الأجهزة المصرفية السعودية تقترب من إيداع العملة المعدنية

حافظ: القروض المتعثرة 1.4% فقط... ومتفائلون بأداء القطاع

الأجهزة المصرفية السعودية  تقترب من إيداع العملة المعدنية
TT

الأجهزة المصرفية السعودية تقترب من إيداع العملة المعدنية

الأجهزة المصرفية السعودية  تقترب من إيداع العملة المعدنية

كشف طلعت حافظ، رئيس لجنة الإعلام والتوعية بالبنوك السعودية، عن أن البنوك في المملكة، لا تعاني أي شح في السيولة؛ إذ إن الودائع ارتفعت إلى 261.6 مليار دولار بنهاية يناير (كانون الثاني) 2017، مؤكداً أن عدداً كبيراً من أجهزة الصراف الآلي التي يبلغ عددها 18 ألف جهاز قطعت شوطاً كبيراً في استكمال جاهزيتها لإيداع العملة المعدنية.
وقال حافظ: «القطاع يتمتع بمستوى سيولة جيد، وفي وضع صحي ومطمئن للغاية، والسيولة متوفرة ولم تعاني أي شح على الإطلاق، بل هناك طلب متنام للسيولة ومؤسسة النقد العربي السعودي تقوم بواجبها تماما للتأكد من ذلك، بهدف تعزيز الاستقرار النقدي والمالي»، مشيرا إلى أن القطاع بصدد تنفيذ حملتين للتوعية ببرنامج كفالة تمويل المنشآت الصغيرة والمتوسطة وعمليات الاحتيال المالي.
ولفت إلى أن الدولة صرفت للبنوك، مبالغ كبيرة من المستحقات والمستخلصات تبلغ قرابة الـ100 مليار ريال (26.6 مليار دولار)، خلال شهري نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول) 2016؛ ما أسهم بشكل كبير في دعم السيولة، وانعكس إيجاباً على وضع السيولة على عمومه في هذا القطاع، في النظام النقدي والمالي.
وأوضح أن البنوك السعودية، قطعت شوطاً كبيرا فيما يتعلق ببرمجة أنظمة الصراف الآلي لإيداع العملة المعدنية، بعد التعرف إليها، منوهاً إلى أن مؤسسة النقد العربي السعودي «ساما»، منحت البنوك فترة 6 أشهر منذ إصدار العملة الجديدة، حتى تستطيع استكمال جهوزيتها لذلك. وأشار حافظ إلى وجود 18 ألف جهاز صراف آلي في السعودية، جزء كبير منها مخصص لإيداعات العملة المعدنية، وبالتالي قد تحتاج إلى بعض الزمن غيرها أنها في سباق مستمر مع الوقت لاستكمال هذه البرمجة في الفترة المحددة.
وقال: «كل مؤشرات السلامة المالية للقطاع المصرفي السعودي جيدة، فنسبة رأس المال التنظيمي على الأصول المرجحة المخاطر (كفاية رأس المال) أظهرت تحسنا كبيرا ما بين الربع الثالث والرابع من العام الماضي؛ إذ كانت في الربع الثالث 18.9 في المائة وارتفعت لتصبح 19.5 في المائة في الربع الرابع».
وفيما يتعلق بنسبة القروض المتعثرة إلى إجمالي القروض، أوضح رئيس لجنة الإعلام والتوعية بالبنوك السعودية، أنها بلغت 1.4 في المائة بنهاية الربع الرابع من عام 2016، في حين أن الأصول السائلة إلى إجمالي الأصول بلغت 20.3 في المائة، التي تعتبر نسبة عالية للغاية على حدّ تعبيره.
أما فيما يتعلق بإجمالي الودائع تحت الطلب وفق حافظ، فإنها ارتفعت من 974 مليار ريال (259.7) مليار دولار، بنهاية شهر ديسمبر 2016 إلى قرابة 981 مليار ريال (261.6 مليار دولار) بنهاية يناير 2017، مشيراً إلى أن ذلك يؤكد قوة السيولة في القطاع المصرفي.
وأعرب عن تفاؤله بأداء القطاع المصرفي العام الحالي الذي يتسق تماماً مع ما يشهده الاقتصاد السعودي من حراك واضح للنمو والتطور تحت مظلة رؤية طموحة للسعودية 2030 وبرنامج «التحول الوطني 2020»، وما سيتبعه من برامج في المستقبل.
وعلى صعيد حملات البنوك السعودية والرسائل التي تهدف إلى صد اختراق البيانات والحسابات المصرفية الخاصة بالعملاء، قال حافظ: «البنوك السعودية من خلال لجنة التوعية المصرفية، بصدد تنفيذ حملتين أساسيتين، إحداهما ترتبط بالتوعية ببرنامج كفالة تمويل المنشآت الصغيرة والمتوسطة، في حين أن الأخرى تختص بالتوعية بعمليات الاحتيال المالي ونماذجها وأنماطها المختلفة، ثم سبل الوقاية».
وأكد حافظ، أن الحملتين، نجحتا في تحقيقهما أهدافهما المرسومة، سواء تلك المرتبطة ببرنامج كفالة أو الأخرى المرتبطة بالتوعية بسبل الوقاية من الاحتيال المالي، مشيراً إلى أن البنوك السعودية الآن بصدد التجهيز لهاتين الحملتين هذا العام.
وأضاف، أن محاولات الاحتيال على عمليات الصيرفة على مدى عامي 2015 و2014 لا يتجاوز 3116 عملية، ولم تنفذ جميعها بالضرورة؛ إذ إن البعض كانت قيد الشروع والمحاولة، لكنها لم تنجح «ولعلي أشير إلى أن هذا العدد يعتبر في حدوده الدنيا مقارنة بأنظمة مصرفية أخرى على مستوى العالم وزخم حجم العمليات المصرفية التي تتم على مدار الساعة في القطاع».



