معرض الرياض للكتاب ينطلق غداً... وحزمة فعاليات تتوج أمسياته الثقافية

عشية افتتاح معرض الرياض الدولي للكتاب، برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، أعلنت الإدارة المشرفة على هذا المعرض أن جميع استعداداتها استكملت لإطلاق المعرض، الذي يُعد أكبر معارض الكتب في منطقة الخليج.
ومن المقرر أن يتم افتتاح المعرض يوم غدٍ (الأربعاء)، ويستمر حتى 18 مارس (آذار) الحالي، في مركز المعارض والمؤتمرات بالرياض، بمشاركة مئات من دور النشر المحلية والعربية والعالمية. ويقام المعرض تحت عنوان «الكتاب... رؤية وتحول».
وأعرب الدكتور عادل بن زيد الطريفي، وزير الثقافة والإعلام، عن شكره لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز على رعايته لفعاليات المعرض. وأكد الطريفي أن رعاية خادم الحرمين الشريفين «لهذه التظاهرة الثقافية العالمية تأتي تأكيداً للاهتمام الكبير والدعم اللامحدود الذي توليه القيادة الرشيدة للمثقفين والأدباء والمهتمين بالشأن الأدبي والثقافي».
وأوضح أن معرض الرياض الدولي للكتاب يأتي هذا العام بحلته الجديدة، حيث حرصت الوزارة على تقديم كل التسهيلات التي تخدم دور النشر المشاركة في دورة المعرض الحالية، بالإضافة إلى راحة زوار المعرض الذي سيشهد تطوراً كبيراً.
وأشار الوزير الطريفي إلى أن الوزارة استحدثت عدداً من الخدمات الجديدة لتشجيع المشاركين في المعرض، من ضمنها خدمة الفسح الإلكتروني، وكذلك التسويق الإلكتروني والطابعة الفورية للكتب ومنصات التوقيع والمبادرات الإبداعية وكذلك الشبابية، إضافة إلى أجنحة خاصة لتطوير الخدمات الإعلامية والصحافية، وجناح هيئة الصحافيين السعوديين وجناح آخر للفنانين، بالإضافة لجناح الأطفال الذي ركز هذا العام على الطفل والأسرة بهدف تنمية روح القراءة لدى الطفل، بجانب تكريم رواد البحث العلمي في المملكة.
وبيّن وزير الثقافة والإعلام أن المعرض هذا العام سيعكس «رؤية المملكة 2030» بشعاره «الكتاب... رؤية وتحول»، بجانب البرامج والفعاليات والأنشطة، وأنه يشكل محطة ثقافية عالمية، مشيراً إلى أن وزارة الثقافة والإعلام توليه الاهتمام والرعاية ليظل صرحاً ثقافياً وطنياً.
وينظر إلى معرض الرياض الدولي للكتاب باعتباره أبرز معارض الكتب العربية، حيث يحظى بمشاركة أهم دور النشر ويمتاز بحضور جماهيري كبير، كما يحقق نسبة عالية من المبيعات.
وبيّن الدكتور عبد الرحمن العاصم، المشرف على وكالة الوزارة للشؤون الثقافية بوزارة الثقافة والإعلام المشرف العام على معرض الرياض الدولي للكتاب 2017، أن «الهوية البصرية للمعرض في دورته الحالية، تتمثل في رؤية المملكة 2030، سترافق زوار المعرض بدءاً من البوابات الرئيسية، مروراً بالممرات والفعاليات الثقافية والفنية. ويهتم المعرض بتقديم رؤية المملكة 2030، وخطتها المستقبلية، واستراتيجية دعم الحراك الثقافي الوطني بجميع مكوناته، والارتقاء به ليتواءم مع الإرث الثقافي والحضاري الكبير الذي تتملكه المملكة».
وقال العاصم: «إن المعرض هذا العام شهد زيادة أعداد دور النشر المشاركة، مع تقليل مشاركة الجهات والمؤسسات الحكومية».
وتحل ماليزيا ضيف شرف على المعرض هذا العام، حيث ستقدم جملة من الفعاليات والأنشطة التي تبرز الجانب الثقافي الماليزي. وتعد الدولة ضيف الشرف واحدة من النمور الآسيوية المتقدمة في الاقتصاد العالمي.
