باريس تحيط برجها الحديدي بجدار زجاجي

جدل ما بين مؤيد ومعارض لإجراء أمني شكلي

الجدار الزجاجي يقلق الباريسيين
الجدار الزجاجي يقلق الباريسيين
TT

باريس تحيط برجها الحديدي بجدار زجاجي

الجدار الزجاجي يقلق الباريسيين
الجدار الزجاجي يقلق الباريسيين

حال نشر صور الألواح الأولى للجدار الزجاجي الذي شيدته بلدية باريس لتحصين برج إيفل من اعتداءات إرهابية محتملة، ثار الجدل حول مدى فعالية هذه الخطوة في حماية «السيدة الحديدية». ومع نشر صور الجدار الذي يرتفع بمسافة 3 أمتار، امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بآلاف التغريدات والتعليقات التي تؤيد الجدار أو تندد به باعتباره يشوه جمال الصرح الأشهر في العاصمة.
وأبدى كثيرون مخاوفهم من انتشار سياسة الجدران وتحويل باريس إلى مدينة شبيهة ببغداد أو الأراضي الفلسطينية المحتلة. كما كتب معلقون إعلاميون أن «باريس لم تعد في عيد»، في إشارة إلى كتاب شهير للروائي والمراسل الصحافي الأميركي إرنست همنغواي، سجل فيه يومياته في عاصمة النور تحت عنوان «باريس عيد». وقد ترجمت الكتاب دار «غاليمار» ونشرته بالفرنسية عام 1964 بعد 3 سنوات على رحيل مؤلفه. ويرى المعترضون أن إجراءات الحماية المشددة وتمديد خطة الطوارئ ستحول باريس إلى مدينة يشعر فيها السائح والمقيم بالقلق.
وبتشييد هذا الجدار، تكون عمدة باريس آن هيدالغو قد استجابت لطلب مركز شرطة العاصمة الذي يقف وراء المشروع. أما الشركة التي تدير أعمال البرج واستثماره وصيانته، فقد اكتفت بالصمت، ولم يصدر عنها، حتى الآن، بيان يوضح موقفها من السوار الزجاجي العالي الشفاف الذي يحيط بالصرح الذي يعتبر علامة مميزة للعاصمة الفرنسية والأكثر زيارة في العالم. وعدا عن تغيير شكل المكان، يبدي معماريون وخبراء في جماليات تخطيط المدن قلقهم من أن يلقي الجدار بظلاله على المشهد الفسيح والمفتوح للمنطقة التي يقوم عليها البرج والمحاذية لضفة نهر السين الشرقية، وسط باريس.
الجدار مصنوع من زجاج أبيض بالغ الشفافية، مع نقاط تفتيش للداخلين إلى محيط البرج وحواجز معدنية لمنع الزحام ولتنظيم صفوف الزوار، في الدخول والخروج. وبحسب التقديرات فإن تكلفة الورشة هي بحدود 20 مليون يورو. وقد تقدمت شركة «ديتمار فيشتنغر» برخصة بناء الجدار، وهي الشركة ذاتها التي كانت قد شيدت على نهر السين جسر «سيمون دوبوفوار» الخشبي المخصص للمشاة والمؤلف من موجتين متداخلتين، أمام المكتبة الوطنية الجديدة، جنوب باريس.



خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
TT

خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)

يُحذر العلماء من أن تغير المناخ يمكن أن يقلل بشكل كبير من الحياة في أعمق أجزاء محيطاتنا التي تصل إليها أشعة الشمس، حسب (بي بي سي).
ووفقا لبحث جديد نُشر في مجلة «نيتشر كوميونيكشنز». فإن الاحترار العالمي يمكن أن يحد من الحياة فيما يسمى بمنطقة الشفق بنسبة تصل إلى 40 في المائة بنهاية القرن.
وتقع منطقة الشفق بين 200 متر (656 قدماً) و1000 متر (3281 قدماً) تحت سطح الماء.
وجد الباحثون أن «منطقة الشفق» تندمج مع الحياة، ولكنها كانت موطناً لعدد أقل من الكائنات الحية خلال فترات أكثر دفئاً من تاريخ الأرض.
وفي بحث قادته جامعة إكستر، نظر العلماء في فترتين دافئتين في ماضي الأرض، قبل نحو 50 و15 مليون سنة مضت، وفحصوا السجلات من الأصداف المجهرية المحفوظة.
ووجدوا عدداً أقل بكثير من الكائنات الحية التي عاشت في هذه المناطق خلال هذه الفترات، لأن البكتيريا حللت الطعام بسرعة أكبر، مما يعني أن أقل من ذلك وصل إلى منطقة الشفق من على السطح.
وتقول الدكتورة كاثرين كريشتون من جامعة إكستر، التي كانت مؤلفة رئيسية للدراسة: «التنوع الثري لحياة منطقة الشفق قد تطور في السنوات القليلة الماضية، عندما كانت مياه المحيط قد بردت بما يكفي لتعمل مثل الثلاجة، والحفاظ على الغذاء لفترة أطول، وتحسين الظروف التي تسمح للحياة بالازدهار».
وتعد منطقة الشفق، المعروفة أيضاً باسم المنطقة الجائرة، موطناً حيوياً للحياة البحرية. ويعد التخليق الضوئي أكثر خفوتاً من أن يحدث إلا أنه موطن لعدد من الأسماك أكبر من بقية المحيط مجتمعة، فضلاً عن مجموعة واسعة من الحياة بما في ذلك الميكروبات، والعوالق، والهلام، حسب مؤسسة «وودز هول أوشيانوغرافيك».
وهي تخدم أيضاً وظيفة بيئية رئيسية مثل بالوعة الكربون، أي سحب غازات تسخين الكواكب من غلافنا الجوي.
ويحاكي العلماء ما يمكن أن يحدث في منطقة الشفق الآن، وما يمكن أن يحدث في المستقبل بسبب الاحتباس الحراري. وقالوا إن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن تغيرات معتبرة قد تكون جارية بالفعل.
وتقول الدكتورة كريشتون: «تعدُّ دراستنا خطوة أولى لاكتشاف مدى تأثر هذا الموطن المحيطي بالاحترار المناخي». وتضيف: «ما لم نقلل بسرعة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، قد يؤدي ذلك إلى اختفاء أو انقراض الكثير من صور الحياة في منطقة الشفق في غضون 150 عاماً، مع آثار تمتد لآلاف السنين بعد ذلك».