السلطات المصرية توطن 154 أسرة مسيحية فرت من «داعش سيناء» في 7 محافظات

القاهرة وباريس تتفقان على تعزيز التعاون الأمني والعسكري

السلطات المصرية توطن 154 أسرة مسيحية فرت من «داعش سيناء» في 7 محافظات
TT

السلطات المصرية توطن 154 أسرة مسيحية فرت من «داعش سيناء» في 7 محافظات

السلطات المصرية توطن 154 أسرة مسيحية فرت من «داعش سيناء» في 7 محافظات

قال وزير شؤون مجلس النواب المصري المستشار عمر مروان إن عدد الأسر المصرية المسيحية التي غادرت مدينة العريش (شمال سيناء)، بعد استهداف عناصر تنظيم داعش المسلح لهم، ارتفع إلى (154 أسرة) تم تسكينها جميعا في سبع محافظات، مؤكدا تكفل السلطات بإعانتهم ماديا واجتماعيا.
ويسود شمال سيناء حالة من التوتر بسبب هجمات مكثفة تشنها الجماعات المتشددة ضد قوات الجيش والشرطة، تزايدت منذ عزل الرئيس الإخواني الأسبق محمد مرسي عام 2013. ومؤخرا بدأت تلك الجماعات في استهداف المسيحيين، فقُتل سبعة منهم في هجمات مسلحة على مدار الأسابيع الماضية.
ومنذ يوم الجمعة الماضي بدأت الأسر المسيحية مغادرة منازلها في محافظة شمال سيناء، ولجأت إلى عدد من الكنائس في محافظة الإسماعيلية المتاخمة. وقال مروان، في بيان له أمس، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إن آخر تقرير وصل من غرفة العمليات المشكلة لهذا الغرض مساء يوم الاثنين أوضح أنه تم تسكين 108 أسر في محافظة الإسماعيلية و11 أسرة في محافظة أسيوط و7 أسر في محافظة القليوبية و4 في محافظة الدقهلية و17 في محافظة القاهرة و6 في بورسعيد وأسرة واحدة في محافظة المنيا.
وأضاف أن وزارة التضامن الاجتماعي كلفت مديرياتها بالمحافظات بالتواصل مع الأسر والتأكد من أماكن إقامتهم وتدبير مسكن لمن لا يوجد لديهم إقامة، مع صرف مبالغ مالية من مؤسسة التكافل الاجتماعي بالمحافظات للأسر على النحو التالي: 250 جنيها بدل ملبس لمرة واحدة، مائتا جنيه للأسرة المكونة من فرد واحد، 350 جنيها للأسرة المكونة من فردين، 450 جنيها للأسرة المكونة من 3 أفراد، 550 للأسرة المكونة من 4 أفراد فأكثر (الدولار يعادل 16 جنيها تقريبا).
وأشار مروان إلى أن وزير القوى العاملة أعلن بدء تسليم 80 فردا من الأقباط المنتقلين من شمال سيناء عملهم بالمصانع وشركات القطاع الخاص بمحافظة الإسماعيلية، مع قيام مديريات الشباب والرياضة بمحافظات بورسعيد والسويس والشرقية بالاستعداد لاستقبال وافدين جدد.
ولفت إلى أنه من ضمن الإجراءات المتخذة قرار محافظ شمال سيناء بمنح إجازة مدفوعة الأجر لمدة شهر للعاملين في المحافظة من الأقباط لحين استقرار الأوضاع، كما قام وزير الصحة بزيارة إلى محافظة الإسماعيلية للاطمئنان ومتابعة تقديم خدمات الرعاية الصحية وتوزيع كروت للرعاية الصحية على الأسر.
وأوضح أن وزارة التعليم العالي توفر أماكن للطلاب الجامعيين للأقباط المغادرين من محافظة شمال سيناء بجامعتي قناة السويس وبورسعيد والمدن الجامعية، وأنه تم تشكيل لجنة مشتركة من ممثلي وزارات التعليم والصحة والشباب والتضامن الاجتماعي ومحافظة الإسماعيلية والكنيسة من أجل تخفيف العبء عن هذه الأسر.
ونوه إلى أن وزارة التضامن الاجتماعي تتحمل مصروفات التحاق الطلاب بالمدارس الحكومية والخاصة، بناء على الإيصالات المقدمة من المواطنين بذلك، فضلا عن تحمل مصروفات إيجار محال الإقامة الجديدة.
وقال مروان إنه تم توجيه جميع مديريات التربية والتعليم على مستوى الجمهورية باستيعاب جميع الطلاب الذين غادروا محافظة شمال سيناء، مع تشكيل لجان خاصة بمحافظة الإسماعيلية لحصر أعداد تلاميذ المدارس وطلبة الجامعات لإلحاقهم بالمدارس والجامعات. وأعلن أنه يتم توفير وجبات لجميع الأسر، وجار اتخاذ الإجراءات لتسليم كل أسرة مبلغ ألف جنيه كإعانة عاجلة، مع توفير المتابعة الصحية من خلال جامعة قناة السويس ومديرية الصحة وتوفير الأدوية للأمراض المزمنة من نقابة الصيادلة بالإسماعيلية.
إلى ذلك، استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في القاهرة أمس جان إيف لودريان وزير الدفاع الفرنسي. وقال السفير علاء يوسف المُتحدث الرسمي باسم الرئاسة إن الرئيس السيسي أشاد بمواقف الوزير الفرنسي وحرصه على الارتقاء بأطر التعاون بين البلدين حتى وصلت إلى مستوى شراكة استراتيجية على الأصعدة كافة ولا سيما في المجال العسكري، مؤكدا أهمية مواصلة التنسيق والتشاور بين الجانبين من أجل مواجهة التحديات المشتركة القائمة وفي مقدمتها خطر الإرهاب الذي تمتد تداعياته إلى العالم بأسره.
وأضاف المُتحدث أن لودريان ثمن ما شهدته الفترة الماضية من تعاون وثيق وثقة متبادلة بين الجانبين أسهمت في وصول العلاقات الثنائية إلى مستويات غير مسبوقة وجعلت مصر أحد أهم شركاء فرنسا بالشرق الأوسط. وأن الوزير الفرنسي أكد أن بلاده ستواصل دعم دور مصر المحوري بالمنطقة باعتبارها ركيزة أساسية للأمن والاستقرار وسعيها للتوصل إلى حلول سياسية للأزمات القائمة بالمنطقة، مشيرا إلى حرص بلاده على الاستمرار في تعزيز التعاون الثنائي مع مصر في المجالين العسكري والأمني بما يحقق المصالح المشتركة للدولتين.
وذكر السفير يوسف إنه تم خلال اللقاء التباحث حول عدد من الموضوعات المتعلقة بالعلاقات العسكرية والأمنية بين البلدين، حيث تم الاتفاق على الاستمرار في العمل على تعزيز التعاون القائم في هذا المجال، كما تطرق اللقاء إلى آخر تطورات الوضع الإقليمي المتأزم، بالإضافة إلى الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب، حيث أكد الرئيس السيسي في هذا الإطار ضرورة بذل المجتمع الدولي لمزيد من الجهود للتصدي للإرهاب واتخاذ مواقف حازمة وصارمة لوقف تمويل التنظيمات الإرهابية ومدها بالسلاح والمقاتلين.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.