سوق العقارات المغربية... أسعار مستقرة والطلب في ارتفاع

نمو بالمبيعات خلال العام الماضي بعد هبوط عقب قمة 2007

فيلا من 8 غرف بالقرب من الساحل المغربي (نيويورك تايمز)
فيلا من 8 غرف بالقرب من الساحل المغربي (نيويورك تايمز)
TT

سوق العقارات المغربية... أسعار مستقرة والطلب في ارتفاع

فيلا من 8 غرف بالقرب من الساحل المغربي (نيويورك تايمز)
فيلا من 8 غرف بالقرب من الساحل المغربي (نيويورك تايمز)

تقع الفيلا المكونة من 8 غرف للنوم و6 حمامات على قمة تل يبعد نحو 9 أميال من وسط مدينة الصويرة المغربية، المدينة الموسرة التي يبلغ تعداد سكانها نحو 70 ألف نسمة، وتطل على ساحل المحيط الأطلسي، وتعرف سياحيا بقلعتها البرتغالية العتيقة، والسوق القديمة، والسواحل الطويلة الرائعة. وتبعد مدينة الصويرة نحو ساعتين ونصف الساعة عن مدينة مراكش، إحدى أكبر الوجهات السياحية شعبية في المغرب.
يقول أليكس بيتو، الشريك في شركة كنسينغتون للعقارات الفاخرة، التي تتخذ من مدينة مراكش مقرا لها، وتتولى عملية تسويق وبيع الفيلا المذكورة: «يقضي كثير من الناس الذين يفدون على مراكش بضعة أيام على ساحل المحيط، كإضافة مميزة لرحلتهم السياحية في البلاد».
صُمم المنزل، البالغة مساحته 6781 قدما مربعة وشُيد عام 2009، بواسطة الملاك الحاليين، وهو معروض للبيع بقيمة 1.06 مليون دولار. وهو مبني على الطراز المغربي التقليدي، والمنزل الذي يأخذ شكل المستطيل مشيد من جدران حجرية ومصمم حول فناء متوسط كبير، مع غرف تشبه الأبراج الصغيرة في كل ركن من أركان المنزل.
ويشتمل المنزل على مسبح بمياه دافئة يقع في الفناء الداخلي، إلى جانب أشجار النخيل المتناثرة هنا وهناك، ونافورة، وحديقة صغيرة مهذبة ومشذبة على نحو جميل. وهناك شرفة شبه مستديرة عند إحدى نهايات المنزل، ومحاطة في جزء منها بنوافذ زجاجية مطولة، تطل على المحيط الريفي الخارجي.
تقع مساحة المعيشة الرئيسية إلى جانب 5 غرف للنوم في الطابق الأرضي، كما أن هناك غرفتين للنوم في كل جناح من أجنحة المنزل، وغرفة النوم الخامسة مستخدمة في الوقت الحالي غرفة للألعاب.
وهناك كذلك 3 حمامات في الطابق الأرضي، إلى جانب حمام مخصص للضيوف بجوار المسبح الداخلي.
توجد مدفأة في غرفة المعيشة الداخلية مصنوعة من الحجارة، وهي متصلة بغرفة تناول الطعام عبر قوس مزخرف. وهناك خزائن مدمجة داخل غرفة الطعام. وأبواب على الطراز الفرنسي تؤدي إلى الفناء. ويشتمل سعر المنزل على الأثاث الداخلي. وكثير من القطع قد صممت خصيصا للمنزل على أيدي الحرفيين المحليين.
ويحتوي المنزل على مطبخين. المطبخ الرئيسي، المتصل بمنطقة المعيشة، وفيه طاولات من الحجر و5 مواقد وفرن من الحجم الكبير يعمل بالغاز. والمطبخ الثاني، يقع في البهو الكبير أسفل الشرفة، وهو يستخدم في الأساس لتخزين وإعداد الطعام للحفلات الكبيرة، كما أفاد الملاك.
