قضية الهجرة تتصدر جدول أعمال وزير الخارجية المصري في بروكسل

قضية الهجرة تتصدر جدول أعمال  وزير الخارجية المصري  في بروكسل
TT

قضية الهجرة تتصدر جدول أعمال وزير الخارجية المصري في بروكسل

قضية الهجرة تتصدر جدول أعمال  وزير الخارجية المصري  في بروكسل

تصدرت قضية الهجرة بين دول عربية وأوروبا جدول أعمال وزير الخارجية المصري سامح شكري في بروكسل في إطار زيارته الحالية للعاصمة البلجيكية، التي يبحث خلالها أيضا وثيقة «أولويات المشاركة» التي تمثل إطارا عاما للعلاقات بين مصر ومؤسسات الاتحاد الأوروبي خلال السنوات الثلاث المقبلة. وفي إطار التحركات المصرية لتعزيز العلاقات مع الشركاء الاستراتيجيين حول العالم، عقد شكري اجتماعا مع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الـ28 أمس.
وأعرب الوزير المصري عن تطلعه لانعقاد مجلس المشاركة في أقرب فرصة لبدء مرحلة جديدة في العلاقات بين مصر والاتحاد. كما تناول وزير الخارجية «استراتيجية 2030» للتنمية المستدامة التي تم الإعلان عنها في فبراير (شباط) عام 2016، بوصفها مرجعية التفاوض للجانب المصري بشأن أولويات المشاركة مع الاتحاد الأوروبي بما يضمن تنفيذ الأجندة التنموية الوطنية، حيث تتضمن الاستراتيجية بلورة لأهداف محددة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية بالتركيز علي فئتي المرأة والشباب.
وأوضح المتحدث باسم الخارجية أن لقاء الوزير مع نظرائه الأوروبيين تضمن شرحا مستفيضا للأوضاع في مصر على خلفية برنامج الإصلاح الاقتصادي للحكومة المصرية، وما تم اتخاذه من إجراءات اقتصادية مهمة خلال الفترة الأخيرة، وشرحا للتحديات الأمنية والاجتماعية القائمة، مؤكدا في هذا الصدد أن مصر تتطلع إلى تفهم الاتحاد الأوروبي لطبيعة عملية الإصلاح التي تمر بها مصر وما يواكبها من تحديات.
وأضاف المستشار أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، أن قضية الهجرة غير الشرعية استحوذت على جانب من النقاش بين شكري والوزراء الأوروبيين، حيث تناول الجهود المصرية الناجحة في تقليل موجات الهجرة غير الشرعية خلال الآونة الأخيرة، معربا عن تطلعه لمزيد من التنسيق بين مصر والاتحاد عبر الحوار المتوقع تدشينه بين الجانبين خلال الفترة المقبلة. كما حرص الوزراء الأوروبيون على التعرف على القراءة المصرية للقضايا الإقليمية، لا سيما جهود مصر لتقريب وجهات نظر الفرقاء الليبيين، ومحاولة التوصل إلى تسوية للأزمة السورية لإنهاء معاناة الشعب السوري، وكذلك جهود إحياء عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي والاتصالات التي تقوم بها مصر في هذا الشأن. وذكر أبو زيد أن وزراء الخارجية الأوروبيين أكدوا على الدور المصري المحوري لتحقيق الاستقرار في المنطقة، وأن مصر شريك استراتيجي للاتحاد الأوروبي، حيث أشادوا بالمواقف المصرية المتوازنة تجاه التعامل مع أزمات الشرق الأوسط وسبل حلها.
وكان شكري قد التقى مع المفوض الأوروبي للهجرة والمواطنة والشؤون الداخلية ديميتريس أفراموبولوس.
وأوضح المستشار أبو زيد أن مباحثات الوزير مع المفوض الأوروبي تطرقت لعناصر الموقف المصري تجاه قضية الهجرة غير الشرعية، على ضوء اعتماد الجانب الأوروبي على مصر كشريك يمكن التعويل عليه في وقف تدفق موجات الهجرة غير الشرعية، حيث اعتبر المفوض الأوروبي أن مصر جزء أساسي من منظومة الأمن الأوروبية، كما ثمّن الدور المصري في ليبيا الذي يسهم في معالجة تدفقات الهجرة غير الشرعية عبر المتوسط، مشيرا إلى استعداد الاتحاد الأوروبي للتعاون مع مصر وتعزيز قدرتها في مجال ضبط ومراقبة الحدود. وأضاف أبو زيد أن الوزير شكري «استعرض الجهود الكبيرة التي تقوم بها مصر في مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية، بدءا من تشكيل لجنة وطنية لمكافحة الهجرة غير الشرعية وإقرار القانون الخاص بذلك في مجلس النواب، ومرورا بنجاح السلطات المعنية في مصر في الحيلولة دون خروج أي مركب هجرة غير شرعية من مصر إلى أوروبا منذ سبتمبر (أيلول) 2016»، مؤكدا على «ضرورة تبني منظور أكثر شمولية في التعامل مع هذه الظاهرة لا يقتصر على البعد الأمني وحده، وإنما يأخذ بعين الاعتبار الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية التي تدفع نحو الهجرة غير الشرعية، وبالتالي العمل على بناء القدرات وفتح قنوات الهجرة الشرعية».



الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)
فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)
فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)

كثّفت الجماعة الحوثية استهدافها مدرسي الجامعات والأكاديميين المقيمين في مناطق سيطرتها بحملات جديدة، وألزمتهم بحضور دورات تعبوية وزيارات أضرحة القتلى من قادتها، والمشاركة في وقفات تنظمها ضد الغرب وإسرائيل، بالتزامن مع الكشف عن انتهاكات خطيرة طالتهم خلال فترة الانقلاب والحرب، ومساعٍ حثيثة لكثير منهم إلى الهجرة.

وذكرت مصادر أكاديمية في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن مدرسي الجامعات العامة والخاصة والموظفين في تلك الجامعات يخضعون خلال الأسابيع الماضية لممارسات متنوعة؛ يُجبرون خلالها على المشاركة في أنشطة خاصة بالجماعة على حساب مهامهم الأكاديمية والتدريس، وتحت مبرر مواجهة ما تسميه «العدوان الغربي والإسرائيلي»، ومناصرة فلسطينيي غزة.

وتُلوّح الجماعة بمعاقبة مَن يتهرّب أو يتخلّف من الأكاديميين في الجامعات العمومية، عن المشاركة في تلك الفعاليات بالفصل من وظائفهم، وإيقاف مستحقاتهم المالية، في حين يتم تهديد الجامعات الخاصة بإجراءات عقابية مختلفة، منها الغرامات والإغلاق، في حال عدم مشاركة مدرسيها وموظفيها في تلك الفعاليات.

أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

وتأتي هذه الإجراءات متزامنة مع إجراءات شبيهة يتعرّض لها الطلاب الذين يجبرون على حضور دورات تدريبية قتالية، والمشاركة في عروض عسكرية ضمن مساعي الجماعة لاستغلال الحرب الإسرائيلية على غزة لتجنيد مقاتلين تابعين لها.

انتهاكات مروّعة

وكان تقرير حقوقي قد كشف عن «انتهاكات خطيرة» طالت عشرات الأكاديميين والمعلمين اليمنيين خلال الأعوام العشرة الماضية.

وأوضح التقرير الذي أصدرته «بوابة التقاضي الاستراتيجي»، التابعة للمجلس العربي، بالتعاون مع الهيئة الوطنية للأسرى والمختطفين، قبل أسبوع تقريباً، وغطّي الفترة من مايو (أيار) 2015، وحتى أغسطس (آب) الماضي، أن 1304 وقائع انتهاك طالت الأكاديميين والمعلمين في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية التي اتهمها باختطافهم وتعقبهم، ضمن ما سمّاها بـ«سياسة تستهدف القضاء على الفئات المؤثرة في المجتمع اليمني وتعطيل العملية التعليمية».

أنشطة الجماعة الحوثية في الجامعات طغت على الأنشطة الأكاديمية والعلمية (إكس)

ووثّق التقرير حالتي وفاة تحت التعذيب في سجون الجماعة، وأكثر من 20 حالة إخفاء قسري، منوهاً بأن من بين المستهدفين وزراء ومستشارين حكوميين ونقابيين ورؤساء جامعات، ومرجعيات علمية وثقافية ذات تأثير كبير في المجتمع اليمني.

وتضمن التقرير تحليلاً قانونياً لمجموعة من الوثائق، بما في ذلك تفاصيل جلسات التحقيق ووقائع التعذيب.

ووفق تصنيف التقرير للانتهاكات، فإن الجماعة الحوثية نفّذت 1046 حالة اختطاف بحق مؤثرين، وعرضت 124 منهم للتعذيب، وأخضعت اثنين من الأكاديميين و26 من المعلمين لمحاكمات سياسية.

