الأكراد يتقدمون في ريف الرقة والنظام ينتزع محطة مياه تغذّي حلب

مجلس منبج العسكري يسلّم قرى جديدة لقوات الأسد غرب المدينة

مدنيون هربوا من القتال بين تنظيم داعش و«قوات سوريا الديمقراطية» بريف الرقة داخل مدينة عيسى القريبة التي طرد منها التنظيم بعد معارك شديدة الشهر الماضي (بلومبيرغ)
مدنيون هربوا من القتال بين تنظيم داعش و«قوات سوريا الديمقراطية» بريف الرقة داخل مدينة عيسى القريبة التي طرد منها التنظيم بعد معارك شديدة الشهر الماضي (بلومبيرغ)
TT

الأكراد يتقدمون في ريف الرقة والنظام ينتزع محطة مياه تغذّي حلب

مدنيون هربوا من القتال بين تنظيم داعش و«قوات سوريا الديمقراطية» بريف الرقة داخل مدينة عيسى القريبة التي طرد منها التنظيم بعد معارك شديدة الشهر الماضي (بلومبيرغ)
مدنيون هربوا من القتال بين تنظيم داعش و«قوات سوريا الديمقراطية» بريف الرقة داخل مدينة عيسى القريبة التي طرد منها التنظيم بعد معارك شديدة الشهر الماضي (بلومبيرغ)