وأرضية المنزل في أغلب مناطق المعيشة مصنوعة من الخرسانة المصقولة، وأرضيات الغرف الأخرى مصنوعة من الفخار أو من الخشب الصلب. وأسقف المنزل، أغلبها مصنوع من الأعمدة الخشبية، على الطراز المغربي التقليدي. وأغلب جدران الحمامات وكثير من الغرف مبنية من الجص الملون، وهو يعد من التجهيزات مغربية الطابع والأسلوب.
أما غرفة النوم الرئيسية في الطابق الأرضي فتضم مدفأة، وحماما داخليا، وأبوابا من الطراز الفرنسي تؤدي إلى الفناء الخارجي للمنزل. وهناك سلم يؤدي إلى مكتب يوجد في إحدى غرف المنزل الركنية في المستوى العلوي. واثنتان من الغرف الركنية العلوية الأخرى في المنزل هي من غرف النوم، ومنها غرفة يوجد فيها حمام خاص.
يستقر المنزل الكبير على مساحة 5 أفدنة من بساتين الزيتون، وأشجار الأرغان، وأشجار الصنوبر، إلى جانب حديقة تضم مختلف النباتات الجميلة.
ويضم المنزل غرفة واحدة للنوم وحماما واحدا للضيوف بمساحة تبلغ 540 قدما مربعة (50 مترا مربعا) في الحديقة، وهناك مساحة مستقلة لإقامة المسؤولين عن تصريف أعمال المنزل بالقرب من المدخل الرئيسي للمنزل، وتوجد فيها غرفة نوم واحدة مع حمام خاص (وهي غير مدرجة على تعداد غرف المنزل). وهناك في المنزل مرأب يتسع لسيارتين، وموقف داخلي للسيارات يتسع لعشر سيارات أخرى.
والمناخ العام في المكان لطيف وبارد عن مناخ مدينة مراكش، مع درجات الحرارة التي قلما تجاوز 85 درجة فهرنهايت. وهناك متاجر ومطاعم على مسافة 10 دقائق بالسيارة من المنزل، في حين يبعد الشاطئ مسافة 15 دقيقة عن المنزل. ويبعد مطار الصويرة الصغير مسافة 6 أميال عن المنزل، أما مطار مدينة مراكش، وهو المطار الرئيسي هناك، فيبعد نحو ساعتين ونصف الساعة عن المنزل.
* نظرة عامة على السوق
تأثرت سوق العقارات في المغرب بالأحداث المضطربة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط في الآونة الأخيرة، إلى جانب الاضطرابات الأخرى المستمرة في بعض أجزاء من الشمال الأفريقي، وفقا للسيد بيتو، الذي قال: «تحملت الأسواق في المغرب نفس الظروف التي طالت بعض أجزاء أخرى من نفس المنطقة بكل أسف».
فلقد شهدت الأسعار هبوطا إجماليا بواقع 30 إلى 40 في المائة من القمة التي بلغتها ارتفاعا في عام 2007.
ولكن الأسواق شهدت ارتفاعا طفيفا في المبيعات خلال العام الماضي، ويرجع ذلك جزئيا إلى مَن يشترون المنازل الثانية، الذين يستفيدون من انخفاض الأسعار، كما يقول الوكلاء. ويعتبر العملاء مدينة الصويرة البديل الرخيص للمنتجعات الشاطئية الفاخرة في إسبانيا وفرنسا.
ويقول فيليب تشالندر، الوكيل العقاري لدى شركة «إيميلي غارسين» في مراكش، وهي من الشركات العقارية هناك: «تعتبر الأسعار حاليا مستقرة، ولكن الطلب في ارتفاع مستمر، مما قد يؤدي إلى ارتفاع الأسعار في العام المقبل».
