استحداث روبوتات تساعد الأطباء على التنبؤ بأوجاع المريض بشكل أفضل

روبوت إلكتروني (رويترز)
روبوت إلكتروني (رويترز)
TT

استحداث روبوتات تساعد الأطباء على التنبؤ بأوجاع المريض بشكل أفضل

روبوت إلكتروني (رويترز)
روبوت إلكتروني (رويترز)

لا شك أن قراءة تعابير وجه المريض تساعد الطبيب المعالج في تشخيص المرض وتقييم قدر الألم الذي يشعر به المريض، ولكن هذه المهارة تعتبر من الخبرات التي يصعب على الأطباء تعلمها. ولذلك قام فريق من الباحثين في الولايات المتحدة بابتكار تقنية لإكساب الأطباء هذه المهارة، وهي روبوت يمكنه التعبير بملامح وجهه عن الشعور بالألم.
ويستخدم كثير من الأطباء في هذه الآونة روبوتات على شكل مرضى من أجل صقل مهاراتهم في التشخيص والجراحة واكتساب مهارات المهنة المختلفة، حيث إن هذه الروبوتات «يمكنها أن تتنفس وتنزف وتبدي استجابة لطرق العلاج المختلفة».
وتقول الباحثة لوريل ريك من جامعة كاليفورنيا بمدينة سان دييجو الأميركية: «رغم الفائدة الجمة التي تحققها هذه الروبوتات، فإنها تفتقر إلى عنصر رئيسي في تصميمها، ألا وهو تعبيرات الوجه».
فالروبوتات المرضى عادة ما تكون لها وجوه ساكنة وأفواه مفتوحة بما يسمح للأطباء بإدخال العقاقير المختلفة والتدريب على فحص المسار التنفسي للمريض، وهو ما يعني أن هذه الروبوتات، بعكس المرضى الحقيقيين، لا يمكنها التعبير عن مشاعرها الحقيقية.
ومن أجل علاج هذه المشكلة، ابتكرت ريك وفريقها روبوت بوجه يمكنه أن يبدي تعبيرات الألم والاشمئزاز والغضب لمساعدة طلاب الطب على فهم انفعالات المريض أثناء العلاج. وقالت ريك في تصريحات للموقع الإلكتروني «نيو ساينتست» المعني بالأبحاث العلمية إن «قراءة انفعالات وجه المريض يمكن أن تساعد الطبيب في تحديد ما إذا كان المريض يعاني صدمة أو جلطة أو آلاماً مبرحة، كما تتيح إمكانية التعرف على رد فعل المريض حيال العلاج، بحيث يكتسب الأطباء هذه المهارة من اليوم الأول».
وقام فريق البحث بجمع مقاطع فيديو لتعبيرات الوجه لأشخاص وهم يشعرون بالغضب والقلق والألم والاشمئزاز، واستخدموا برنامج كومبيوتر معين لتحويل هذه التعبيرات إلى سلسلة من حركات الوجه، ثم قاموا بنقل هذه الخاصية إلى وجه روبوت له ملامح بشرية حقيقية وجلد من المطاط يشبه الجلد البشري الطبيعي.
ويعتقد الباحثون أن الروبوتات القادرة على التعبير يمكنها أن تساعد الأطباء على التنبؤ بأوجاع المريض بشكل أفضل، حيث إن هذه الروبوتات سوف تكون مفيدة لطلاب الطب الذين يدرسون كيفية تقييم الأعراض البدنية وقراءة تعبيرات الوجه.
وتقول الباحثة بشركة «غوغل» العملاقة لخدمات الإنترنت، بريسيلا بريجز: «من الممكن استخدام هذه التقنية قريباً جداً في تدريب الأطباء وتقديم خدمة علاجية أفضل للمرضى، ولكن من الضروري بذل المزيد من الجهد لإثبات أن تعبيرات وجه الروبوت يمكنها تحسين الخدمات الطبية».



