المعارضة تتهم «الاتحاد الديمقراطي» الكردي بتجنيد الأطفال

صور حديثة أظهرت أطفالاً يرتدون اللباس العسكري بشارات الحزب

المعارضة تتهم «الاتحاد الديمقراطي» الكردي بتجنيد الأطفال
TT

المعارضة تتهم «الاتحاد الديمقراطي» الكردي بتجنيد الأطفال

المعارضة تتهم «الاتحاد الديمقراطي» الكردي بتجنيد الأطفال

اتهمت المعارضة السورية حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي (بي واي دي)، في شمال سوريا، بـ«خطف الأطفال وتجنيدهم»، مطالبة بمحاسبتهم على اعتبار ذلك «جرائم حرب»، وهو الأمر الذي نفاه أكراد سوريا، مؤكدين أن الحزب «ليس له أي جناح مسلح»، و«ليست هناك معسكرات لتجنيد الأطفال في المنطقة».
وأظهرت صور حديثة، بثها ناشطون عبر الإنترنت، أطفالاً يرتدون اللباس العسكري، ويحملون السلاح، ويضعون على كتفهم الأيسر شارات ميليشيا حزب الاتحاد الديمقراطي (بي واي دي)، وهو ما يعتبره القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني «جرائم حرب».
ونقلت مجموعة «آي آر تي» الإخبارية السورية، عبر صفحتها على موقع «فيسبوك»، مجموعة من الصور للأطفال دون 18 سنة «ضمن ميليشيات قوات سوريا الديمقراطية»، بحسب بيان صادر عن الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية.
واتهم نائب رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، عبد الحكيم بشار، تلك الميليشيات بارتكاب ممارسات إرهابية كثيرة، منها «خطف الأطفال وتجنيدهم»، مطالباً بمحاسبتهم على اعتبار ذلك «جرائم حرب». وأدان في تصريح نقلته الدائرة الإعلامية في الائتلاف «جميع تلك الممارسات»، معتبراً أنها «مخالفة لقيم الحرية والديمقراطية، ولا تخدم قضية الكرد الوطنية».
لكن حزب الاتحاد الديمقراطي نفى تجنيد الأطفال «التزاماً ببيان جنيف الذي وقعت عليه وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة الكرديين». وقال مسؤول الهيئة الإعلامية لحزب الاتحاد الديمقراطي في أوروبا لـ«الشرق الأوسط» إن حزب الاتحاد الديمقراطي (بي واي دي) «ليس لديه ميليشيات، وليس له قوات عسكرية خاصة به»، مشيرًا إلى «أننا لا نعرف شيئاً عن هذه الصور، ولسنا متأكدين من أن الأطفال فيها هم أكراد أو غير أكراد، كما لا تؤكد أن الأطفال جزء من وحدات حماية الشعب التي لا اتجاه لديها لتجنيد الأطفال».
وأضاف: «هذه الصور ليست مواقع عسكرية، وليست مواقع قتالية، وليست معسكرات تدريبية، بل تظهر الصور مجموعة من الأطفال يرتدون الزي العسكري، وهو أمر منتشر في سوريا التي تشهد نشاطات عسكرية». وأكد أن الإدارة الذاتية في شمال سوريا «وقعت في عام 2015 على بيان جنيف المتعلق بمنع تجنيد الأطفال في أعمال عسكرية». وإذ جدد تأكيده أن حزب الاتحاد الديمقراطي «لا جناحاً عسكرياً له، كونه جزء من إدارة مدنية سياسية في شمال سوريا»، قال إن الحزب «يدعم وحدات حماية الشعب التي تقاتل الإرهاب». واتهم المعارضة السورية بأنها «تحذو حذو تركيا في اتهام الأكراد، والتشويش على إنجازات قوات سوريا الديمقراطية في محاربة الإرهاب، خصوصًا بعد إبعاد تركيا عن منبج ومعركة الرقة».
وكانت منظمة «هيومن رايتس ووتش» قد أعلنت، منتصف عام 2014، عن توثيقها لارتكاب «حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي» انتهاكات لحقوق الإنسان في سوريا. وأشارت المنظمة في تقرير إلى أنه جرى تجنيد الأطفال في صفوف قوة الشرطة، وفي جناحها المسلح بحزب الاتحاد الديمقراطي.
وفي شهر يناير (كانون الثاني) الماضي، أعلنت اللجنة السورية لحقوق الإنسان أن وحدات حماية الشعب الكردية قد قامت بتجنيد الطفل القاصر (سالار عامر محمد) من مدينة عامودا. وقالت الشبكة إنه رغم قيام وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة (YPJ)، في شهر يونيو (حزيران) عام 2014، بتوقيع الصك الخاص بحماية الأطفال، ونزع صفة المقاتل عما دون سن الـ18 مع منظمة «نداء جنيف» غير الحكومية، فإن هذه الوحدات استمرّت، ومنذ تأسيسها في عام 2012، بتجنيد الأطفال القاصرين ممن لم يبلغوا سن الـ18 عاماً.
في سياق متصل، قال الائتلاف الوطني السوري إن «ميليشيات حزب الاتحاد الديمقراطي قامت بعمليات اعتقال جماعية بحق 42 عضواً في أحزاب المجلس الوطني الكردي قبل عدة أيام، وأحرقت مكاتب أحزاب المجلس في عفرين والقامشلي».
ولفت نائب رئيس الائتلاف الوطني عبد الحكيم بشار إلى أن تلك الميليشيات «اعتدت على العشرات من النسوة بالضرب بالعصي والحديد، وتخريب احتفالهم بعيد المرأة، ومنع الاحتفالات في كل المناطق الواقعة تحت سيطرتهم، إلا تلك التي نظموها بأنفسهم».



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.