وزيران في حكومة جنوب السودان ينفيان تقديم استقالتيهما

وزيران في حكومة جنوب السودان ينفيان تقديم استقالتيهما
TT

وزيران في حكومة جنوب السودان ينفيان تقديم استقالتيهما

وزيران في حكومة جنوب السودان ينفيان تقديم استقالتيهما

نفى مسؤولان في حكومة جمهورية جنوب السودان الأنباء التي أشارت إلى استقالتهما من الحكومة، في وقت طالب فيه وزير سابق، جوبا بإجراء حوار في الخارج مماثل للذي ستبدأ إجراءاته اليوم بأداء الصلوات في الكنائس والمساجد. وحث الوزير السابق الحكومة على تهيئة المناخ بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين وإتاحة الحريات، فيما رفعت السلطات في هذا البلد الذي يواجه مجاعة في أجزاء واسعة، رسوم تصريح العمل للأجانب العاملين في المساعدات الإنسانية إلى مبالغ عالية تصل إلى نحو 10 آلاف دولار للموظف الواحد.
وقال نائب وزير الدفاع في جنوب السودان، ديفيد ياو ياو، في تصريحات صحافية عقب لقائه الرئيس سلفا كير ميارديت، إنه لم يعتزم تقديم استقالته من الحكومة، وعد ما تردد من أنباء عبر مواقع التواصل الاجتماعي في هذا الشأن أنها «كاذبة ولا تمت للحقيقة بصلة»، مشيراً إلى أنه غادر جوبا إلى بلدته «البيبور» أقصى شرق البلاد لزيارة أسرته، بعد أخذه إذناً رسمياً من رئيس بلاده، وقال إن «جنوب السودان يواجه تحديات كبيرة تحتاج إلى الحوار مع جميع الأطراف لحل الخلافات وليس بخلق الأخبار الكاذبة». وأضاف أنه باشر عمله بمكتبه في جوبا وليس على خلاف مع زملائه، وتابع: «كل ما يتردد من أخبار عن وجود خلافات أو خروجي عن الحكومة شائعات وأخبار كاذبة ولا أساس لها من الصحة».
من جانبه، نفى وزير الإسكان والتخطيط العمراني، ألفرد لادو غوري، في مؤتمر صحافي في جوبا تقديم استقالته، واصفاً الأخبار التي تناولتها بعض الوسائط على شبكة التواصل الاجتماعي بالمختلقة والكاذبة، وقال: «أود أن أطلع شعب جنوب السودان والعالم كله على أنني ليس لدي أي سبب يجعلني أتقدم باستقالتي أو التمرد على الحكومة لأنني جزء منها وكنت ضمن الذين وقعوا اتفاق السلام في 2015 وأنا متمسك بهذه الاتفاقية لأنها يمكن أن تقود إلى توحيد البلاد والشعب وتنهي الخلافات».
وشهد شهر فبراير (شباط) الماضي سلسلة من الاستقالات، بدأها نائب رئيس هيئة أركان الجيش الشعبي للإمداد، توماس سريلو، الذي شكل حركة مسلحة جديدة باسم «جبهة الخلاص الوطني» للإطاحة برئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت، متهماً إياه بعدم الالتزام بتنفيذ اتفاقية السلام، ثم تبعه بعد أسبوع وزير العمل في حكومة الوحدة الوطنية، الجنرال غابريال دوب لام، الذي تقدم باستقالته من منصبه للدوافع نفسها، معلناً انضمامه إلى المعارضة المسلحة بزعامة نائب الرئيس السابق رياك مشار.
إلى ذلك، طالب الوزير السابق في القصر الرئاسي في جنوب السودان والباحث الحالي في مركز «أوسلو لدراسات السلام» الدكتور لوكا بيونق، في تصريحات جوبا، بضرورة بدء حوار في الخارج متزامناً مع الحوار الوطني الذي دعا إليه الرئيس سلفا كير ميارديت الشهر الماضي، الذي ستبدأ إجراءاته اليوم عبر الدعوة لصلوات في الكنائس ودور العبادة الأخرى. وقال إن الحوار يحتاج إلى جهة محايدة تجد القبول من الأطراف كافة، وحث الحكومة على تهيئة المناخ عبر إطلاق سراح المعتقلين السياسيين وإتاحة الحريات العامة لكي ينجح الحوار الوطني ويخرج بنتائج ترضي الأطراف وشعب جنوب السودان ويحقق الاستقرار والأمن.
وناشد بيونق المجتمع المدني لإطلاق مبادرة لوقف المجاعة تشارك فيها القوى السياسية والقيادات الدينية والقبلية والمجتمعات المحلية، محذراً من خطورة الوضع الذي وصفه بالكارثي في حال عدم التحرك السريع. وقال: «الوضع الآن سيئ للغاية ولا بد من التحرك السريع وإطلاق النداء للضمير الإنساني الوطني في جنوب السودان عبر حملة شاملة» مؤكدا أن ذلك سيقود إلى أن تنظيم الصف الوطني يعيد السلام في البلاد. وتمزق حرب أهلية جنوب السودان، أصغر دول العالم عمرا منذ عام 2013، عندما عزل الرئيس سيلفا كير نائبه رياك مشار واندلع الصراع الذي قسم البلاد بشكل متزايد على أسس عرقية. وتواجه أجزاء في البلاد - بحسب إعلان الأمم المتحدة الشهر الماضي - مجاعة هي الأكبر في العالم منذ ست سنوات، ويتوقع ألا يجد نحو (5.5) مليون شخص وهم نصف سكان البلاد البالغ عددهم (11) مليون نسمة، الغذاء المطلوب في يوليو (تموز) المقبل.



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.