كثيرون أن تكون إنجلترا هي أول دولة تفعل ذلك في كرة القدم. ولم يكن المنتخب الإنجليزي قد حقق الفوز على نظيره الاسكتلندي منذ عام 1873. وعندما التقى المنتخبان عام 1878، سحق المنتخب الاسكتلندي نظيره الإنجليزي، على ملعب «هامبدن بارك» بمدينة غلاسجو الاسكتلندية، بـ7 أهداف مقابل هدفين. والتقى المنتخبان مجدداً عام 1879، على ملعب «كيننغتون أوفال» بإنجلترا، وكان المنتخب الإنجليزي يضم 8 لاعبين جدد، بما في ذلك لاعب يبلغ من العمر 17 عاماً، يدعى جيمس برينسيب.
وعندما سجل مهاجم كوينز بارك رينجرز، بيلي ماكينون، الهدف الثاني له، والرابع للمنتخب الاسكتلندي، لتصبح النتيجة تقدم اسكوتلندا بـ4 أهداف مقابل هدف وحيد قبل نهاية الشوط الأول، بدا الأمر وكأن المنتخب الإنجليزي سيتلقى هزيمة أخرى ثقيلة ومهينة، خصوصاً أن لاعب نادي «فيل أوف ليفين» الاسكتلندي، جون ماكدوغال، الذي سبق أن سجل 3 أهداف في المباراة التي انتهت بفوز اسكوتلندا بـ7 أهداف مقابل هدفين، والذي كان أول هاتريك في تاريخ منتخب اسكوتلندا، كان قد أحرز هدفاً من بين تلك الأهداف الأربعة.
لكن مع بداية الشوط الثاني، انهار المنتخب الاسكتلندي تماماً، بعدما نجح شارلي بامبريدج في إحراز هدف رائع، عقب تسلمه الكرة عند مرمى فريقه، فانطلق ليراوغ جميع لاعبي المنتخب الاسكتلندي، على طريقة هدف النجم الليبيري جورج ويه في مرمى نادي كييفو، عندما كان يلعب بقميص ميلان الإيطالي، ليقلص النتيجة إلى 4 أهداف مقابل هدفين. وأحرز أرثر غوداير هدفاً ثالثاً، قبل أن يسجل منتخب اسكوتلندا هدفاً عكسياً في مرماه، وكان هذا أول هدف عكسي في تاريخ المباريات الدولية في عالم كرة القدم، لتصبح النتيجة التعادل بـ4 أهداف لكل فريق قبل نهاية المباراة بـ15 دقيقة.
وجاء الرد الاسكتلندي سريعاً بهدف خامس، لكن حكم اللقاء لم يحتسبه، قبل أن يحرز بامبريدج هدف الفوز لمنتخب إنجلترا قبل نهاية المباراة بـ8 دقائق. لقد تمكن المنتخب الإنجليزي من العودة إلى المباراة، بعد تأخره بفارق 3 أهداف، في يوم تاريخي لمنتخب الأسود الثلاثة. وبعد 9 أشهر، لعب الفريقان سوياً مرة أخرى، وانتهت المباراة بـ5 أهداف مقابل 4 أيضاً، ولكن هذه المرة لصالح المنتخب الاسكتلندي.
ولم تفز إنجلترا بأية مباراة دولية أمام اسكوتلندا مرة أخرى حتى عام 1888، كما لم يحقق برينسيب أي فوز آخر مع منتخب إنجلترا، رغم أنه ظل لفترة طويلة يحمل الرقم القياسي كأصغر لاعب إنجليزي يسجل هدفاً في مباراة دولية لمنتخب بلاده، حتى نجح واين روني في تحطيم هذا الرقم بعد سنوات طويلة.
