بدأت تلوح في الأفق طلائع معركة الرقة التي تستعد لها مختلف الأطراف الدولية والمحلية ضد تنظيم داعش، وذلك بعد أن دخلت للمرة الأولى مجموعة صغيرة من قوات «المارينز» الأميركية إلى سوريا، فيما شن التحالف غارات جديدة على ريف الرقة الشمالي، في مؤشر على تقدم الاستعدادات لانطلاق المعركة، التي يبدو أنها ستكون بلا إسناد تركي في ظل تصميم أميركا على الشراكة مع وحدات حماية الشعب الكردية.
وأكد التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد «داعش» بلسان المتحدث باسمه الكولونيل جون دوريان أن «القوات الإضافية لن يكون لها دور في الخطوط الأمامية وستعمل مع شركاء محليين في سوريا»، في إشارة إلى قوات سوريا الديمقراطية التي تضم وحدات حماية الشعب الكردية والتحالف العربي السوري.
وتضم القوات الإضافية التي وصلت «خلال الأيام القليلة الماضية» وحدة مدفعية من مشاة البحرية ومجموعة من جنود الجيش الأميركي. وقال دوريان: «نتحدث عن نحو 400 جندي إضافي في الإجمال وسيكونون هناك لفترة مؤقتة». أضاف أنهم سينضمون إلى 500 جندي أميركي ينتشرون بالفعل في سوريا، يعملون على تقديم المشورة للقوات المحلية التي تقاتل «داعش».
بالتزامن، نشر جنود من الوحدة 11 لمشاة البحرية بطارية «هاوتزرز» من عيار 155 ملم في أحد المراكز الأمامية دعما للهجوم على معقل «داعش» في الرقة، بحسب ما أعلن مسؤول أميركي الأربعاء، وفق «الوكالة الفرنسية»، تأكيداً لخبر كانت نشرته صحيفة «واشنطن بوست».
إلى ذلك، قال مسؤولون أميركيون لـ«رويترز» إن إدارة ترمب تدرس نشر ما يصل إلى 1000 جندي في الكويت كقوة احتياطية في الحرب ضد «داعش» مع تسارع وتيرتها، خصوصاً أن ذلك يتيح للقادة على الأرض قدرا أكبر من المرونة للاستجابة بسرعة للفرص التي قد تسنح فجأة والتحديات التي قد تطرأ في ساحة المعركة.
وسيمثل هذا الخيار خروجا على ما جرت عليه العادة في عهد إدارة الرئيس باراك أوباما، لأنه سيترك للقادة المحليين القرار النهائي في نقل بعض هؤلاء الجنود الاحتياطيين المرابطين في الكويت إلى سوريا أو العراق. ولم يتضح ما إذا كان هذا الاقتراح يحظى بتأييد وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس الذي قد يختار استخدام أدوات أخرى لإتاحة مزيد من سرعة الاستجابة لقادته.
وليلاً قتل 14 مدنيا بينهم ستة أطفال الخميس في غارات يرجح أن التحالف الدولي شنها ليلاً على بلدة المطب في ريف الرقة الذي يسيطر عليه تنظيم داعش، كما أفاد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن.
وتقع المطب قرب طريق استراتيجي يربط الرقة بدير الزور اللتين يسيطر عليهما «داعش». وتتقدم قوات سوريا الديمقراطية، وهي تحالف فصائل عربية وكردية مدعومة من واشنطن، في اتجاه هذه البلدة الواقعة على بعد 55 كلم جنوب شرقي الرقة، بعد أن قطعت طريق الإمداد الرئيسي بين المدينتين.
وعلى الرغم من الاستعدادات الأميركية المكثفة إلا أن التباين مع تركيا لا يزال حاضراً، خصوصاً أن أنقرة تعتبر وحدات حماية الشعب امتدادا في سوريا لحزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمردا في جنوب شرقي تركيا منذ عام 1984. وترفض مشاركته في الحرب ضد «داعش».
وقال مسؤول تركي كبير لـ«رويترز» إن الولايات المتحدة قررت المضي قدما في دعم وحدات حماية الشعب بدلا من الموافقة على دعوة أنقرة لها لدعم المعارضة السورية التي دربتها تركيا وقادت الحرب على التنظيم في العام الأخير.
وجاءت هذه التعليقات في اليوم الذي التقى فيه الجنرال جوزيف دانفورد رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة نظيره التركي في إقليم أنطاليا بجنوب تركيا. فيما قال مسؤول أميركي في وزارة الدفاع طلب عدم نشر اسمه إن دانفورد لم يبلغ نظيره التركي بأي قرار بشأن هجوم الرقة وذلك في تصريحات تناقضت مع التصريحات التركية.
وفي تأكيد للتباين بين واشنطن وأنقرة، قال وزير خارجية تركيا مولود جاويش أوغلو اليوم (الخميس) إن بلاده ستضرب وحدات حماية الشعب الكردية السورية المدعومة من الولايات المتحدة في بلدة منبج السورية إذا لم تغادرها، لكنه لم يحدد موعدا لمغادرة الوحدات. كما انتقد جاويش أوغلو الولايات المتحدة، معتبراً أنها تبدو مشوشة في خططها لشن هجوم على الرقة.
تصاعد الاستعدادات لمعركة الرقة
تباين تركي - أميركي حول المشاركين فيها
تصاعد الاستعدادات لمعركة الرقة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة