بعد ساعات من إقرار حظر سفر مواطني عدد من الدول الإسلامية إلى الولايات المتحدة، كشف وزير الأمن الداخلي الأميركي جون كيلي عن خطة للفصل بين الأبناء وآبائهم الذين يحاولون دخول الولايات المتحدة بشكل غير قانوني عبر المكسيك، بحسب ما قاله خلال مقابلة مع وسائل إعلام محلية أميركية.
وقال كيلي في مقابلة على شبكة «سي إن إن»: «دعوني أبدأ القول بأنني سأظل أبذل كل ما بوسعي لردع الأشخاص من أميركا الوسطى عن الانخراط مع هذه الشبكة الخطيرة جدا التي تجلبهم عبر المكسيك إلى الولايات المتحدة». وأوضح كيلي أنه يدرس تلك الخطوة التي تقضي بفصل الأبناء عن آبائهم «لردع مزيد من التحركات على طول هذه الشبكة الخطيرة للغاية». وتابع كيلي أن بلاده لديها خبرة هائلة في التعامل مع القصّر من دون مرافقيهم، كما أضاف أنه في حال حدوث الفصل فستقوم الجهات المختصة بتسليمهم إلى إدارة الخدمات الصحية والإنسانية التي تقوم بعمل جيد لوضعهم في نوع ما من أماكن الرعاية أو ربطهم بأقاربهم أو أفراد من عائلتهم في الولايات المتحدة، كما أشار إلى الاعتناء بهم أثناء التعامل قضائيا مع آبائهم.
وكانت أثارت هذه التكهنات منذ أيام حفيظة المدافعين عن حقوق الإنسان، إلا أن تأكيدات كيلي جاءت لتحسم الأمر في قضية المهاجرين القصر الذين يصلون إلى الولايات المتحدة بصحبه أهاليهم للهجرة بشكل شبه يومي إلى الحدود الأميركية - المكسيكية.
ومعروف أن الولايات المتحدة تطبق قانونا يسمح بالقبض على القصر المصاحبين لأهاليهم لمدة قصيرة ثم إطلاق سراحهم للعيش داخل الولايات المتحدة، في حين تنظر المحاكم الأميركية في قضية لجوئهم، وهو ما يساعد على تدفق أعداد هائلة من اللاجئين الذين كانوا يستخدمون أبناءهم القصر وسيلة لدخول الولايات المتحدة.
وبالفعل زادت في الأشهر الأخيرة أعداد المهاجرين القادمين إلى المنطقة الحدودية عبر المكسيك لأرقام خيالية مقارنة بالأعوام الماضية، وذلك للتحايل على القانون وإيجاد فرص لدخول الولايات المتحدة في ظل تشديد إجراءات اللجوء والهجرة.
وتسعى هذه الخطوة إلى التقليل من تدفق اللاجئين، بخاصة أن عملية الفصل بين الأطفال القصر وأهاليهم قد تتسبب في إثارة حالة من الخوف في صفوف المهاجرين وستخلق واقعا جديدا يصعب التحايل عليه.
في هذه الأثناء، وفي ظل السجال بين أميركا والدولة الجارة، ألغت المكسيك تصاريح تصدير السكر للولايات المتحدة لتجنب عقوبات في نزاع بشأن وتيرة الشحن. ولم يتضح على الفور الأثر الذي سيلحقه الإلغاء بالصادرات المتجهة إلى الولايات المتحدة، وذلك في تطور جديد لتجنب الاحتكاك بين البلدين.
وفي تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية، ظهر أن قرارات ترمب الأخيرة أدت إلى تراجع عمليات الحجوزات السياحية إلى الولايات المتحدة بنسبة 6.5 في المائة على المستوى العالمي. وبحسب استطلاع لموقع مقارنة الرحلات «تشيب فلايتس»، فإن 29 في المائة من البريطانيين، وهم أكثر زوار الولايات المتحدة قبل الكنديين والمكسيكيين، أعربوا في أواسط فبراير (شباط) الماضي عن ميل أقل لزيارة الولايات المتحدة بالمقارنة مع الفترة ما قبل تنصيب ترمب.
والمفارقة في الأمر أن هناك من يفضل الذهاب إلى المكسيك أو كندا بسبب ترمب؛ إذ استفاد هذان البلدان بزيادة وتيرة الحجوزات السياحية، وهو ما دفع هيئات رسمية إلى الإعلان عن حجم السائحين الذين استقبلتهم المكسيك ووصلوا إلى نحو 35 مليون سائح في العام الماضي. ولاحظت جمعية وكلاء السفر الأميركيين أن مرسوم ترمب «أضعف إجمالا الطلب» على السفر إلى الولايات المتحدة.
كيلي يؤكد خطة لفصل المهاجرين عن أطفالهم عند الحدود المكسيكية
كيلي يؤكد خطة لفصل المهاجرين عن أطفالهم عند الحدود المكسيكية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة