ليبيا: مطالب بقتال حفتر... وحكومة السراج تستعد لتأمين العاصمة

الجيش يواصل حشوده العسكرية في الهلال النفطي

ليبيا: مطالب بقتال حفتر... وحكومة السراج تستعد لتأمين العاصمة
TT

ليبيا: مطالب بقتال حفتر... وحكومة السراج تستعد لتأمين العاصمة

ليبيا: مطالب بقتال حفتر... وحكومة السراج تستعد لتأمين العاصمة

زعم مفتي ليبيا المقال من منصبه الشيخ الصادق الغرياني، أن «الله أمر بقتال المشير خليفة حفتر»، القائد العام للجيش الوطني الليبي، الذي واصل أمس حشد قواته في اتجاه منطقة الهلال النفطي، استعدادا على ما يبدو لمعركة كبيرة ضد الميلشيات المسلحة التي استطاعت مؤخرا اقتحام ميناءين والسيطرة عليهما.
واتهم الغرياني حفتر بـ«الانقلاب على السلطة الشرعية في البلاد والاستعانة بكل أعداء الله لإعادة الاستبداد وحكم العسكر إلى ليبيا»، على حد قوله. وشن الغرياني في برنامج تلفزيوني مساء أول من أمس هجوما حادا على حفتر، واتهمه بالاستيلاء على النفط بالاستعانة بالمرتزقة، واعتباره ورقة رابحة لعقد المعاهدات لآجال طويلة وبالمليارات مع الروس لإمداده بالسلاح والطائرات الحديثة.
في المقابل، وصل القاهرة أمس، أحمد المسماري، الناطق الرسمي باسم الجيش الوطني، الذي يستعد لتنظيم أول مؤتمر علمي الأسبوع المقبل تحت عنوان «الدور المحوري للقوات المسلحة العربية الليبية في حماية الأمن الإقليمي والدولي».
وفى إطار الحرب النفسية التي يخوضها الجيش ضد الميلشيات المسلحة المكونة من سريا الدفاع عن بنغازي وميلشيات أخرى من مصراتة غرب البلاد، إضافة إلى قوات من المعارضة التشادية، وزع مكتب إعلام الجيش الذي يقوده حفتر فيديو يظهر تحرك «الكتيبة 106 مشاة» مجحفلة من مدينة بنغازي إلى الهلال النفطي بناء على تعليمات حفتر. وباستخدام الغارات الجوية، واصلت قوات الجيش حشودها البرية في إطار محاولتها لاستعادة ميناءي السدر ورأس لانوف، اللذين يعدان من أكبر موانئ النفط في البلاد.
وكان الجيش الوطني قد سيطر على موانئ السدر ورأس لانوف والبريقة والزويتينة في سبتمبر (أيلول) الماضي؛ ما مكّن المؤسسة الوطنية للنفط من إنهاء حصار طويل في المنطقة وزيادة الإنتاج الوطني لأكثر من المثلين.
وتتألف سرايا الدفاع عن بنغازي من مقاتلين فروا من بنغازي، مع تحقيق الجيش تقدما هناك في إطار حملة على إسلاميين وخصوم آخرين. وتقول «السرايا» إنها تحاول العودة إلى المدينة، لكنها تريد تأمين موانئ النفط أولا.
وزاد إنتاج ليبيا من النفط لأكثر من مثليه العام الماضي، لكنه لا يزال أقل كثيرا من مستوى إنتاجها قبل انتفاضة 2011 وهو 1.6 مليون برميل يوميا.
ولم ترد أمس أي تقارير عن اشتباكات أو شن قوات الجيش لطلعات جوية، لكن مصادر عسكرية قالت في المقابل لـ«الشرق الأوسط» إن المعركة البرية والجوية لتحرير كامل منطقة الهلال النفطي على وشك أن تبدأ، دون تحديد أي مواعيد لإنهائها. كما أعلن آمر القطاع الأول دفاع جوي طبرق العميد جمعة القري، رفع درجة الاستعداد القصوى لردع أي اعتداء على قاعدة «جمال عبد الناصر» ووحدات الدفاع الجوي في المدينة.