2- سويسرا والنمسا 5 - 7 (كأس العالم، عام 1954)
ما المباراة التي شهدت أفضل عودة تاريخية بعد التأخر بنتيجة ثقيلة في تاريخ نهائيات كأس العالم؟ في الحقيقة، هناك مباراتان يمكننا الاختيار من بينهما؛ الأولى هي مباراة سويسرا والنمسا في الدور ربع النهائي لكأس العالم عام 1954، والثانية هي مباراة منتخب البرتغال أمام كوريا الشمالية في الدور ربع النهائي أيضاً في كأس العالم عام 1966، التي نجح فيها النجم البرتغالي إيزيبيو في إحراز 4 أهداف متتالية، بعدما كان منتخب بلاده متأخراً بـ3 أهداف نظيفة، لتصبح النتيجة 4 أهداف مقابل 3، قبل أن يضيف جوزيه أوغوستو الهدف الخامس، لتنتهي المباراة بفوز البرتغال بـ5 أهداف مقابل 3.
لكن من وجهة نظر أخرى، يعتقد أن المباراة التي تستحق لقب أفضل عودة تاريخية بعد التأخر بنتيجة ثقيلة في نهائيات كأس العالم، هي مباراة سويسرا والنمسا في الدور ربع النهائي عام 1954، لا سيما أن منتخب سويسرا الذي استقبلت شباكه 5 أهداف في تلك المباراة كان يتميز بالصلابة الدفاعية التي كان يطلق عليها آنذاك اسم «القفل».
وكانت النمسا تتمتع بالقوة الدفاعية أيضاً، ولم تهتز شباكها في أول مباراتين في البطولة أمام كل من اسكوتلندا وتشيكوسلوفاكيا، لكن بعد مرور 18 دقيقة، كان منتخب النمسا متأخراً بـ3 أهداف نظيفة أمام سويسرا. ونجح منتخب النمسا في إحراز 3 أهداف في غضون 10 دقائق فقط، لتصبح النتيجة 3 أهداف لكل فريق، قبل أن تضيف النمسا هدفين، لتصبح النتيجة 5 أهداف مقابل 3 لسويسرا. وانتهت المباراة بفوز النمسا على سويسرا بـ7 أهداف مقابل 5، لتحمل هذه المباراة الرقم القياسي، كأكثر المباريات التي شهدت أهدافاً في تاريخ نهائيات كأس العالم عبر تاريخه الطويل.
وفازت النمسا بهذه المباراة بفضل تغلبها على القوة الدفاعية لسويسرا بالتمريرات القصيرة، لكن ثمة عاملاً آخر قد أثر على نتيجة المباراة، وهو درجة الحرارة المرتفعة للغاية، التي وصلت إلى 35 درجة مئوية، وهو ما جعل البعض يصف هذه المباراة بأنها «معركة الحرارة في مدينة لوزان»، ويكفي أن نعرف أنه قد تم علاج حارس مرمى منتخب النمسا كورت شميد، وقائد منتخب سويسرا روجيه بوكيه، من ضربات الشمس بين شوطي المباراة.
وبعد انتهاء البطولة، اكتشف الأطباء أن بوكيه يعاني من ورم بالمخ، على الرغم من تعافيه تماماً بعد خضوعه لعملية جراحية. وفي المقابل، غاب شميد عن منتخب النمسا في مباراة نصف النهائي، أمام منتخب ألمانيا الغربية، وهي المباراة التي خسرتها النمسا بـ6 أهداف مقابل هدف وحيد.
3- تشارلتون وهيدرسفيلد 7 - 6 (عام 1957)
هبط تشارلتون أثلتيك من دوري الدرجة الأولى الإنجليزي، في موسم 1956 / 1957، بعدما تلقت شباك الفريق 120 هدفاً. ولم يتغير الوضع كثيراً في أول مباراة للفريق في دوري الدرجة الثانية، فبعدما تقدم على هيدرسفيلد تاون بـ3 أهداف نظيفة في شوط المباراة الأول، سمح للفريق المنافس بالرد بـ3 أهداف متتالية.
تعرض قائد تشارلتون، ديريك أوفتون، لخلع في الكتف بعد مرور 17 دقيقة فقط من عمر اللقاء، وهو ما كان بمثابة كارثة في زمن لم يكن يسمح بإجراء أي تغيير للاعبين بعد بداية المباراة. وتقدم هيدرسفيلد بهدفين، ثم أحرز جوني سامرز هدفاً لتشارلتون، ليقلص النتيجة لهدفين مقابل هدف، لكن هيدرسفيلد رد بـ3 أهداف متتالية في أقل من 30 دقيقة، لتصبح النتيجة 5 أهداف مقابل هدف وحيد، قبل أن يحقق تشارلتون أكبر عودة في النتيجة في تاريخ كرة القدم الإنجليزية.