وقال السيد تشالندر: «يُجرى تقييم كل وحدة وفقا للموقع، والحجم، والمرافق، ومعايير البناء، وحالة المبنى». وتعتبر الفيلات الصغيرة على الطراز المغربي التقليدي والمبنية حول فناء داخلي في كل واحدة منها، أو الفيلات خارج البلدات والمدن التي تضم المسابح الداخلية، هي الأكثر شعبية في الوقت الحالي. وفي وسط المدينة، تباع الفيلات الصغيرة القديمة بسعر يبدأ من مائتي ألف دولار للفيلا الواحدة. ويجري تسويق العقارات المغربية في الأسواق العالمية بعملة اليورو، ولكن المعاملات تتم داخل المملكة المغربية بالدرهم المغربي.
ويمكن لسوق الإسكان في مدينة الصويرة أن تتلقى بعض المساعدة من الجهود الريفية لتحسين السياحة، كما يقول الوكلاء. ولدى الحكومة المغربية هدف بزيادة الزائرين الأجانب للمغرب إلى 20 مليون سائح بحلول عام 2020. وهو ضعف الرقم الذي يزور البلاد فعليا في الوقت الحالي.
* من يشتري العقارات في الصويرة؟
تعتبر مدينة الصويرة في الوقت الحالي إحدى أكبر الوجهات السياحية شعبية في المغرب، وهي معروفة بثقافتها الرائعة، والتي اجتذبت بها السياح والفنانين والموسيقيين من مختلف أرجاء العالم. يقول السيد بيتو: «كانت دائما معروفة بثقافتها الجميلة».
والنسبة الغالبة، التالية، ممن يشترون المنازل هناك تأتي من فرنسا، ولكن مدينة الصويرة تجذب كثيرا من العملاء الدوليين وعلى نطاق واسع، بما في ذلك المتقاعدون من بلجيكا، والدول الاسكندنافية، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة الأميركية، كما قال السيد بيتو. وفي عام 2015، بدأت خطوط الطيران الرخيصة، شركة «إيزي – جيت»، في تسيير الرحلات الجوية من مطار لوتون في لندن إلى مدينة الصويرة، مما يوسع الأسواق البريطانية، كما قال.
* أساسيات الشراء
ليست هناك قيود على تملك الأجانب للأراضي في المغرب، باستثناء المناطق الموصوفة بأنها زراعية، كما يقول رضا بولماني، كاتب العدل من مدينة مراكش. وكتاب العدل هم من الموظفين العموميين ويتعاملون مع الجانب الأكبر من المعاملات هناك، على الرغم من أن الوكلاء في أغلب الأحيان ينصحون المشترين بتوكيل محام للإشراف على عمليات الشراء.
وتبدأ العملية بتوقيع العقد الابتدائي (والمعروف محليا باسم عقد التراضي)، ثم يوفر كاتب العدل شهادة الملكية عند استكمال الصفقة تماما، كما قال السيد بولماني. والعقود التي تتضمن المشترين الأجانب تجرى صياغتها باللغة الفرنسية.
يصعب الحصول على الرهن العقاري في المغرب، وهي عملية غالبا تتطلب سداد 30 في المائة من إجمالي سعر الشراء، كما يقول الوكلاء.
* المواقع الإلكترونية
الموقع الرسمي للسياحة في المغرب: (visitmorocco.com)
موقع معلومات الحكومة المغربية: (maroc.ma)
* الضرائب والرسوم
تبلغ الرسوم والضرائب في المعتاد نحو 7 في المائة من سعر الشراء، كما يقول السيد بولماني. وتبلغ ضريبة أرباح رأس المال على مبيعات العقارات 20 في المائة من صافي الأرباح على المبيعات، مع نسبة 3 في المائة، كحد أدنى، من سعر الشراء. ولكن المبيعات معفاة من ضريبة أرباح رأس المال إذا كان العقار هو المنزل الرئيسي للمالك، لفترة لا تقل عن 6 سنوات متتالية.
وهذا المنزل يقع في المنطقة الريفية، مع عدم وجود ضريبة الأملاك السنوية، وفقا لأصحاب المنزل.