وأكد الدكتور صالح المحمود رئيس اللجنة الثقافية بمعرض الرياض الدولي للكتاب، أن البرنامج الثقافي الذي أصدرته اللجنة تميز بتنوع فعالياته وأنشطته المصاحبة من شبابية وثقافية وجناح الطفل، وكذلك المسرحيات والأمسيات الشعرية.
واعتبر أن البرنامج الثقافي في هذه الدورة «سيخلق سجالاً إيجابياً، نظراً لعوامل متعددة أسهمت في تجويده وإبعاده عن النمطية والتكرار في المتحدثين، وخلقت توازناً جيداً في المعطى العام للفعاليات التي تراوحت بين ندوات ثقافية تتمازج مع الوجدان الجمعي والوطني، وبرامج تخترق اهتمامات الشباب، وعروض مسرحية للطفل وذويه، تغرس كثيراً من القيم».
ويشهد المعرض حضور ومشاركة عدد من المثقفين والكتاب؛ كالروائي عبده خال والكاتب علي الموسى وخالد السليمان والشاعرة السعودية هدى الدغفق، إضافة إلى الكاتب والمؤلف السعودي الشاب سلطان الموسى.
وقال المحمود: «أنا متفائل جداً بنجاح الفعاليات وخصوصاً أنه للمرة الأولى في تاريخ المعرض يستأثر الشباب بنسبة كبيرة جداً منها، حيث استحدثت هذه النسخة الجديدة برامج (المبادرات الشبابية) التي تستجيب لاهتمامات الشباب وتطلعاتهم الثقافية، سواء في الفعل القرائي أو الكتابي أو عوالم الفضاء الشبكي وغيرها. ورهان النجاح في هذه المبادرات ينطلق من كون الشباب أنفسهم هم الذين سيقدمون هذه الفعاليات ويصنعونها، ولذا أتوقع لها نجاحاً منقطع النظير».
وتابع: «هناك أمر مهم جداً ولافت في البرنامج الثقافي هذا العام، وهو الانفتاح على فعاليات ثقافية جديدة، وأنا واثق أن برنامجنا الثقافي منفتح على الجديد في فعالياته وندواته وورشه على وجه الخصوص، حيث ستكون هناك الورش التي تُعنى بالتصوير الضوئي (الفوتوغرافي) وصناعة الأفلام السينمائية وتصميم الأغلفة ورسم الكاريكاتير ولحظات الإبداع وغيرها».
وتقول إدارة معرض الرياض الدولي إنها خصصت هذا العام فريقاً متكاملاً ومدرباً في الترجمات الفورية باللغة الإنجليزية والفارسية، وذلك في بادرة جديدة تسعى إلى تطبيقها بهدف التسهيل والتيسير على زوار المعرض غير الناطقين باللغة العربية وخدمتهم في متابعة مختلف النشاطات التي خصصت هذا العام.
وأكد المشرف على لجنة الإعلام والمعلومات سعيد الدحية الزهراني أن معرض الرياض الدولي للكتاب يشكل واجهة ثقافية ونافذة للشعوب للتعرف على أحد كنوز المملكة الثقافية، ويسعى المعرض هذا العام إلى تحقيق رؤية المملكة 2030.
وأضاف الزهراني أن اللجنة الإعلامية تسعى لتجديد نجاحها السنوي من خلال آلية وضعتها هذا العام تعمل فيها على نقل مضامين المعرض، وأنشطته وفعالياته التي تبرزها اللجنة الإعلامية من تقارير وأخبار ومقابلات صحافية بلغات مختلفة؛ منها «الإنجليزية والفارسية». وتعد الترجمة للغة الفارسية هذا العام أول تجربة يتم استحداثها في معرض دولي وثقافي، بالإضافة إلى خطة إعلامية شاملة تتضمن مسار الإعلام التقليدي ومنصات الإعلام الجديد لمواكبة الحدث الثقافي الوطني الكبير.
وبيّن أن اللجنة تسهم من خلال المراكز الإعلامية في بث الأخبار والتقارير والتغطيات والفعاليات وكثير من اللقطات المصورة التي يشهدها المعرض لجميع ممثلي وسائل الإعلام المحلية والعربية والعالمية عبر جميع وسائل الإعلام التقنية.