تأييد استمرار خفض الفائدة يتزايد داخل «المركزي الأوروبي» حال استقرار التضخم

مقر البنك المركزي الأوروبي في مدينة فرانكفورت الألمانية (رويترز)
مقر البنك المركزي الأوروبي في مدينة فرانكفورت الألمانية (رويترز)
TT

تأييد استمرار خفض الفائدة يتزايد داخل «المركزي الأوروبي» حال استقرار التضخم

مقر البنك المركزي الأوروبي في مدينة فرانكفورت الألمانية (رويترز)
مقر البنك المركزي الأوروبي في مدينة فرانكفورت الألمانية (رويترز)

أيد أربعة من صناع السياسات في البنك المركزي الأوروبي يوم الجمعة المزيد من خفض أسعار الفائدة؛ شريطة أن يستقر التضخم عند هدف البنك المركزي الأوروبي البالغ 2 في المائة كما هو متوقع.

وخفض البنك المركزي لمنطقة اليورو أسعار الفائدة للمرة الرابعة هذا العام يوم الخميس، وأبقى الباب مفتوحا لمزيد من التيسير، على الرغم من أن بعض المحللين شعروا أن إشارة رئيسة البنك كريستين لاغارد في هذا الاتجاه كانت أقل وضوحا مما كانوا يأملون.

وبدا أن محافظ البنك المركزي الفرنسي فرنسوا فيليروي دي غالو، وزميله الإسباني خوسيه لويس إسكريفا، والنمساوي روبرت هولزمان، وغاستون راينش من لوكسمبورغ، قد أكدوا الرسالة يوم الجمعة.

وقال فيليروي دي غالو لإذاعة الأعمال الفرنسية: «سيكون هناك المزيد من تخفيضات الأسعار العام المقبل». وفي حديثه على التلفزيون الإسباني، أضاف إسكريفا أنه من «المنطقي» أن «يخفض البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة مرة أخرى في اجتماعات مستقبلية» إذا استمر التضخم في التقارب مع الهدف. وكان 2.3 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني).

وخفض البنك المركزي الأوروبي سعر الفائدة الذي يدفعه على احتياطيات البنوك بمقدار 25 نقطة أساس إلى 3.0 في المائة يوم الخميس، ويتوقع المستثمرون تخفيضات أخرى بقيمة 100 نقطة أساس على الأقل بحلول يونيو (حزيران) المقبل.