* خدمة «نيويورك تايمز»



هل تعزز زيادة الإيجار من مستقبل جزيرة كوني في نيويورك؟

أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل
أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل
TT

هل تعزز زيادة الإيجار من مستقبل جزيرة كوني في نيويورك؟

أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل
أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل

يتعين على ديانا كارلين الانتهاء من تأليف الكتاب الذي تعمل عليه بشأن متعة امتلاك بوتيك لولا ستار، ذلك المتجر الصغير والساحر للغاية في ممشى كوني آيلاند، على مدى السنوات الـ19 الماضية. لكن بدلا من ذلك، انتابت السيدة كارلين حالة من الخوف والتوتر منذ أن عرض عليها مالك المتجر الذي تعمل فيه عقدا جديدا للإيجار منذ عدة أسابيع - تزيد فيه القيمة الإيجارية بنسبة 400 في المائة دفعة واحدة. وقالت: «إنني أتساءل إن كان ينبغي علي أن أطلب لافتات (التوقف عن العمل!)».
وفي الصيف الماضي، كانت كوني آيلاند في حي بروكلين بمدينة نيويورك تزدحم بالباحثين عن الاستمتاع على الشواطئ ومختلف أشكال الترفيه الأخرى، ولكنها تميل لأن تكون أكثر هدوءا في فصل الشتاء. وقبل أكثر من عشر سنوات مضت، تعهدت مدينة نيويورك بإنشاء وجهة سياحية ذات حديقة مائية، وساحة كبيرة، وحلبة للتزلج على الجليد، تعمل على مدار السنة، مع ملايين الدولارات من الاستثمارات السكنية والتجارية.
وفي الأثناء ذاتها، قال مايكل بلومبيرغ - عمدة مدينة نيويورك آنذاك، إنه سوف تتم حماية مطاعم الأكل والمتاجر الرخيصة في المنطقة. وكان مارتي ماركويتز رئيس مقاطعة بروكلين قد أعلن في عام 2005 أن الخطة المزمعة سوف تحافظ على الروعة التي تنفرد بها كوني آيلاند مع روح المحبة والمرح المعهودة. ولكن على غرار الكثير من الخطط الكبرى في مدينة نيويورك، لم تتحقق الرؤية الكاملة للمشروع بعد. فلقد بدت كوني آيلاند خالية بصورة رسمية بعد ظهيرة يوم من أيام يناير (كانون الثاني) الماضي، وصارت بعيدة كل البعد عما تعهدت به إدارة المدينة عن الجاذبية والنشاط على مدار العام كما قالت. إذ تهب الرياح الصاخبة على منشآت مدن الملاهي الشهيرة مثل لونا بارك وستيبلشيز بارك، ولكن لا وجود لحلبة التزلج أو الحديقة المائة، حيث لم يتم إنشاء هذه المنشآت قط.
والآن، وفي مواجهة آلة التحسين التي تتحرك بوتيرة بطيئة للغاية، أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند مجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل. تقول السيدة كارلين: «إنهم يحاولون الآن تحويل ساحة اللعب المخصصة لعوام الناس إلى ملعب خاص بالأثرياء فقط».
وكانت السيدة كارلين، رفقة 5 آخرين من أصحاب الشركات الصغيرة في كوني آيلاند - وهم: ناثان فاموس، وروبي بار آند جريل، وبولز دوتر، ومطعم توم، وبيتش شوب - يتفاوضون على عقود جديدة للإيجار تمتد لمدة 10 سنوات مع شركة «زامبيرلا»، وهي الشركة المالكة للمتنزه الإيطالي التي تعاقدت معها مدينة نيويورك قبل عشر سنوات لبناء وإدارة منطقة لونا بارك الترفيهية في كوني آيلاند، والتي تعد الشركات الصغيرة المذكورة جزءا لا يتجزأ منها.
وجاءت شركة «زامبيرلا» بشروط جديدة: زيادة القيمة الإيجارية من 50 إلى 400 في المائة لكل شركة من الشركات المذكورة. وتقول السيدة كارلين عن ذلك: «إنني أعشق كوني آيلاند، والحصول على هذا المتجر على الممشى السياحي كان من أحب أحلام حياتي. ولكن ليست هناك من طريقة أتمكن بها من تحمل الشروط الجديدة».
