الخرطوم تستنكر تقييد دخول مواطنيها إلى أميركا

السودان يجدد المطالبة برفع اسمه من قائمة الدول الراعية للإرهاب

الخرطوم تستنكر تقييد دخول مواطنيها إلى أميركا
TT

الخرطوم تستنكر تقييد دخول مواطنيها إلى أميركا

الخرطوم تستنكر تقييد دخول مواطنيها إلى أميركا

في أول رد فعل لها على الأمر التنفيذي الذي أصدره الرئيس الأميركي دونالد ترمب بتقييد دخول السودانيين، ورعايا 5 دول أخرى إلى أراضي الولايات المتحدة الأميركية، استنكرت الحكومة السودانية بشدة القرار، وأعربت عن استيائها وأسفها البالغين لشموله المواطنين السودانيين، وطلبت من الإدارة الأميركية إعادة النظر بشأنه، وطالبت برفع اسم السودان من القائمة الأميركية السوداء للدول الراعية للإرهاب.
وأبدت وزارة الخارجية السودانية، وفقاً لبيان موقع من الناطق الرسمي باسمها قريب الخضر، صدر في وقت متأخر أول من أمس، استياءها وأسفها البالغين لصدور الأمر التنفيذي، الذي تجدد بموجبه قرار تقييد هجرة رعايا ست دول؛ من بينها السودان.
وقال البيان إن السودان أظهر خلال الأشهر الماضية قدراً عالياً من الجدية والمصداقية عبر مداولات خطة المسارات الخمسة، التي أقرت أهمية الدور الذي يقوم به بوصفه شريكا فاعلا في مكافحة خطر الإرهاب على شعبي البلدين وشعوب العالم قاطبة.
وقادت الحكومة السودانية حواراً مع الإدارة الأميركية في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، أدى للاتفاق على ما عرفت بـ«خطة المسارات الخمسة»، وبموجبها رفعت الإدارة الأميركية العقوبات الاقتصادية جزئياً عن السودان، وتضمنت 5 مسارات هي: «التعاون بين البلدين في مكافحة الإرهاب، وحفظ الأمن والسلام في جنوب السودان والإقليم، ووقف دعم وإيواء (جيش الرب) الأوغندي، والحل السلمي للصراعات في السودان، وإتاحة وصول الإغاثات الإنسانية للمحتاجين في مناطق النزاع في السودان».
وقال الخضر إن السودان ظل يلعب دوراً محورياً في إرساء دعائم الأمن والسلم الإقليمي والدولي، وشهدت بدوره هذا أقطاب وقيادات أميركية وأممية، مضيفا أن الإرهاب «ليس مرتبطاً بدين محدد، أو عرق معين، ومحاربته تحتاج لتعاون الجميع، وليس وضع الحواجز والقيود».
ودعت الخارجية السودانية الإدارة الأميركية لإعادة النظر في قرارها بشأن الموطنين السودانيين، بالقول إن «السودانيين مشهود لهم بكريم الخصال والأخلاق الفاضلة، ولم ترصد لهم جرائم أو حوادث إرهابية بالولايات المتحدة الأميركية».
وأورد البيان أن السودان يحظى باعتراف إقليمي ودولي بدوره وبتجربته «الناجحة في محاربة الإرهاب»، واستناداً إلى هذا الاعتراف، طالبت الخارجية برفع اسم السودان من القائمة الأميركية الخاصة برعاية الإرهاب، وتعهد بالالتزام بالمضي قدماً في عملية الحوار الثنائي بين البلدين «وصولاً إلى تطبيع كامل لعلاقات البلدين، بما يحقق المصالح العليا لشعبيهما».
ومنذ عام 1993 تصنف الإدارة الأميركية السودان باعتباره دولة راعية للإرهاب، وتحتفظ باسمه ضمن لائحتها السوداء، على الرغم من تعاونه في مكافحة الإرهاب الذي تعترف به علناً الإدارة الأميركية.
وأرجع الأمر التنفيذي، الذي وقعه الرئيس ترمب أول من أمس، تقييد دخول المواطنين السودانيين الولايات المتحدة، إلى أن بلادهم مصنفة من بين الدول الراعية للإرهاب لدعمها جماعات إرهابية ومنها «حزب الله» اللبناني وحركة المقاومة الإسلامية «حماس»، موضحا أن مواطنيه يشكلون خطراً كبيراً على أمن الولايات المتحدة، وفقاً للتقرير الصادر في يوليو (تموز) 2016 بشأن الدول الراعية للإرهاب.
وذكر القرار التنفيذي أن السودان كان ملاذاً أمناً لتنظيم القاعدة وجماعات إرهابية أخرى، وورد فيه: «تاريخياً كان السودان ملاذا آمنا لتنظيم القاعدة وغيره من الجماعات الإرهابية لأغراض التجمع والتدريب، وعلى الرغم من أن دعم السودان لتنظيم القاعدة قد توقف، وأنه يتعاون مع جهود الولايات المتحدة لمكافحة الإرهاب، فإنه لا تزال عناصر أساسية مرتبطة بتنظيم القاعدة و(داعش) نشطة في البلاد»، وهو الأمر الذي تنفيه الحكومة السودانية بشكل قاطع.
ودرجت حكومة الولايات المتحدة الأميركية على تجديد قائمتها للدول الراعية للإرهاب في أبريل (نيسان) سنوياً، بعد تقييمها وإعادة تصنيفها، لكن القرار ببقاء السودان في تلك القائمة ظل يتجدد سنوياً منذ عام 1993. لكن الخرطوم، ووفقاً للتفاهمات التي أدت للرفع الجزئي للعقوبات، وإقرار مسؤولين أميركيين بأن السودان يقدم تعاوناً كبيراً، تأمل في شطبها من القائمة الشهر المقبل، بل وتأمل في رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها كلياً بعد اكتمال التقييم لمدى التزامها بـ«خطة المسارات الخمسة» في يوليو (تموز) المقبل.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.