ورفضت لاغارد التكهن بالمسار المستقبلي للأسعار، مشيرة إلى المخاطر التي تتراوح من التعريفات الجمركية الأميركية المحتملة إلى عدم اليقين السياسي في الداخل، حيث إن فرنسا حالياً دون حكومة، بينما تواجه ألمانيا تحديات انتخابات جديدة، فضلاً عن التضخم المحلي المرتفع.

وألقى فيليروي دي غالو، الوسطي الذي أصبح مؤيداً بشكل متزايد للسياسة التيسيرية في الأشهر الأخيرة، بثقله وراء توقعات السوق. وقال: «ألاحظ أننا مرتاحون بشكل جماعي إلى حد ما لتوقعات أسعار الفائدة في الأسواق المالية للعام المقبل».

وحتى محافظ البنك المركزي النمساوي روبرت هولزمان، وهو من الصقور وكان المعارض الوحيد للتيسير، أيد عودة أسعار الفائدة إلى مستوى محايد، لا يحفز الاقتصاد ولا يكبح جماحه، عند حوالي 2 في المائة. وقال للصحافيين: «ستتجه أسعار الفائدة في هذا الاتجاه. وإذا تحققت تقييمات السوق كما هي في الوقت الحالي، فسوف تتطابق مع توقعاتنا. وإذا تطابقت توقعاتنا، فربما يتعين علينا تعديل أسعار الفائدة لدينا لتكون متسقة».

وقال راينيش من لوكسمبورغ، والذي نادراً ما يناقش السياسة في العلن، لوسائل الإعلام المحلية أنه «لن يكون من غير المعقول» أن «ينخفض ​​سعر الودائع إلى 2.5 في المائة بحلول أوائل الربيع»، وهو ما يعني على الأرجح خفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في يناير (كانون الثاني) ومارس (آذار) المقبلين.

بينما قلل إسكريفا من احتمال خفض سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس، وهو الخيار الذي طرحه بعض زملائه وتبناه البنوك المركزية في سويسرا والولايات المتحدة. وقال محافظ البنك المركزي الإسباني المعين حديثا: «في المناقشات التي أجريناها (الخميس)، كانت الفكرة السائدة هي أنه يتعين علينا الاستمرار في إجراء تحركات هبوطية بمقدار 25 نقطة أساس، وهو الشكل الذي سيسمح لنا بمواصلة تقييم التأثيرات من حيث انكماش التضخم».

في غضون ذلك، ظل الإنتاج الصناعي في منطقة اليورو دون تغيير في أكتوبر (تشرين الأول) مقارنة بالشهر السابق، متجاوزا التوقعات بانخفاض طفيف، لكن البيانات تشير إلى عدم وجود تعافي في الأفق لقطاع غارق في الركود منذ ما يقرب من عامين. وجاء الرقم الذي لم يتغير، والذي أصدره «يوروستات»، أعلى قليلا من توقعات الاقتصاديين بانخفاض بنسبة 0.1 في المائة، ويأتي بعد انخفاض بنسبة 1.5 في المائة في سبتمبر (أيلول).

وأعلنت ألمانيا وفرنسا وهولندا عن قراءات سلبية خلال الشهر، بينما ظل الإنتاج الإيطالي راكدا، تاركا إسبانيا الدولة الوحيدة من بين أكبر دول منطقة اليورو التي سجلت قراءة إيجابية.

وعانت الصناعة الأوروبية لسنوات من ارتفاع حاد في تكاليف الطاقة، وتراجع الطلب من الصين، وارتفاع تكاليف التمويل للاستثمار، والإنفاق الاستهلاكي الحذر في الداخل. وكان هذا الضعف أحد الأسباب الرئيسية وراء خفض البنك المركزي الأوروبي لأسعار الفائدة يوم الخميس وخفض توقعاته للنمو، بحجة وجود حالة من عدم اليقين في الوفرة.

وبالمقارنة بالعام السابق، انخفض الناتج الصناعي في منطقة اليورو بنسبة 1.2 في المائة، مقابل التوقعات بانخفاض بنسبة 1.9 في المائة. ومقارنة بالشهر السابق، انخفض إنتاج الطاقة والسلع المعمرة والسلع الاستهلاكية، وارتفع إنتاج السلع الرأسمالية فقط.