«أيقونة» الذكاء الاصطناعي «صوفيا» تأسر القلوب في زيمبابوي

«صوفيا» آسرةُ القلوب (أ.ب)
«صوفيا» آسرةُ القلوب (أ.ب)
TT

«أيقونة» الذكاء الاصطناعي «صوفيا» تأسر القلوب في زيمبابوي

«صوفيا» آسرةُ القلوب (أ.ب)
«صوفيا» آسرةُ القلوب (أ.ب)

من خلال إجاباتها على أسئلة وجَّهها وزراء الحكومة والأكاديميون والطلاب حول تغيُّر المناخ، والقانون، وتعاطي المخدرات، وكذلك استفسارات الأطفال عن كيفية «ولادتها»، ووصفها بأنها «نسوية»؛ نجحت الروبوت الشهيرة عالمياً المعروفة باسم «صوفيا» في أسر قلوب الحضور ضمن معرض الابتكارات في زيمبابوي.

وذكرت «أسوشييتد برس» أنّ «صوفيا» تتمتّع بقدرة على محاكاة تعابير الوجه، وإجراء محادثات شبيهة بالبشر مع الناس، والتعرُّف إلى إشاراتهم، مما يجعلها «أيقونة عالمية» للذكاء الاصطناعي، وفق برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الذي جلبها إلى هذا البلد الواقع في جنوب أفريقيا؛ وقد صُنِّعت بواسطة شركة «هانسون روبوتيكس» في هونغ كونغ عام 2016، ومُنحت الجنسية السعودية في 2017، لتصبح أول روبوت في العالم يحمل جنسية.

هذه المرّة الأولى التي تستضيف فيها زيمبابوي روبوتاً من هذا النوع، فقد أبهرت «صوفيا» كبار السنّ والشباب في جامعة «زيمبابوي» بالعاصمة هراري، إذ حلَّت ضيفة خاصة في فعالية امتدّت لأسبوع حول الذكاء الاصطناعي والابتكار.

خلال الفعالية، ابتسمت «صوفيا» وعبست، واستخدمت إشارات اليد لتوضيح بعض النقاط، وأقامت اتصالاً بصرياً في عدد من التفاعلات الفردية، كما طمأنت الناس إلى أنّ الروبوتات ليست موجودة لإيذاء البشر أو للاستيلاء على أماكنهم.

لكنها كانت سريعة في التمييز بين نفسها والإنسان، عندما أصبحت المحادثات شخصيةً جداً، إذا قالت: «ليست لديّ مشاعر رومانسية تجاه البشر. هدفي هو التعلُّم»؛ رداً على مشاركين في الفعالية شبَّهوها بالنسخة البشرية من بعض زوجات أبنائهم في زيمبابوي اللواتي يُعرفن باستقلاليتهن الشديدة، وجرأتهن، وصراحتهن في المجتمع الذكوري إلى حد كبير.

لكنها اعتذرت عندما نبَّهها أحدهم إلى أنها تجنَّبت النظر إليه، وبدت «صوفيا» أيضاً صبورة عندما تجمَّع حولها الكبار والصغار لالتقاط الصور، وأخذوا يمطرونها بكثير من الأسئلة.

والجمعة، آخر يوم لها في الفعالية، أظهرت ذوقها في الأزياء، وأعربت عن تقديرها لارتداء الزيّ الوطني للبلاد؛ وهو فستان أسود طويل مفتوح من الأمام ومزيَّن بخطوط متعرّجة بالأحمر والأخضر والأبيض. وقالت: «أقدّر الجهد المبذول لجَعْلي أشعر كأنني في وطني بزيمبابوي»، وقد سبق أن زارت القارة السمراء، تحديداً مصر وجنوب أفريقيا ورواندا.

وقال برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إنه يأمل أن تُلهم مشاركة «صوفيا» في الفعالية شباب زيمبابوي «لاكتشاف مسارات مهنية في مجالات الذكاء الاصطناعي، والعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات».