إبراهيموفيتش ليس كانتونا جديداً

ثمة تناقض واضح بين اللاعبين... ما بين غرور السويدي المتقد ونيران الفرنسي الهادئة

ساهم إبراهيموفيتش في تطوير أداء مانشستر يونايتد هذا الموسم («الشرق الأوسط»)
ساهم إبراهيموفيتش في تطوير أداء مانشستر يونايتد هذا الموسم («الشرق الأوسط»)
TT

إبراهيموفيتش ليس كانتونا جديداً

ساهم إبراهيموفيتش في تطوير أداء مانشستر يونايتد هذا الموسم («الشرق الأوسط»)
ساهم إبراهيموفيتش في تطوير أداء مانشستر يونايتد هذا الموسم («الشرق الأوسط»)

بعد مشاهدة أداء زلاتان إبراهيموفيتش المبهر في نهائي بطولة كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة الذي تمكن من خلاله في إحداث تحول كبير في مسار المباراة، لتنتهي لصالح مانشستر يونايتد، سوف يغيب المهاجم السويدي - الذي سجل 26 هدفا في كل المسابقات لصالح يونايتد هذا الموسم - عن مواجهة تشيلسي في دور الثمانية بكأس الاتحاد الإنجليزي يوم الاثنين المقبل، وذلك بعد أن اتهم الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم إبراهيموفيتش وتيرون مينغز مدافع بورنموث بالتصرف العنيف.
ودهس مينغز وجه مهاجم يونايتد قبل أن يوجه إبراهيموفيتش ضربة بالمرفق في وجه مدافع بورنموث خلال تعادل الفريقين 1 - 1 على ملعب أولد ترافورد في الدوري الإنجليزي الممتاز يوم السبت الماضي. وذكر الاتحاد الإنجليزي في بيان: «تورط اللاعبان في واقعتين منفصلتين في أو نحو الدقيقة 44 حيث لم يرهما الحكام خلال المباراة ولكن التقطتها الكاميرات». ولا شك أن إهدار إبراهيموفيتش ركلة جزاء في هذه المواجهة، وخطف بورنموث بعشرة لاعبين نقطة من ملعب أولد ترافورد، إضافة إلى غياب المهاجم عن لقاء تشيلسي سوف ينتقص من رصيد إبراهيموفيتش الرائع لدى جماهير يونايتد التي شاهدت كيف نهض فريقها من كبوته بمساعد النجم السويدي، ولا شك أيضا أن بعد أداء إبراهيموفيتش المميز منذ انضمامه إلى يونايتد، كان من الصعب أن يطرد المرء من ذهنه عددا من المقارنات التي فرضت نفسها.
إذا عدنا بالذاكرة إلى مطلع تسعينات القرن الماضي، نجد أن القوة العظمى آنذاك على صعيد كرة القدم الإنجليزية التي تمركزت بشمال غربي البلاد بدت بحاجة إلى ضخ دماء جديدة في عروقها... لاعب يضطلع بدور نقطة انطلاق هجومي، ويملك القدرة على بث الإلهام والطاقة في نفوس باقي أقرانه. ويكشف التاريخ أن جهود النادي على هذا الصعيد أتت بالثمار المنشودة، مع نجاح دين ساندرز في تسجيل 23 هدفا، في الوقت الذي فاز فيه ليفربول ببطولة كأس الاتحاد الإنجليزي عام 1992.
ورحل ساندرز بعد موسم واحد - الأمر الذي لا يزال يبدو محتملا بالنسبة لإبراهيموفيتش - وانتقل إلى أستون فيلا، الأمر الذي من المؤكد أنه لن يتكرر مع إبراهيموفيتش. الغريب أن التقرير الأخير الخاص بنهائي كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة يغفل بدرجة كبيرة ذكر ساندرز. أما بالنسبة لإبراهيموفيتش، فإن المقارنة الأكثر إثارة ترتبط بالتأكيد بإيريك كانتونا، الذي غالبا ما تجري الإشادة به باعتباره أشبه بطلقة رصاص ويتحرك داخل الملعب على نحو أشبه بالعامل الحفاز في التفاعلات الكيميائية، بينما يرى البعض أنه كان بمثابة مشروب الطاقة السحري الذي دفع مانشستر يونايتد نحو عقدين من النجاح المدوي.
ومنذ قدومه إلى إنجلترا، ثارت مقارنات بين كانتونا وإبراهيموفيتش، وجرى وصف الأخير باعتباره كانتونا الجديد، ليس فقط من حيث عدد الأهداف، وإنما كذلك الزهو والتألق ومتعة الأداء في أعقاب الفترة العصيبة التي تولى خلالها لويس فان غال تدريب الفريق، وكذلك فترة قيادة المدرب ديفيد مويز. والمؤكد أن مثل هذا الحديث سيزداد بعد الفوز الذي حققه مانشستر يونايتد أمام ساوثهامبتون في نهائي كأس رابطة الأندية المحترفة على استاد ويمبلي بنتيجة 3 - 2، وهو اللقاء الذي تألق خلاله إبراهيموفيتش عبر مزيج من اللمسات النهائية الرائعة والإرادة الحديدية.
ومع ذلك، تبقى هذه المقارنة مضللة تماماً. بادئ ذي بدء، ثمة تناقض واضح بين اللاعبين، ما بين غرور إبراهيموفيتش المتقد ونيران كانتونا الهادئة. وفيما وراء ذلك، ثمة تغييرات كبرى طرأت على مجال كرة القدم جعلت من الصعب تخيل أن ينجح شخص وحيد من تحقيق مثل هذا التأثير العميق على مستوى الأندية الكبرى.
ومع ذلك، فإن كرة القدم دائما ما عشقت الأبطال الأسطوريين والمخلصين والحلول الذهبية. في الواقع، سبق إبراهيموفيتش كثير من اللاعبين داخل مانشستر يونايتد جرت الإشارة إليهم باعتبارهم «كانتونا» جديدا على مدار السنوات القليلة الماضية. على سبيل المثال، جرى الحديث عن المهاجم البلغاري ديميتار برباتوف باعتباره كانتونا الجديد منذ ثماني سنوات. وتكرر الأمر مع روبين فان بيرسي على مدار ستة أشهر على الأقل. كما توقع البعض بأن يصبح أنتوني مارسيال الهادئ كانتونا المستقبل بعد مباراة واحدة في صفوف الفريق الأول. أما أكثر الأمثلة إثارة على الإطلاق فكان العنوان الرئيس الذي خرجت به إحدى الصحف عام 2013. وأشارت خلالها إلى أن «مروان فيلايني قد يترك تأثيرا مشابها لإيريك كانتونا داخل مانشستر يونايتد، تبعا لرأي مدافع مانشستر يونايتد النرويجي السابق هينينج بيرج». في الواقع، يقتضي الإنصاف القول إن ثمة تشابها بالفعل بين اللاعبين ركل اللاعبين الآخرين بالقدم.
أما بالنسبة لإبراهيموفيتش، فإن الحديث عن كونه كانتونا الجديد يبدو في غير محله لأسباب أخرى، ربما يكون أبرزها الاختلاف الجلي بين فريق مانشستر يونايتد خلال السنوات الأولى لصعود كانتونا والمجموعة الحالية من النجوم التي يضمها الفريق. كان كانتونا في الـ26 من عمره عندما انضم إلى مانشستر يونايتد. وكان الفريق الذي انضم إليه يضم كلا من ديفيد بيكام ونيكي بت وغاري نيفيل وريان غيغز الذين كانوا في بداية مسيرتهم، وانضم إليهم روي كين في الموسم التالي.
لم يكن ثمة شك في أن كانتونا ترك تأثيرا هائلا على الفريق، لكن إذا حذفت من المعادلة ستة أو سبعة لاعبين كانوا من بين أفضل العناصر الشابة في جيلهم وست سنوات من النضال والتخطيط والمجهود المحموم خلال السنوات الأولى لتولي فيرغسون تدريب الفريق، فإن هذا التأثير الساحر لكانتونا سيتلاشى ببساطة. اليوم، وبعد مرور 25 عاماً، وبغض النظر عن طبيعة المشكلات التي يعانيها مانشستر يونايتد اليوم، وأدت إلى تعاقب أربعة مدربين على الفريق خلال أربع سنوات، لم يعد الحنين الجارف نحو استقدام نجم من الطراز الأول واضحا داخل النادي. يذكر أن مانشستر يونايتد كان في صفوفه بالفعل خلال المواجهة التي خاضها في نهائي كأس الرابطة على استاد ويمبلي سبعة لاعبين شاركوا في نهائي كأس العالم أو بطولة دوري أبطال أوروبا. نظريا على الأقل، يبدو الفريق الحالي بذات القوة التي يبدو عليها كل من تشيلسي وليستر سيتي وتوتنهام هوتسبير... أو قل غالبية الفرق المشاركة في دور الـ16 بدوري أبطال أوروبا.
