دبلوماسي يمني ينتقد نائباً بريطانياً لتسويقه أفكاراً حوثية

دبلوماسي يمني ينتقد نائباً بريطانياً لتسويقه أفكاراً حوثية
TT

دبلوماسي يمني ينتقد نائباً بريطانياً لتسويقه أفكاراً حوثية

دبلوماسي يمني ينتقد نائباً بريطانياً لتسويقه أفكاراً حوثية

وجه السفير اليمني لدى المملكة المتحدة، الدكتور ياسين نعمان، انتقادا للنائب البريطاني أندرو ميتشل، متهما إياه بأنه يقترح ما يسوقه انقلابيو اليمن بأن المشكلة في البلاد يمنية - سعودية، وذلك خلال ندوة أقيمت عن اليمن الليلة قبل الماضية.
وقال السفير اليمني إن تصوير المشكلة بأنها يمنية - سعودية هروب من استحقاقات الحل الذي يقوم على إنهاء الانقلاب وتسليم السلاح وانسحاب الميليشيات واستعادة الدولة والعودة إلى العملية السياسية لتنفيذ مرجعيات الحل السياسي والوطنية والإقليمية والدولية.
وأضاف الدكتور نعمان، في الندوة التي نظمتها جمعية الصداقة البريطانية اليمنية بعنوان «اليمن: معضلات السياسة»: «المشكلة يمنية – يمنية، بدأت بالانقلاب على الشرعية الدستورية والسياسية واجتياح العاصمة صنعاء والمدن من قبل ميليشيات الانقلابيين المدعومين من قبل إيران، وهي الميليشيات التي حلت محل الدولة وسيطرت على المؤسسات العسكرية والأسلحة الثقيلة وباتت تهدد أمن المنطقة كلها»، متابعا بأن إيران عنصر رئيسي في هذه الكارثة التي تجتاح اليمن، و«نقصد بذلك النظام الإيراني الذي يعمل على تنفيذ برنامج خاص بتفكيك الدولة الوطنية كلها وإعادة بنائها بعد ذلك على أسس طائفية، وفي اليمن يرفض الشعب اليمني هذا المشروع جملة وتفصيلاً ويقاومه بكل قوة، لأنه سيضع البلد في حالة صراع مستمر ومواجهات دامية وعدم استقرار، والبديل هو ما اتفق عليه الجميع في مؤتمر الحوار الوطني بإقامة دولة مدنية تتحقق فيها المواطنة والمساواة لجميع الناس أمام القانون».
وأشار الدكتور ياسين، وفقا لما نقلت عنه وكالة الأنباء الرسمية اليمنية (سبأ)، إلى أن برنامج زيارة عضو مجلس العموم كان يتضمن زيارته مدن صنعاء وعدن وتعز بالحد الأدنى، في مهمة إنسانية تتعلق بنشاط الإغاثة الذي تقوم به منظمة أوكسفام، لكنه اقتصر زيارته على صنعاء وصعدة فقط.
وقال: «تحولت الزيارة من زيارة إنسانية كان الهدف منها تلمس الوضع الإنساني في اليمن إلى زيارة سياسية، حيث بنى ميتشل مواقف سياسية تتجاوز مهمة الزيارة الإنسانية، ومع ذلك كان يجب منه أن يستمع إلى كافة الأطراف لكي يكون رؤية واضحة عن طبيعة الأزمة والأسباب التي قادت إلى الحرب، لكنه للأسف استمع إلى طرف واحد، وهو الذي قام بالانقلاب وتسبب في الكارثة والحرب، وعاد ميتشل ليتبنى موقف هذا الطرف بصورة لن تمكنه من القيام بأي دور إيجابي في إنهاء الحرب والمعاناة الإنسانية».
وأعاد السفير تجديد الدعوة لميتشل لاستكمال الغرض الأساسي من مهمته الإنسانية وزيارة بقية المدن التي كانت مدرجة ضمن زيارته، بما فيها العاصمة المؤقتة عدن ومدينة تعز، ليشاهد الخراب والدمار الذي تسبب فيه الانقلاب ولكي يكون صورة كاملة، حتى يتمكن من القيام بدور إيجابي في مساعدة اليمنيين للتغلب على هذه المعضلة.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.