اقتصاد أستراليا ربع قرن بلا ركود

تستدعي سفراء وراء البحار لإعادة صياغة تجارتها

اقتصاد أستراليا  ربع قرن بلا ركود
TT

اقتصاد أستراليا ربع قرن بلا ركود

اقتصاد أستراليا  ربع قرن بلا ركود

تجنب اقتصاد أستراليا الوقوع في موجة ركود طويلة، حيث أرجع رئيس الوزراء مالكوم تورنبول انتعاش الاقتصاد خلال الربع الأخير من عام 2016 إلى مرونة الاقتصاد.
وقد نما اقتصاد أستراليا بنسبة 1.1 في المائة خلال الربع الممتد من أكتوبر (تشرين الأول) حتى ديسمبر (كانون الأول) الماضيين، بعد أن انكمش خلال الربع الثالث، حيث سجل أسوأ أداء منذ الأزمة المالية العالمية عامي 2008 و2009.
وقال تورنبول للبرلمان أمس الأربعاء، إن «هذه نتيجة جيدة للأسر الأسترالية، وللأعمال والوظائف».
وقال مكتب الإحصاءات الأسترالي في بيان: «تم تسجيل نمو في 15 من بين 20 قطاعا». وأضاف أنه تم تسجيل أقوى نسب نمو في قطاعات التعدين والزراعة والمصايد وعلم الحراجة وفي قطاعي الخدمات التقنية والعلمية المهنية.
ويشار إلى أن أستراليا لم تمر بفترة ركود، وتعني انكماش الاقتصاد لربعين متتاليين، منذ يونيو (حزيران) عام 1991، ومن المقرر أن تكسر الرقم القياسي المسجل باسم هولندا هذا العام.
وقال وزير الخزانة سكوت موريسون، إن أستراليا «في القمة» واقتصادها ينمو بوتيرة أسرع من كل دولة ضمن مجموعة الدول السبع، وأعلى من مستوى دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.
من جهة أخرى، قالت وزيرة الخارجية الأسترالية جولي بيشوب، أمس، إن أستراليا ستستدعي كل سفرائها فيما وراء البحار لحضور اجتماع، في وقت تعكف فيه البلاد على إعادة صياغة سياستها الخارجية لموازنة علاقاتها مع الولايات المتحدة، أقدم حليفة، والصين، أكبر شريك تجاري.
وهذه هي أول مرة تدعو فيها أستراليا سفراءها من 113 بعثة دبلوماسية حول العالم. والهدف من ذلك هو وضع «ورقة بيضاء» تقود الدبلوماسية الأسترالية على مدى العقد المقبل في أول وثيقة من نوعها منذ عام 2003.
وقالت بيشوب في بيان: «في وقت يسود فيه عدم اليقين في العالم، فإنه من الضروري أن تستغل أستراليا خبرة وفكر أكبر دبلوماسييها». وأضافت أن الاجتماع المقرر عقده في وقت لاحق من الشهر الحالي سيركز على إعادة تشكيل - على نطاق واسع - لمنهجية أستراليا بشأن العلاقات الدولية والتجارة.
وتوترت علاقات أستراليا مع الصين في الآونة الأخيرة بسبب إجراءات ضد الاستثمار الأجنبي تم اتخاذها من جانب برلمان يغلب عليه المحافظون في كانبيرا. كما تراجعت علاقات أستراليا مع الولايات المتحدة بعد محادثة هاتفية حادة بين رئيس الوزراء الأسترالي مالكولم ترنبول والرئيس الأميركي دونالد ترمب بسبب خطة لمبادلة اللاجئين.
وقال كيم بيزلي، السفير الأسترالي السابق لدى الولايات المتحدة، والزعيم السابق لحزب العمال المعارض، إن العلاقة مع الولايات المتحدة أمر حيوي، ليس فقط بسبب التحالف الاستراتيجي طويل الأمد، لكن أيضا بسبب الاستثمارات الأميركية في أستراليا، بحسب «رويترز».
وأضاف: «أنا قلق من ناحية اقتصادية بشأن عدم تشجيع ترمب للاستثمار الأميركي عالميا بدرجة أكبر من قلقي إزاء احتمالات وقوع حرب تجارية بين الولايات المتحدة والصين».
وسيجتمع السفراء على مدى يومين في كانبيرا بحضور ترنبول وبيشوب ووزير التجارة ستيفن سيوبو. ومن المقرر صدور «الورقة البيضاء» بحلول منتصف العام تقريبا.



بكين تنتقد مساعي أميركية لإشعال «حرب الثوم»

مزارع يفرز الثوم في إحدى الأسواق الشعبية بمدينة جينشيانغ شرق الصين (رويترز)
مزارع يفرز الثوم في إحدى الأسواق الشعبية بمدينة جينشيانغ شرق الصين (رويترز)
TT

بكين تنتقد مساعي أميركية لإشعال «حرب الثوم»

مزارع يفرز الثوم في إحدى الأسواق الشعبية بمدينة جينشيانغ شرق الصين (رويترز)
مزارع يفرز الثوم في إحدى الأسواق الشعبية بمدينة جينشيانغ شرق الصين (رويترز)

حثت وزارة الخارجية الصينية يوم الجمعة الساسة الأميركيين على ممارسة المزيد من «الحس السليم» بعد أن دعا عضو في مجلس الشيوخ الأميركي إلى إجراء تحقيق في واردات الثوم الصيني، مستشهدا بمخاوف بشأن سلامة الغذاء وممارسات العمل في البلاد.

وكتب السيناتور الجمهوري ريك سكوت إلى العديد من الإدارات الحكومية الأميركية هذا الأسبوع، واصفا في إحدى رسائله الثوم الصيني بأنه «ثوم الصرف الصحي»، وقال إن استخدام البراز البشري سمادا في الصين أمر يثير القلق الشديد.

وفي رسائل أخرى، قال إن إنتاج الثوم في الصين قد ينطوي على ممارسات عمالية استغلالية وإن الأسعار الصينية المنخفضة تقوض جهود المزارعين المحليين، ما يهدد الأمن الاقتصادي الأميركي.

وتعتبر الولايات المتحدة الصين أكبر مورد أجنبي لها للثوم الطازج والمبرد، حيث يتم شحن ما قيمته ملايين الدولارات منه عبر المحيط الهادئ سنويا.

وقالت ماو نينغ، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، عندما سُئلت في مؤتمر صحافي دوري عن رسائل سكوت: «لم يكن الثوم ليتخيل أبداً أنه سيشكل تهديداً للولايات المتحدة... ما أريد التأكيد عليه هو أن تعميم مفهوم الأمن القومي وتسييس القضايا الاقتصادية والتجارية والتكنولوجية وتسليحها لن يؤدي إلا إلى زيادة المخاطر الأمنية على سلسلة التوريد العالمية، وفي النهاية إلحاق الضرر بالآخرين وبنفسنا». وأضافت: «أريد أيضاً أن أنصح بعض الساسة الأميركيين بممارسة المزيد من الحس السليم والعقلانية لتجنب السخرية».

ومن المتوقع أن تتصاعد التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم عندما يعود دونالد ترمب إلى البيت الأبيض في يناير (كانون الثاني)، بعد أن هدد بفرض تعريفات جمركية تتجاوز 60 في المائة على واردات الولايات المتحدة من السلع الصينية.

وخلال فترة ولاية ترمب الأولى، تعرض الثوم الصيني لزيادة التعريفات الجمركية الأميركية إلى 10 في المائة في عام 2018، ثم إلى 25 في المائة في عام 2019. وكان الثوم من بين آلاف السلع الصينية التي فرضت عليها تعريفات جمركية أعلى خلال الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين والتي كانت السمة المميزة لرئاسته.

ومن غير المرجح أن تهز أي إجراءات عقابية على الثوم الصيني وحده التجارة الثنائية الإجمالية، حيث تمثل شحناته جزءاً ضئيلاً فقط من صادرات الصين البالغة 500 مليار دولار إلى الولايات المتحدة العام الماضي.

وفي سياق منفصل، قال المكتب الوطني الصيني للإحصاء يوم الجمعة إن إجمالي إنتاج الحبوب في الصين بلغ مستوى قياسيا يتجاوز 700 مليون طن متري في عام 2024، مع تحرك بكين لتعزيز الإنتاج في سعيها لتحقيق الأمن الغذائي.

وقال وي فنغ هوا، نائب مدير إدارة المناطق الريفية، في بيان، إن إنتاج العام في أكبر مستورد للحبوب في العالم بلغ 706.5 مليون طن، بعد حصاد أكبر من الأرز الأساسي والقمح والذرة. وأظهرت بيانات المكتب أن هذا أعلى بنسبة 1.6 في المائة من حصاد عام 2023 البالغ 695.41 مليون طن.

وقال وي: «كان حصاد الحبوب هذا العام وفيراً مرة أخرى، بعد أن تبنت المناطق والسلطات الصينية بشكل صارم مهام حماية الأراضي الزراعية والأمن الغذائي، مع التغلب على الآثار السلبية للكوارث الطبيعية».

وتعتمد الصين بشكل كبير على الواردات من البرازيل والولايات المتحدة لإطعام سكانها البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة. وفي السنوات الأخيرة، كثفت الصين استثماراتها في الآلات الزراعية وتكنولوجيا البذور في إطار الجهود الرامية إلى ضمان الأمن الغذائي. وأظهرت البيانات أن إنتاج الأرز في عام 2024 ارتفع إلى 207.5 مليون طن، بزيادة 0.5 في المائة على أساس سنوي، في حين نما إنتاج القمح بنسبة 2.6 في المائة إلى 140.1 مليون طن. وشهد الذرة قفزة أكبر عند مستوى قياسي بلغ 294.92 مليون طن، بزيادة 2.1 في المائة عن العام السابق. وانخفضت فول الصويا بنسبة 0.9 في المائة إلى 20.65 مليون طن.

ويعزى الحصاد الوفير إلى زيادة زراعة الأرز والذرة، بالإضافة إلى غلة أفضل من الأرز والقمح والذرة.

وقال وي إن المساحة المزروعة بالحبوب على المستوى الوطني بلغت حوالي 294.9 مليون فدان (119.34 مليون هكتار)، بزيادة 0.3 في المائة عن العام السابق في السنة الخامسة على التوالي من التوسع.

وارتفعت مساحة زراعة الأرز للمرة الأولى منذ أربع سنوات، بنسبة 0.2 في المائة على أساس سنوي إلى 71.66 مليون فدان (29 مليون هكتار). كما ارتفعت مساحة زراعة الذرة بنسبة 1.2 في المائة إلى 110.54 مليون فدان (44.74 مليون هكتار). وانكمش حجم زراعة فول الصويا بنسبة 1.4 في المائة إلى 25.53 مليون فدان (10.33 مليون هكتار). كما انخفض حجم زراعة القمح بنسبة 0.2 في المائة إلى 58.32 مليون فدان (23.6 مليون هكتار).

وقالت وزارة الزراعة الصينية إنه على الرغم من زيادة الإنتاج، تظل الصين معتمدة على الإمدادات المستوردة من فول الصويا والذرة.