وزير العمل المغربي: النقابات تفهمت دقة المرحلة التي تجتازها البلاد

الصديقي نفى الاتفاق على رفع الحد الأدنى للأجور

وزير العمل المغربي
وزير العمل المغربي
TT

وزير العمل المغربي: النقابات تفهمت دقة المرحلة التي تجتازها البلاد

وزير العمل المغربي
وزير العمل المغربي

من المقرر أن يعلن، غدا (الأربعاء)، عن نتائج الحوار الذي توصلت إليه الحكومة المغربية والاتحادات العمالية الرئيسة، بشأن المطالب التي جرى التوافق على تنفيذها.
وكانت ثلاث نقابات هي الاتحاد المغربي للشغل، والكونفدرالية الديمقراطية للشغل، والفيدرالية الديمقراطية للشغل، قد خرجت في مسيرة حاشدة في السادس من أبريل (نيسان) الحالي، للضغط على الحكومة من أجل تلبية مطالبها التي ضمنتها في مذكرة مشتركة وجهتها إلى عبد الإله ابن كيران، رئيس الحكومة، في 11 فبراير (شباط) الماضي.
وأبرز ما تطالب به النقابات الزيادة في الأجور، ورفع معاشات التقاعد، وتجنب اتخاذ إجراءات تحد من القدرة الشرائية للمواطنين، بالإضافة إلى ترسيخ الحريات النقابية.
وفي هذا السياق، قال عبد السلام الصديقي، وزير التشغيل (العمل) والشؤون الاجتماعية المغربي إنه جرى إحراز تقدم كبير في الحوار بين الحكومة والاتحادات العمالية، مشيرا إلى أن اجتماعا ثانيا من المقرر أن يعقد مساء اليوم (الثلاثاء) بين الطرفين، ستعلن نتائجه غدا (الأربعاء)، وأكد الصديقي الذي كان يتحدث أمس في لقاء صحافي عقده بمقر وزارته في الرباط بمناسبة قرب يوم العمال، إنه متفائل بالنتائج. وإن النقابات «تفهمت»، ولديها وعي بدقة المرحلة التي تجتازها البلاد، مشيرا إلى أن التوازنات الماكرو - اقتصادية ما زالت هشة، فعجز الموازنة مرتفع، والدين الخارجي تجاوز نسبة 60 في المائة، وميزان الأداءات ما زال يسجل عجزا. وتبعا لهذه المعطيات غير المطمئنة نفى المسؤول المغربي توصل الحكومة إلى اتفاق مع اتحاد رجال الأعمال، بشأن رفع الحد الأدنى للأجور، خلافا لما راج في الصحف.
وأوضح أن ابن كيران ما زال ينتظر رد الاتحاد حول ما إذا كان بمقدوره تلبية هذا المطلب.
واستعرض الصديقي عددا من الأرقام كحصيلة لما جرى إنجازه في مجال التشغيل، وأقر بأنها غير كافية، إذ أعلن عن إحداث 114 ألف منصب شغل صاف ما بين 2012 و2013، خاصة في قطاع الخدمات (101 ألف منصب) والفلاحة (58 ألف منصب) والصناعة، بما فيها الصناعة التقليدية (خمسة آلاف منصب)، مقابل فقدان 50 ألف منصب ما بين 2012 و2013 بقطاع البناء والأشغال العمومية.
وأوضح أن المتوسط السنوي لإحداث مناصب الشغل بلغ نحو 40 ألف منصب ما بين 2007 و2012، في حين واصل معدل البطالة انخفاضه ما بين 2000 و2013، منتقلا من 13.4 إلى 9.2 في المائة.
وأعلن الصديقي عن إنشاء مرصد وطني للشغل ستجري المصادقة عليه في اجتماع مجلس الحكومة المقبل، ويتلخص دوره في تحديد حاجيات السوق المغربية. وفي السياق ذاته، أقر المسؤول المغربي بفشل برنامج «مقاولتي»، الذي أعدته الحكومة لمساعدة خريجي الجامعات على إنشاء شركات خاصة بهم، وقال إنه بسبب غياب آلية لتتبع مسار هذه الشركات، وعدم الاهتمام بالتسويق، فإن نسبة الفشل كانت مرتفعة جدا، لذا سيُعاد النظر في البرنامج ككل.
وتعهد الصديقي باستكمال التشريعات القانونية الخاصة بقطاع الشغل، ومن بينها القانون الخاص بالعمال المنزليين، الذي أحيل على مجلس المستشارين (الغرفة الثانية في البرلمان)، والذي أحاله بدوره على المجلس الاقتصادي والاجتماعي، والمجلس الوطني لحقوق الإنسان، لإبداء الرأي بشأنه، وأوضح الصديقي أن هناك خلافا بشأن تحديد السن الذي يُسمح فيها بالعمل، فبينما حدد القانون الذي أعدته الحكومة هذا السن في 16 عاما، كان للمجلسين رأي مخالف، وطالبا باعتماد سن 18 سنة. وانتقد الصديقي موقف المجلسين، وقال إنه لا يكفي التشبث بـ«المبادئ والنوايا فقط»، بل لا بد من الأخذ بعين الاعتبار الواقع المغربي، لا سيما في البوادي، حيث الحاجة ماسة إلى العمل في سن مبكرة، بعد الانقطاع عن الدراسة.
وفي مجال الإصلاحات التي تعهدت بتنفيذها الحكومة، قال إنه سيجري الشروع في إصلاح نظام التقاعد بعد الأول من مايو (أيار) المقبل، بالإضافة إلى إخراج قانون الإضراب الذي من شأنه «تقوية دور النقابات وليس إضعافه».



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.