هاري كين... نجم عالمي جديد آخذ في الصعود

أداؤه الراقي مع توتنهام أكد تطوره السريع وألجم ألسنة المشككين في قدراته

هاري كين ماكينة أهداف توتنهام (إ.ب.أ)
هاري كين ماكينة أهداف توتنهام (إ.ب.أ)
TT

هاري كين... نجم عالمي جديد آخذ في الصعود

هاري كين ماكينة أهداف توتنهام (إ.ب.أ)
هاري كين ماكينة أهداف توتنهام (إ.ب.أ)

نجح هاري كين في تسجيل 3 أهداف رائعة لحساب ناديه توتنهام هوتسبير أمام ستوك سيتي، ليقدم بذلك مؤشراً آخر على تطوره السريع الذي ألجم ألسنة المشككين في قدراته، بل أكد أنه مهاجم من عيار النجوم العالميين.
ومع تحقيق توتنهام هوتسبير فوزاً آخر بنتيجة 4 - 0 أمام ستوك سيتي، ثارت في الأذهان صورة المهاجم الهولندي فنسنت يانسن الذي تعاقد مع النادي الصيف الماضي. المهاجم الهولندي انضم إلى توتنهام مقابل 17 مليون جنيه إسترليني ليكون هو قلب الهجوم، وبعد مضي ثلثي الموسم، وجد حصيلته من الأهداف 4 فقط، لم يأتِ أي واحد منها من لعب مفتوح. والآن، يكافح بقوة لإثبات قدراته وأهميته في صفوف فريق لديه نجم بحجم هاري كين. وبينما كان جالساً على مقعد البدلاء في ملعب وايت هارت لين بشمال لندن، شاهد اللاعب الهولندي السبب الذي يبقيه خارج صفوف التشكيل الأساسي للفريق، حيث سجل كين ثالث ثلاثية أهداف له خلال 9 مباريات. لا شك أن هذا المشهد كفيل بجعل اللاعب الهولندي يحن بشدة للعودة إلى بلاده.
ومع ذلك، فإن هذا الإنجاز الذي حققه هاري كين بث شعوراً كبيراً بالفرحة في نفوس كل من يهمهم أمر توتنهام هوتسبير، فقد أصبح في صفوف الفريق هدافاً رائعاً.
وثمة حاجة للتركيز على النقطة الأخيرة، وذلك أنه حتى هذه اللحظة تبقى بعض الشكوك بخصوص قدرات كين وإسهاماته. ويرى البعض أنه لا ينتمي إلى الفئة العالمية من اللاعبين، في الوقت الذي يؤكد فيه البعض أنه حتى لا يعد أفضل المهاجمين على مستوى إنجلترا. ومع ذلك، تبقى الحقيقة البسيطة أن الأرقام لا تكذب - لقد سجل كين حتى الآن ما يفوق 20 هدفاً خلال 3 مواسم متتالية، وخلال موسمه الأول مع كبار توتنهام انضم إلى نادي المائة (أي اللاعبين أصحاب 100 هدف أو أكثر). وقد حقق كين هذا الإنجاز عبر فترات إعارة قضاها في صفوف أندية ليتون أورينت وميلوول وليستر سيتي، وإن كان الأبرز يظل توتنهام هوتسبير.
من جانبه، أكد ماوريسيو بوكتينيو، مدرب توتنهام أن «هاري يتمتع بمكانة أسطورية». وتنبغي الإشارة هنا إلى أن كين لم يتجاوز عمره 23 عاماً بعد، وعليه، فإنه لا يزال لديه الكثير ليقدمه، وحتى الآن أثبت بالفعل أن بمقدوره تقديم أداء نموذجي يصيب الخصوم بجراح لا براء منها.
وفي إطار خطة تشكيل 3 - 4 - 2 - 1، نجح كين على نحو ممتاز في قيادة صفوف فريقه وعمل بمثابة منفذ مستمر لرفاقه ومصدر إزعاج دائم لمدافعي ستوك سيتي حتى خروجه من الملعب وحلول آخر محله في الدقيقة 86 من المباراة. وقد نجح كين من خلال أول هدفين له على وجه التحديد من إبراز قدراته على التنوع في الأداء.