جاء رد تشارلتون سريعاً بإحرازه هدفين خلال دقيقتين فقط. سجل الهدف الثاني جوني ريان، بعد تلقيه كرة عرضية من سامرز الذي أحرز الهدف الثالث بنفسه. وأكمل سامرز هدفه الثالث في الدقيقة 73 من عمر اللقاء، قبل أن يسجل الهدف الرابع في الدقيقة 78، لتصبح النتيجة التعادل بـ5 أهداف لكل فريق. وبعد 3 دقائق، سجل سامرز الهدف الخامس له، والسادس لفريقه، لتصبح النتيجة تقدم تشارلتون بـ6 أهداف مقابل 5.
وقبل نهاية المباراة بـ4 دقائق، تمكن هيدرسفيلد من أحرز هدف التعادل، وبدا أن المباراة تسير في اتجاه التعادل، لكن سامرز كان له رأي آخر، حيث لعب تمريرة رائعة لريان في الوقت المحتسب بدلاً من الضائع، ليحرز الهدف السابع، وتنتهي المباراة بفوز تشارلتون بـ7 أهداف مقابل 6. وأصبح هيدرسفيلد الفريق الإنجليزي الوحيد الذي يخسر مباراة سجل خلالها 6 أهداف.
4- كيلمارنوك وآينتراخت فرانكفورت 5 - 1 (كأس المعارض الأوروبية عام 1964)
كان جناح نادي رينجرز الاسكتلندي، ويلي واديل، هو أبرز لاعب في كرة القدم الاسكتلندية خلال الفترة التي أعقبت الحرب العالمية الثانية. وعندما اعتزل واديل كرة القدم، واتجه للتدريب، قدم أيضاً مستويات قوية للغاية، إذ تولي قيادة نادي كيلمارنوك، عام 1957، وقاده إلى ما يمكن اعتباره من دون أدنى شك الفترة الذهبية في تاريخ النادي.
لم يكن كيلمارنوك سيئاً تحت قيادة مالكي ماكدونالد، إذ أنهى الفريق موسم 1956 / 1957 في المركز الثالث، لكن واديل قاد الفريق إلى مستوى أفضل، فاحتل مركز الوصيف 4 مرات في 5 مواسم، خلال الفترة بين موسمي 1959 / 1960 و1963 / 1964.
وشهد موسم 1964 / 1965 أفضل أداء ونتائج لكيلمارنوك على الإطلاق، كما شارك النادي في البطولات الأوروبية للمرة الأولى في تاريخه. وفي الجولة الأولى من كأس المعارض الأوروبية (يوروبا لييغ حالياً)، تعادل كيلمارنوك مع آينتراخت فرانكفورت. وكان النادي الألماني يحظى بشهرة كبيرة في اسكوتلندا، بسبب صولاته وجولاته في البطولات الأوروبية خلال السنوات الـ5 الماضية، حيث لعب نادي آينتراخت فرانكفورت المباراة النهائية الشهيرة على ملعب «هامبدن بارك» الاسكتلندي، عام 1960، أمام ريال مدريد الإسباني، كما سبق للنادي الألماني أن فاز على رينجرز الاسكتلندي في الدور نصف النهائي بنتيجة 10 أهداف مقابل 4، في مجموع مباراتي الذهاب والعودة.
فافتتح أروين شتاين، الذي سجل هدفين في مرمى ريال مدريد عام 1960، التسجيل في مباراة الذهاب في ألمانيا، التي فاز فيها آينتراخت فرانكفورت بـ3 أهداف دون رد.