من جهته، اعتبر على القطراني، أحد نواب السراج المقاطعين لاجتماعات مجلسه الرئاسي، أن قرار حكومة السراج تكليف رئيس لجهاز حرس المنشآت النفطية، وتسلم المنشآت والمواني والحقول التابعة للمؤسسة الوطنية للنفط في حكم الباطل قانونًا.
وقال القطراني في بيان نقلته وكالة الأنباء الليبية الرسمية، إن الآمر الشرعي لحرس المنشآت النفطية هو العميد مفتاح المقريف المكلف من قبل القيادة العامة للجيش، المنبثقة عن مجلس النواب الجهة الشرعة في البلاد، وأكد أن «هذه القرارات تسهم في إذكاء الانقسام السياسي بدعم من أطراف محلية وأجندات دولية تزيد من تنامي الإرهاب والتطرف وإطالة أمد الأزمة، وتمكين أطراف مؤدلجة ومدعومة دوليا من استغلال وسرقة أموال ومقدرات الوطن، على حد تعبيره.
وكانت رئاسة أركان الجيش الموالي لحكومة السراج قد زعمت في بيان لها تأييدها لتسليم سرايا الدفاع عن بنغازي الموانئ في الهلال النفطي إلى حرس المنشآت النفطية التابع للحكومة.
وعينت حكومة السراج العميد إدريس بوخمادة رئيسا لحرس المنشآت النفطية بعد سيطرة ميلشيات سرايا الدفاع عن بنغازي على مينائي السدر ورأس لانوف النفطيين الرئيسيين.
في العاصمة طرابلس، بحث عبد الرحمن السويحلي، رئيس المجلس الأعلى للدولة غير المعترف به دوليا، مع العميد نجمي الناكوع قائد الحرس الرئاسي التابع لحكومة السراج، التطورات الأمنية في البلاد، والخطوات العملية التي اتخذها الحرس الرئاسي لتأمين مؤسسات الدولة كافة والمنشآت الحيوية في العاصمة طرابلس وجميع أنحاء البلاد.
وأكد السويحلي دعم المجلس الأعلى للدولة للحرس الرئاسي في تنفيذ مهامه لبسط سيطرة الدولة، وتأمين مؤسساتها ومنافذها الحدودية كافة، والحد من ظاهرة انتشار السلاح والمجموعات المسلحة الخارجة عن القانون وشرعية حكومة الوفاق الوطني.
ونقل بيان أصدره مكتب السويحلي عن الناكوع تأكيده استمرار الحرس الرئاسي في مواجهة التحديات الأمنية في العاصمة طرابلس، والقيام بمهامه ودعم مؤسستي الجيش والشرطة تحت سلطة المجلس الرئاسي لحكومة السراج.
كما هيمنت الأحداث الجارية في الهلال النفطي والوضع الأمني في طرابلس على المحادثات التي أجراها محمد عماري، عضو المجلس الرئاسي لحكومة السراج، مع الجنرال الإيطالي باولو سيرا، المسؤول الأمني لبعثة الأمم المتحدة بليبيا.
وقال بيان أصدرته إدارة الإعلام بحكومة السراج إن اللقاء أكد ضرورة أن تبسط حكومة الوفاق الوطني سيطرتها على تلك المنطقة، ومنع أي أحداث قد تعرقل سير عملية تصدير النفط، إضافة إلى ضرورة دعم حرس المنشآت النفطية للقيام بمهامه المنوطة به. وأكد أيضا- بحسب بيان الإدارة- ضرورة اتخاذ الحلول السلمية وفتح قنوات الحوار بين الأطراف المتنازعة للوصول إلى حلول سليمة تحقن الدماء وتتيح الفرصة لعودة المهجرين إلى مناطقهم. وأضاف موضحا، أن «الطرفان أكدا أن الوضع الأمني في العاصمة يجب أن يكون مستقراً، وأن تخلو العاصمة من أي نزاعات مسلحة لاستتباب الأمن بها، وإخراجها من دائرة الصراعات العسكرية.



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».