وعبر استغلاله فقدان ريان شوكروس السيطرة على الكرة داخل منطقة مزدحمة في دفاع ستوك سيتي، افتتح كين الأهداف في الدقيقة 14 بكرة منخفضة بقدمه اليمنى استقرت في أقصى زاوية مرمى ستوك سيتي بعدما نجح بصورة ممتازة في السيطرة على الكرة. وفي غضون 18 دقيقة أخرى، تمكن كين من تسجيل الهدف الثاني لكن بقدمه اليسرى هذه المرة من خارج منطقة الجزاء. ورغم أن جزءاً من النجاح في تسجيل الهدف يعود إلى غياب الرقابة عن كين في اللحظة التي صوب زميله كريستيان إريكسن ركلة ركنية باتجاهه، فإن الحقيقة تبقى أنه بذل مجهوداً مثيراً للإعجاب في هذا الهدف مع نجاحه في السيطرة على الكرة جيداً وركلها بقوة كافية لتنطلق كالبرق من بين ساقي فيكتور وانياما لتستقر في أقصى زاوية المرمى، في الوقت الذي لم تتح فيه لحارس مرمى ستوك سيتي، لي غرانت، أدنى فرصة للتصدي لها.
وجاء الهدف الثالث في الدقيقة 37 بمحض الصدفة بالنظر إلى أن الكرة الطويلة التي أطلقها كين حادت عن بيتر كراوتش قبل أن تصطدم بالخطأ في قدم غرانت، لكن مثلما قال كين نفسه، فإنه: «إذا لم تركل الكرة، لن تسجل أهدافاً».
ولم يقتصر إسهام كين على الأهداف الثلاثة، وإنما شارك في الهدف الرابع الذي سجله النادي المضيف في الوقت بدل الضائع في الشوط الأول. كان كين قد نجح في تجاوز لاعب ستوك سيتي برونو مارتينز، قبل أن يندفع نحو منطقة المرمى ويمرر الكرة باتجاه ديلي ألي. ونجح لاعب خط وسط توتنهام هوتسبير، الذي بدا عازماً على تعويض المباراة التي خاضها مع فريقه، الخميس، أمام نادي غنت البلجيكي في إطار بطولة الدوري الأوروبي وتعرض للطرد خلالها وانتهت بالتعادل بين الفريقين، في وضع لمسة نهائية رائعة على الكرة ليحرز منها الهداف الرابع.
والملاحظ أن ستوك سيتي بوجه عام لم يناضل كثيراً في هذه المباراة، بل وقد يكون ذلك أضعف أداء للفريق على امتداد الهزائم الثقيلة الثلاثة التي تعرض لها على يد توتنهام هوتسبير خلال الشهور الـ10 الأخيرة. في الواقع، ثمة مقولة مشهورة تقول إنه بمقدورك هزيمة فقط ما هو أمامك - وهذا تحديداً ما فعله النادي المضيف ليسجل ثامن انتصار له على أرضه على التوالي. ويتسم هذا الفوز الأخير بأهمية خاصة بالنظر إلى أنه يأتي بمثابة تعويض لجماهير النادي عن الخروج من بطولة الدوري الأوروبي، ويقف النادي الآن على بعد 10 نقاط فقط عن تشيلسي الذي يتصدر الدوري الممتاز.
والواضح أن بوكتينيو لم يتخلَّ بعد عن حلم الفوز ببطولة الدوري - ومن أجل ضمان ذلك، من المهم للغاية العمل على الحفاظ على كين في لياقة بدنية جيدة حتى نهاية الموسم. ويتصدر كين حالياً قائمة هدافي الدوري الممتاز بـ17 هدفاً، وبمقدورنا تخيل عدد الأهداف التي كان ربما ليسجلها لولا إصابة الكاحل التي تعرض لها في سبتمبر (أيلول) والتي أبقته بعيداً عن الملاعب طوال 7 أسابيع.
من ناحيته، قال بوكتينيو عن كين: «إنه أحد أفضل المهاجمين على مستوى العالم، وهو لاعب محترف للغاية ويملك شخصية قوية». أما الخبر السار لتوتنهام هوتسبير أن اللاعب يبدو سعيداً بالبقاء في صفوفه لبعض الوقت، وبالتأكيد هي أخبار سارة للجميع - فيما عدا فنسنت يانسن.



بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».