40 قرية تعاني من حصار «داعش» وتهديدات الميليشيات

40 قرية تعاني من حصار «داعش» وتهديدات الميليشيات
TT

40 قرية تعاني من حصار «داعش» وتهديدات الميليشيات

40 قرية تعاني من حصار «داعش» وتهديدات الميليشيات

تشهد القرى العربية الواقعة بين مدينة الموصل وقضاء تلعفر في غربها، أوضاعاً إنسانية صعبة، في ظل الحصار الذي يفرضه مسلحو «داعش» عليهم، بينما يخشون الخروج من قراهم بسبب تهديدات بالقتل ونهب أموالهم وممتلكاتهم وجهتها إليهم ميليشيات منضوية في «الحشد الشعبي» تابعة لنائب الرئيس العراقي نوري المالكي.
وقال الناطق باسم العشائر العربية في محافظة نينوى الشيخ مزاحم الحويت لـ«الشرق الأوسط»، إن «40 قرية عربية تئن تحت حصار (داعش) ولا يستطيع أهلها الخروج من قراهم بسبب عدد من الميليشيات التابعة لنوري المالكي التي توجد في المنطقة، فهذه الميليشيات تهدد سكان القرى بالانتقام منهم وقتلهم وسلب قراهم وتدميرها».
وناشد الحويت المجتمع الدولي والحكومة بـ«فتح منافذ آمنة لخروج هذه العائلات وإنقاذها من (داعش) ومن الميليشيات التابعة للمالكي»، مطالباً قوات «البيشمركة» الكردية بـ«تحرير هذه القرى من (داعش)». وأوضح أن «سكان المناطق التي حررتها البيشمركة من قبل يعيشون الآن في ظلها بسلام وأمان وقد عادوا جميعاً إلى مناطقهم».
وقال عماد الجبوري الذي يقطن قرية الزنازل، وهي إحدى القرى المحاصرة في غرب الموصل، إنه تمكن قبل نحو شهرين من الخروج مع عائلته إلى داخل الجانب الأيمن من الموصل، ومنه استطاع الهرب عبر النهر إلى الجانب الأيسر من المدينة الذي حررته القوات العراقية بالكامل نهاية يناير (كانون الثاني) الماضي من «داعش»، بعدما دفع نحو مليون دينار عراقي (نحو 800 دولار) لأحد المهربين.
وأكد الجبوري الذي يقطن الآن مخيماً للنازحين شرق الموصل، أن «الأوضاع الإنسانية صعبة جداً في قرانا». وأوضح أن «مسلحي «داعش» يهينون الأهالي ويعاقبونهم لأبسط الأشياء، لكن السكان لا يمكنهم الخروج. ليست هناك منافذ آمنة، ونرجو من قوات التحالف الدولي أن تساعد أهلنا المحاصرين كي يخرجوا بأمان من تلك القرى إلى حين تحريرها».
ويستخدم «داعش» المدنيين دروعاً بشرية في أحياء الجانب الأيمن من مدينة الموصل ومناطقه التي تشهد منذ 19 فبراير (شباط) الماضي عمليات عسكرية لتحريرها من مسلحي التنظيم. وقالت خديجة محمد التي نزحت قبل أيام من ناحية بادوش (غرب الموصل): «لم يعد هناك أي طعام. التنظيم يعاقب كل من يطالب بالطعام من المواطنين بالجلد والسجن، وبدأ مسلحوه ينهبون بيوتنا ويستولون على كل ما نملك من خزين غذائي. ومن يرفض الاستجابة له يعاقب بالقتل».
وأوضحت لـ«الشرق الأوسط» أن «الأحياء الخاضعة لـ(داعش) تشهد يومياً وفاة عشرات الأطفال بسبب نقص الحليب، إضافة إلى الوفيات بين الكبار والمرضى بسبب انعدام الدواء». ودعت القوات الأمنية إلى «الإسراع بعملية تحرير الموصل وتخليص أهلها من (داعش)».



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».