وفي رسالة وصلت إلى صحيفة «نيويورك تايمز» من أليساندرو زامبيرلا رئيس الشركة المذكورة، جاء فيها: «نحن نهتم بشؤون كوني آيلاند ومستقبلها، ونحن ملتزمون بتحويلها إلى أقوى مجتمع يمكن بناؤه. وذلك هو السبب في تواصلنا مع المستأجرين لضمان نجاح أعمالهم ضمن المحافظة على شخصية كوني آيلاند المميزة».
ورفض السيد زامبيرلا، الذي كان في رحلة سفر إلى إيطاليا، الإجابة عن أسئلة محددة طرحتها عليه صحيفة «نيويورك تايمز»، غير أنه أضاف يقول إن ثلاثة من أصل ست شركات قد وافقت بالفعل على عقود الإيجار الجديدة ووقعت عليها، وإن الشركات الأخرى تحقق تقدما ملموسا على هذا المسار.
أثارت الزيادات المقترحة في القيمة الإيجارية على الشركات الست الصغيرة حالة من الشد والجذب الشديدة المستمرة منذ سنوات داخل كوني آيلاند.
ففي عام 2009، وبعد مواجهة استغرقت 4 سنوات كاملة حول أفضل خطط إحياء وتجديد المنطقة، ابتاعت المدينة تحت رئاسة مايكل بلومبيرغ 7 أفدنة في منطقة الترفيه المضطربة من المطور العقاري جوزيف سيت مقابل 95.6 مليون دولار.
وأراد مايكل بلومبيرغ استعادة المنطقة إلى سابق عهدها، والتي بدأت تواجه الانخفاض منذ ستينات القرن الماضي، من خلال تعزيز تطوير المتاجر والشقق على طول طريق سيرف في المنطقة. وكانت الشركات التي افتتحت في فصل الصيف تنتقل إلى جدول زمني للعمل على مدار العام، مما يساعد على تعزيز رؤية مايكل بلومبيرغ باعتبار كوني آيلاند أكبر مدينة للملاهي الترفيهية والحضرية في البلاد.
ثم استأجرت شركة «زامبيرلا» الأرض من المدينة، مما أتاح لها افتتاح مدينة لونا بارك الترفيهية في عام 2010، مع إملاء عقود الإيجار الخاصة بالشركة مع أصحاب الشركات الصغيرة، ومطالبة هذه الشركات بتسليم جانب من الأرباح المحققة إلى المدينة.
وتعرضت الشركات العاملة على الممشى السياحي في المنطقة للإغلاق، حيث عجزت عن الاتساق مع الرؤية الجديدة للشركة الإيطالية. وكانت شركات صغيرة أخرى، مثل متجر السيدة كارلين، قد عاد للعمل بعد قرار الإخلاء الذي تعرضت له في عهد المطور العقاري جوزيف سيت.
وبحلول عام 2012، كانت جهود الانتعاش جارية على قدم وساق، وشهدت المنطقة نموا في الجماهير والإيرادات. وقالت السيدة كارلين إنها حققت أرباحا بنسبة 50 في المائة تقريبا بعد تولي شركة «زامبيرلا» مقاليد الأمور.
وقال سيث بينسكي، الرئيس الأسبق لمؤسسة التنمية الاقتصادية، حول المنطقة: «يعتقد أغلب الناس أنه قد جرى تطوير المنطقة لتتوافق مع التاريخ المعروف عن كوني آيلاند». ومع ذلك، فإن منطقة الملاهي لا تعمل على مدار السنة. وقال مارك تريغر، عضو مجلس المدينة الممثل لقطاع بروكلين الذي يضم كوني آيلاند، إنه يعتقد أن الوضع الراهن نابع من ندرة الاستثمارات من قبل مجلس المدينة وعمدة نيويورك بيل دي بلاسيو ضمن أهداف المدينة لعام 2009. وقال السيد تريغر: «لا تعرف الشركات إلى أين تذهب كوني آيلاند في ظل إدارة دي بلاسيو للمدينة. فهناك قصور واضح في الرؤية ولا وجود للخطط الشاملة بشأن تحسين المنطقة». وأضاف أن الوعود غير المتحققة منحت شركة «زامبيرلا» قدرا من النفوذ لإضافة المزيد من الأعباء على المستأجرين للمساعدة في استرداد الأرباح المهدرة. وقال إن هؤلاء المستأجرين قد استثمروا أموالهم هناك تحت فكرة تحول هذه المنطقة إلى وجهة سياحية تعمل طوال العام، مع حركة السير على الممشى طيلة السنة، على العكس من 3 إلى 4 أشهر من العمل فقط في العام بأكمله. ولا يمكن لأحد السماح بتحويل الأراضي العامة إلى سلاح باسم الجشع لإلحاق الأضرار بالشركات الصغيرة.