وبدا وكأن مباراة العودة في اسكوتلندا لن يكون لها أي قيمة، لا سيما بعدما أحرز ويلهيلم هوبيرتس هدفا لآينتراخت فرانكفورت بعد دقيقتين فقط من عمر اللقاء. لكن رد كيلمارنوك جاء سريعاً بهدفين من توقيع كل من روني هاميلتون وبريان مكلروي، وهو ما أعطى بعض الأمل للنادي الاسكتلندي في العودة. ضغط آينتراخت فرانكفورت خلال الوقت المتبقي من الشوط الأول، بغية إحراز هدف يزيد الأمور صعوبة على كيلمارنوك، لكن الشوط الأول انتهى بالنتيجة نفسها، وهي تقدم النادي الاسكتلندي بهدفين مقابل هدف وحيد.
وفي بداية الشوط الثاني، أحرز كيلمارنوك هدفاً ثالثاً برأسية من جيمس ماكفادزين، لتصبح النتيجة 3 أهداف مقابل هدف. وكان كيلمارنوك بحاجة إلى هدفين من أجل التأهل للدور التالي، وتحقق له ما أراد، عندما أحرز جون ماكينالي هدفاً رابعاً قبل نهاية المباراة بـ8 دقائق، قبل أن يحرز هاميلتون الهدف الخامس في الوقت المحتسب بدلا من الضائع، ليفوز كيلمارنوك بـ5 أهداف مقابل 4، بمجموع مباراتي الذهاب والعودة.
لقد كان ما حدث بمثابة إنجاز مذهل، وقد تعد هذه المباراة هي أقوى عودة تاريخية في البطولات الأوروبية من قبل الأندية الاسكتلندية، على الرغم من أنه ينبغي الإشارة إلى أن حارس مرمى آينتراخت فرانكفورت في ذلك الوقت، إيغون لوي، كان يقدم مستويات متدنية للغاية، ويكتفي بمشاهدة الكرات وهي تسكن شباكه.
5- كوينز بارك رينجرز ونيوكاسل 5 - 5 (عام 1984)
ما فرص انتهاء أي مباراة بالتعادل بـ5 أهداف لكل فريق؟ بالطبع ليست كبيرة، ولكن عندما تعرف أن كوينز بارك رينجرز كان قد هزم في المباراة السابقة أمام توتنهام هوتسبير بخماسية نظيفة، وأن نيوكاسل يونايتد قد خسر بـ3 أهداف مقابل هدفين على ملعبه أمام إيفرتون، ثم بخماسية نظيفة أمام مانشستر يونايتد، فيجب أن تعرف أن مباراة كوينز بارك رينجرز ونيوكاسل يونايتد كانت بين فريقين يملكان دفاعاً هشاً للغاية، يمكنه استقبال عدد كبير من الأهداف.
وبعد تلقي شباك نيوكاسل يونايتد لـ10 أهداف كاملة في 3 مباريات، قرر المدير الفني للفريق جاك شارلتون تغيير طريقة اللعب، وتوظيف 3 لاعبين في الخط الخلفي من أجل سد الثغرات الدفاعية. وبدا أن هذا التغيير الخططي يؤتي ثماره، على الرغم من أن اللوحة الإلكترونية في ملعب «لوفتس رود» كانت تشير بعد 60 ثانية فقط إلى أن نتيجة المباراة هي «كوينز بارك رينجرز 2 ونيوكاسل يونايتد 6»! كان هذا خطأ بالطبع، لكن النتيجة الحقيقة بعد نهاية الشوط الأول لم تكن أقل غرابة، حيث كانت تشير إلى تقدم نيوكاسل يونايتد بـ4 أهداف دون رد، سجل منها كريس وادل 3 أهداف بمفرده.
ومع انطلاق الشوط الثاني، أحرز غاري بانيستر هدفاً لكوينز بارك رينجرز، قبل أن يدخل هدفاً عكسياً في مرمى نيوكاسل يونايتد، بعد خطأ فادح من كل من بيتر هادوك وكيني وارتون، لتصبح النتيجة تقدم نيوكاسل يونايتد بـ4 أهداف مقابل هدفين. وفي الدقيقة 74 من عمر اللقاء، أحرز جون غريغوري الهدف الثالث لكوينز بارك رينجرز.