بقيت جبهات الشمال السوري مشتعلة، أمس، من الرقة إلى حلب وصولاً إلى مدينة منبج وريفها، حيث واصلت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، تقدمها على حساب تنظيم داعش في ريف الرقة، وأعلنت أنها باتت قريبة من إحكام الطوق على الرقة التي تشكّل معقل التنظيم المتشدد، في حين احتدمت المعارك غرب مدينة حلب، إذ تمكنت فصائل المعارضة المسلحة من صدّ هجوم واسع لقوات النظام، على محور كلية البحوث العلمية، فيما واصل مجلس منبج العسكري تسليم القرى الواقعة على خط التماس بينه وبين قوات «درع الفرات» إلى النظام وحلفائه.
ونقلت وكالة «رويترز» عن طلال سلّو المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية، أن هذه القوات «أغلقت جميع الطرق الرئيسية للخروج من الرقة، وهي تعتزم الآن انتزاع السيطرة على مناطق الريف المحيطة بالمدينة والتقدم صوبها لعزلها تماماً». وأضاف أن «قواتنا ما زالت على بعد 20 كيلومترا من المدينة في بعض المناطق»، مشيراً إلى أن «الخطوط الأمامية للقتال ما زالت في الريف، لكن الحملة مستمرة حتى يتم عزل المدينة تماماً».
ويضم تحالف قوات سوريا الديمقراطية وحدات حماية الشعب الكردية وجماعات عربية، وهو بدأ حملة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي لتطويق الرقة، وانتزاع السيطرة عليها من تنظيم داعش بدعم جوي من طائرات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.
وتعتبر القوات الكردية أن عزل الرقة عن دير الزور، له أهمية استراتيجية، لكن الخبير العسكري والاستراتيجي العميد أحمد رحال، أوضح لـ«الشرق الأوسط»، أن «قطع الطريق بين دير الزور والرقة، ليس إلا انتصارا إعلاميا»، مؤكداً أن «داعش لا يعتمد على الأوتوستراد الدولي بين دير الزور والرقة، لأنه يعرف أن هذا الطريق مكشوف لطيران الاستطلاع، وبالتالي فإن لديه حرية التنقل على عشرات الطرق الترابية».
وشدد رحال على أن «حشد نحو 45 ألف مقاتل كردي لا يكفي لطرد (داعش) من الرقة»، مذكراً بأن «معركة الموصل جنّد لها أكثر من 60 ألف جندي، مدعومين بالأسطول الجوي للتحالف الدولي، ومع ذلك تواجه إخفاقات، فكيف بالنسبة للرقة التي تعتبر أكثر أهمية من الموصل، لأنها عاصمة أبو بكر البغدادي». وأكد الخبير العسكري، أنه «لا يمكن التوغل داخل الرقة بالقوات الكردية فقط». وأضاف رحال «حتما سيكون هناك دور للقوات التركية والجيش السوري الحرّ، لأن دخول الأكراد إلى الرقة، سيحوّل كل شباب المدينة إلى جنود في جيش البغدادي، لأن العرب السنة لديهم حساسية ومخاوف من الأطماع الكردية في مناطقهم».
واستهدفت المرحلتان الأولى والثانية من حملة قوات سوريا الديمقراطية مناطق في شمال وغرب الرقة، واستهدفت المرحلة الثالثة مناطق إلى الشرق من المدينة. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد التنظيم المتشدد «شن الكثير من الغارات الجوية التي استهدفت جسورا على نهر الفرات».
أما على جبهة حلب، فقد شنّت قوات الأسد والميليشيات الحليفة، هجوماً واسعاً على محاور عدة غرب المدينة، وحاولت التقدم والسيطرة على المنطقة، واندلعت مواجهات عنيفة بين القوات المهاجمة وفصائل المعارضة المرابطة في المنطقة، وتمكن مقاتلو المعارضة من صدّ الهجوم.
وقالت: «شبكة شام» الإخبارية المعارضة، إن «اشتباكات عنيفة اندلعت على عدة محاور البحوث العلمية وحي الراشدين وجبل شويحنة وجبل معارة والمنصورة غرب حلب، بغطاء جوي ومدفعي وصاروخي عنيف جداً، حيث مهّد النظام للتقدم»، مؤكدة أن قوات الأسد «تكبدت عدداً من القتلى والجرحى خلال المواجهات، ولم تتمكن من إحراز أي تقدم». وأشارت إلى أن «عدداً من عناصر النظام سقطوا خلال محاولاتهم سحب جثث رفاقهم الذين سقطوا في الأيام الماضية».
وعلى جبهة أخرى في حلب، تمكنت قوات النظام من السيطرة على مواقع تقع تحت سيطرة تنظيم داعش. وسيطرت قوات النظام السوري بدعم روسي، على محطة ضخ للمياه في شمال سوريا تغذي بشكل رئيسي مدينة حلب، بعد طرد تنظيم داعش منها، حيث تقع إمدادات المياه الرئيسية لحلب المقطوعة عن المدينة منذ شهرين.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن: «استعادت قوات النظام السيطرة على بلدة الخفسة وعلى محطة ضخ المياه الواقعة على أطرافها في ريف حلب الشرقي، بعد انسحاب تنظيم داعش منها تحت وابل من القصف والغارات السورية والروسية».
إلى ذلك، تسلّمت قوات النظام بلدات جديدة في ريف منبج الغربي التي كانت تحت سيطرة الفصائل الكردية، الواقعة في خط المواجهة مع قوات «درع الفرات» المدعومة من تركيا. وقال شرفان درويش المتحدث باسم مجلس منبج العسكري التابع لقوات سوريا الديمقراطية في تصريح لـ«رويترز» إن «عملية التسليم شملت نحو خمس قرى تقع غرب المدينة».
مصدر عسكري في المعارضة السورية، أكد لـ«الشرق الأوسط»، أن «هناك توافقاً أميركياً - روسياً على ما يحصل في منبج». وقال المصدر الذي رفض ذكر اسمه «من الواضح أن هناك أجندة أميركية - روسية، للتعاون مع الأكراد، والحد من الاندفاعية التركية في شمال سوريا، لكن ذلك لا يعني تقليم أظافر أنقرة في سوريا». وذكّر المصدر العسكري أن «دور تركيا محوري، لأن أي قوات للتحالف الدولي، تدخل سوريا عبر تركيا، كما أن طائرات التحالف تقلع من قاعدة أنجرليك التركية، عدا عن أن كل الذين يصابون في المعارك من قوات التحالف ينقلون إلى تركيا للعلاج»، مشدداً على أن «منبج ستخضع لصفقة، بالتأكيد لن تكون تركيا خاسرة فيها».
وتهدف حملة تركيا في سوريا إلى إبعاد تنظيم داعش عن حدودها ووقف توسع الوحدات التي تراها أنقرة امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي يشن تمردا في جنوب شرقي تركيا.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.