وإذا كان إبراهيموفيتش نجح في رفع مستوى أداء فريقه، فإن هذا ببساطة يعود لكونه هدافا بارعا للغاية يبلغ 35 عاماً، ويملك القدرة على تحسين أي نتيجة أو أداء والتغطية على مشكلات قائمة للتعلق بالتوازن في صفوف الفريق وغياب التناغم بين اللاعبين. في الواقع، يمكن القول إن إبراهيموفيتش يمثل النقيض لكانتونا، إنه الغطاء الذي يخفي عيوب زملائه، وليس العنصر السحري الذي يبث روح الحماس في نفوس أقرانه. على أرض ويمبلي، لم يكن إبراهيموفيتش مصدر إلهام لأقرانه قادرا على دفعهم نحو مستويات غير مسبوقة من الأداء، وإنما ما فعله كان التخفيف من قسوة النتيجة، وحملهم على أكتافه حتى وصل بهم لحظة النهاية بسلام.
كان الوضع ليختلف كثيرا لو أن بول بوغبا أو مارسيال أو ماركوس راشفورد من دفع مانشستر يونايتد نحو الفوز بكأس الرابطة. في الحقيقة، هذه المجموعة تشكل اللب الحقيقي لفريق مانشستر يونايتد الصاعد، وهم ثلاثة لاعبين شباب بإمكانهم تحسين إمكانات أي ناد في العالم. والملاحظ أن بوغبا قدم أداءً أفضل في الفترة الأخيرة عما قدمه في نهائي كأس الرابطة باستثناء اللقاء الأخير في مسابقة الدوري أمام بورنموث. ومع هذا، فإنه عبر سلسلة من النجاحات المتعاقبة على صعيدي الدوري وبطولات الكؤوس، بدا اللاعبون الثلاثة قلقين ومتخوفين بعض الشيء، ولا يجري استغلال كامل إمكاناتهم بعد.
الواقع أن هذا الفريق ربما يعاني من فرط الاعتماد على إبراهيموفيتش، تماما مثلما كانت الحال مع برشلونة قبل سواريز ونيمار. لقد نجح إبراهيموفيتش هذا الموسم في تسجيل 16 هدفا كانت حاسمة في ضمان الفوز لمانشستر يونايتد أو إنقاذه من الهزيمة. وسجل إبراهيموفيتش 15 هدفا في إطار بطولة الدوري الممتاز. في المقابل، فإن واين روني وراشفورد وممفيس ديباي وهنريخ مخيتاريان وجيسي لينغارد وفيلايني ومارسيال سجلوا 11 هدفا فيما بينهم. ولدى استبعاد إبراهيموفيتش من الصورة - في الحقيقة ليست هناك مؤشرات واضحة حول أنه سيستمر مع مانشستر يونايتد لما هو أبعد من المباريات الـ12 القادمة في الدوري الممتاز - من الصعب رصد أي تطور واضح في التناغم الهجومي لدى مانشستر يونايتد أو شعور بهوية مشتركة. ورغم أن أربعا من المباريات السبع الأخيرة لمانشستر يونايتد في الدوري الممتاز أمام تشيلسي وآرسنال ومانشستر سيتي وتوتنهام هوتسبير، فإن ثمة ما يدفع للاعتقاد بأن الفريق قادر على ضمان واحد من المراكز الأربعة الأولى بالبطولة. وإذا نجحوا في ذلك، فإن هذا سيجعل من موسم واحد قضاه إبراهيموفيتش في صفوف الفريق قصة نجاح رائعة.
ويعني ما سبق أن إبراهيموفيتش بإمكانه شراء بعض الوقت لصالح جوزيه مورينيو حتى يتمكن من ترك بصمة واضحة له على الفريق. بالتأكيد، لا يزال مصدر القلق الرئيس فيما يتعلق بمانشستر يونايتد خط الدفاع الذي بدأ في بعض اللحظات في حالة مزرية في المواجهات الأخيرة، خصوصا المواجهة على استاد ويمبلي. بالنسبة لإيريك بايلي فإنه يبدو لاعب قلب دفاع واعد، لكن دائما ما تبدو شراكته مع كريس سمولينغ على وشك الانهيار. بالنسبة لخط الوسط، فإنه يبدو غير متوازن أحيانا في مواجهة الفرق الأفضل. ومع هذا، نجح مورينيو على الأقل في كسب بعض الوقت للتعامل مع التفاصيل بفضل ذكاء إبراهيموفيتش وتألقه كنجم مهاجم أكثر احتمالا لأن يغطي ويسكن آلام فريقه، بدلا عن علاجها.



«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.