وقبل نهاية المباراة بـ8 دقائق، مرر وادل كرة رائعة لوارتون، ليحرز الهدف الخامس لنيوكاسل، لكن كوينز بارك رينجرز لم يستسلم، حيث سجل ستيف ويكس الهدف الرابع لفريقه بضربة رأس من مسافة قريبة قبل نهاية المباراة بـ5 دقائق، قبل أن يحرز غاري ميكلوايت هدف التعادل في الدقيقة الأخيرة من عمر اللقاء. وعقب نهاية المباراة، انتقد المدير الفني لنادي نيوكاسل يونايتد أداء فريقه بقوة، قائلاً: «ارتكب نيوكاسل يونايتد الكثير والكثير من الأخطاء بطريقة لا تصدق. يسألني الناس: من أين أبدأ في علاج المشكلات، لكنني لا أعرف في حقيقة الأمر. سوف يستغرق الأمر سنوات لكي يتم تصحيح تلك الأخطاء. بعض اللاعبين لم يكونوا قادرين حتى على التنفس في شوط المباراة الثاني». ورحل شارلتون عن قيادة الفريق بعد مرور 12 شهراً من تلك المباراة.
6- باير يوردينغين ودينامو دريسدن 7 - 3 (كأس الكؤوس الأوروبية، عام 1986)
في عام 1954، قرر رئيس جهاز أمن الدولة في ألمانيا الشرقية، إريك ميلكه، أن تكون برلين هي مقر أفضل نادي لكرة القدم في بلاده، لذلك قرر نقل نادي دينامو دريسدن الممتاز إلى العاصمة، وغير اسمه ليكون «دينامو برلين». وفي الوقت نفسه، سمح للاعبين الاحتياطيين والشباب الذين كان يرى ميلكه وأمثاله من الحمقى أن النادي ليس في حاجة إلى خدماتهم، باللعب في دوري الدرجة الأولى باسم نادي «دينامو دريسدن». وعلى الرغم من كل ذلك، نجح نادي دينامو دريسدن في الصعود للدوري الممتاز عام 1962، وحصل على 5 ألقاب خلال الفترة بين عامي 1971 و1978. ومرة أخرى، تدخل ميلكه، وأمر أفضل اللاعبين في الدولة بالانضمام إلى نادي دينامو برلين الذي حصل على الألقاب العشرة المحلية التي شارك فيها خلال الفترة بين عامي 1979 و1988.
وحصل دريسدن على المركز الثاني في 6 مواسم من هذه المواسم العشر، وكان يقدم مستويات في البطولات الأوروبية أفضل من تلك التي يقدمها «دينامو برلين». وعلى الرغم من كل الإهانات والإساءات التي تعرض لها دينامو دريسدن على المستوى المحلي، فإن أكثر إهانة تعرض لها الفريق كانت في المسابقات الأوروبية التي طالما قدم فيها مستويات رائعة.
فاز دينامو دريسدن في المباراة الأولى للدور ربع النهائي لكأس الكؤوس الأوروبية على نادي باير يوردينغين، بطل ألمانيا الغربية، بهدفين دون رد. وفي المباراة الثانية في ألمانيا الغربية، كان دينامو دريسدن متقدماً بـ3 أهداف مقابل هدف وحيد حتى الدقيقة 58 من عمر اللقاء، وهو ما يعني أنه متقدم بـ5 أهداف مقابل هدف وحيد في مجموع مباراتي الذهاب والعودة، ومحرزاً 3 أهداف خارج ملعبه، ولذا بدا الأمر وكأن الفريق قد ضمن التأهل للدور نصف النهائي.
وسرعان ما انقلبت الأمور رأساً على عقب، حيث سجل يوردينغين 5 أهداف خلال 21 دقيقة، ليتقدم بـ6 أهداف مقابل 3، قبل أن يحرز الهدف السابع قبل نهاية اللقاء بـ4 دقائق. وبعد هذه الهزيمة غير المسبوقة، قرر مهاجم دينامو دريسدن، فرانك ليبمان، البقاء في ألمانيا الغربية، وعدم العودة مرة أخرى إلى ألمانيا الشرقية، بعد أن سئم من مطاردة جهاز أمن الدولة له بسبب قيادته للسيارة وهو تحت تأثير الكحوليات في العام السابق لتلك المباراة.



بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».