اصطدام قطار وحافلة نقل ركاب صغيرة وسط الخرطوم

تعدد الحوادث لتداعي القضبان المشيدة منذ الاستعمار البريطاني

اصطدام قطار وحافلة نقل ركاب صغيرة وسط الخرطوم
TT

اصطدام قطار وحافلة نقل ركاب صغيرة وسط الخرطوم

اصطدام قطار وحافلة نقل ركاب صغيرة وسط الخرطوم

أعادت تصريحات وزير النقل السوداني للأذهان المقولة الشعبية التي تقول عند الحوادث: «غلطان المرحوم»، وذلك بعد أن حمل مسؤولية مقتل وإصابة 10 أشخاص، باصطدام قطار وحافلة نقل ركاب صغيرة، وسط الخرطوم، لـ«سوء» تخطيط مواقف المركبات العامة، بقوله: «القطار ما غلطان».
ولقي شخصان مصرعهما، وجرح 8 آخرون، ليلة أول من أمس، بعد أن دهس قطار نقل بضائع حافلتهم، أثناء خروجها من موقف المواصلات الرئيسي، وسط الخرطوم، المعروف بموقف «كركر».
وقال وزير النقل والطرق والجسور، مكاوي محمد عوض، في حديث لفضائية سودانية، تعليقاً على الحادث، كما نقلت نشرة صادرة عن حزب المؤتمر الوطني الحاكم حصلت عليها الصحيفة أمس، إن وزارته قامت بكثير من المحاولات لإنشاء حواجز فاصلة بين السكة الحديد وموقف المواصلات بالخرطوم بالتنسيق مع الولاية، وإنها ستواصل جهودها لإقامة هذه الحواجز، بيد أنه استدرك فقال: «موقف المواصلات أنشئ بالقرب من السكة الحديد، وفي كل الحالات القطر ما غلطان».
ونقلت صحيفة «الجريدة» السودانية، أمس، أن قطاراً دهس حافلة نقل صغيرة، كانت تقل مواطنين عائدين من وسط المدينة إلى مساكنهم، أثناء محاولتها الخروج من محطة المواصلات العامة، ويمر المدخل عبر قضيب السكة الحديد. ودهس القطار الحافلة المنكوبة وحافلة أخرى، وقتل شخصان في الحادث، وأصيب 8 نقلوا للمستشفى للعلاج.
وتعددت حوادث جنوح القطارات عن مساراتها الأعوام الماضية. ففي السابع من ديسمبر (كانون الأول) 2014، خرج قطار عن مساره قرب السوق المركزية، جنوب الخرطوم. وفي يونيو (حزيران) من العام نفسه، عند وادي حلفا، شمال البلاد، أعاق انفصال مقطورات وسط الخرطوم حركة السير عام 2014.
ويرجع تعدد حوادث القطارات لتداعي القضبان التي شيدت منذ الاستعمار البريطاني، وإلى عدم وجود علامات إرشادية عند تقاطعات الطرق وخطوط السكة الحديد. ووفقاً للوزير، فإن قطاع النقل بالسكك الحديدية في السودان تدهور السنوات الماضية، وخرجت عدد من القطارات عن الخدمة لأسباب تتعلق بقطع الغيار التي حرمت العقوبات الأميركية البلاد منها.
وأوضح الوزير مكاوي أن وزارته تعمل على تطوير بنيات السكك الحديدية، لتصل مختلف مناطق السودان، بكلفة قدرها 16 مليار دولار، خلال الفترة 2016 – 2029، وأن رفع العقوبات الاقتصادية الأميركية عن البلاد سيسهم إيجاباً في إعادة تأهيل الخطوط والقطارات، باعتبارها والخطوط الجوية السودانية «سودانير» الأكثر تأثراً بتلك العقوبات.



