المشنوق: السعودية والإمارات عنوان الأمان... وعروبتنا لن يغيرها تكفيري ولا تقسيمي

قال إن الأولوية هي المحافظة على لبنان استعداداً لما بعد «المرحلة الانتقالية»

نهاد المشنوق
نهاد المشنوق
TT

المشنوق: السعودية والإمارات عنوان الأمان... وعروبتنا لن يغيرها تكفيري ولا تقسيمي

نهاد المشنوق
نهاد المشنوق

أكد وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، أن «الأولوية في المرحلة الانتقالية التي تمر فيها المنطقة هي المحافظة على لبنان واللبنانيين، ليكونوا مستعدين للجلوس على الطاولة»، معتبرا أن زعامة رئيس الحكومة سعد الحريري «ثابتة وأن الانتخابات المقبلة ستؤكد على ثباتها».
وفي حين شدد على أن «ولاءنا للبنان أولا وعروبتنا دائما ثابتة وأكيدة، كما أنه لا يمكن لأحد أن يؤثر على هذا الأمر لا التكفيري ولا التقسيمي»، نوه بدور المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة تجاه لبنان، واصفا إياهما بـ«عنوان الاستقرار والأمان والخير، ولن يؤثر عليهما أي كلام مسيء، ولن يغير موقفهما».
وجاء كلام المشنوق في حفل تكريمي له بحضور عدد من الشخصيات السياسية والأمنية والاجتماعية، قائلا: «المنطقة بأكملها تمر بمرحلة انتقالية قد تستمر 3 سنوات حتى يعود الاستقرار، وبالتالي في هذا الوقت نحن أمام خيارين: إما أن نحفظ أهلنا ومدننا ومصالحنا ومكاسبنا بالهدوء وحسن الإدارة والمتابعة والمثابرة، وإما أن نسعى إلى قلب الطاولة والخراب وهذا سهل كثيرا». وأضاف: «وبالتالي فإن المحافظة على أنفسنا في هذه المرحلة الانتقالية هي التي تسمح لنا بأن نكون موجودين على الطاولة عندما يتضح مسار التطورات».
وردا على الحملات التي يتعرض لها رئيس الحكومة سعد الحريري والمعلومات التي أشارت إلى أنه يسعى إلى مقايضة رئاسة الحكومة بقانون للانتخابات وفق الصيغة النسبية، أوضح المشنوق: «زعامة الحريري ليست جديدة ولا يؤثر عليها أي شيء، والكلام التافه الذي يتحدث عن المقايضة برئاسة الحكومة لا نقبله ولا نقر به، ولا نقايض الحريري بأي شيء في البلد؛ لأن زعامته ثابتة وأكيدة ويستحقها وتمت بالانتخابات».
وعن علاقة لبنان بالدول العربية قال: «تسمعون كثيرا عن دول هي عنوان للاستقرار وللأمان وهي عنوان للخير والفضل على لبنان، هي المملكة العربية السعودية سدّ العروبة الأول في الدين وفي السياسة، دولة الحرمين الشريفين وخادمهما الأكبر من أي كل كلام مسيء يقال عن بلده وعن شعبه»، وتابع: «أضيف إليها الإمارات العربية المتحدة، ففي أبوظبي وحدها هناك نحو 60 ألف لبناني، أحوالهم ممتازة وبعضهم ناجح كثيرا. هذه إمارات الشيخ زايد والعروبة، واليوم بقيادة الشيخ محمد بن زايد رائد المبادرة السياسية العربية، لا يؤثر عليها أي كلام ولا يغير موقفها، فإنها ستستمر في المحافظة على اللبنانيين والاهتمام بهم أكثر ورعايتهم أكثر».
وكشف وزير الداخلية عن أنه «سيصل إلى لبنان خلال 24 ساعة مصطاف عربي مميز، هو الشيخ عبد الله بن حمد العطية، نائب رئيس الوزراء السابق في قطر مع مجموعته، وهو كان أول من بنى بين الخراب والدمار في عام 1992 في منطقة الزهار في عالية، وأذكر أن الرئيس الشهيد رفيق الحريري أرسلني إليه لأرحب به باعتبار ألا أحد يتجرأ أن يقوم بالذي قام به في ذاك الوقت».
وأضاف: «هو عائد إلى بيروت، وإن شاء الله يكون قدومه خيرا وبداية لمجيء العرب إلى لبنان؛ لأن مجيء العرب لا يعزز التجارة والأحوال الاقتصادية فقط، بل هو رمز للاستقرار من جهة، والأهم هو التأكيد على عروبة لبنان واللبنانيين والتي لا يستطيع أحد التأثير عليها وتغييرها، لا التكفيري ولا التقسيمي، التكفيري الذي يأتي ليحدد لنا إيماننا وصلاتنا وهو أقرب إلى الكفر، والتقسيمي الذي يأتي ليدعو بازدواجية الولاء. لا، نحن ولاؤنا للبنان أولا، وعروبتنا دائما ثابتة وأكيدة».



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.