معارك تعز شردت 48 ألف يمني

600 مريض يعانون الفشل الكلوي في الحديدة

أطفال ونساء نازحون في مخيم جنوب مدينة الحديدة الساحلية (رويترز)
أطفال ونساء نازحون في مخيم جنوب مدينة الحديدة الساحلية (رويترز)
TT

معارك تعز شردت 48 ألف يمني

أطفال ونساء نازحون في مخيم جنوب مدينة الحديدة الساحلية (رويترز)
أطفال ونساء نازحون في مخيم جنوب مدينة الحديدة الساحلية (رويترز)

حثت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين على توفير الدعم الدولي إثر نزوح عشرات الآلاف في اليمن خلال الأسابيع الستة الأخيرة.
وقال الناطق الرسمي باسم المفوضية، ويليام سبيندلر، إن أكثر من 62 ألف شخص قد شردوا، وإن القتال الأخير في محافظة تعز أدى إلى نزوح أكثر من 48 ألف شخص، توجه معظمهم إلى مناطق أخرى بالمحافظة وإلى الحديدة.
وأضاف الناطق أن «معظم النازحين بحاجة ماسة إلى المساعدة. إنهم يقيمون في الأماكن المجتمعية والعامة، بما في ذلك المدارس والمنشآت الطبية فيما يقيم آخرون في مبان غير مكتملة أو في الخلاء. عدد من النازحين، بمن فيهم كثير من الأطفال، يعانون من سوء التغذية وفق التقارير، فيما يحتاج البعض إلى الدعم النفسي - الاجتماعي. يؤدي الاكتظاظ والظروف غير الصحية في مناطق النزوح إلى تفشي الأمراض بما في ذلك الأمراض الجلدية»، متابعا أن المفوضية استجابت مع شركائها، بشكل عاجل لاحتياجات النازحين حديثا من تعز، بما في ذلك عن طريق توفير المأوى ومواد الإغاثة للوافدين إلى مقاطعات في الحديدة وإب.
وتحاول المفوضية الوصول إلى تعز لمساعدة المحتاجين، وقد شاركت في بعثة مشتركة أواخر الشهر الماضي إلى مقاطعة مخا في تعز؛ حيث يعيش كثيرون في ظروف صعبة في المدارس والمنشآت الصحية. ويواجه النازحون والمجتمع المضيف ظروفا صعبة في ظل غياب المساعدة الأساسية، والخوف من أعمال العنف.
إلى ذلك، أكدت منظمة الصحة العالمية أن أكثر من 600 مريض من مرضى الكلى في اليمن يعانون جراء تدهور الخدمات الصحية في البلاد؛ بسبب الحرب التي فجرتها ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية.
كما عزت المنظمة في بيان لها تزامنا مع اليوم العالمي للكلى تفاقم الأزمة الصحية في اليمن إلى تدفق النازحين داخلياً على محافظة الحديدة في الأشهر الماضية، ما أدى إلى ارتفاع عدد المرضى الذين يخضعون للغسيل الكلوي في «مركز الحديدة لغسيل الكلى» لأكثر من 600 مريض على الرغم من أن طاقته الاستيعابية تغطي 400 مريض.
وأضاف البيان الذي نقلته وكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، أن مركز غسيل الكلى يواجه تحديات لوجيستية، من نقص الوقود وانقطاع الكهرباء، وانخفاض الموازنة المخصصة للسلطات الصحية عبر اليمن بشكل كبير، مما ترك المرافق الصحية دون أموال لتغطية التكاليف التشغيلية والعاملين في مجال الرعاية الصحية دون رواتب منتظمة منذ سبتمبر (أيلول) الماضي، مطالباً بحماية المرضى ومزيد من الدعم لتجنب احتمال إغلاق المراكز العاملة.



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».