الذكاء الصناعي يقرأ الأفكار وينصّها

فك تشفير إعادة بناء الكلام باستخدام بيانات مسح الرنين المغناطيسي (جامعة تكساس)
فك تشفير إعادة بناء الكلام باستخدام بيانات مسح الرنين المغناطيسي (جامعة تكساس)
TT

الذكاء الصناعي يقرأ الأفكار وينصّها

فك تشفير إعادة بناء الكلام باستخدام بيانات مسح الرنين المغناطيسي (جامعة تكساس)
فك تشفير إعادة بناء الكلام باستخدام بيانات مسح الرنين المغناطيسي (جامعة تكساس)

طُوّر جهاز فك ترميز يعتمد على الذكاء الصناعي، قادر على ترجمة نشاط الدماغ إلى نص متدفق باستمرار، في اختراق يتيح قراءة أفكار المرء بطريقة غير جراحية، وذلك للمرة الأولى على الإطلاق، حسب صحيفة «الغارديان» البريطانية.
وبمقدور جهاز فك الترميز إعادة بناء الكلام بمستوى هائل من الدقة، أثناء استماع الأشخاص لقصة ما - أو حتى تخيلها في صمت - وذلك بالاعتماد فقط على مسح البيانات بالتصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي فقط.
وجدير بالذكر أن أنظمة فك ترميز اللغة السابقة استلزمت عمليات زراعة جراحية. ويثير هذا التطور الأخير إمكانية ابتكار سبل جديدة لاستعادة القدرة على الكلام لدى المرضى الذين يجابهون صعوبة بالغة في التواصل، جراء تعرضهم لسكتة دماغية أو مرض العصبون الحركي.
في هذا الصدد، قال الدكتور ألكسندر هوث، عالم الأعصاب الذي تولى قيادة العمل داخل جامعة تكساس في أوستن: «شعرنا بالصدمة نوعاً ما؛ لأنه أبلى بلاءً حسناً. عكفت على العمل على هذا الأمر طيلة 15 عاماً... لذلك كان الأمر صادماً ومثيراً عندما نجح أخيراً».
ويذكر أنه من المثير في هذا الإنجاز أنه يتغلب على قيود أساسية مرتبطة بالتصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي، وترتبط بحقيقة أنه بينما يمكن لهذه التكنولوجيا تعيين نشاط الدماغ إلى موقع معين بدقة عالية على نحو مذهل، يبقى هناك تأخير زمني كجزء أصيل من العملية، ما يجعل تتبع النشاط في الوقت الفعلي في حكم المستحيل.
ويقع هذا التأخير لأن فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي تقيس استجابة تدفق الدم لنشاط الدماغ، والتي تبلغ ذروتها وتعود إلى خط الأساس خلال قرابة 10 ثوانٍ، الأمر الذي يعني أنه حتى أقوى جهاز فحص لا يمكنه تقديم أداء أفضل من ذلك.
وتسبب هذا القيد الصعب في إعاقة القدرة على تفسير نشاط الدماغ استجابة للكلام الطبيعي؛ لأنه يقدم «مزيجاً من المعلومات» منتشراً عبر بضع ثوانٍ.
ورغم ذلك، نجحت نماذج اللغة الكبيرة - المقصود هنا نمط الذكاء الصناعي الذي يوجه «تشات جي بي تي» - في طرح سبل جديدة. وتتمتع هذه النماذج بالقدرة على تمثيل المعنى الدلالي للكلمات بالأرقام، الأمر الذي يسمح للعلماء بالنظر في أي من أنماط النشاط العصبي تتوافق مع سلاسل كلمات تحمل معنى معيناً، بدلاً من محاولة قراءة النشاط كلمة بكلمة.
وجاءت عملية التعلم مكثفة؛ إذ طُلب من ثلاثة متطوعين الاستلقاء داخل جهاز ماسح ضوئي لمدة 16 ساعة لكل منهم، والاستماع إلى مدونات صوتية. وجرى تدريب وحدة فك الترميز على مطابقة نشاط الدماغ للمعنى باستخدام نموذج لغة كبير أطلق عليه «جي بي تي - 1»، الذي يعتبر سلف «تشات جي بي تي».