روسيا تبدي استعدادها للمساعدة في توحيد ليبيا

الجيش الوطني شن ضربات جوية قرب الموانئ النفطية

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ورئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية فايز السراج خلال اجتماعهما في موسكو أمس (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ورئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية فايز السراج خلال اجتماعهما في موسكو أمس (أ.ف.ب)
TT

روسيا تبدي استعدادها للمساعدة في توحيد ليبيا

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ورئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية فايز السراج خلال اجتماعهما في موسكو أمس (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ورئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية فايز السراج خلال اجتماعهما في موسكو أمس (أ.ف.ب)

قالت روسيا، اليوم (الجمعة)، إنها مستعدة للمساعدة في توحيد ليبيا، وإنها تريد تعزيز الحوار بين السلطات المتنافسة في طرابلس والكتائب في شرق البلاد.
وأجرى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف محادثات في موسكو مع فائز السراج رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية المدعومة من الأمم المتحدة، أمس (الخميس).
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان، اليوم (الجمعة)، إن المحادثات تركزت على كيفية دفع جهود توحيد ليبيا. وأضافت أن موسكو مستعدة للوساطة وتريد التعاون مع كل الأطراف في الدولة الغنية بالنفط.
وذكرت الوزارة في البيان: «أكدت موسكو استعدادها للعمل عن كثب مع كل الأطراف في ليبيا بهدف التوصل لحلول مقبولة للجميع، لوضع أسس لتنمية مستقرة في ليبيا كدولة موحدة وذات سيادة ومستقلة».
وينظر إلى زيارة السراج على أنها في إطار جهود التغلب على الأزمة في البلاد بين حكومة طرابلس والمشير خليفة حفتر القائد العام للجيش الوطني الليبي.
ونقل بيان من مكتب السراج عنه قوله إن «روسيا قادرة على لعب هذا الدور الإيجابي بفضل علاقاتها مع مختلف الأطراف الليبية».
وفي 19 فبراير (شباط) قال السراج لـ«رويترز» إنه يتطلع لوساطة موسكو بينه وبين حفتر.
وقال مكتب السراج: «الوقت يمر ولا يسمح بمزيد من المناورات السياسية التي تحاول أطراف ليبية اللعب عليها».
وذكر المكتب أن الوفد السياسي الليبي رافقه مسؤولون يمثلون المؤسسة الوطنية للنفط ووزارة الدفاع والمشتريات العسكرية.
وقالت وزارة الخارجية الروسية إن لافروف والسراج ناقشا التقدم في حوار المصالحة الذي ترعاه الأمم المتحدة.
وأضافت: «شدد الجانب الروسي على الحاجة إلى حوار ليبي داخلي شامل يهدف إلى إقامة أجهزة سلطة موحدة تشمل قوة للجيش والشرطة قادرة على الحفاظ على الأمن وحكم القانون والنظام، والتصدي لخطر الإرهاب على نحو فعال».
من جهة أخرى، أعلن مسؤولون عسكريون بالجيش الوطني الليبي تنفيذ ضربات جوية ضد فصائل مسلحة، اليوم (الجمعة)، قرب موانئ نفطية رئيسية.
وقال متحدثون باسم سلاح جو الجيش الليبي وباسم حرس المنشآت النفطية إن الضربات نفذت جنوب بلدة النوفلية الساحلية ضد كتائب بنغازي.
وقال مصدر عسكري إن الاشتباكات مستمرة على الأرض بين الجانبين.
وتقع النوفلية على بعد نحو 50 كيلومترًا إلى الغرب من ميناء السدر وعلى بعد 75 كيلومترًا إلى الغرب من ميناء رأس لانوف.
وسيطر الجيش الوطني الليبي، في سبتمبر (أيلول)، على أربعة موانئ في الشرق، بينها ميناءا السدر ورأس لانوف، مما سمح للمؤسسة الوطنية للنفط بإعادة فتح ثلاثة منها، وبالتالي تعزيز إنتاج النفط الليبي بصورة كبيرة.
وحاولت الفصائل المناهضة للجيش الوطني الليبي عدة مرات استعادة الموانئ، لكن الغارات الجوية صدت هجماتها.
وتنتج ليبيا أخيرًا نحو 700 ألف برميل يوميًا، أي أكثر من ضعف إنتاجها في وقت سابق من العام الماضي، لكنها ما زالت أقل بكثير من الكمية التي كانت تنتجها قبل عام 2011، التي بلغت 1.6 مليون برميل يوميًا.
وتحث المؤسسة الوطنية للنفط الشركات الأجنبية على العودة إلى ليبيا والاستثمار في قطاع الغاز والنفط في إطار مساعيها لزيادة الإنتاج إلى 1.2 مليون برميل يوميًا في وقت لاحق من هذا العام.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.