وتشمل الانتهاكات التي رصدها التقرير، الاعتقال التعسفي والإخفاء القسري والتعذيب الجسدي والنفسي والمحاكمات الصورية وأحكام الإعدام.

عشرات الأكاديميين لجأوا إلى طلب الهجرة بسبب سياسات الإقصاء الحوثية وقطع الرواتب (إكس)

وسبق أن كشف تقرير تحليلي لأوضاع الأكاديميين اليمنيين عن زيادة في طلبات العلماء والباحثين الجامعيين للهجرة خارج البلاد، بعد تدهور الظروف المعيشية، واستمرار توقف رواتبهم، والانتهاكات التي تطال الحرية الأكاديمية.

وطبقاً للتقرير الصادر عن معهد التعليم الدولي، ارتفعت أعداد الطلبات المقدمة من باحثين وأكاديميين يمنيين لصندوق إنقاذ العلماء، في حين تجري محاولات لاستكشاف الطرق التي يمكن لقطاع التعليم الدولي من خلالها مساعدة وتغيير حياة من تبقى منهم في البلاد إلى الأفضل.

إقبال على الهجرة

يؤكد المعهد الدولي أن اليمن كان مصدر غالبية الطلبات التي تلقّاها صندوق إنقاذ العلماء في السنوات الخمس الماضية، وتم دعم أكثر من ثلثي العلماء اليمنيين داخل المنطقة العربية وفي الدول المجاورة، بمنحة قدرها 25 ألف دولار لتسهيل وظائف مؤقتة.

قادة حوثيون يتجولون في جامعة صنعاء (إعلام حوثي)

لكن تحديات التنقل المتعلقة بالتأشيرات وتكلفة المعيشة والاختلافات اللغوية الأكاديمية والثقافية تحد من منح الفرص للأكاديميين اليمنيين في أميركا الشمالية وأوروبا، مقابل توفر هذه الفرص في مصر والأردن وشمال العراق، وهو ما يفضله كثير منهم؛ لأن ذلك يسمح لهم بالبقاء قريباً من عائلاتهم وأقاربهم.

وخلص التقرير إلى أن العمل الأكاديمي والبحثي داخل البلاد «يواجه عراقيل سياسية وتقييداً للحريات ونقصاً في الوصول إلى الإنترنت، ما يجعلهم يعيشون فيما يُشبه العزلة».

وأبدى أكاديمي في جامعة صنعاء رغبته في البحث عن منافذ أخرى قائمة ومستمرة، خصوصاً مع انقطاع الرواتب وضآلة ما يتلقاه الأستاذ الجامعي من مبالغ، منها أجور ساعات تدريس محاضرات لا تفي بالاحتياجات الأساسية، فضلاً عن ارتفاع الإيجارات.

إجبار الأكاديميين اليمنيين على المشاركة في الأنشطة الحوثية تسبب في تراجع العملية التعليمية (إكس)

وقال الأكاديمي الذي طلب من «الشرق الأوسط» التحفظ على بياناته خوفاً على سلامته، إن الهجرة ليست غاية بقدر ما هي بحث عن وظيفة أكاديمية بديلة للوضع المأساوي المعاش.

ويقدر الأكاديمي أن تأثير هذه الأوضاع أدّى إلى تدهور العملية التعليمية في الجامعات اليمنية بنسبة تتجاوز نصف الأداء في بعض الأقسام العلمية، وثلثه في أقسام أخرى، ما أتاح المجال لإحلال كوادر غير مؤهلة تأهيلاً عالياً، وتتبع الجماعة الحوثية التي لم تتوقف مساعيها الحثيثة للهيمنة على الجامعات ومصادرة قرارها، وصياغة محتوى مناهجها وفقاً لرؤية أحادية، خصوصاً في العلوم الاجتماعية والإنسانية.

وفي حين فقدت جامعة صنعاء -على سبيل المثال- دورها التنويري في المجتمع، ومكانتها بصفتها مؤسسة تعليمية، تُشجع على النقد والتفكير العقلاني، تحسّر الأكاديمي اليمني لغياب مساعي المنظمات الدولية في تبني حلول لأعضاء هيئة التدريس، سواء في استيعابهم في مجالات أو مشروعات علمية، متمنياً ألا يكون تخصيص المساعدات لمواجهة المتطلبات الحياتية للأكاديميين غير مشروط أو مجاني، وبما لا يمس كرامتهم.