ولقد أعربت السيدة كارلين رفقة العشرات من العمال الآخرين في كوني آيلاند عن اعتراضهم على زيادة القيمة الإيجارية وذلك بالوقوف على درجات سلم مجلس المدينة في أوائل شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
وفي مقابلة أجريت مع صحيفة «نيويورك تايمز»، وصف نورمان سيغيل محامي الحقوق المدنية قرار شركة «زامبيرلا» بأنه غير مقبول تماما، وأضاف أنه ينبغي على عمدة نيويورك بيل دي بلاسيو التدخل في الأمر. وأضاف المحامي سيغيل أن إدارة مجلس المدينة يجب أن تطالب الشركة الإيطالية طرح شروط إيجارية معقولة، وإذا لم يحدث ذلك، فينبغي على المدينة التفكير جديا في سحب عقد الإيجار من شركة «زامبيرلا»، التي أفادت في محاولة لتحسين النوايا بأنها سوف تمدد الموعد النهائي للسيدة كارلين لتوقيع عقد الإيجار الخاص بها حتى يوم الأربعاء المقبل.
وقالت السيدة كارلين عن ذلك: «يقضي صاحب الشركة عطلته في إيطاليا في حين أنني أبذل قصارى جهدي لمجرد إنقاذ متجري الصغير ومصدر معيشتي الوحيد». ورفض السيد زامبيرلا وأصحاب الشركات الخمس الأخرى التعليق على عقود الإيجار الخاصة بهم، برغم أن الكثير من الشخصيات المطلعة على الأمر أكدوا أن الزيادة تتراوح بين 50 في المائة للمتاجر الكبيرة و400 في المائة لمتجر السيدة كارلين الصغير، والتي قالت إنها تعتقد أن الشركات الأخرى لم تتحدث عن المشكلة علنا خشية الانتقام من الشركة الإيطالية ومخافة قرارات الطرد.
وأضافت السيدة كارلين تقول: للتعامل مع الزيادات المطلوبة في الإيجار قرر أصحاب المتاجر رفع الأسعار، وإن أحد المطاعم أجرى تغييرات للانتقال من مطعم للجلوس وتناول الطعام إلى مطعم للوجبات السريعة للحد من التكاليف.
واستطردت السيدة كارلين تقول: «حاولت تقديم الالتماس إلى مجلس المدينة مرارا وتكرارا من خلال المكالمات الهاتفية ورسائل البريد الإلكتروني والاحتجاجات خلال الشهر الماضي - ولكن لم يتغير شيء حتى الآن. وقال لها مجلس المدينة إنه غير قادر على المساعدة وليس هناك الكثير مما يمكن القيام به، ولكنني لا أوافق على ذلك، فهم أصحاب الأرض التي يستأجرها منهم زامبيرلا».
وقال المحامي سيغيل إن الزيادات باهظة للغاية لدرجة أنها قد تكون سببا وجيها للتقاضي، وأضاف: «هناك عدد من السوابق القضائية في ذلك إذا قررت المحكمة أن ما تقوم به الشركة غير معقول، ويمكن أن يكون ذلك من المطالب القانونية المعتبرة في حد ذاتها».
وليست هناك مؤشرات عامة في مجلس المدينة بشأن خطط سحب عقد الإيجار من زامبيرلا، أو التدخل، إذ إن زيادة القيمة الإيجارية لا تنتهك الاتفاقية المبرمة بين مجلس المدينة وبين شركة زامبيرلا. ونفت السيدة جين ماير، الناطقة الرسمية باسم عمدة نيويورك، الادعاءات القائلة بأن إدارة المدينة تفتقد للرؤية الواضحة أو الخطة الشاملة حيال كوني آيلاند. وقالت إن المدينة أنفقت 180 مليون دولار على تطوير البنية التحتية في كوني آيلاند خلال السنوات العشر الماضية، مع التخطيط لتوسيع نظام النقل بالعبّارات في نيويورك إلى كوني آيلاند بحلول عام 2021.
وأضافت السيدة ماير تقول: «تلتزم إدارة المدينة بالمحافظة على شخصية كوني آيلاند مع ضمان الإنصاف والمساواة والاستعداد للمستقبل». في حين تساءل المحامي سيغيل: لمن يُخصص هذا المستقبل؟ وهو من مواطني المدينة ونشأ في حي بروكلين، واعتاد قضاء فترات من الصيف على الممشى السياحي هناك، ويتذكر إنفاق دولار واحد لدخول مدينة الملاهي ثم العودة لتناول وجبة العشاء الشهية لدى مطعم ناثان فاموس المعروف، وقال: «علينا مواصلة الكفاح لإنقاذ كوني آيلاند التي نحبها».
- خدمة «نيويورك تايمز»